أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد جمال الدين - ما رأيكم بهذا الإله ؟ 1















المزيد.....



ما رأيكم بهذا الإله ؟ 1


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1
ملحوظة هامة !
هذا المقال عبارة عن رسالة شخصية كتبتها نهاية عام 2003 من المهجر في روسيا إلى شقيقتي ألتي كانت طفلة لا تتعدى العشر سنوات ومن ثم لم أراها أو حتى أراسلها قرابة ثلاثين عاما ، فقد كان من الصعب حتى الكتابة إلى الأهل خوفا عليهم ..
رغم خصوصية الرسالة الطويلة ( قرابة 50 صفحة) فبعد عودتي للعراق بداية 2004 قمت بنشرها لاحقا في عام 2006 في عدة أجزاء في منتدى الملحدين العرب لأهمية ألمواضيع المطروحة فيها ، ولم أغير في الرسالة شيئا عدا بعض التصحيحات الإملائية احتراما مني لخصوصية الرسالة الشخصية .
المشكلة أنني قبل أيام وحين حاولت في تعليق على مقال الأخ أحمد القبنجي ( وهم الحق ) أن أعطيه رابط الرسالة ، فوجئت بل صعقت أنها لا توجد على الشبكة ، وأن منتدى الملحدين تعرض لإختراقات الهاكر بحيث إختفى كل أرشيفه الضخم والهائل في أهميته الفكرية .. ( جريمة تعادل في نفسي جريمة حرق مكتبة الإسكندرية ) .. ولا أريد أن أتكلم عن كل المسؤولين عن هذا . وسأحاول لاحقا أن أعيد نشر كل موضوعاتي المهمة هنالك مما تبقى في أرشيفي الخاص ( الذي أيضا تعرض بعضه للسرقة والإتلاف ) في موقع آخر يحترم كتابه وكلماتهم أن تبقى تاريخا ، وبالطبع موقع الحوار المتمدن هو من أهمها لي . وأنصح كل الأخوة ألأعضاء القدامى في المنتدى أن يحذوا حذوي . وأتمنى من هيئة الحوار المتمدن أن تعتبرها منشورة لأول مرة للأسباب التي أوضحتها .


أبدأ هنا أو بمقتطف صغير من الرسالة شخصية التي كتبتها من ألمهجر جوابا على سؤال شقيقتي الذي هو بإختصار: ماهو دينك الآن ؟ . ( على شاكلة ولا دنيا لمن لم يحيي دينا ! ) ، اللطيف أنها بدأت بسؤال آخر :: ((اخي الحبيب ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية السلام هذه هي للمسلمين وانا الان لا اعرف ان كنت مسلما ام لا .." ) فأجبتها :: (( أختي ألحبيبة ألسلام عليك وأمن الله ورحمتُهً . كلمة السلام هذه بهذا الشكل جاء بها الدين اليهودي ( وحتى بنفس اللفظ تقريبا فالعبرية والعربية لغتين قريبتين وأصولهما ترجع بين ألآشورية والسريانية والآرامية والفينيقية واليهود يقولون شالوم ، والعربية تأثرت أيضا بلغات حضارات ألخليج ألعربي ألسابقة مثلا في منطقة قطر حيث كان يعيش سليمان الحكيم ، وبأللغات ألحامية في إفريقيا ألسواحلية والحبشية وغيرها ) وكذا هي موجودة في ألدين المسيحي بهذا الشكل مع إضافة أحياناً عن ألمحبة ألإلهية فيقال السلام عليك وبركات ألله وعطفه وحبه . وقبل ذلك أيضا كانت موجودة في كل ألأديان سواء قبل التاريخ أو بعده كلمة السلام كتحية . فحتى الشعوب الهمجية قبل 25 الف سنة أي قبل الحضارة حين كانوا يلتقون إنساناً غرييا كانوا يقولون أو يلوحون بألسلام ، أي أننا لسنا اعداء ونحن أيضا بشر ، وربما هذا منذ عهد النياندرتال أي قبل 100000 سنة وأكثر ، ومع بدء ألحضارات والتاريخ ألمكتوب كلمة السلام موجودة كأولى عناصر التحية . إقرأي الملاحم التاريخية لبلاد ما بين النهرين ومصر واليونان واللاتين . ))

ملحوظة أخرى : كل كلمات ( الله ) الموجودة هنا مكتوبة باللون الأحمر بأصل الرسالة حين كتبته كملف وورد وبعثتها بالإيميل وقتها .. للأسف موقع الحوار المتمدن لا يتقبل فورمات الوورد ويحذف الألوان .. سبب هذا التلوين يتضح في نهاية هذا الجزء الأول .. ::

أختي ألحبيبة كنتُ أود أن لا أتطرق برسالتي هذه لإي من المواضيع ألدينية حتى لا أجرح مشاعِركِ . وخصوصا لإننا نفهم كلمة " الله " بمعنى مختلف تماماً ، ولأنك بين كل فقرة وأخرى تستشهدين بآيات ألقرآن على أنها ألحق ألثابت ألذي ما بعده برهان . أمـا أنا فإنسان كما عرفتِ وتعذرين ذو فلسفة مادية علمية بحتة و لا أستطيع مطلقاً أن أعتبر أي كتاب صالحـا ً وحقـاً في كل مكان وزمان. هنالك ألكثير من ألأشياء كما في رسالتكِ هذا كما في رسائلكِ ألسابقة يجب أن نتحدث عنها بدون زعل و إحتداد ، بل بوضوح وصراحة أخوية حتى نفهم بعضنا ألبعض و نستفيد أحدنـا من ألآخر . وليس هنالك مجال لهذا ألآن . ولكن هنالكَ فقرة في رسالتكِ تضطرني أن أجيبها ألآن بالضبط فاعذريني مقدمـاً إن كانت ستهيجك .

أنـا أكتب " أبي الذي خلقني بشهوته لأمي وأنشأني إنسانـا " وأعني ما أقول ، وأكتب " أمي ألتي خلقتني وربتني وهي ربي وأنـا ربيبها وعابدها " ، وأعني ما أقول . لأني لو كنت بعد ولادتي رُميتَ في إحدى غابات إفريقيا وإعتنت بي قردة ( كما طرزان ) ولم اجد أي قرية أو مجتمعاً بشرياً لنشأتُ وعشتُ حياتي بألضبط كأي قرد آخر في القبيلة . أرجو أن تقرأي هنـا " حي بن يقظان" لإبن طفيل ، مع ألأسف أنـا قرأتها للمرة ألأولى والأخيرة باللغة ألروسية (من المكتبة ) . في هذا ألكتاب الخالد من كتب تراثنا ألعربي يصف المؤلف بكثير من الكذب الفارغ واللف والدوران حياة الطفل ( أي حي بن يقظان ) الذي نشأ وحده بين القردة ليجعله بعدئذ يكون إنسانا و يؤمن بوجود الله . الكتاب جميل جداً لولا المغالطات وعدم الواقعية العلمية .
وأكتب أيضـاً : " يــا أيهــا ألنــاس تـوحـدوا ! توحـــدوا بألإحتكام إلى إرادة ألشعب خالقكم !! " .. لانني لو ولِدتُ في ألهند أو الصين أو إسرائيل لخُلِقتُ إنساناً آخر . أي كان خُلقي وطبيعتي غير ما هي عليه ألآن .
أمـا عن 1+1 = 5 فأنـا كتبتُ " في كونٍ أخر " لإن كوننا هذا بقوانينه
الفيزياوية لا يسمح بهذا ، والمسألة الرياضية هنا فقط إستطاعة نظرية بحتة .
ما كلُّ ما يتمنى ألمرء يدركه تاتي ألرياح بما لا يشتهي ألسَفِنُ

من أعبدُ أنا وما هو مفهوم الله عندي ؟ أنـا أعبد ألشمس كما عبدها المصريون ألقدماء ووضعوا رموزا تأليهية ينحنون أمامها ، لأن الشمس تضيء لي نهاري وتدفئني ومنها كل خيرات أرضنا ، وأعبد القمر كما عبدته شعوبٌ أخرى لأنه يضيء ليلنا بنوره الساحر ، واعبد ألنار كما يعبدها المجوس لأنها كانت تحميني من ألبرد وتحميني من الوحوش وكنتُ وما زلتُ أطبخ بها طعامي ، واعبد آلهة المطر كما آلهة ألنيل ألمصرية والآلهة ألتي كانت ترمز للنهرين دجلة والفرات في بلادي لأنها تسقيني وتسقي أرضنا فتخرج منها الثمرات ألتي تطعمني . وأعبد ألبقرة كما يعبدها الهندوس لأنها بعد أمي ألمُرضعة تسقيني حليبها ، وأعبد آلهة الجنس والإخصاب ألهندية لإنها ترمز للحياة كلها وأنا أحب ألحياة ، واعبد ألكلمة والفكر كما يعبدها كونفيشيوس لأن فيها معنى حياتي كإنسان واعبد إفروديت ألإغريقية آلهة ألحب وعشتار ألعراقية لإنها ترمز للجمال وأنا أحب ألحب واعبد ألجمال ، وأعبد كيوبيد إله ألعشق لأني إنسان لي قلبٌ يشعُر ، وأعبد فيميدا آلهة ألعدل لأني أحب ألعدل . وأعبد أيضاُ ألأصنام ألتي عبدها آبائي : أي أللات والعزّى وهُبل ، لإني ولو كنتُ لا أذكر ألآن ماذا كانت ترمز له فإني على ثقة أنها كانت ترمز لأجزاء أخرى من ألخير وإلا لما إنحنى أمامها الناس . وهذا جزء يسير من ألآلهة ألتي أعبدها ( الباقي تستطيعين أن تعرفيها إذا أخذتِ كتابا في علم ألأديان وتاريخ ألأديان مثلا ما كانت تعبد شعوب إفريقيا ، وبعضها ما تزال ، أو من هي ألآلهة لشعوب حضارة المايـا العظيمة في القرون الغابرة في أميريكا ألجنوبية و ماذا كان يعبد الهنود الحمر في أمريكا ألشمالية ، الخ ) وأنا أعبد كل هذه ألآلهة ألتي ترمز لكل معاني العقل والعلم والحق والحب والخير والعطاء ، كل هذه ألآلهة التي عبدها ألإنسان يومـا أعبدها كلها معـاً . أعبدها معاً ـ وجمعاً وتوحيداً أطلق عليها إسم " الله " . وإذا كنتِ تفهمين ألتوحيد ألإبراهيمي وما قبله الصابئة ألمندائيين ، ( أو ما جاء من توحيد الآلهة في ديانات أخرى ووضع رئيس للآلهة أو إلهاً أعظم كما في ديانات ألهند والإغريق واليونان ) بغيرِ هذا ألشكل ، أي بشكل تركِنا ألآلهة والأصنام كلها لِـنتَّخذ لنا إلهاً صنما واحداً فأنتِ مخطئة يا أختي الحبيبة ، التوحيد هو هذا معناه ألذي ذكرتُهُ ، ( وبالمناسبة أول توحيد في منطقتنا جاء به إخناتون فرعون مصر ألذي أراد أن يوحد ألآلهة ألأربعين عندهم آنذاك بإله واحد ولكنه لم يفلح رغم حكمه المديد حيث عارضه أغلب كهان ألمعابد الذين تضررت مصالحهم وبعد وفاة إخناتون عادوا إلى تشتت ألآلهة ونقضوا ألبدعة ألتي جاء بها أحد أعظم ألفراعنة ) ، وأما مغزاه فهو أن لا تتعارض في نفوسنا وعقولنا المفاهيم والمطالب " ألإلهية " مثلاً بين ألعدالة وحب الأقربين بل أن نُنَسِّـقَها بفِكرنـا بـديـنٍ واحـد . ( بالمناسبة أنا قضيت سنين عديدة من عمري أفكر هل أن ألتوحيد ضرورة ؟ وهل هو رديء أم حسن في مدى تأثيراته على نهج ألتفكير وطريقة عمل ألدماغ بإستخلاص ألبراهين من ألنموذج ألنظري ألمُعد ، وبالتالي على تطور مجمل ألثقافة ألإنسانية سواء في ألقضايا ألأخلاقية أو في ألفلسفة أو ألمعارف والعلوم ضمنا ّ فهذه ألمسألة ليست بسيطة كما تبدو ظاهرا ) .
ومن هنا فإن مفهوم و كلمة الله عندي هو مفهوم عقلي إخترتُهُ أنـا ألإنسان ولم يخترني هو ً . ما كتبتُ أعلاه يعني أيضا أنَّ كلمة " الله أكبر " يجب أن تُفهم بمعنى أن قوانين هذا الدين الواحد ( أو مطالب هذا ألإله ألواحد ) هي أكبر وأشمل من ألقوانين (ومطالب ألآلهة ألتي تكون منها وهي أجزاءه ) ألأديان ألتي شملها ، يعني علاقتها كعلاقة الدستور بالقوانين الفرعية . وليس بمعنى أنّ الله هو شيء ما كبير جداً بأبعاده أو طاقاته الفيزياوية أو الميتافيزياوية وهو مسيطر على البشر بمثلِ هذه ألطاقات . فهمتِ ما أعني ؟

والآن عن مسألة ألعبادة .
كلمة العبادة تعني ألمحبة . أنـا أعبدُكِ يا أختي يا أنوار ألفجر تعني أني أُحِبكِ حبـاً عظيماً . وأنـا أعبد الجمال أي أحب ألجمال وهنالك من يعبد المال والشهرة والسطوة ويعبد شهواته ، أي يحب ألمال كثيراً والشهرة والسطوة ويحبُّ نفسه وجسده أكثر من اللازم ، وانا عابد الرحمن وعابد الوهّاب لإنني أحب ألرحمة والعطاء وأحب من يرحم ويعطي . فكلمة ألعبادة إذاً لا تعني ألعبودية . وحين أقول أنا عابد الله أي أني أحب ألعقل والفكر والكلمة التي أقول والحق والعدالة والحب والجمال والخير والعطاء ، أحبها كلها معاً حباً واحداً .
نحنُ عباد الله أي محبيه ولسنا عبيده ولا نخاف منه بمعنى ألرعب العبودي ( عن مخافة الله سأوضحها بعد أسطر ) ، لإن ليس هنالك شيء ما يمكن ان نكونَ له نحن البشر عبيداً بمعنى ألعبودية والذلول ، وإن كُـنَّا أحيانا نكون عبيداً بهذا ألمعنى أي أذلاءً أمام بعضنا ألبعض . ليست هنالك من شيءٍ أو قوة فيزياوية أو ميتافيزياوية تستطيع أن تستعبد وتُذل الإنسان . ولا توجد شيء أو قوة تستطيع أن تهيمن وتسيطر على البشر عدا ألبشر أنفسهم .

أنـا أؤمن بالله .
أنـا أؤمن بالله ، لإنه نتاج عقلي وفكري ومعارفي ألبشرية منذُ كنتُ نياندرتالاً وقد أصبح لي دماغ كبير معقد ألتخصصات أستطيع أن أفكر به بمثل هذه ألأمور والمفاهيم ألتجريدية ألتي أسميتها أعلاه بآلهتي . أي أني أؤمن به كما أؤمن بقوانين نيوتن والنظرية ألنسبية لإنشتين وقوانين الرياضيات ألتي أصنعها وأبدلها حسب معرفتي وتفكيري وحاجتي . وهذا ألإيمان أكبر بكثير ولا يقارن بإيمان ألغوغاء بإلهٍ يعتقدون أنه ليس في نفوسهم وعقولهم بل خارجٌ عن سيطرتهم وفهمهم وهو المسيطرُ ألمهيمن وألمُفَّهِم ولا يَعُونَهُ بأدمغتهم وتفكيرهم أنفُسهم بل حتى يأتي جحش ربما، ممن يسمون نفسهم رجال ألدين ويفرض عليهم آرائه وأحياناً رغباتهُ وشهواتهّ على أنـها من عند الله وتفسير كلمات الله.

أمـا أنا فكما قلتُ لكِ في رسالة سابقة أشُكُّ بألله في كل لحظة ومن ألشكِّ والتفكير فقط ينبعُ إيماني وقد يتبدل نوعـا ويتطور بمرور ألزمن ، مثلاً بتغير مفاهيمي عن ألجمال والأخلاق ومعنى الخير وغيرها من مكونات ألإله ألذي أعبدُهُ . أي كما يشك ويؤمن بما يفكر ويفعل أي باحث علم في مختبره ، والمختبر هنا هو نفسي وذاتي . ولذا أنـا أخاف الله ، أخاف أن ينفجر هذا ألمختبر بمواده الكيمياوية الحارقة ، قولي هذا لشذى فأعتقد أنها ستفهمني .

عن مخافة الله .
أختي ألحبيبة أنـا إنسان أخاف الله ، ولكن هذا لايعني اني أخاف من شيء ما غير وخارج نفسي وأخاف أن يعاقبني هذا ألشئ ( مثلاً ان يرجمني بألحجارة أو يعذبني ويحرقني بالنار ، كل هذا فقط ألبشر أخواني يستطيعون أن يفعلوا بي وليس أي أحد آخر ) بل يعني أني أخاف الله الذي هو أنـا ،.. الذي هو في نفسي وعقلي أي أخافُ من ضميري وذاتي my EGO ، أخاف أن لا أكونَ عَقِلتُ وعبدتُ ( أحببتُ ) كما يجب ألله الذي هو في داخلي بكل معانيه ألتي عددتها فوق ( مثلا لم أر وأفهم وأحب جمال الطبيعة والنساء والفنون بالشكل ألكافي أو لم أفهم وأحب بعض معاني ألعدالة و ألخير ، وهكذا ) ، واخاف خوفا عظيماُ من الله إن لم تكن أفعالي تتفق مع أفكاري وعملت أخطاءاً لاتصح من موقع شرائع الله ( أي مجموع قواعد تصرفاتي تبعاً لمجموع آلهتي ألتي هي في نفسي ) ألتي عقِلتها وعبدتها حباً ،( وهذا كالعالِم ألذي يستنتج فكرة حقة ، ثم حين ينفذها في ألمختبر تخطأ يداه وربما يفجر نفسه ونصف ألمختبر ) . ألعالم هو عقلي أنـا و ألمختبر هو أنا نفسي وألآخرين أيضاُ . فقد يحاسبني ألأخرون ولكن حسابي في داخلي, حسابي من ضميري وذاتي هو جحيمي ولا جحيم آخر سواه . كل ما تتحدث عنه ألأديان من جنة وجحيم خارج ذاتنا هو هراء . لا حياة بعد الموت بما يسمى ألحياة ألدنيا والحياة ألآخرة .
هذه مجرد خرافات إستبدعها البشر أحيانـا كثيرة لتضليل بعضهم ألبعض وأحياناً قليلة لسوقهم إلى طرُق عملٍ صائبة ، ولكن سوقهم أي كالخراف والأطفال الذين لا يفقهون . ألجنة والجحيم كلها في داخلنا في عقولنا ونفوسنا ، ونحن نعيش ككل ألكائنات حياة واحدة غالية ويجب أن نعيشها بشرف وسعادة أي بتوافق مع مُثلنا وأفكارنا الحقّة وفي هذا جنة ألسعادة ولا جنة بعدها . قال أحدهم قبل أن تصلوا الفردوس في ألسماء ( أي الجنة ألتي في داخلنا !) يجب أن تبنوا الفردوس على ألأرض .
ألإنسان ألمؤمن ب الله الذي وصفته لكِ يعرف أن إلههُ خلقَهُ ألعقل وتكون وتطور عبر التاريخ ومنذ النياندرتال أو قبله ساهمت في تكوينهِ و تطويرهِ كل البشرية ( بدرجات مختلفة في المساهمة والتأثير ألإيجابي والسلبي ) وهو يعلم أن الله العقل الله الحق هذا هو ليس عقله وحقهِ فقط بل وعقلي وعقلكِ وعقول كل البشرية . ويعلم أنه هو نفسه إله فهو يفكر ويخلق ومسؤول تماماً عن كل ما يفعل أمام نفسه والآخرين من ألبشر .

وإيمان ألإنسان بنفسه أولاً هو أكبر بكثير من ثقته وإيمانه بكل شيْ خارجي عنه وهو أساس إيمانه أو ثقته بأي شيء يكون إبتداءاً خارج نطاق إحساساته وتفكيره .
ولتوضيح هذا بشكل أجلى أذكر لكِ إن ألإنسان لم يخلق "الله" كمفهوم من لا شيْ ، .. مثلاً " المحبة " أي ألتعاطف والمساندة بين ألأفراد وهذه لا يمكن بدونها ألعيش الاجتماعي ثم توسع مفهوم ألمحبة ليشمل أشياء أخرى كثيرة ، وخلق مفهوم "ألخير" أي كل ما يفيد ألناس كمجموع ، ومفهوم "ألشر" أي ما يضر بمصلحة ألناس رغم أنّ كلمتَي ألخير والشر لا تحددان ألطريقة ألفعلية ألتي تتم بها هذه ألفائدة وذاك ألضرر في ألواقع ألموضوعي ألمُعاش ، ألناس أنفسهم هم ألآلهة الذين يقررون ما يفيدهم وما يضرهم في هذا ألوقت أو ذاك .
والأهم من هذا كله إن ألإنسان قبل ذلك بكثير خلق مفهوم كلمة " ألمفهوم " أي وضعَ أسماءً وتسميات لأشياء لا يلمسها بيده أو يدركها بحواسه الأخرى . ألإنسان تعلَّم هذا وخلق هذا حتى قبل أن يبدأ ألكلام بلغاته ألتي أمّنَتها حنجرته ألمتطورة عن باقي ألحيوان ـ والتي هي أيضا تطورت مع تطور ألنطق ـ . حتى ألحيوانات تعبِّر بأصواتها وغيرها من ألمؤثرات التي هي لغتها للتخاطب في مجاميعها عن "مفاهيم" كالخوف والخطر .. الخ .
ألإنسـان بتطور عقلهِ ولغتهِ ( ألعقل ألبشري تطوَّر ويتطور ضمن ألتأثير ألمتبادل بين نوعية العمل ألإنساني والتطور البيولوجي للدماغ و أللغة ألتي يستعملها ألإنسان وهي أساس تفكيره ألمنطقي ) صنع ألمفاهيم وطورها بشكل يتناسب مع ألمستوى ألموضوعي لوعيه ألحسي ونوعية تفكيره ألتشبيهي وألمنطقي والتجريدي وكذا مع طبيعة واقعه الاجتماعي ألمُعاش ولغته للمخاطبة ألاجتماعية ، وبالنتيجة طوّر لغته هذه نفسها وأزاد عدد ألمفاهيم ألتي يستعملها ووسع هذه ألمفاهيم وحددها أي عرّفها ضمن ألمفاهيم ألأخرى في كلمات لغتهِ لتخدمَ حاجات تفكيره وتفاعله ألاجتماعي , – ألماركسيون يقولون العمل هو الذي خلق ألإنسان من ألقرد .
كلمة " ألله " أو "GOD" وغيرها بنفس ألمعنى ألمحدد لنا كمفهوم إسلامي، كباقي كلمات أللغة ( أي لغة بشرية ) هي جزء من أللغة . وفي بعض أللغات ألإنسانية لا يوجد لها أي مقابل بسيط (قاموسي ) وحتى معادل قريب فهل أصحاب هذه أللغات ليسوا بشراً لأنهم لا يعرفون أو لا يعترفون بمثل هذا ألمفهوم ألطارئ على تجربتهم ألاجتماعية ألتاريخية . ألبعض من ألجهلة و ألأغبياء يقولون أن وعي مفهوم " الله الخالق صاحب ألملك" يأتي منذ ألولادة مع ما يسمونه " ألفطرة ألسليمة " ، مثل هؤلاء ليسوا أوفر حظاً من ألنازيين ألعنصريين الذين يتشبثون بأفكار تفاوت ألأجناس ألبشرية وحقوقها في ألسيطرة على ألباقين وبالتأكيد يضعون أنفسهم هم فوق كل ألآخرين .

وأنـا حين أقول الحمد لله فأنـا لا أتوجه هنـا لشيء ما في خارجي بل اشكر من قلبي وروحي كل ألآلهة التي هي في عقلي لإنها تعلمني وتنير لي دربي في الحياة . وحين أقول حفظني الله ورحمني أعني أن هذه ألآلهة ألموجودة في عقلي فقط وليس خارجه منعتني من الإنزلاق إلى مهاوي ألأخطاء ألتي ذكرتها أعلاه وحمتني من تبعاتها ألتي ذكرتها .

وأنـا حين أستغفر أبي وأمي وأطلب منهم ألصفح ،وهم أيضاً آلهتي ألذين عقلهم وقولهم لى شريعةٌ ، فأنا أطلب منهم أن يفهموني وأن يعلمونني كيف يجب أن أفهم نفسي وأن يسامحوني عن أخطائي وأذاي لهم وللأخرين ،لإن بدون سماحهم وعفوهم عني سأظل أعيش مع جحيمي ألذي هو في داخلي . إسمعي أنا حين أطلب ألصفح والعفو والمغفرة من شخص ما ، مثلا من أمي أو أبي كما قلت أو أي إنسان آخر كنتُ أخطأت تجاهه ، فهذا يعني أنني أعبر له عن ندمي عن خطئي ومستعد لإرضائه بما يوافق ألضرر والأذى الذي سببته له . ولكني أيضاً أستعمل هذه ألكلمة وأقول أستغفر الله وهو غير موجود خارج ذاتي . وأنا حين أستغفر الله كما أفعل دائماً لا يعني هذا أنني أطلب ألعفو من شئ ما أو أحدٍ ما ، بل أقول هذه ألعبارة عن وعي بأنها نوع من ألإيحاء ألذاتي ومعناها أنني أخاطب ذاتي فأقول لنفسي إنني أخطأت كي أتذكر جيدا أخطائي حتى أصحح منها ما إستطعت ولا أعود فأكررها .

العبادة والعبودية : ألعبادة هي ألمحبة فهي ألعطاء ألكفؤ بدون منّة وهي ألإدراك ألواعي والإنسجام مع من أو ما تحب ، والعبودية هي ألرق فهي ألتملّك أي ألأخذ ألأناني والخصومة وإنتقاص وعي ألآخر وتجاهله . نحن عباد الله ولسنا عبيده . انا عابد الله ولست عبد الله . ألعبادة تعني ألمحبة ألقصوى . أنا عابد الله أي أنني محبه وحبيبهُ ونحن عباد الله أي نحن أحبَّتُهُ ومحبيه ومريديه وعشاقه ، بدون تملك وذل أو خضوع . فكل تملك أو ذل وخضوع مناف ونقيض لمعاني ألمحبة ألحقة وطعن بها . أنا حبيب الله ، نحن نعي أنّ الله يحبنا فنحن أحِبّته لإننا نشعر بعطاءه لنا وهو جزء منا ونحن جزء منه . وأنا محب الله بما اعطي لله مما أخلقه من خير في فكري وعملي مُدركاً له . وأنا مريد الله وأصلي له بوعيي أنني لا أريد ألإستغناء عنه ، وأنا عشيق الله لأنني أشعر جمال علاقتي به . مشاعر ألمحبة لا تكون ألا مع ألشعور بألحرية والتكافؤ حين تستطيع أن تحب أو لا تحب أو أن تجافي او أن تتفاعل مع وتغير ما أو من أحببت . المملوك الذليل ليس حرا في نفسه وكل ألأحاديث عن مثل هذه ألمحبة ألخانعة مجرد نفاق ولغو . قد يبدو ما ذكرته متضاربا مع ما غنته كوكب ألشرق :
لي لذة في ذلتي وخضوعي وأحب بين يديك سفك دموعي .
ولكن هذا ألتضارب ألمنطقي سطحي فقط فحتى لو إفترضنا فعلية شعورها بأللذة في ألخضوع وهو أمر بديع ألجمال نظرياً ( أحسن ألشعر .. ) فإن تمسكها بهذه اللذة بمثل هذا ألحب هو إختيارها الذاتي ألحر ولها أن تبرر أسباب مشاعرها .

