أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق















المزيد.....

القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 12:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما انتصرت انتفاضة تموز العسكرية عام 1958 وناضلت الجماهير الشعبية من أجل تحويلها إلى ثورة ديمقراطية عميقة قادرة على حل المعضلات الأساسية للاقتصاد والمجتمع العراقي وإنهاء العلاقات الإنتاجية شبه الإقطاعية وإنهاء دور الإقطاعيين في استغلال الفلاحين الفقراء وبناء المجتمع المدني الحديث ومعالجة المسألة الكردية بروح ديمقراطية تستجيب لحقوق الشعب الكردي ومطالبه العادلة, وعندما بدأت حكومة قاسم تتخذ إجراءات كثيرة ذات مضمون وطني وديمقراطي تقدمي, ومنها معاقبة شركات النفط الأجنبية أو بذل الجهد لتعزيز الاستقلال, وعندما استجابت لمطالب المرأة العراقية ورابطتها بإصدار قانون الأحوال الشخصية حيث كرس بعض حقوق المرأة العراقية المشروعة والعادلة, تصدى القوميون والبعثيون وكل الرجعيين للحكومة الجديدة منذ البدء وطرحوا "شعار الوحدة مع مصر وسوريا" بهدف توجيه الأمور وجهة أخرى لا تخدم مصالح الديمقراطية وحقوق القوميات في العراق, وعملوا جاهدين على شق وحدة الصف الوطني والتآمر للإطاحة بحكومة قاسم الوطنية. وقد ارتكبت حكومة قاسم الكثير من الأخطاء بدعم غير مباشر من ذات القوى القومية لتوريط قاسم بسياسات خاطئة ومدمرة, وهي التي ساهمت بدفع قاسم إلى شن الحرب ضد الشعب الكردي والمطالبة بالكويت, مما سهل نجاح المتآمرين بالتعاون مع القوى الأجنبية في الإطاحة بحكومة قاسم ودفن ثورة 14 تموز, وفرض أشرس حكم بعثي – قومي شهده العراق حتى ذلك الحين, حيث احتل صبحي عبد الحميد منصب مدير الحركات العسكرية وعبد الكريم فرحان قائداً لموقع بغداد ثم قائداً للفرقة الأولى. وقد شارك القوميون الشوفينيون في المجازر التي نظمت للشيوعيين والديمقراطيين والنقابيين وغيرهم في العراق, ومن بينهم عبد الغني الراوي وطاهر يحيى وصبحي عبد الحميد وعبد الكريم فرحان وغيرهم من القوميين, إضافة إلى جمهرة من البعثيين الذين كانوا على رأس السلطة وفي أجهزتها, ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي.
ثم كان القوميون على رأس الانقلاب الذي أطاح بحليفهم حزب البعث ووضعوا أنفسهم على رأس السلطة. وكان صبحي عبد الحميد وزيراً للخارجية.
وما تزال ذاكرة التاريخ تتحدث عن الحرب التي شنها البعثيون ومن ثم القوميون ضد الشعب الكردي وأعلنوا فيها حرب الأرض المحروقة. كتب الدكتور الراحل علي كريم سعيد بهذا الصدد يقول: "ويرى الأستاذ شمس الدين المفتي أن القيادة الكردية لاحظت ابتعاد الخطين المدني والعسكري في حزب البعث عن بعضهما, خط على السعدي والقيادة المدنية عن خط عبد السلام عارف وبعض الضباط القوميين كفرحان وصبحي عبد الحميد يساندهم البكر وعماش ورشيد مصلح وطاهر يحيى وحردان التكريتي, ذلك الخط الذي استخدم لأول مرة سياسة الأرض المحروقة ضد الأكراد العراقيين". (د. علي كريم سعيد. عراق 8 شباط من حوار المفاهيم إلى حوار الدم. مراجعات في ذاكرة طالب شبيب. دار الكنوز الأدبية. بيروت. 1999. ص 254). وكان صبحي عبد الحميد عضوا في اللجنة الثلاثية العراقية-الإيرانية-التركية لضرب الحركة الكردية المسلحة والشعب الكردي, وكانت برعاية صالح مهدي عماش وزير الدفاع حينذاك الذي تحدث عن الحرب ضد الشعب الكردي باعتبارها نزهة ربيعية.
