جنود قتلة ولصوص

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 319 - 2002 / 11 / 26 - 04:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

إرهابيات
( جنود قتلة ولصوص)

بقلم : نضال حمد

نوفمبر 2002

في أحدث التقارير الواردة من الجيش الصهيوني الذي يعيد احتلال الضفة الغربية ويواصل حصاره الخانق لقطاع غزة, جاء على لسان ضابط صهيوني كبير أن قوات الإرهاب الصهيونية تحتجز في سجونها الظلامية وزنازينها الانفرادية ومعتقلاتها الجماعية قرابة 3000 مواطن فلسطيني كأسرى وهذا الرقم يساوي ثلاثة أضعاف عدد الأسرى الفلسطينيين الذين كانوا يعتقلون في الماضي أبان الانتفاضة الأولى. وجاء على لسان ضابط صهيوني أن من بين الأسرى هناك 900 معتقل أداري و1000 حكم عليهم بالسجن, وقرابة 1000 محتجزون بانتظار انتهاء الإجراءات القضائية ضدهم. ومعروف أن هؤلاء الأسرى الفلسطينيين يعاملون معاملة قاسية وغير إنسانية من قبل سلطات السجون والمعتقلات التي عرف عنها بطشها ولا إنسانيتها وعداءها الشديد والراسخ للفلسطينيين.

ولكي لا نتهم بالتحيز لصالح الطرف الفلسطيني بالرغم من أننا نفخر بتبنينا لتلك القضية العادلة وبوقوفنا ضد الإرهاب الأصولي اليهودي المنفلت من عقاله والذي يمارس أعماله الشنيعة بدون ضجة غربية أو أصوات شرقية تدينه وتندد به أو تحاول وقفه. ألا أننا في سياق عرضنا لهذه الأرقام والأقوال نعتمد على ما جاء على لسان هذا الضابط الصهيوني الذي اعترف أيضا بان هؤلاء الأسرى  الفلسطينيين يحرمون من زيارات منتظمة لذويهم بسبب الإغلاق والحصار المتواصل على المناطق الفلسطينية التي أعيد احتلالها من قبل الصهاينة. أن التاريخ الصهيوني في التعامل البشع مع الأسرى والمعتقلين ليس بحاجة لتضخيم وتهليل فهو ضخم بدمويته وبشاعته ما فيه الكفاية وخير دليل على ذلك ملفات وأرشيف المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية المختلفة. وكذلك الأسرى الذي خرجوا من تلك السجون بعد قضاء سنوات طويلة فيها.

  

على صعيد آخر لا زالت شكاوى الفلسطينيين منذ بداية الانتفاضة الثانية تنهمر بالمئات ضد الجنود الصهاينة بسبب ارتكابهم مخالفات جنائية وسرقات وجرائم سلب ونهب بحق الممتلكات الفلسطينية,خلال حملات الجيش الصهيوني المتعددة في المناطق الفلسطينية, حيث تمت إعادة احتلال المناطق الفلسطينية وعزلها. وقالت مصادر صهيونية أن الشرطة العسكرية تواصل التحقيق في 273 شكوى من هذا النوع, منها 20 شكوى بتهمة التسبب بالموت, و121 بتهمة ممارسة العنف ضد الفلسطينيين, و86 بتهمة السرقة وتدمير الممتلكات, و30 بتهمة استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية لحماية جنود الإرهاب الصهيوني إثناء قيامهم بعمليات اغتيال واعتقال ومداهمة لمنازل الفلسطينيين. والجدير بالذكر أن بعض الجنود الصهاينة الذين شاركوا في حملات الجيش الصهيوني على مدن الضفة الغربية اعترفوا بما فعلوه أو فعله بعض الجنود والضباط من تجاوزات وعمليات اعتداء جنسي وتدمير للممتلكات وسرقات واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية واقية في عمليات الاقتحام والتفتيش والمواجه مع الفلسطينيين.

ويقول ضابط عسكري صهيوني أنه يتم النظر والتحقيق في 146 ملفا من هذا النوع, بالإضافة لإنهاء التحقيق في 24 لائحة اتهام تم تقديمها إلى المحكمة, وسوف يقدم 11 جنديا إلى المحكمة التأديبية وتم أيضا إغلاق 92 ملفا أخرا. أن مجرد اعتراف الصهاينة بهذه المجموعة من المخالفات والجرائم التي ارتكبها جيشهم بحق السكان المدنيين في أوقات الحرب, يعتبر إهانة للجيش الصهيوني الذي اعتبره شارون من اكثر جيوش العالم أخلاقية وإنسانية. هذا الجيش أخلاقي 100% حين يتعلق الأمر بالمستوطنين الذين يحق لهم مواجهة الجيش وحتى إطلاق النار على الجنود وفي المقابل لا يحق للجنود الرد على المستوطنين. أليست هذه أخلاقية عالية جدا؟ نعم هي كذلك, لكن الأمر يختلف حين يكون الفلسطيني هو الهدف بالنسبة للجنود, فهؤلاء يتعاملون مع الفلسطينيين على أساس انهم زوائد على تلك الأرض يجب اقتلاعها و اجتثاها وتصفيتها. هكذا جنود هم انعكاس لهكذا جيش, وهكذا جيش هو انعكاس لهكذا نظام, وهكذا نظام هو تعبير عن همجية ووحشية وفاشية وعنصرية هذا الكيان, وهكذا كيان هو بالضبط تطبيق لهكذا نظرية عنصرية استعمارية استعلائية كما هي النظرية الصهيونية.

 

 

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات