أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين















المزيد.....


ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 22:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب العربية سعادة عندما اندلع الحراك الشعبي العربي بداية عام 2011 ، وكيف لا ، وقد اكتوى الفلسطينيون بتآمر أنظمة عربية عليهم وتجاهل أخرى لقضيتهم ، كانت المراهنة أن أية ثورة أو تغيير في الأنظمة سيؤدي لاستلام الجماهير أو نخب تعبر عن الإرادة الشعبية مقاليد الأمور ،والجماهير العربية بطبيعتها مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بغض النظر عن الخلافات الفلسطينية الداخلية ،وهي خلافات سياسية تشهد مثيلا لها غالبية الدول والمجتمعات ولا نعتقد أن هذه الحالة تختلف كثيرا عن الحالة المصرية أو السورية أو الليبية أو اليمنية ، وتاريخيا لم تكن الشعوب تلتفت لهذه الخلافات الفلسطينية الداخلية بقدر ما يعنيها الوقوف أمام العدوان الصهيوني وما تمثله إسرائيل من خطر وجودي ليس فقط على الفلسطينيين بل وعلى الشعوب العربية.
كان الحس الشعبي عند الجماهير العربية يدرك أن الفلسطينيين في مواجهتهم لإسرائيل إنما يدافعون عن أنفسهم وعن الأمة العربية وخصوصا دول الجوار ولو استسلم الفلسطينيون باكرا لإسرائيل لانتقلت إسرائيل في مشروعها التوسعي إلى الدول العربية المجاورة ، أيضا كانت الجماهير العربية تدرك أن جزءا كبيرا من الخلافات الفلسطينية الداخلية يتحمل المسؤولية عنها الأنظمة العربية التي تريد أن توظف القضية الفلسطينية لخدمة أجندتها الخاصة من جانب ولتوصل رسالة لشعوبها أن الفلسطينيين متفرقين ومتناحرين وبالتالي لا نستطيع مساعدتهم أو لا يستحقون المساعدة، وقد لعبت أنظمة عربية وفضائياتها دورا في تأجيج الخلافات الفلسطينية الداخلية وتضخيمها ومساندة طرف على حساب طرف آخر وفي النهاية شيطنة كل الأطراف الفلسطينية.
نعم تفاءل الفلسطينيون بالحراك الشعبي بالرغم من حالة القلق التي انتابتنا نظرا لغياب القضية الفلسطينية عن أجندة الثورات ، وربما وجدنا عذرا لذلك أن هناك أولويات للثوار وهي تغيير النظام القائم وبناء الدولة والمجتمع ثم التفرغ للقضية المركزية للأمة العربية ، حتى القلق الذي انتابنا عندما تدخل حلف الأطلسي لإسقاط نظام معمر القذافي وعندما أعلن الرئيس الإخواني مرسي اعترافه بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل وأرسل رسالته الشهيرة لشمعون بيرس ، وعندما صدرت تصريحات مقلقة من أكثر من مسؤول في المعارضة السورية ضد الفلسطينيين بل ووصول الأمر لقتل وإماتة الفلسطينيين جوعا في مخيم اليرموك ، كظمنا غيظنا وبحثنا عن مبررات لذلك ، لإدراكنا طبيعة العلاقة التي تحكم الإخوان المسلمين و (جماعات الإسلام السياسي الأمريكي) بواشنطن ومصالحها في المنطقة ، وقلنا إنها مرحلة انتقالية سيدفع الفلسطينيون الثمن ولكن بعدها ستعود الجماهير العربية وأنظمة ما بعد الثورة لأصالتها العربية الحقيقية وتُعيد ترتيب أولوياتها لتلتفت للقضية الفلسطينية ليس من أجل الدفاع عن عدالتها فقط ولكن دفاعا عن المصالح العربية المُهددة من الكيان الصهيوني .
بعد ثلاث سنوات انكشف مستور (الربيع العربي) ولن ندخل في نقاش مجددا حول ما جرى ،المهم انتهى حكم الإخوان المسلمين في مصر وتم تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية وتبع ذلك قرار حظر حركة حماس في مصر وشن الإعلام المصري حملة شرسة على حركة حماس متهما إياها بالمشاركة في أعمال العنف في مصر بالرغم من أن حركة حماس برأت نفسها من هذه الأعمال دون أن تبرئ نفسها من الانتماء لجماعة الإخوان أو تعارض مواقفهم ، ولكن الإعلام المصري باستثناء القلة لم يفصل بين حركة حماس والشعب الفلسطيني ، وعن قصد تمت عملية شيطنة الشعب الفلسطيني عند الجماهير المصرية حتى بات الفلسطينيون في مصر يعيشون حالة رعب ،و تتم معاقبة حوالي مليوني فلسطيني في القطاع مع أن الحكومة المصرية يمكنها أن تعاقب حركة وحكومة وسلطة حماس دون الإضرار بالشعب الفلسطيني ، وتفاوتت التفسيرات لذلك التصرف الرسمي من الحكومة المصرية والإعلام المصري ،وذهبت غالبية التفسيرات إنها محاولة مصرية لإنهاء حكم حماس في غزة لأن مصر لن تقبل بوجود نظام يحكمه الإخوان على حدودها وخصوصا مع الهشاشة الأمنية للمنطقة الحدودية في سيناء ، وبعض التفسيرات المتفائلة ذهبت للقول بأن الهدف مساعدة الفلسطينيين وخصوصا الشرعية المتجسدة بالرئيس أبو مازن بإنجاز المصالحة وتوحيد شمل الفلسطينيين من خلال إجبار حركة حماس على قبول تنفيذ اتفاقات المصالحة .
إلا أن ما جرى خلال الشهرين الماضيين أثار كثيرا من التساؤلات حول سياسة الحكومة والإعلام المصري تجاه فلسطين والفلسطينيين ،ذلك أن يتم استقبال محمد دحلان ، المفصول من حركة فتح والمشتبك بخصومة كبيرة مع الرئيس والذي لا يتوفر على صفة إلا أنه عضو مجلس تشريعي، استقبالا رسميا ويُسمح له بتوظف الإعلام المصري لمهاجمة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين العضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية ،فإن ذلك مؤشرا خطيرا وله دلالاته السياسية الخطيرة .
بالرغم من عدم رضانا عن بث خطاب الرئيس أبو مازن في المجلس الثوري عبر الفضائيات وقد عبرنا عن رأينا في حينه ،إلا أنه لا يجوز لقناة إعلامية مصرية (قناة دريم ) أن تسمح لدحلان أو غيره أن يهاجم الرئيس أبو مازن أو يرد عليه بأسلوب يفتقر لكل احترام وبما يتعارض مع ما يجب أن يكون عليه التعامل مع رئيس دولة ،ولا نعتقد أن وائل الإبراشي الذي استضاف محمد دحلان تصرف من تلقاء ذاته فالكل يعلم أن الإعلام المصري الآن له مرجعية ووجهة واحدة . ونخشى أن هناك رسالة يريد البعض في النظام الجديد في مصر ومن خلال ماكينته الإعلامية تبليغها ليس فقط للرئيس أبو مازن بل للشعب المصري ولدول متعددة .
إلا أن اخطر ما في الرسالة التي يريد الإعلام المصري تبليغها هي : إن كل الفلسطينيين سواء ، فالتيار الإسلامي الفلسطيني معاد لمصر ولشعبها ، والتيار الوطني منقسم على ذاته وفاسد ومشكوك بوطنيته !. الهدف من هذه الرسالة إعادة تشكيل وعي الجماهير المصرية العاشقة لفلسطين وقضيتها العادلة تجاه فلسطين والفلسطينيين ، بالزعم أن الفلسطينيين لا يستحقون مساندتهم أو الوقوف لجانبهم ولا داع لأن تعيد مصر النظر باتفاقية كامب ديفيد إرضاء للفلسطينيين ، مع تكرار الحديث الذي يحتاج لمراجعة أن مصر قدمت مائة ألف شهيد دفاعا عن الفلسطينيين وذلك للوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني.
صحيح أن أوضاعنا الداخلية صعبة ولكن ليس الإعلام المصري أو غيره من يمنح الشرعية لهذا الزعيم الفلسطيني أو ذاك ، وليس الملياردير نجيب سويرس أبن النظام المصري السابق من يمنح شهادة حسن سلوك لرئيس فلسطين ، وحتى لو اختلفنا مع الرئيس أبو مازن في قضايا محددة بل وطالبنا بفتح ملف مؤسسة القيادة في فلسطين ، إلا أننا لا نسمح لأحد أن يهين رئيسنا، والشعب الفلسطيني يعرف تاريخ كل مسؤول وقائد فلسطيني أكثر مما يعرفهم الإعلام المصري.
وأخيرا نؤكد أن مصر هي الشقيقة الكبيرة ،عزتها ورفعتها عزة ورفعة لفلسطين ،ولا يمكن للفلسطينيين مواجهة المخططات الصهيونية بدون عمقها العربي وعلى رأسه مصر ، ولكن في المقابل فإن أية دولة عربية تريد ريادة الأمة العربية ومصر هي الأقدر والأحق بذلك ، لن يمكنها ذلك إلا من البوابة الفلسطينية من خلال تبني القضية الفلسطينية ومساعدة شعبها .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان
- خطاب الرئيس يثير إشكالية مؤسسة القيادة الفلسطينية مجددا
- زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قياد ...
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات
- عندما يَكثُر (القادة) وتغيب مؤسسة القيادة
- الثورة والديمقراطية وحكم العسكر
- الوطن أهم من الدولة والسلطة
- حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟
- بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
- ماذا يجري ل / وفي تنظيم فتح في قطاع غزة ؟
- التقارب بين حماس ودحلان : لصالح من ؟ وعلى حساب من؟
- صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام
- من المسئول عن إعاقة استنهاض حركة فتح ؟
- حماس ليست حركة إرهابية ولكن عليها الاختيار بين : فلسطين أو ا ...


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين