ممنوع الحوار الديمقراطي مشهد -سوريالي- أمام المنتدى

ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 12:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

- ممنوع الدخول!
- لماذا؟؟
- هذا المنتدى غير مرخص!.
هذا الحديث عادي جدا ولا أثر للسريالية به. ولكنك تستطيع أن تعرف مدى الجرعة السريالية عندما تحاول التوقع في أي بلد دار هذا الحديث؟ في البداية طبعاً يمكنك أن تتخيل بلداً رخصت فيه قانونياً كل الأحزاب والجمعيات والمنتديات ولم يبقى إلا هذا المنتدى العاق الذي يأبى الترخيص القانوني فكان لا بد من إغلاقه.
- ولكني أحضر إلى هنا منذ خمس سنوات لمتابعة محاضرات المنتدى. هل صحيح أنه غير مرخص؟ماذا كان وضعه إذن؟!.
- بدون نقاش (علاك)، هذا المنتدى غير مرخص، وممنوع الدخول.
- !!!!!!!!!!!
- تفرقوا.. تفرقوا.. لا نريد تجمعات.
هنا ازدادت سوريالية المشهد. بدأت قوات حفظ النظام مع الحواجز الواقية والعصي بمحاصرة رواد المنتدى، هؤلاء الناس المختلفين المسالمين والقادمين من مختلف أنحاء سورية ومختلف المشارب الفكرية، لا يجمعهم إلا هم البلاد والاتفاق على وسيلة الحوار الديمقراطي للوصول إلى غاياتهم. بدأ الضباط يكررون الجمل التي تعبر عن جريمة هذا المنتدى والمحددة في أنه غير مرخص، كما بدأ عناصر حفظ النظام بدفع المتجمهرين لإبعادهم عن المكان. لقد نجحوا فعلا في إبعادهم من أمام المكان وهو في منطقة توسع مشروع دمر الخالية من المارة، إلى مشروع دمر الآهل بالمارة والمتسائلين عما يحصل، نعم لقد كان نجاحا هاما ولكن لنا هذه المرة. فقد تحولت عملية المنع إلى مظاهرة تندد بهذا الإغلاق القسري لمنتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي، كما تندد بكافة أشكال القمع. و تندد بكل المحاولات لإسكات الكلمة الحرة.
- تفرقوا.. تفرقوا....
- لقد منعتم إقامة الندوة ولكن لماذا تمنعونا من الوقوف على هذا الرصيف؟
- ألا تعرفون أن سورية تعاني من هجمة خارجية؟
- وهل يترتب على ذلك هجمة داخلية علينا؟؟!!
- تفرقوا.. تفرقوا......
- ألم يكن من الأفضل لنا جميعا أن تدخلوا وتحضروا الندوة لتسمعوا آراءنا وحواراتنا عن كيفية مواجهة هذه الهجمة الخارجية؟؟ وهذه الهجمة الداخلية؟؟
حقا لقد كان مشهد الضباط وعناصر حفظ النظام وعناصر أجهزة الأمن المختلفة في مواجهة مجرد راود منتدى للحوار كافياً لإطفاء اللمسة الواضحة "للسوريا لية" المؤسفة التي نعيشها.
*عضو إدارة منتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي

#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات