أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي














المزيد.....

الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تطور لافت عبر المنطقة العربية خلال السنوات القليلة الماضية، قد أصبح الإسلاميون هم الأعلى والأكثر صوتاً من بين جميع التيارات الفكرية الأخرى، حتى الليبرالية منها، للأخذ بنظم الحكم الديمقراطية في بلدانهم. كيف تحول الإسلاميون هكذا فجأة، دون أدبيات نظرية كافية تبرر ذلك، من التمسك بحاكمية الله على البشر، أو حتمية احتكام البشر إلى الشريعة الإسلامية، إلى القبول باحتكام البشر إلى شرائع وضعية (علمانية) يضعها البشر أنفسهم لأنفسهم وفقاً للإجراءات الديمقراطية؟! أدبيات الإسلام السياسي المنشورة تقرر أن الاحتكام لغير الله معادل لتأليه غير الله، أو الشرك به، الذي يساوي الكفر؛ واتباع البشر شرائع بشرية من دون شريعة الله هو اتباع للهوى وإشراك بالله، الذي يساوي الكفر أيضاً. لماذا، والحال كذلك، يتمسك الإسلاميون بالديمقراطية (العلمانية) على هذا النحو المثير للريبة؟!

في حقيقة الأمر، الإسلاميون لم يتحولوا عن أدبياتهم الرئيسة ولم يظهر منهم بعد الاستعداد النظري أو العملي لقبول التنازل عن مبدأ الحاكمية لله وإيكال الحكم لإرادة (هوى) البشر من خلال نظام وضعي من صنع البشر، حتى لو كان ديمقراطياً؛ كل ما هناك أنهم قد تبينوا ثغرة في الديمقراطية سوف يستطيعون، في تصورهم، النفاذ منها إلى غايتهم العليا- استعادة الحاكمية الفعلية من البشر إلى الله. في قول آخر، الإسلام السياسي قد اكتشف داخل الآلية الديمقراطية ذاتها ثغرة كافية لتمكينه من استغلال العملية كلها كوسيلة لغاية أكبر هي تأسيس الحكم الإسلامي المستند في النهاية إلى الحاكمية الإلهية الحقة، لا حاكمية الإرادة البشرية كما تتمثل في نظام الحكم الديمقراطي.

هذه الثغرة التي رأى فيها الإسلاميون وسيلة مواتية لهم لتسخير المنظومة الديمقراطية كلها في النهاية لمصلحتهم هي مبدأ ’الأكثرية والأقلية‘. الديمقراطية تتبنى صندوق الاقتراع وسيلة أساسية لتجسيد ’إرادات‘ المواطنين. وحيث أن الاجماع أو التوافق التام بين جميع المواطنين أمر مستحيل وغير متصور من الناحية العملية، كان لابد من معيار آخر أكثر منطقية وممكن التطبيق في الواقع العملي. لذلك احتكمت الديمقراطية إلى مبدأ ’الأكثرية المطلقة‘، نصف عدد الأصوات الصحيحة زائد صوت واحد فقط يكفي ليشكل أكثرية، بينما يصبح النصف الآخر ناقص واحد ’أقلية‘. وفق الديمقراطية، هذه الأكثرية الانتخابية هي صاحبة السند الشرعي في الحكم، حتى لو بقيت مقيدة بحقوق أساسية ثابتة لا تفقدها الأقلية بمجرد الخسارة في صندوق الاقتراع.

وحيث أن المسلمين يشكلون ’أكثرية مطلقة‘ مستريحة في جميع الدول الإسلامية التي يسعى الإسلاميون إلى الوصول لحكمها عبر ’بوابة‘ الديمقراطية، لم تكن المعادلة صعبة على الذهنية الإسلامية كما قد يتخيل للوهلة الأولى. هناك أكثرية مضمونة كافية وزيادة للوصول سلمياً إلى الحكم؛ "لماذا نرفض مثل هذه ’الركوبة المجانية‘؟!"، أو هكذا ربما فكر بعض منظري الإسلام السياسي.

في ضوء هذه الثغرة الجلية في النظرية والممارسة الديمقراطية الكلاسيكية، ثم فطنة الإسلام السياسي أخيراً لوجودها ولقدرته الأكيدة على تسخيرها لمصلحته في الوصول إلى الحكم، لا يكون مستغرباً والحال كذلك أن يتحول من الآن فصاعداً شعار الإسلام السياسي المفضل من ’الإسلام هو الحل‘ المرفوع منذ عقود إلى ’الديمقراطية هي الحل‘. لكن هذا التحول الظاهري سواء في شعارات أو ممارسات الإسلام السياسي يجب أن لا يحجب نظر المراقب المدقق عن حقيقة عدم وجود تحول موازي صادق وأصيل في الذهنية الإسلامية بين هذين النظامين المتناقضين جوهرياً في الحكم- الإسلامي والديمقراطي.

نخبة الإسلام السياسي الحالية تعتقد أن باستطاعتها- فوق قاعدة ’حكم الأكثرية‘- أن تقيم ’الحكم الإسلامي‘، وفي سبيل ذلك لا تمانع- تحت سيف الضرورة- في أن ترفع شعار ’الديمقراطية هي الحل‘ كوسيلة مرحلية توصلها إلى شعارها الحقيقي والأصلي الذي لم يتغير: ’الإسلام هو الحل‘.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله الاجتماعي والله الفلسفي
- حين يمسي اليسار يميناً
- مقاربة الذيب في تفنيد الدين
- مُعلق تحت الأرض
- حين تتحول المساجد إلى سجون
- ما بين العنصرية العربية والمساواة الديمقراطية
- الإسلاميون بين التقية والتمكين
- الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان
- على ميزان القيمة الإنسانية
- السيسي وعنان، وبينهما الإخوان
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي