أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - أهمية العودة إلى الحداثة














المزيد.....

أهمية العودة إلى الحداثة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تراوحت الحركة الشيعية السياسية بين اتجاهين هما اتجاه هدم الأنظمة واتجاه تطويرها، من دون وجود فواصل ومعالم بينهما، فتداخلت الخطوط واضطربت السياسات.
هناك منطقة ضبابية أو غبشية بسبب مجمل الإيديولوجيات السياسية التي ظهرت في عالم ديني محافظ.
باعتبارها جزءٌا من تطور الاثني عشرية المستقلة، ونتاج حزب الدعوة في زمن غياب الإمام وغياب الجمهورية الإيرانية، بحثت عن تطورات للطائفة، كجزءٍ من وعي الجماعة الوارثة لمنظومة أهل البيت الدينية الثقافية الكبيرة، في إحدى تجلياتها الكثيرة، والتي عاشتْ كلها في ربوع المركزين الشيعيين في إيران والعراق، اللذين دخلا العصرَ الحديث بأشكالٍ سياسية اجتماعية مختلفة، اعتمدتْ على تطورِ كل من البلدين في مساره الخاص، وعلى مدى قدرة مركزه السياسي على استيعاب التراث وتكييفه مع العصر وخلق تجربة وطنية تحديثية متماسكة متطورة.
كان جلب تجربة جماعة الدعوة إلى البحرين وهي في مخاض التحول الغائم من كونها حزباً عراقياً إلى كونها حزباً مرتبطاً بالسياسة الإيرانية لحد عدم الاستقلال العراقي الوطني، يعبرُ عن عدم قدراتِ القيادات البحرينية أو العراقية على هضم التراث الشيعي وتسييسه طبقاً للحداثة والديمقراطية.
وهو أمرٌ ليس خاصا بهؤلاء السياسيين المذهبيين الشيعة ولكنه ينطبق على مجمل الحركات السياسية المذهبية الوارثة للإسلام وهي في حيرتها واضطرابها بين الموروث والعصر، فهي تكتفي بالنقل وأخذ ما هو متوارث وطافح ومبسط من المذهب، وتحريكه في عالم السياسة المعاصرة، كتحريك العبادات للدعايات السياسية.
فتحويلُ العبادات والموروثات عامة إلى أحداث ومظاهرات سياسية يدل على صعوبات العمل السياسي في بلدان بلا حريات، كما يدل على عدم وجود مؤسسات ديمقراطية تؤدي الى تطور الوعي النظري السياسي، واستقلاله عن الدين عامة.
المؤمنون سياسيون أو عامة يعيشون على مستوى واحد من الفهم، وهو ما جعل الحركات السياسية تختلط بالعامة، ولا تفترق عنها في قدراتها السياسية والفكرية.
إن المراكز السياسية المالية في إيران والجزيرة العربية بدأت تهيمنُ على الحركات السياسية المذهبية وخاصة بعد الثروة النفطية، خارج الجزيرة وإيران وداخلهما، وكان لا بد أن يتجلى هنا الصراع السني الشيعي بالضرورة من نتاج جذور هذه الحركات بشكل طبيعي لأن المراكز والظاهرات التي تفرزها أو تقودها هي في دائرة العاميات والسطوح غير قادرة على تمييز السياسي عن الديني العبادي، وخلق استقلالية للمؤسسات السياسية عن نظيراتها العبادية الدينية.
إن المراكز الأقوى سياسياً ومالياً هي التي تقود وتؤثر على غيرها، ولهذا نجد أن المركز الإيراني هو الذي يهيمن على العراق وعلى الجماعات الشيعية في العالم الإسلامي.
مثلما أن المراكز السياسية والمالية السنية في الجزيرة العربية هي التي بدأت تؤثر وتلحق القوى السياسية المذهبية السنية في العالم العربي، كما حدث لبعض الأحزاب السلفية والإخوانية في مصر التي حين تقوت وغدت عالمية فككت صلاتها بالجزيرة العربية وطرحت مشروعاً تحويلياً دولياً.
هل سوف تنتج الظاهرة الرئاسية الجديدة الإيرانية تحولا سياسيا نوعيا باتجاه تحرك الفئات الوسطى لنشوء حياة ديمقراطية وتآخ مع الدول العربية؟
ما هو سبب هذه الذبذبة السياسية الجديدة والانفتاح على بعض الدول العربية فهل سيتمخض عن ذلك سياسة مختلفة عن سياسة العداء؟
يبدو أن حركة عليا سطحية لترتيب الوضع الداخلي وسحبه من قرب البركان الاجتماعي الذي يتنامى داخلياً، فالمدن الإيرانية ذات التراث العصري لن تستمر طويلاً في هذا الإلحاق القسري بالريف المحافظ قواه الدينية والعسكرية.
يفترض من المفكرين والحركات السياسية المسؤولة ذات النظر البعيد رسم عوالم مختلفة للطوائف تربطها بالحداثة والتحول الديمقراطي وكون العودة الى العصر القديم ليست ممكنة وأن تكوين دولة عالمية لم يعد ممكناً بل ضرورة وجود المجموعات السياسية المتعاونة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساراتُ العربيةُ إلى أين؟
- نحو إصلاح اقتصادي
- قوى سياسية غيرُ متعادلة
- منع الكتب مستمرٌ
- ثقافةٌ غيرُ ديمقراطيةِ
- إعلامٌ مضللٌ
- تجمدٌ سياسي
- فهمٌ غربيٌّ للحركاتِ الدينية
- أهميةُ القراءةِ الموضوعية للتاريخ
- الروايةُ وبناءُ الوطن (2)
- الروايةُ وبناءُ وطن (1)
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (12- 12)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (11)
- الفكر المصري ودورهُ التاريخي(10)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (9)
- كلام في الهواء
- الانقسامُ الطائفيُّ المشرقي
- الهندُ والخليج.. علاقةٌ مستمرةٌ
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي(8)


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - أهمية العودة إلى الحداثة