أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد الامارة - المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!















المزيد.....

المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 07:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يعرف العراق منذ الازل النعرات الطائفية الى حد ما،ولم تعرف الحكومات المتعاقبة على حكم العراق ترسيخاً للمذاهب الدينية بعينها،الا في زمن الطاغية المقبور(صدام)الذي جسد هذا التوجه بشكل واضح وخصوصاً في حربه التي شنها ضد ايران في العام 1980-1988 ،شعر ان جيش العراق قوامه من الاغلبية الشيعية قادة وضباطاً وضباط صف وجنود عدا البعض"القلة"من المنطقة الشمالية وحصراً من الموصل ،ارتاب لديه الامر ،وهو الذي جبُل على نظرية المؤامرة والوساوس الدائمة من الاخرين،فبدأ محاولاته في تغيير هيكلية تنظيم قادة الجيش العراقي فبدأ باستبدال ما امكن استبداله ومنح الرتب المضاعفة لمن اراد الطاغية ،وازاح بعض القادة من كبار الرتب ممن احترفوا العسكرية دون اعتبار لانتماءاتهم الطائفية او الدينية او مرجعيتهم الجغرافية،فهؤلاء القادة لم يخطر ببالهم يوماً ان تكون وطنيتهم قائمة على اساس انتماءهم الطائفي او المذهبي او الديني او الجغرافي ،ازاحهم ليحل محلهم بعض الذين منحهم رتبتين اعلى بمراسيم كما رقى نفسه بالرتب والنيشان والاوسمة بدون استحقاق ،وبنفس الوقت بدأ يؤسس بؤر استقطاب لدراسات اسلامية تدعمها وزارة الاوقاف وتغدق عليها بالدعم المادي والمعنوي فأنشأ مدارس دينية طائفية واعطى خصوصية لاحياء طائفية في بغداد(الاعظمية نموذجاً)ثم سن بعض الشرائع في المحاكم الخاصة بالاحوال الشخصية،بل ان قيام دولته كانت تقوم في التمثيل السياسي نفسه يخضع للاحوال الطائفية وتفضيل مجموعة طائفية على اخرى في المناصب المهمة في الجيش والدبلوماسية والسلك الخارجي والداخلية وكلية الشرطة والامن الخاص ..الخ فضلا لتقريبه واحتواءه لبعض الفرق الصوفية حتى انه نصب نائبه"عزت الدوري"مشرفأ عاماً عليها،كان يسعى جاهداً الى ايجاد الموازنة في ما يجري بتفكيره المهووس بالتسلط وامتداد القوة لذاته من اولئك الذين لم يخطر ببالهم اطلاقاً انهم في خوف من الاكثرية او الاقلية منذ الفتح الاسلامي ،عاشوا في آمان يمارسون معتقداتهم وشعائرهم الدينية في هذا البلد "العراق"ولم يكن يوماً شبح الطائفية يقض مضاجع رجال الدين او المتصوفة ،جاء (صدام)ليضخم هذا الخوف من الآخر لدى طائفة بعينها او مذهب بعينه ضد الاخرين،وتقول القاعدة السيكولوجية في التحليل النفسي ان اوهام القدرة المطلقة التي تنبعث فيه الشعور بالآمان وتزوده بالطمأنينة، لا يلبث ان يتوحد بهم ، وفي مرحلة تالية يتوحد بالطائفة او المجتمع الذي ينتمي اليه ويفضله على الاخرين،يخلع عليه كل صفات الكمال التي تكفل تزويده بالامان والطمأنينة ،هي الفكرة التي غلبت على كل تفكيره ، وفي المرحلة التالية عمل(صدام)حملته الايمانية وتغيير لغته في الاعلام والخطاب السياسي العام الى خطاب ديني حيث انتقل من القومية الى الاسلام وغير شعارته،وهو بحد ذاته تعميق للطائفية المقيته التي آمن بها طيلة حياته،ومن ناحية اخرى كان المد السلفي المدعوم ببعض الانظمة العربية والاسلامية ينتشر بين صفوف الفقراء بالمال تارة وبتغيير اتجاهات الشباب تارة اخرى ومنها الجهاد في افغانستان ،واستطاع ان يتغلغل هذا الفكر الديني السياسي المتطرف الذي يرفض كل المذاهب اولاً وكل الاديان ثانياً،ويكفرها جميعاً سنة وشيعة،مراجع دينية وطرق صوفية،بات يسري بين صفوف الناس البسطاء مدعوماً مادياً بالمال ومعنوياً من اطراف اخرى خفية ،هؤلاء انتقلوا بعد فشل تجربتهم التي لا تمت بالصلة لاية حكومة اسلامية لا في زمن الرسول(ص)او زمن الخلفاء الراشدين(رض)،فأعلنوا تجربتهم الاسلامية نموذجاً في افغانستان وكان سقوطها وفشلها الذريع في الواقع التي قامت على الطائفية والتفرقة المذهبية ورفض الآخر ومبادئه، لانها تخالف تجربتهم الاسلامية السياسية القائمة على تفريق الاقوام والاعراق والشعوب على اساس مذهبي ضيق،وتم طردهم من افغانستان ووجدت تلك الشراذم الملاذ في عراق ما بعد سقوط الدكتاتور،وتوافقت توجهاتهم واهدافهم العامة والخاصة مع توجهات الدكتاتورية المدحورة، وكانت نقاط الالتقاء في الاهداف العامة مثل السلوك العدواني لكل من يغايرهم في التوجه والفكر والرأي،فضلا عن الاهداف الخاصة وهي الايمان الشكلي الظاهري بالاسلام والسياسي الشوفيني الطائفي في الاهداف والدوافع ،كذلك الحماس الديني الزائد القائم على ايهام البسطاء من المسلمين بما يسمى بالجهاد وصحيح الاسلام،وابواب الجنة التي استعاروا مفاتيحها من سدنتها ووضعوها وقف للاستشهاديين الجهاديين المنتحرين من المقاومة في العراق ، ومن اهدافهم الاخرى هو شيوع الشك في كل ما يتعارض مع افكارهم ومع توجهاتهم، وهي السمة الغالبة في شخصية الدكتاتور المقبور والخصيصة الاساسية في فكر الاسلامية السلفية التكفيرية فضلا عن زيادة وصمة الالحاد في فكر كل من يعارض السلفية.
يقول علماء النفس ان توجهات الجماعات السلفية او السياسية المنغلقة شوفينياً او عنصرياً تتخذ من الدفاع النرجسي درعاً يحميها ضد الاخرين على اعتبار ان الاخر شر وان التفاهم معه شر ثم كان لابد لهم من التكاتف والتوحد معاً (اتباع النظام السابق والسلفية العدوانية)،اما بالطائفية او بالخبرة العدوانية العنيفة،فكلاهما لديه هذه الخبرة الطويلة في القتل والترهيب ومصادرة الفكر وتصنيف الناس على اساس مذاهبهم واديانهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية- التبعيث والتأطير نموذجا زمن الطاغية في الفرق والشعب الحزبية)،فكان دفاعاً نرجسياً عن النفس ،وهو اعظم ما يحتاجه المسلمون السلفيون وبقايا النظام السابق من رجال الامن والمخابرات والحزب والاجهزة الامنية الخاصة الاخرى.فكثيراً ما يردد هؤلاء انهم لا يرتاحون لمصاحبة رجال الدولة الجدد بحجة انها من صنيعة امريكا او الاحتلال ويتمنون لو انهم يقتلون جميع اعضاء الحكومة الجديدة في العراق ومن كان يقارع الطاغية ونظامه داخل العراق وخارجه .. تصور عزيزي القارئ الكريم ان اذناب الدكتاتورية والسلفية الجهادية العدوانية هي المقاومة اليوم في العراق الجديد وترفع علم تحرير العراق على اساس المذهبية تارة والعقيدة الدينية المتبلدة تارة اخرى،اتخذت بعض من مناطق العراق مأوى لها ،هي نفسها كانت المحافظات البيضاء زمن الطاغية المقبور ،بايعته واستكانت لسلطته ولم تحرك ساكن ايام انتفاضة الجياع من الشعب العراقي في العام 1991.
لقد خلفت هذه المجموعات السلفية واعضاء النظام المقبور والتي تطالب بتحرير العراق بوساطة المقاومة ان تطرح مشروعها الذي تمثل في خلق التباعد بين الفئات الدينية في المجتمع العراقي على اساس العقيدة الدينية المتعصبة التي تقودها السلفية الجهادية وبقايا رجال الحملة الايمانية المتمثلة في جيش محمد بقيادة شقيق عضو القيادة القطرية في زمن الطاغية(كامل ياسين وشقيقة الاخر ارشد ياسين مسؤول الحماية الخاصة للطاغية)،فضلا عن كتائب انصار الحرس الخاص-انصار السنة الان- ومجاهدي التوحيد والجهاد- فدائيو الطاغية سابقاً..الخ من مجاميع تغيرت اسماؤها بعد سقوط فرعون بغداد المهزوم،برزت هذه الاتجاهات السلفية والاتجاهات الاخرى المتمثلة في دعاة القومية معتمدة في تمويلها من اموال الشعب العراقي المسروق ايام حكم الدكتاتور وازاء ذلك تحاول هذه المقاومة ان تسحب الشعب العراقي الى الرابطة الدينية والعداء المذهبي وتفتيت المذاهب الاسلامية في العراق وانعاش النعرات الطائفية التي بذرها صدام وسقتها السلفية ورعتها المقاومة العراقية الجديدة ،وهذا الخيار لا ينصب في صالحها مطلقاً لان المجتمع العراقي به اكثرية معارضة لهذا التوجه وبالتالي فأن الخيار الديني في المقاومة ان كانت هناك مقاومة شريفة او غير شريفة"عاهرة"،ان لا تلجأ الى اضعف نقطة لديها وهو هذا الخيار لانها هزيلة وواهية، اما الخيار الاخر لهم فهو الاتعس وهو خيار القومية الذي سقط قناعه منذ اجتياح الطاغية لدولة الكويت في العام 1990،لابد للبحث عن بديل آخر يعيد لماء الوجه شيئاً لما فقده وان كانت الخيارات كلها مكشوفة(انهم رجال النظام السابق واجهزته الامنية+السلفية الجهادية المعادية للانسانية وتجربتها المعروفة في افغانستان)ولكن ربما يكون من الافضل اللجوء الى الخيار الاخر المتمثل في الوطنية ،الوطنية الجديدة التي يجب ان تكون محدودة بحدود العراق الجغرافية لكي لا تمنح مرضى النفوس حدوداً ابعد مثل مرضى القومية ومرضى التطرف الديني الاسلامي بكل مذاهبه وطوائفه ،وغني عن البيان ان الروابط الدينية في العراق الجديد تقوم بوظيفة الابقاء على الكيان والدفاع عن النفس وتنسى الدفاع عن الوطن وحمايته،والان ينبغي ان اشير في نهاية هذه السطور ان العامل النرجسي وحب السلطة والدولة والمال هو هدف المقاومة العراقية وما تربطه بينها وبين العودة الى السلطة هو غريزة حفظ البقاء والاستمرار في السلطة حتى ولو كان على حساب مشاعر الناس وافكارهم وحرياتهم وانتماءاتهم وشعائرهم وترسيخ الطائفية والمذهبية والانتماءات الجغرافية التي يعرفها كل العراقيين زمن الطاغية المخلوع.






#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع النفس مع النفس
- البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
- العراقيون وعقوبات المقاومة
- الشخصية النرجسية
- الانتماء وحرية الاختيار..رؤية نفسية
- التوافق النفسي والرضا عن اهداف الحياة
- الصراع النفسي..ديالكتيك الهَمِِْ الانساني
- بين الخصاء والخصاء العقلي !!
- ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟
- الهفوات وفلتات اللسان وزلات القلم!!رؤية نفسية
- الايحاء ..المدخل السيكولوجي لمصادرة العقل
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك التنوع العلمي المتجانس ...
- الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات
- الشخصية بين اضطرابها ونضجها
- العنف والتعصب ..كسب وهمي ناقص
- الشخصية المازوخية وانحرافاتها
- العنف يسود العالم
- رؤية في الفكر العلمي العملي
- الشخصية السادية وانحرافاتها
- التوحد(التقمص)..بين القوة واصطناعها!!


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد الامارة - المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!