توضيح للاستاذ علاء اللامي
منذ وقت وأنا أراقب وأتمعن في العديد من الكتابات التي تنشر بأسماء حقيقية أو وهمية احيانا على مواقع الانترنيت العراقية، ومع إيماني بأهمية الاختلاف والنقد ورجرجة السكون السائد منذ زمن طويل في الفكر الثقافي والسياسي العراقي، وصولا إلى ممارسة ديمقراطية في تعاملنا الإنساني والوجودي مع ذواتنا ومع الآخرين، وإيماني بأن لا عصمة أو وصاية من هذه الحركة السياسية أو ذاك الشخص على ما يدور من نقاش ونقد وتقويم هذه الظاهرة أو تلك الممارسة الخاطئة. لكن ما يثير إنتباهي دائما.. وأرجعها إلى مسؤولي بعض المواقع العراقية الذين تنقصهم الدربة والخبرة الإعلامية، وفحص الجيد من الردئ.. وإطلاقا لا أعني هنا فرض الرقابة على فحص النصوص والكتابات بقدر ما يكون هناك القليل من روح المسؤولية وفهم ما ترمي وتغمز أليه بعض الكتابات التي تضر وتشوش على الكثير من الاحداث والحقائق، والحط من بعض الاشخاص الذين نختلف معهم إلى ابعد درجات الدونية.
كما هناك الكثير مما ينشر الآن يفتقد إلى أبسط قواعد اللغة والفكرة والموضوعية والتسلسل المنطقي، وتحولت بعض الكتابات إلى افتعال لشجارات ومشاحنات شخصية بغرض الإساءة إلى هذا الشخص أو ذاك الفكر، وبشكل يفتقد لأبسط القواعد الاخلاقية في التعامل الإنساني واحترام رأي الآخر ورؤيته، وكأننا نجلس جميعا على طاولة (الاتجاه المعاكس) لا هم لنا سوى الحط والسخرية من الآخر.
وأنا أتساءل هنا بدوري عما يجنيه أو يستزيد منه القارئ الذي يشغل وقته حتى يرى معارك ديكة متطاحنة لا تعنيه من بعيد أو قريب، وتأخذني الدهشة إلى أبعد مداها حين أرى مثقفا وكاتبا رصينا ينزلق مع السائد الردئ ويحاول أن يمسك العصا من طرفها القوي ليجلد بها هذا أو ذاك بأحكام وتخريجات لا صلة لها بالحقائق والمعرفة، هنا تكون الطامة الكبرى حيث يستعير المعارض قاموس مفردات السلطة وتلفيقاتها التي عودتنا عليها لإخراس الرأي المغاير والمنتقد، والتي لم تعد تنطلي على أحد حتى بسطاء الناس.
من ينتصر للحرية وكرامة الإنسان، وكيف سنعد جيلا واثقا ومؤمنا بعدالة قضيته وساعيا نحو الحرية والقيم الديمقراطية، ونحن نشغل أنفسنا في معارك وهمية لا طائل منها ولا نصر.. المشهد في غاية الوضوح ولا يحتمل التعقيد أكثر، حيث تتواجه سلطة ونظام جائر أوصل العراق بلدا وشعبا إلى حافة الانهيار التام.. مع قوة عظمى غاشمة لا تعرف غير منطق القوة والهيمنة. وفي المقابل هناك قوى وأحزاب المعارضة.. الوطنية المختلفة، وتلك المرتبطة منها بالمخطط الامريكي.. والتي عجزت عن وضع الحلول الوطنية للمعضلة العراقية التي زادها النظام سوءا بما عرف عنه من شمولية وشراسة واستبداد لم يعرف له التاريخ الحديث مثيلا.
هل نبقى ندور على ذات السؤال الذي تردده بعض الفضائيات العربية والبعض من المعارضين العراقيين ( هل أنت مع الضربة الامريكية أم ضدها ) بعدما كان السؤال السابق هل أنت مع الحصار أو ضده.. وكأن لا خيار للعراقي في الرأي المغاير لهذه القاعدة، حيث يتجمد العقل وينحصر التفكير بـ (مع أو ضد).
كما أسلفت أن النظام لا يتراجع خطوة واحدة عن سياساته الخاطئة لأنه في تراجعه عنها يكون قد حكم على نهايته وانهياره.. فهل تيقنت أحزاب وقوى المعارضة أن هناك طريقا آخر غير الارتماء الاعمى بالحضن الامريكي الدافئ، أو معارضة التدخل الاجنبي دون إعطاء البديل الاخر.. هل حاولت هذه القوى السعي الجاد لأجل توحيد صفوفها وبرامجها والضغط على الهيئات الدولية، ومنها منظمة الامم المتحدة والطلب منها بأن تأخذ دورها بالتغيير (يسندها في ذلك القرار 688) دون أن تعتمد الحل الامريكي الذي لا يضمن سوى مصالح أمريكا. هل نشطت أحزابنا الوطنية بشكل جاد وفعال طوال العقد الماضي بين القوى والاحزاب السياسية والمؤسسات المدنية الإنسانية في دول الغرب وبقية دول العالم من أجل الضغط على تلك المؤسسات والمنظمات المعنية بصيانة وحدة الدول ونشر السلم العالمي ومحاولة فرض التغيير السلمي بوسائلها التي تعرفها والتي طبقتها على بعض الحكومات الدكتاتورية.
وأنا هنا لا أعني ولا أتفق بتاتا مع تلك المجموعة الصغيرة والبائسة التي تحاول التفاوض والتمسح بأذيال النظام ومحاولة إنقاذه دون أن يعطي دليلا واحدا عن تراجعه في قمع حريات المواطنين ونقد أخطائه القاتلة التي أوصلت العراق إلى ما لا يحسد عليه الآن وتكبيله باتفاقات جائرة، فقط لأجل إدامة عمر السلطة وبطشها.
هل نملك سمة التسامح فيما بيننا، ولا نحاول أن ننبش بتاريخ الاشخاص، حتى نمسك مثلبة هنا وهناك ونجلدهم بها.. بالوقت الذي يصول فيه المجرمون الحقيقيون بين ظهرانينا كفرسان العصور الوسطى، هل نستعين بوشاية لا تملك دليلا ونطلقها بوجه من يعلن ليلا نهارا جهارا موقفه من النظام ومن الحلول التي لا تأخذ بحسبانها المواطن العراقي وبلده ومستقبله.
لقد أثارتني للكتابة عن هذه الظاهرة مقالة الاستاذ علاء اللامي التي نشرها على أغلب المواقع العراقية والمعنونة ( زلمة النظام الذي أصبح ثورجيا ).. ومع احترامي وتقديري الشديد للاستاذ اللامي الذي أقدره أديبا وباحثا ومحللا.. والذي لا أرتضيه له أن ينجر بهذا الشكل من المهاترات، إلا إذا أثبت بالأدلة ما جاء بمقالته ليبصرنا جميعا. وليس انتصاراً للكاتب جاسم المطير، بل لضرورة الدقة فيما نطلقه من أحكام.
وكنت اتصلت بالاديب ولكاتب جاسم المطير كي أستوضح منه ما جاء بمقال الاستاذ علاء اللامي، فرد مشكورا على تساؤلاتي بالنقاط التالية التي تخص سيرته:
لم يعمل جاسم المطير محرراً في جريدة الثورة مطلقاً . كتب بضع مقالات ( ثلاثة
مقالات اقتصادية عن الاحتكارات النفطية باسم مستعار هو ابراهيم عبد القادر )
ـ نشر ثلاث مقالات بأسمه الصريح كان أحدها حول تغيير اسم القطاع العام ) الى
اسم ( القطاع الاشتراكي ) واوقف بسببه عام 77 مدة 24 ساعة .
ــ لم يشتغل جاسم المطير محرراً في جريدة الجمهورية مطلقاًً . كتب عدداً من
المقالات الاقتصادية المتخصصة وبعض عروض الكتب التقدمية العالمية. ورغم انه
على علاقة صداقة خاصة منذ عام 1970 مع سعد البزاز الذي صار رئيساً لتحرير
الجمهورية ورئيساً للمؤسسة العامة للسينما والتلفزيون إلا انه لم يقم بكتابة أي
موضوع فيها ولم يقم بأية زيارة لجريدة الجمهورية منذ عام 1975
ــ أثناء عمله في جريدة الراصد بين 1970 ــ 1974 مع نخبة من مناضلي الفكر والسياسة ( فخري كريم ، صادق الصائغ ، ابراهيم زاير ،
ابراهيم أحمد ، مخلص خليل ، زهير الدجيلي وآخرون ) لم يكتب لا هو ولا غيره حرفاً واحداً لا ضد الحزب الشيوعي العراقي ولا ضد الشيوعية. بل نشر الكثير من المقالات الماركسية والشيوعية في تلك الفترة لعدد من الشيوعيين المعروفين والقياديين .
ــ لم ينشر حرفاً واحداً طيلة حياته في مجلة ألف باء ولم يزر مقرها يوماً ..
ــ عمل سكرتيراً لتحرير مجلة الاذاعة والتلفزيون خلال( فترة الانفتاح ) أيام
الجبهة الوطنية وكان يحررها عدد من المناضلين التقدميين والشيوعيين ( فالح عبد
الجبار مترجماً ، فاطمة المحسن زهير الدجيلي ، زهير الجزائري وغيرهم ).
ــ عمل سكرتيراً لتحرير مجلة النفط والتنمية التي رأس تحريرها الدكتور عبد
الرحمن منيف وكان معه أثنان من المحررين كلاهما تقدميان ( شيوعي عراقي وشيوعي
مصري )
ـ الارقام الواردة التي نشرتموها كانت خاطئة أيضاً . فهو موجود كلاجيء سياسي في
هولندا منذ عام 1997 وقبلها في منفى آخر .
ــ لم يستلم فلساً واحداً أو مكرمة أم ما شابه ، لا عينيأً ولا مالياً من أية
جهة حكومية أو حزبية .. وحتى في الغربة فأنه نشر الكثير من المقالات في صحف
عراقية وعربية ( الأهرام الدولي .. الزمان .. الحياة ..) ولم يستلم مكافأة .
ــ لم يكتب في حياته كلها كلمة واحدة تمدح نظاماً أو رئيساً أو ملكاً منذ عام
1950 وحتى اليوم ، حتى نظام وشخص عبد الكريم قاسم الذين يكن لهما تقديرأ
واحتراماً خاصين لم يمدحهما ولا بكلمة واحدة بل كانت مقالاته كلها نقدية ...
ــ أمتنع عن تلبية الدعوات لمهرجان المربد ، ولم يشارك في أي مهرجان على
الاطلاق .
ــ لم يقم بزيارة لمقر اتحاد الأدباء غير مرتين فقط ( الأولى مع عبد الوهاب
البياتي والثانية مع علي جواد الطاهر ) بضغط منهما ..
ــ ألقى محاضرة واحدة في بغداد عام 1993 في القسم الثقافي في جمعية الهلال
الاحمر العراقية بعنوان ( الرأسمالية العالمية تغير جلدها ) لم ينجو من تبعاتها
مع اجهزة السلطة ..
ــ أخضع للرقابة المتواصلة لفترات عديدة ..
ــ لم تسلم عائلته وزوجته من التحقيق معها في مبنى المخابرات أكثر من مرة .
ــ أجرت معه أحدى المجلات الثقافية الاردنية ( الجديد ) تحدث فيها عن
الدكتاتورية في بلدان العالم الثالت جلبت له الكثير من المتاعب مع المخابرات .
ــ كتب مقالاً اسبوعياً في جريدة الرأي الأردنية بعنوان ( آراء حرة ) في
الاعوام 1995 حتى بداية عام 1998 وقد استلم مكافىته كاملة ..
ــ اعتقل في المخابرات في اعوام 1981 و مرة اخرى عام 1983 ، وأخرى عام 1984 ،
ومرة أخرى عام 1992
ثم غادر العراق هارباً من الاعتقال..!
ــ لم يحضر اية وليمة ( أكل وشرب ) مع أي كان من رجال السلطة ولا في حفلة من
حفلاتها . بل كان بيته مفتوحاً بصورة دائمة كريماً للطيبين من الناس الذين
يستحقون ( الأكل والشرب )
ــ لم يكن بحاجة الى مال في أي يوم من الايام ففضل الله عليه كريم ..!
ــ أصدر حتى الآن 24 كتاباً منها 17 كتاباً ممنوع تداولها في جميع الاقطار
العربية بلا استثناء ..