|
ليس بمقدور مؤتمر مكافحة الارهاب من وضع الحلول
محمود هادي الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 13:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب ولكن لا اشارة الى السبب الحقيقي .. اساليب اللاجتثاث هو احد الدعامات الحقيقية للإرهاب .. في مقال سابق ومدرج على موقع الحوار المتمدن كتبت وبشكل واضح وصريح مقالة تحت عنوان ( المناسبات ليس بمقدورها من وضع الحلول لكنها للاحتفاء فقط ) لم استطع ان اضع في تلك المقالة القصيرة العلاج للكثير من المواضيع التي شهدها العراق وربما اكثرها الما ووقعا على النفس هو زهق ارواح الابرياء ومنذ لحظات سقوط الصنم وحتى هذه اللحظة .. لذا اصبحنا مدمنين في التعايش مع الاحداث الواقعة والتي تحل بالشعب جراء نتائج الاحتلال والسياسات التي تبنت مشروع الاختلال وسارت على خطاه ولذلك اصبح من العسير جدا ان يتدخل السياسيون الوطنيون وأقولها وبإصرار( الوطنيون المستقلون ) وربما يعتقد الكثير ان الكراس الذي وضعته بين يدي القارئ الكريم هو كان يهدف الى تأسيس حزب او منظمة وكما اعتاد البعض الاستفادة المادية والمعنوية من تأسيس المنظمات والأحزاب .. اذن السادة الجدد والمنضوون اليوم تحت قبة المؤتمر الذي يعنى بالإرهاب حشد لها طاقم من الاغبياء وأنفقت عليه ميزانية لربما يعتاش عليها آلاف من الفقراء وتحت مسمى مكافحة الارهاب هي لا تعدو كونها احتفالية بمعناها الواسع لربما اقامة عرس من اعراس الطاغية التي كان يقيمها وعلى الطريفة الدعائية الغوبنزية الهتلرية يموت آلاف من ابناء العراق في جبهات الحرب ولكن بالمقابل كان يقوم الطاغية المغرور بإحياء الاحتفاليات بالنصر الغير المؤزر والمشبع برائحة الموت .. كما اننا انتهينا من عرس بغداد عاصمة الثقافة ولكن تبين لابتاء الشعب وقبل غيرهم من شعوب الارض ان بغداد هي أسوء عاصمة في العالم ولربما تلي مقاديشوا من حيث القبح والهزالة .. لا فرق او اختلاف بين العقلية الصدامية السادية وبين العقول اللاسياسية التي تصدت الى ادارة الشان السياسي في العراق و تسابقت رياءا وكذبا في دعوة برغماتية لانتشال شعب وأرض العراق ووفقا لزعمهم في السيادة ولكنهم اثبتوا انهم اغبياء وبتصرف تام ووضعوا مصير العراق بين بلدان لم تاريخيا ان تصل الى ما وصل اليه العراق في الاربعينيات من القرن المنصرم .. قصة الاجيثاث تبتدا في مؤتمر مبسط ومحدد ولكنه كان يضم كل الممثلين عن الاحزاب الحاضرة في العراق وفي عام ما بعد السقوط اي في 2004 حيث اشرت وبقوة الى أن الاسلوب الخاطئ المتبع وبلا علمية في الاجتثاث انه سيؤدي حتما الى كوارث لن تحمد عقباها .. وقلت في وقتها ان القانون الذي وضعه بول بريمر هو لا يخلو من من احياء صراع غير منظور اليوم ولكنه سيبان تاثيره في قادم الايام والسنين و ستظهر نتائجه و عندها لا يمكن لأية عقلية سياسية تتمتع بالرقي والذكاء من السيطرة على العنف والعنف المضاد وسيبقى هذا العنف هو المحرك في فرض سياسات على العراق لن تعود عليه بالنفع ولربما ستكون الامور هي اسوء بكثير من الحرب العراقية الايرانية لانها كانت حرب بالمعنى التقليدي والسائد ..اي الحرب الواقعة و الدائرة لابد لها من نهاية عبر تدخل الوسطاء الدوليين او انها تنتهي بانتصار واستسلام احد الطرفين وينتهي الامر الى اتفاقية ملزمة وففقا الى قوانين هيئة الامم المتحدة تو مكونات المحتمع الدولي .. الحرب على الارهاب هو امر مختلف تماما لانك لن تكون في جبهة محددة الملامح والمعالم أو وفقا لخرائط عسكرية تدار فيها رحا القتال وعلى ارض منقطة ومعلومة .. الحرب على الارهاب هي كما الينبوع الدافق المتعفن الماء فكلما نضب ماؤه استعادها بعد فترة قليلة من الزمن ليمتلئ من جديد فليس في القاموس العسكري ان هناك انتصارا مسجلا على حركة ارهابية ولكن يمكن ان يحد من تاثيرها وهذا ما لا يدركه سياسيوا العراق وحتى هذه اللحظة .. السؤال لماذا الاجتثاث كان الدعامة الحقيقية في تغذية الارهاب في العراق .. ذكرت في المؤتمر المذكور ان الية الاجتثاث خاطئة تماما ولا يمكن لها ان تسعف العملية السياسية التي جاءت متشجنة ومنذ اليوم الاول بعد تسلمها امر الحكم في العراق فالعداء بين الاحزاب التي كانت مستترة وليس لها ارصدة على الارض في زمن الطاغية وبين حزب السلطة الحاكمة البعثية الصدامية و في شعب مادي متنامي للانخراط في صفوفه وبسبب الخوف من الجوع والموت ولو على الشبهة .. ولعل من اهم الاسباب ان الاجتثاث وهذه الكلمة الغليظة في المعنى والمقلقة للمسامع لكنها كانت صغيرة ورخيصة في ادائها و نتائجها السلبية وعلى حساب اي جانب ايجابي يذكر .. كان الاولى بمجلس الحكم الموقر ان يقدم مقترحا الى رئيس السلطة المدنية في العراق واقناعه بان الية الاجتثاث والتي لم تستخدم مع قبل النازيين في المانيا او الفشيين قي ايطاليا فكيف لنا من تطبيقها في العراق وفي شعب متشابك في الدماء والاعراق .. كان الاولى من تقديم المواطنين الى هيئة قضائية عليا مستقلة دعاوى شكوى ضد من اساء لهم البعثي ومن ثبت تورطهم ومن المجرمون الساديون وكذلك من الاجهزة الامنية والمخابراتية او لذوي الضحايا وذريتهم .. واقول واوكد على كلمة مستقلة كي لاتقع اللائمة على جهة بعينها وان يتم التصويت الجماهيري على قانون كهذا ومن قبل الشعب ليتم بموجبه من فتح ابواب المحاكم الجنائية المختصة في ادانة المتسببين في القهر المجتمعي وكذلك تقديم شكاوى من المواطنين في الحالات الاقل اثرا اي التي لم تؤدي الى القتل او الاعدام والى غيرها من سلوكيات البعث في الابادة المفردة او الجماعية ويتم اصدار الاحكام وفقا ما تقره الشريعة والاعراف والقوانين .. هنا يكون من تقع عليه ثلاث شكاوى مختلفة ومن اكثر من شخص يساق الى القضاء ليتم من خلاله اما التعويض المجزي او الحبس الشديد انصافا للمغدورة والمسلوبة كرامتهم ظل حكم الطاغية .. هنا الاجتثاث والسمعة السيئة وتدخل الاحزاب في هذه الهيئة الغير مستقلة والتي ايضا كانت فريسة للتجاذبات وبث روح الانتقام واخضاعها للمحاصصة الطائفية ادت الى انحراف هذه الهيئة عن مهمتها وان كانت الاساليب خاطئة والمبتنى على خطأ لايمكن له ان ينتج الصحيح .. اذن الصيحة على البعثيين والخشية من الاجتثاث دفعتم الى هروب البعثيين وحتى الصغار في الحزب الى خارج العراق ومن ثم لحق بهم ممن تم تخويفه من آلية الاجتثاث وبذلك تلقفتهم الدول التي لها مصالح في زعزعة امن العراق وعدم استقراره وكان الخليج العربي ودون استثناء اي قطر او امارةاو دويلة المساهم الكبير في دعم البعثيين الذين احتضنهم من