لم يكن في بالي أن أتحدث عن هذه الأمور القديمة لولا التصريحات الأخيرة التي أدلى بها صبحي عبد الحميد لصحيفة الأهرام القاهرية والتي تحدث بها بلغة عسكرية تؤكد استعداده على حمل السلاح لخوض المعركة وقيادة الحرب مجدداً, كأي دونكيشوتي مجنون مصاب بالهوس القومي الشوفيني والسادية, ضد الشعب الكردي لأنه أقام فيدراليته, في حين كان, وجمهرة من رهطه, لا يريد له غير الإدارة اللامركزية. فهذا الضابط القومي الشوفيني يرى بأن الشعب الكردي قد أقام دولته وأنه لم يعد يحتاج إلا إلى اعتراف العالم بهذه الدولة. وهو لم يتحدث عن ذلك بلغة من تفهم وأقر حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه, بل بلغة من يريد إثارة العرب في كل مكان, وخاصة القوى الشوفينية, ضد الشعب الكردي وضد الفيدرالية باعتبارها انفصالاً عن العراق. لقد كانت سياسة بعض القوى القومية الشوفينية هي التي تدفع باستمرار إلى التفرقة والانفصال وليس سياسة الكرد الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة في إطار جمهورية عراقية فيدرالية موحدة وتعددية.
لقد اتهم صبحي عبد الحميد كل القوى الوطنية والديمقراطية العراقية في الخارج, سواء أكانت عربية أم كردية أم غيرها, بالخيانة للوطن, وهو يعرف تمام المعرفة بأنهم لسوا بخونة, بل أن من خان شعبه هو الذي خضع وتعاون مع الدكتاتور صدام حسين. لقد كان المفروض أن توجه هذه التهمة له وللطغمة التي عمل معها, بسبب خيانته لثورة تموز ولقائدها عبد الكريم قاسم, إذ كان ضمن حركة الضباط الأحرار, حين وافق مع الآخرين من البعثيين والقوميين على قرار إعدام عبد الكريم قاسم وصحبه دون محاكمة قانونية أو أمام محكمة مستقلة, وحين نقلوا تلك الصور البشعة من محطة تلفزيون بغداد ليحصدوا المزيد من كراهية الناس.
إن مجموعة القوميين الشوفينيين والبعثيين, الذي أذاقوا الشعب العراقي بكل مكوناته مر العذاب والشقاء والبؤس والموت والذين ساهموا في اغتيال ثورة تموز والذين شنوا أكثر من مرة الحرب ضد الشعب الكردي, يريدون اليوم موقعاً لهم في الحكم في العراق, وهم يسعون إلى خوض الحوار مع الولايات المتحدة باسم السنة آملين أن يأتوا بالقطار الأمريكي القديم الذي جاءوا به في عام 1963. إنهم يتحدثون مع الأمريكيين باسم من يقوم بقتل الناس الأبرياء من أبناء وبنات وأطفال الشعب العراقي, إنهم يتحدثون باسم البعثيين ممن خنق صوت الشعب 35 عاماً ومن دفع إلى الموت أكثر من مليون ونصف مليون إنسان وتسبب في قتل عشرات الألوف من الكرد في حلبجة والأنفال, والكرد الفيلية وعرب الوسط والجنوب ومن أبناء السنة ممن وقفوا ضد الدكتاتورية والإرهاب, كما أنهم يتحدثون بشكل غير مباشر باسم كل القوى الإرهابية التي تمارس القتل اليومي في العراق. وعلى القوى الوطنية أن تدرك حقيقة المطب المحتمل في هذا الصدد.
أنا لست إلى جانب ممارسة العمل العسكري وحده في إنهاء الإرهاب في العراق, بل يفترض أن نمارس السياسة والاقتصاد والحوار أيضاً. ولكن علينا أن نعرف مع من يفترض أن يجري الحوار, وأن ننتبه من يريد أن يخطط لحرب جديدة ضد الشعب الكردي وضد كل القوى الديمقراطية في العراق, ومن يريد أن يحرض شد الشعب الكردي.
قبل عدة شهور تحدى صبحي عبد الحميد السيد جلال الطالباني, قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية العراقية الفيدرالية, بأن عليه أن يورد مثلاً واحداً فقط يبرهن على أن الحكومات العراقية المتعاقبة مارست التمييز الطائفي ضد الشيعة. وفي هذا التحدي وحده ما يؤكد أن هؤلاء الناس لا يمتلكون الحس الإنساني لكي يعرفوا كيف كانت الشوفينية والطائفية تمارس في العراق, سواء أكان ذلك في العهد الملكي أم في العهود الجمهورية ما عدا فترة حكم قاسم. لقد كان هؤلاء يمارسونها بأنفسهم, سواء أكان ذلك في القوات المسلحة العراقية أم في التوظيف وفي السلك الدبلوماسي ووزارة الداخلية والجامعات والبعثات الخارجية ...الخ وكأنه أمر طبيعي. يمكنني أن أورد مئات بل ألاف الأمثلة على ذلك وليس مثالاً واحداً, ولي في ذلك تجربة شخصية, لا من ترسانة البعثيين فحسب, بل ومن ترسانة القوميين العرب في فترة حكم الأخوين عارف ومن كان مسؤولاً عن المؤسسة الاقتصادية والصناعة وشركة النفط الوطنية.
كم كان مناسباً بدلاً من ذلك التحدي الأهوج أن تقدم هذه المجموعة من البشر الاعتذار للشعب العراقي عن الجرائم التي ارتكبوها وعن التمييز القومي والديني والطائفي والعشائري الذي مارسوه, ليبرهنوا على أنهم عادوا الآن إلى صوابهم ليقبل بهم الشعب ويتعامل معهم بعقلانية. إن سياساتهم السابقة هي التي أوجدت ردة فعل لدى أتباع الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية, وهي ردة فعل سيئة ومرفوضة أيضاً, إذ لا فرق عندها بين الاثنين, فكلاهما يمارس ذات سياسة التمييز الطائفي.
إن الشعب الكردي قد حقق أحد أهدافه الأساسية بإقامة الفيدرالية وسيعمل على تكريسها في عراق ديمقراطي مستقل ومدني لا مكان فيه للتمييز القومي والطائفي. وهي عملية تحتاج إلى نضال جميع القوى الديمقراطية في العراق, إلى وحدة الصف الوطني وإلى نشاط دءوب, إذ أن تصريحات صبحي عبد الحميد بشكل خاص تؤكد النية السيئة التي يحملها هؤلاء الشوفينيون ضد الفيدرالية وضد الديمقراطية في العراق. إنهم يريدون فرض الاستبداد القومي الذي لا يختلف عن استبداد صدام حسين, علماً بأن قوى قومية أخرى قد ميزت نفسها عن هذه المجموعة البائسة من السياسيين العراقيين التي تريد التنكيل بالشعب مجدداً تماماً كما فعل صدام حسين ورهطه وهو ما يفترض أن نواجهه بكل حزب ومسؤولية.
برلين في 4/7/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !صرخة لمن في أذنه صمم
- كيف يفترض أن تواجه القوى الوطنية والديمقراطية العربية بمختلف ...
- هل يعيد الإسلاميون المتطرفون إنتاج أنفسهم وبؤسهم الفكري وقمع ...
- هل من صلة بين العفيف الأخضر والمقريزي؟
- جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...
- نداء من أجل التعبير عن التضامن مع مثقفات ومثقفي العراق ضد ال ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- الأخ الفاضل الأستاذ مسعود بارزاني المحترم/ رئيس الحزب الديمق ...
- هل ما يجري في العراق عمليات إرهابية أم مقاومة مشروعة؟
- هل من نهاية لأخطاء الولايات المتحدة الأمريكية في العراق؟
- هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستش ...
- هل من جديد في تصريحات السيد مقتدى الصدر؟ - إلى أين ستنتهي مو ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق