أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - ضرورة المنطق














المزيد.....

ضرورة المنطق


سعادة عودة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 12:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ضرورة المنطق
سبق وأن أوضحنا أن أية فكرة لا بد أن تنتج من علاقة بين فكرتين أو أكثر، ولكن إذا لم تكن بينهما شروط منطقية فإن هذه العلاقة لا يمكن أن تنتج فكرة صحيحة ، لذلك فإن جميع أخطائنا التي نرتكبها وخطايانا وآثامنا، نابعة من أن تلاقح الفكرتين لم تخضع لشروط المنطق.
إذن فالمنطق هو دراسة العلاقات السليمة ما بين الأفكار ، بما يجعل الأفكار المنتجة صحيحة ، ولكي نكون متأكدين من صحة أفكارنا يجب أن نراجعها على تعليمات المنطق التي وضعها الفلاسفة
المنطق هو قانون التفكير الصحيح ، وهذا القانون ككل قوانين الطبيعة ليس وجوده ملموسا ومدركا بالحواس ، إنما يدرك بالعقل ، فقانون الجاذبية موجود بالطبيعة ولكن إدراكه بالعقل بحاجة إلى عقلية فذة كعقلية نيوتن ،ومثله كل قوانين الفيزياء والكيمياء وغيرها ،
لتقريب ذلك، تقول إن المنطق يشبه كتالوج التعليمات الذي يستخدمه الميكانيكي لكي يستدل به على طريقة فك تركيب القطع بالشكل السليم ، فإذا ما خالف هذه التعليمات في الفك والتركيب ، ولم يعرف الأجزاء المعطوبة ويقوم بتبديلها ، فإن الآلة لن تعمل ،وهكذا المنطق في حياتنا العقلية ما هو إلا كتالوج يقودنا إلى جعل عجلة عقولنا تدور كما يجب أن تدور ،
والمنطق كما هي كل القوانين الطبيعية ، تحكم تفكيرنا الصحيح ، ولن نشعر بقوانين المنطق إلا إذا فكرنا بعملية تفكيرنا تفكيرا باطنيا ، أي فكّرنا بكيفية التفكير،عندها سنكون مستعدين لقبول قوانين المنطق الذي وضع معظمها اليونانيين ،أما إذا رأيت أن عقلك واع بالقدر الكافي الذي يجعلك دوما مصيبا ، فأنت تركب زلاجة تنزلق بها فوق الجليد ولا تدري أين ستتحطم بك.
إن الذين يفكرون بأن الله هو الذي يلهمهم التفكير والرشاد وهو الذي يدبر أمورهم ويعصمهم عن الخطأ ،فإنهم أخطأوا مرتين ، بأن جعلوا أنفسهم في مرتبة الأنبياء, والمقربين إلى الله ،وبالتالي هم المدللون دون غيرهم ،وأخطأوا أيضا أنهم أقالوا عقولهم عن مهمة التفكير، انه الانحطاط البشري الأكبر الذي منينا به ، فالجهل هو أن تجهل انك جاهل ، فلو تعلم انك جاهل ستسعى إلى التعلم وتبديد جهلك ، إنهم لا يتساءلون لماذا أعطاهم الله العقل ما دام سيبقى متابعا لهم في هذه الحياة ، ينقذهم من أخطائهم ويدبر لهم أمورهم ، فهل هذه مهمة الله ؟ يدبر أمرهم كما يدبر للحمير والكلاب مقومات حياتها ، ولفرط غبائهم لم يتساءلوا لماذا يحابي الله الكافرين في أوروبا وأمريكا وآسيا ، ويترك الفئة الناجية من الأعراب ؟ إنها الإشكالية التي وقع بها أعداء المنطق ، إنهم يستخدمون منطقا مزيفا لتبرير عجزهم وغبائهم وقلة حيلتهم وعدم قدرتهم على الحركة في هذه الحياة .
ولقد تم تشويه مفهوم المنطق في أذهاننا انتصارا للدين ، ولكن النتيجة كانت تشويه الفكر الديني ، والسماح لمن هب ودب أن يؤوّل الآيات والأحاديث حسب أوهامه ومطامحه ،إن الدين يؤخذ تصديقا من الأنبياء، لأن المنطق لا يناقش الغيبيات ، ولا يعتبر الله نموذجا مطلقا للإنسان ، إذ لا يوجد فيلسوف استطاع أن يثبت وجود الله ، ولا يوجد فيلسوف اثبت عدم وجود الله ، لأن الله خارج نطاق العقل وقوانين المنطق ، لذلك فإن لإيمان حالة خاصة ، إما أن تؤمن بالله أولا تؤمن ، فلا يوجد منطق يثبت لك وجود الله أو ينفي وجوده.
من ناحية أخرى إذا سمحت لنفسك بان تثبت وجود الله بالمنطق الذي تريده فإنك بالضرورة تكون قد سمحت لغيرك أن يثبت عدم وجوده ، وهنا يصبح الله مادة بحث عقلي مثله مثل بقية الأشياء المحسوسة ، والله تعالى عن مثل هذا الضلال الفكري.
إن الجهل بالمنطق هو الذي جعلنا لا نميز بين طبيعة الإيمان التي هي فوق عقلية ، وطبيعة العلم والمعرفة التي هي خصيصة إنسانية ، وان المنطق هو قانون علينا أن نكتشفه ونعمل به ، أما معاداة المنطق ورفضه فهو الذي جاء لنا بالطامة الكبرى ، و رمى بنا كأمة بين مهملات الأمم والشعوب ، وحشرنا في دياجير الخراف والجهل والتخلف.



#سعادة_عودة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع العلمانية في الوطن العربي
- واقع العلمانية في العالم العربي
- العرب والعلمانية - 2
- العلمانية ونشأتها
- العار
- لماذا لا يحتفل المسلمون بميلاد السيد المسيح
- غيفارا-بن لادن-بلاك ووتر
- قليل من الشك يوقف التهور
- هل لدينا وقت للأحلام ?
- الحركات المستهدفة من الحركات الإسلامية والماركسية
- الخمار
- المرأة ومشكلة الإبداع الشعري
- الاقتصاد الإسلامي واقتصادد الإخوان المسلمين
- هل ورثنا علما في السياسة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - ضرورة المنطق