أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مسلسل اللوائح الأمنية















المزيد.....

مسلسل اللوائح الأمنية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن كل إناء ينضح بما فيه,وهذا الغيث من ذاك المطر,ومن يزرع الريح يحصد العاصفة الهوجاء,وحسب علم المنطق فإن المقدمات الخاطئة ستقود حتما لنتائج خاطئة ,كل هذه البديهيات البسيطة في الحياة التي يبدو أن لامجال بأن يتعلمها,أو يفهمها أولئك الشطار,والتي تتحكم وتسيّر الحياة ,ولابد من ترديدها آلاف المرات علّها تصل أسماعهم ,يوما ما ,وتدخل عقولهم وقلوبهم قبل الكارثة والإعصار.

فهل توقع أحد ما بأنه وبعد سنوات مديدة من التجييش الأسود ,والضخ الأحمق ,والحشو الأجوف,والحقن الأخرق بفيروسات الغباء والكراهية والاستعداء,سيكون لديهم أفراد وشعوب مستنسخة عن نلسون مانديلا ,والمهاتما غاندي,والأم تيريزا,وألفرد نوبل,برغم اختراعه للديناميت ,وصاحب الجائزة الأشهر والتي يتكالب بعض من مثقفي الأعراب عليها ,ويتراكضون حثيثا لخطفها,والانضمام لتلك القائمة الإنسانية العظيمة,علّهم يرتقون قليلا في التصنيف الإنساني والآدمي والصعود لبضعة ملليميترات من ذيل القائمة التي مكثوا فيها بجدارة عمرا ودهرا حتى الآن, والانضمام لتلك القائمة الناصعة التي نذرت نفسها خدمة للحق والسلام ورفاهية بني الإنسان, والتي يبدو ان لانصيب كبيرا للأعراب فيها في ظل مانعيشه من قهر,واستبداد, وفوضى, واستعباد تجاوز كل حدود المعقول,وفي ضوء ما تفرزه ماكينات التأجيج الأسود الرهيبة يوميا من عقول وأدمغة جاهزة للانفجار وبدون أية صمامات أمان ,بما تمهد, وتسهل له من فكر الشر والانتقام ؟ فهل سيكون لدينا في قادمات الأيام قوائم لرسل يحملون مبادئ الحب والتسامح وقبول الآخر,وتحاكي تلك القائمة الإنسانية الزاخرة بأسماء سطعت وتسطع في سماء التاريخ البشري ,والحضارة الأنسانية؟

وهل ستنتج ثقافة الموت والوأد والقبور والأشباح والجان سوى المطلوبين والخارجين عن القانون وحملة الأحزمة الناسفة,والصدور التي تكتنز الغل والحقد والكراهية والبغضاء؟ ورجال أجلاف قساة, طغاة, عتاة, بغاة لايقيمون وزنا للجمال والحب والحياة ومشاعر الإنسان,وبسمات الأطفال,ولا يعترفون بأي نوع من المنطق والحوار؟وأصبح من تشرّب تلك الأفكار الحنقاء لايدري كيف,ومتى, وأين, وبمن, سيفرغ كل تلك الشحنات التي احتبسها طويلا في الوشائج والنفوس على مر الأيام.

هذا, وتحفل الأخبار القادمة من أحراش الأعراب ,وأدغال الظلام يوميا بأسماء العشرات من القتلى, والمطاردين ,والمشبوهين ,والخارجين عن القانون ,والمقبوض عليهم ,والموضوعين على قوائم المطلوبين انتظارا لتقديمهم للعدالة,والذين خصصت الجوائز المسيلة للعاب بالعملة الخضراء للقبض عليهم, أو تصفيتهم في الأزقة ,والشوارع, والحارات كما درجت العادة في مواجهات دموية,أين منها تراث شيكاغو وتكساس, تعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للحياة التي أصبحت , وبحق,كارثة ,ووبالا على الجميع , وجحيما قاتلا لا يطاق,والتي لاتتقن الحوار إلأ بالنار وفوهات البنادق والمسدسات. ولا تحمل,في النهاية, إلا عنوانا واحدا هو ازدهار ورواج تجارة الموت والاقتتال, في ظل انعدام الأمل بوجود مخرج إنساني يجنب الجميع هذا السجال الدموي الذي يبدو أن لانهاية قريبة له الآن.فبعد قائمة العشرين تأتي قائمة الست وعشرين,ومن ثم الثلاثين,وبعد قائمة المئة تأتي قائمة جديدة بمئة أخرى,وبعد هذه تأتي قائمة الألف,وبعد الألف تأتي قائمة المليون ,وهكذا في متوالية عددية متصاعدة حتى أصبحت معظم هذه الشعوب والأمم مطاردة ومطلوبة للعدالة ,وخارجة عن القانون, ومشروع إجرام خطير يصبح التصدي له وتصفيته" ضرورة وطنية كبرى". وأصبحت مجموعات عريضة ,بل شعوب بأكملها على لوائح المطلوبين .وما إن تنتهي قائمة من التصفية ويتنفس رجال المغاوير والمهمات الخاصة الصعداء,وتزغرد القنوات والفضائيات بالنصر المؤزر على "الضالين والمفسدين الشذاذ" ,حتى يعودوا أدراجهم مرة أخرى لنفس الحلبة ,ولجولة جديدة من التصفيات.فقد فرخت تلك التراجيديا السوداء قائمة طويلة من نجوم الإرهاب المطلوبين, فمنهم من قضى نحبه, وارتاحت العباد والبلاد من شروره وآثامه, ومنهم من لازال ينتظر فرق المارينز الخاصة ,ورجال الكوماندوس والتحريات السرية ,حتى أصبحت الكرة الأرضية مسرحا كبيرا للعبة القط والفأر الكبيرة هذه ,والتي لم يعد المرء يعرف أيَُهم الأخطر,وبنهاية أيً منهم سيقفل باب النزف الذي أصبح شبه يومي تقريبا.والسؤال الآن هل بانتهاء هذه القائمة أو تلك,أو بالقضاء على هذا المطلوب أو ذاك,أو بالتخلص من هذا الأميرالجهادي ,والقيادي القاعدي سترتاح هذه الشعوب وتنعم بالسعادة والهناء وترتاح من هذا العناء؟أم أن الأمور مرشحة لمزيد من التصعيد والتوتر ,ولتكبر القائمة يوميا وتضم أفواجا جديدة من المطلوبين وأصحاب السوابق والإجرام؟

