عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 19:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بات من شبه المؤكد علمياً أن الكون وجد بعد انفجار عظيم (بيغ بونغ) قبل حوالي 14 مليار سنة، حسب آخر الإكتشافات التي توصل إليها فريق من العلماء بواسطة الراديوتيليسكوب "بيسيب2" الموجود بالقطب الجنوبي.
و لقد أصبحنا على مرمى حجر من كون الإنفجار العظيم حقيقة مثْبتة علمياً و ليس مجرد نظرية فلكية تحتمل البطلان .
سنلقي الضوء في عجالة على كيفية تتابع الأحداث الفلكية منذ اللحظات الأولى لهذا الإنفجار.
أول شيء لا يمكن لعقلنا إدراكه أو حتى تخيله، هو أن الإنفجار العظيم لم يقع في لمح البصر أو في رمشة عين، بل ـ خذوا حذركم ـ في أقل من ذلك بكـثير جدّاً جدّاً جدّاَ... أي في جزء من... مائة مليار مليار مليار مليار من الثانية الواحدة... (الرقم 1 متبوعاً ب 38 من الأصفار)...
خلال هذا الجزيء التافه من الزمن إنفجر شيء أتفه من ناحية الحجم ليتضاعف حجمه لـ...مائة مليون مليار مليار مرة (الرقم 1 متبوعاً ب 26 من الأصفار) ... ثم يستمر في التمدد إلى يومنا هذا.
شيء لا يصدق.
كل هذا يحدث و نحن لا نرى شيئاً بعد بأمّ أعيننا (لو إفترضنا أننا نراقب الإنفجار) لأن الضوء لم يوجد بعد. و هذا على عكس ما يبدو في جل أو كل الأفلام الوثائقية التي تظهر الإنفجار من أول وهلة و كأنه وهج يعمي الأبصار.
يجب إنتظار 380 ألف سنة اكي يبرد الكون بعض الشيء و تتكون ذرات الهيدروجين و الهيليوم حتى تنبعث من المادة أولى أشعة الضوء المرئي، فيصبح الكون متللألاً.
هل هذه المعجزة الكونية تدل على وجود خالق لهذا الكون؟
هنا يختلط الحابل بالنابل، و العلم بالفلسفة و الدين.
إذا افترضنا أن الله هو من أوجد هذا الكون منذ حوالي 14 مليار سنة، و أن الأبدية من صفات الله، و أن الله اختار من أبديته وقتا معيناً ليخلق الكون...فقد سقطت عنه صفة الأبدية، لأن الأبدية لا يمكن أن تشتمل على مفهومي (ما قبل) و (ما بعد).
بمعنى آخر، إن الله و الكون يجب أن يكونا أبديَّيْن معاً أو لا يكونا، لأن المُحدَث لا يمكن أن يَنتُج إلاّ عن مُحدَث سابق عليه.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