أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كاظم فرج - الحق أقول لكم















المزيد.....

الحق أقول لكم


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحق أقول لكم....
سلام كاظم فرج..
من الإستعمالات اللغوية الجميلة في الانجيل هذه الجملة التي ترد على لسان السيد المسيح. الحق أقول لكم/
جمالها يكمن في تقديم المفعول ( الحق) على الفعل والفاعل// وتقديم المفعول هنا لا يأتي متعسفا واعتباطا.. بل لأن المسيح كان يريد ان يوفر أكبر شحنة من الانتباه لمفردة الحق.. فيقدمها على الفعل أقول. وعلى نفسه ...
هذا الاستعمال يسميه البلاغيون.. التقديم والتأخير// ولهم في هذه التسمية شروحات تتلخص في القيم الجمالية في الاسلوب وفي الضرورات الملجئة التي توفر زخما عاليا للمفردة المتقدمة خارج السياقات المعروفة الشائعة...
في القرآن الكريم/ نجد مثل هذا الإشتغال اللغوي في عشرات الآيات ..
/ مثلا / انما يخشى الله من عباده العلماء//.. هنا يتقدم المفعول (لفظ الجلالة على الفاعل العلماء..)..
وتبريرات هذا التقديم والتأخير واضحة ومتيسرة.. ومتطلبات البلاغة لا تحتاج الى جهد للتعرف عليها . ويستطيع ان يتلمسها طالب الصفوف الاعدادية المتقدمة في الفرع الادبي// وتقديم لفظ الجلالة هنا .. مسألة اعتبارية لعلو الذات الالهية على العلماء/ ولسنا هنا بصدد مجادلة هذه الاساليب ومبرراتها// فالاستعمال البلاغي معروف وراكز لدى كل المختصين باللغة العربية//
ولكن للتدليل على تهافت من يقول انما تلك اغلاط وقع فيها القرآن او الانجيل وجهله بأبسط بديهيات علوم اللغة.. ثم يأتي ليقول/ انما يريد بعمله هذا نشر ثقافة رفع الحجاب عن تقديس النصوص.. وتفكيكها بنيويا, من اجل نقدها لغويا وفكريا بعيدا عن مخاوف المساس بالمقدس..
حتى وان اتفقنا جدلا.. ان رسالته هذه/ رسالة انسانية رفيعة// ولكن/ اليس من الواجب ان يكون مقنعا. ومتمكنا من أدواته ومعلوماته..؟ اليس من واجبه قبل ان يتصدى لمثل هذه المهمة أن يقرأ كتابا او كتابين في فقه اللغة العربية؟؟
ام انها دراسات سلق بيض .. سهلة المجتنى والهضم من قبل جمهور لا يعرف هو نفسه شيئا عن أصول لغته وكل ما يهمه طعن المقدس وإن بمدية مثلومة؟؟
الحق أقول لكم/ أن اللغة العربية/ ليست بخير/ وانها توشك ان تندثر// واننا قد ابتعدنا كثيرا عنها.. والمسافة بين جذورها ونسغها شاسعة.. والجهل بأسرارها يسري حتى على بعض المثقفين والكتاب ..فأصبحنا مثل ذلك القروي الذي يعتقد ان لهجة الحضري مضحكة ومهلهلة .. ومثل ذلك الحضري الذي يعتقد ان لهجة القروي هي المضحكة.. وصرنا ننظر الى لغتنا الأم القديمة / نظرتنا الى لغة غريبة وعرة المسالك والمنعطفات.. نسخر منها في وقت ينبغي ان نسخر فيه من جهلنا بها... ونرى في استعمالاتها القديمة أشياء لا نفهمها فنظنها خطأ وقع فيه القدماء وتدليسا انطلى علينا // في حين ان الزمن هو الذي ابتعد بنا عنها ..وفرقنا .. فلم تعد تنفع محاولات المجمعات العلمية اللغوية ولا الدراسات الأكاديمية.. وصار حتى المثقف يجد صعوبة حين يكتب في تلافي زلة هنا او زلة هناك في لغته وصياغاته وفي نحوه وصرفه وبيانه.. فيعلل النفس انما الخلل موجود في النصوص القديمة نفسها..يساعده في ذلك باحث لم يتوفر على قراءة بسيطة لتأريخ تطور استعمالات هذه اللغة ..او جذور مفرداتها وصياغاتها.. ثمة اغتراب واضح بين اللغة الام . وابناءها .. هذا صحيح.. ولكن ....
مايثير الشفقة في تلكم المحاولات.. ليس التضليل البين (الواضح ) فيها/ بل التهليل الساذج لها// ..