ويتمنى الإنسان, ومن قلبه, فعلا لو أن أولئك الموجودين على اللوائح الأمنية التي تصدر يوميا, هم فقط الذين يشكلون خطرا داهما وماثلا على شعوب وأمن المنطقة,وأن تقتصر القوائم فقط عليهم. وبنهايتهم سينتهي هذا الكابوس المرعب الذي طبع الحياة بلون مظلم حالك السواد. فهل بتصفية هذه القائمة أو تلك سيتم استئصال شأفة الإرهاب الأسود,والركون للراحة الأبدية الوطنية من هذا الداء الذي لايعرف أحد متى ,وأين ,وكيف سيتوقف ؟ ثم ألا توجد مجموعات غير هذه وإلى الآن,وغير ظاهرة على السطح , بين ظهرانينا تحمل نفس الفكر ,والتصور, وتروج له من على منابر ,وأبواق,ووسائل إعلام فضائية,وأرضية ,وبرية ,وبحرية؟وإن المرء ليحمد الله فعلا لو أن هؤلاء ,بأشكالهم المرعبة , سيكونوا هم فقط نهاية للسلسلة الطويلة من نجوم الإرهاب التي لم تنفك مداجن الإرهاب الممول من تفريخهم على مدى عقود طويلة من الزمان.وأن هناك جيوشا جرارة,وطوابير طويلة من هؤلاء متربصة , وتنتظر الصعود للسطح والمشاركة في مهرجانات الموت والهلاك.

لقد فعلت سياسة التجهيل ,ومسح الدماغ,وضخ الدولارات فعلها في هؤلاء الذي تربعوا بدون منازع على القوائم السوداء منذ أن كانوا يصورون على أنهم مجاهدين ,وتفرد لهم الصحف البترولية التي تصدر في عواصم الألق والضياء الصفحات وتزينهم وتقدمهم للجمهور كأبطال ميامين أبرار ,وحماة للحمى والديار من أطماع وشرورالكفار.ولكن وفي نهاية المطاف,وبعد أن انقلب السحر على الساحر,أصبح هؤلاء مجرد مطاردين يعيشون تحت الأرض بانتظار وصول فرق التصفيات.

مالم يكن هناك سياسات جديدة تتسم بالعقلانية,وتتغير فيها لهجة الخطاب,ومضمونه ,ونشر فكر التنوير ورسالة الإنسانية,وتربية الأجيال على مفاهيم وقيم جديدة, وسيادة المنطق وتقاليد الحوار ,ووجود مشاريع اقتصادية وتنموية تقضي على الفقر والبطالة وتباين الدخول,وإجراءات صارمة للحد من النهب واحتكار الثروات ,وشفط الأموال ,وما لم تسد ثقافة التسامح ,فإن هذه القوائم لن تنتهي ابدا,وستتسع ربما لتشمل شعوبا بأكملها سدت أمامها جميع سبل الخلاص,وعزلت تاريخيا في غيتوهات فكرية محكمة الإغلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طواحين أبي مطر الانترنتية
- ثقافة التخوين والإبادة الفكرية
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار
- مبروك عليكم أيها السوريون
- حين تقبع الكرامة في سراويل الطغاة
- مقالب العربـان الإصـلاحية
- صـور صدام والبورنو السياسـي
- شرف الأعـراب المهدور
- حقــوق النسـوان
- كلـــنا شــركاء
- كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام
- سوريا. . . نظـرة من الداخـل


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مسلسل اللوائح الأمنية