يدعى بحارث الضاري ومن كان قي بطانته التي اعتبرت التغيير هو انقلابا على السنه وتمليصهم الحكم ومن ثم اصبح الموضوع احد اعمدة الاستثمار المالي والاقتصادي ومن خلال الدعم المقدم من الدول الانفة الذكر .. اليوم يتحدثون عن الجيل الثاني من السخرية السياسية وتحت مسمى المصالحة الوطنية والتي كانت اللعنه الاخرى والاكثر سخرية بالشعب في استقواء ممن بقت في عقولهم براثن البعث ويعدون العدة لصب وابل غضبهم على هذا الشعب الذي ما ان قام من حفرة ليجد نفسه ساقطا في بئر ليس له قرار .. في مقال العقلية السياسية الى اين والذي وظفت كل طاقتي الى محاولة نصح السياسيين ليكونوا اكثر رقيا وتعاملا حضاريا ولكن على ما يبدو انني خلقت خصوما بالرغم من انني لم يكون لي طرفا في المساهمة في العنلية السياسية وكما انني اصيحت هدفا في نوجيه الضربات لي واكثرها سما هي ضربات المالكي ومن لف لفه الذي لن يعتبر الى اي راي يحتمل الحكمة والحصافة ولذلك اعلن المالكي الحرب على كل ذووي العقول الراجحة والنزيهة والكفءات العلمية للاستفراد بالسلطة جامعا وراءه ثلة من المتخلفين والجهلة للعبث بمقدرات الشعب العراقي اقتصادا وقتلا شايعا بالانسان الاعزل والذي ليس له في السياسة من شئ يذكر .. اقول في كل العالم التي عانا من احزاب وسلطات دكنانورية اساءت الى الشعب والتي ازالتها الثورات الجماهيرية كانت تعلم شدة الحساسية في امر الاجتثاث واثاره السلبية فالنازيوم مثلا فتحوا مدارس للتاهيل المجتمعي وعمدت الى زج النازيين في مدارس يشرف عليها اخصائيون في علم النفس ولن يخرج احد من تلك المدرسة الا بعد التاكد من خلوه من اللوثة التي احتلت كيان عقله وآلت به الى الانحراف والشذوذ في السلوك المجتمعي .. انني واثق لاقول لن ياتي الى العراق رجل يمتلك العقلية السياسية لانني ذكرت في مقال سابق سايكولوجية الشعوب هي رهينة سايكولوجية الحكام وتعال معي هل وجدت في سياسيينا رجلا حصيقا وقادر على انتشال العراق من مخلفات العقول السياسية الشاذة ؟؟
#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للمرآة حقوقها التي بين الدين والدنيا
-
الديمقراطية وادوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني
-
داعش العراق والمعادلة الاقليمية
-
المملكة وقطر الهجمة المرتدة
-
ازالة فوبيا وحدة العراق
-
مناظرة بين معلم عراقي ومدرس سويسري
-
ما لم يقله الدكتور علي الوردي عن الديمقراطية في العراق
-
ذكاء العراقيين يقتلهم بالجملة
-
هجرة العقول .. الخطر الذي يداهم العراق
-
ضمانة الديمقراطية بضمانة دستورها
-
الانوية والبرانويا العمود الفقري للديمقراطية في العراق
-
بورصة الاعلام والاعلام المضادومزادات التحليل السياسي
-
كتاب الدستور العراقي استغلوا ضعف الوعي الجماهيري
-
القضية الفلسطينية بين التطرف و السلاح
-
الانتخابات في العراق بين الاقبال والعزوف
-
المناسبات ليس بمقدورها من وضع الحلول ، ولكنها لمجرد الاحتفاء
-
العملية السياسية في العراق .. المصطلحات التي افشلت الديمقراط
...
-
ثابت أ ومتحرك ب في السياسة العربية والاقليمية والدولية
-
الانتخابات غسيل للفساد السابق ، وخلق لصراع جديد
-
سياسيونا افشلوا الدستور والحضارة
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|