ثمة فضائيات تعتاش على ديماغوجية الطعن في( طقوس ، مقدسات, مسلمات ) هذه الفئة الاجتماعية او تلك/ ثمة كتاب يعتاشون على تأجيج نزعة التطرف من خلال تناول أشياء بالية وقديمة سبق ان نوقشت وأشبعت بحثا. من قبيل/ السخرية من الكتب المقدسة ومحاججتها بذات المنطق المتعسف // مما يصعد من قيمة المتطرفين لدى هذه الطائفة او تلك.. ويزيد من هيمنة الفكر الرجعي عند كل الفئات الاجتماعية رغم ما يبدو من نفس تقدمي في بعض تلكم الاطروحات// ولست أدري هل من المسموح مثلا في الديمقراطيات الغربية / في السويد او اميركا / السخرية من اعتقاد شريحة معينة من الناس وإن صغر عددها// مثل الذين يعتقدون بقدسية البقرة او ممن يعتقدون بقدسية اية فكرة طوطمية ؟؟؟
ان هذه الاطروحات تعمق عزلة التنويريين في الوطن العربي. وتذكرنا بحادثة حرق المسجد الاقصى عام 1969 من قبل اسرائيل. حين شهد قبلها الوطن العربي صعودا واضحا لليسار العربي .. وتمردا عنيفا من قبل الشبيبة العربية ضد الانظمة الرجعية التقليدية بزعامة السعودية
ورفضا للزعامات العربية المشبوهة. وتبنيا للفكر الماركسي حتى لدى حركة القوميين العرب..ونزوعا غير مسبوق نحو اليسار.. بحيث ان شاعرا مثل نزار قباني هجر (حتى فساتيني التي اهملتها ) (وماذا أقول له ان جاء-يسألني ان كنت اكرهه او كنت اهواه)) ليكتب/ اصبح الان عندي بندقية// وليكتب قصائد من دفتر النكسة// وصعود شعبية شعراء الارض المحتلة درويش وتوفيق زياد / وإزدهار كتابات كنفاني واميل حبيبي..
وفجأة.. تحرق الصهيونية المسجد الاقصى // لتعود السعودية وبقوة لتتسيد المواجهة الوهمية بين التطرف اليهودي والتطرف الاسلامي.. وليزدهر بازار الاخوان المسلمين / ولتجهض كل التيارات التقدمية. وكل الافكار التنويرية/ وليصعد الاسلام السياسي بشكل غير مسبوق وما زالت آثاره ظاهرة الى يومنا هذا/ في البنلادنية/ والقاعدة. والظواهرية/ والقرضاوية/ وانحسر اليسار العربي ليتقوقع حول محاولات ساذجة عن اخطاء في القرآن او الانجيل/ ومثل ذلك كثير من الاطروحات البائسة التي لا تخدم سوى جهة واحدة معروفة.. يمكن ان نشخصها بإسم واحد دال// القرضاوي والقرضاوية!!.. ولينحسر حتى دور اليسار اليهودي. ويخفت حتى صوت اليهود المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في العالم.. ولتصعد حركة أمل في لبنان وتكتسح الصوت التقدمي اللبناني من مسيحيين ومسلمين ولتتعزز الطائفية التي كان نجمها يوشك أن يأفل بعد نكسة حزيران تماما.. ولينتصر الصوت الطائفي على الصوت الاممي/ في كل من الجزائر ولبنان وتونس والعراق ومصر والسودان .. ولتنكفيء المقاومة الفلسطينية وتنزاح من يمين بقيادة فتح ويسار بقيادة حواتمة وحبش/ الى يمين بقيادة فتح/ ويمين بقيادة حماس//
. وليخسر العرب في المحافل الدولية أصواتا تقدمية مهمة وفاعلة..
الحق أقول لكم : لقد ملأتم قلبي قيحا
الحق أقول لكم/ قلبي ملأتموه قيحا
الحق اقول لكم// قيحا ملأتم قلبي !!!



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداس لوردتك , ايتها المرأة
- قواميس النص المفتوح
- خرافة كثرة زوجات الامام الكاظم (ع)
- انطولوجيا القصة البابلية
- رميت الورد
- عن الذين يبحثون عن الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن
- حكم الأزمة.. قراءة التأريخ من منظور معاصر
- لكي نفهم السيد أحمد القبانجي جيدا
- النوم في عسل الذكريات
- سوريا الأمس/ فصة قصيرة
- سوريا الأمس/ قصة قصيرة
- مطارحة أحمد القبانجي النقد
- إنحرافات الايدلوجية والعدمية السياسية
- ماقيمة الشعر؟ قصيدة نثر
- أقصر قصة قصيرة في الكون
- تكريم رجل النظافة القديم
- نجي الوسائد / وسائدكم .. نص تائه
- شعلان ابو الجون يكتب قصيدة نثر
- مجلس الوزراء يضع لبنة مهمة في صرح العدالة الاجتماعية, فساندو ...
- إفساد الديمقراطية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كاظم فرج - الحق أقول لكم