الله هو ألعقل نفسه ألذي نفرق به ألخير من ألشر ونُميّـز ألحق
. الله هو ألفكرة ، ألفكرة ذاتها ألتي تقودنا للمحبة وألعدل ، ألله هو ألمحبة وفكرتها . لا يمكن للإنسان ألعاقل أن يكون عبداً لله ألذي هو عقله وصنيعا للفكرة ألتي هو صانعها في دماغه . بألتجارب ألإنسانية على مدى ألتاريخ للمجتمع ألبشري أو بتجارب ألإنسان ألفرد مدى حياته يكبر ألعقل ويكبر الله معه . وقد يسلك ألعقل دروبا مختلفة ويتباين مفهوم الله عنده كما تتباين عملياً مفاهيم ألخير وألشر وألعدل والمحبة وأقساطها وإسقاطاتها في ألواقع ألفعلي . في حديث مع إحدى ألشابات ألمهندسات هنا ، سألتني لماذا أنا ملحد وما معنى هذا ؟ فحاولت أن أفسر لها معنى كلمة ألله عندي بألصورة ألتي تستطيع إستيعابها فقلت لها : هل تعرفين ماهي ألنقطة أو ألمستقيم أو المثلث أو ألدائرة والكرة أو ألعدد ألصحيح أو الصفر أو ألعدد ألمركب والعدد ألخيالي ألخ ؟ كل هذه مفاهيم عقلية مثالية لا توجد أساسا في ألطبيعة ألفيزياوية ، فلا توجد بتاتا أشياء حقيقية تمثل بذاتها هذه ألمفاهيم ألتي إبتكرناها نحن ألبشر لنسهل على أنفسنا عملية ألتفكير والتعامل مع ألطبيعة ألمحيطة ونغيرها بما يفيدنا ، وأحياناً كثيرة نغير في أذهاننا معاني هذه ألمفاهيم وتوصيفاتها بتوسيعها أو تحديدها بما يتلائم مع حاجاتنا ولتعديل طرق تفكيرنا وطرق إحتساب ومعالجة مؤثرات ألعالم ألمحيط على حواسنا . أي أن هذه ألكلمات هي مفاهيم فلسفية إصطلحنا عليها بعد أن خلقناها وصقلناها لقرون وآلاف ألسنين قي أدمغتنا، فتطور بها عقلنا حيث لا عقل بدون تفكير ولا نستطيع أن نفكر بدون إستعمال أللغة ألتي تلم هذه ألمصطلحات وغيرها من ألكلمات ألأخرى ألتي قد تعني لنا توصيفات لأشياء موجودة فعلياً في ألعالم ألمحيط أو أو تحديد لمفاهيم مثالية أخرى . كلمة ألخير وألشر وألمحبة وألعقل كلها مصطلحات فلسفية لمفاهيم مثالية كما هي كلمة ألعدد أو ألدائرة لاتوجد كشيء مطلق أو بحد ذاته في خارج أذهاننا .
وعندما نقول كلمة ألعدد فإننا نعني عادة مفهوم جامع يشمل مفاهيم كلمات ألعدد ألصحيح أو ألكسري أو ألعدد " ألحقيقي" أو " ألخيالي" .

كلمة الله هي مفهوم جامع لمعاني مفاهيم ألعقل وألخير وألمحبة وألعدل والسمو وغيرها من ألمفاهيم ألتي نفكر من خلالها وبإسقاطاتها على واقعنا ألفعلي نفيد منها في حياتنا . ألله هو ألخير ولكن لا يوجد شيء مطلق بحد ذاته يسمى ألخير أي أن مفهوم ألخير ألمثالي نجسده تقريبيا بتعاملنا مع ألآخرين بما ينفعنا جميعا.. ، كما نجسد في تفكيرنا ألمفهوم ألهندسي للكرة ثلاثية ألأبعاد بألكرة ألأرضية مثلا رغم بعدها تماما عن ألشكل ألكروي ناهيك عن مفهومه ألرياضي . وبينما نحن نقول الكرة رباعية أو خماسية ألأبعاد ألخ ونستعملها في حسابات ألرياضيات ألفيزياوية والتطبيقية ولا يمكن أن نرى هذه "ألكرات" لأنها غير موجودة أساسا بل هي مجرد رموز لأفكارنا نستعملها كما نستعمل رموز س و ص في ألمعادلات ألجبرية .

نحن نعبد أي نحب أفكارنا وثمار تفكيرنا ألتي خلقناها سابقا حباً عميقاٌ لأننا خلقناها وكل صانع يحب ما صنع ولأن فيها معنى حياتنا ومنفعتنا . ولكن لا يجب أن نكون عبيدا لأفكارنا بحيث تتملكنا ولا نستطيع أن نراجعها وننقدها ونصحح ونغير فيها ونطورها . فلأننا نحب أفكارنا عبادة فنحن أمامها أحراراً أكفاء . أما ألأفكار ألمفروضة علينا بدون أن نستطيع تعقلها ومراجعتها في أدمغتنا فلا يمكن أن نحبها عبادة ، وإن كان ألبعض منا يتقبلها عن كراهية واعية أو غير واعية كنوع من ألعبودية ألفكرية و ألنفاق مع ألنفس أولاً وأمام ألآخرين أيضا بما يترك آثاره ألسلبية على مجمل حياتنا ألإجتماعية .

غالبية ألأديان ألسابقة تفسر كلمة الله على أنه شيء موجود بذاته لا أعرف أين ولكنه هو ألخالق ألذي خلق ألبشر أنفسهم والكون كله ( بدعوى أن لكل شيء موجود لا بد من صانع فللكون صانع ولا أعرف إن كان الله هذا موجوداً فمن خلقه وصنعه هو ذاته ؟ ) ، ومن ثم على ألبشر أن يكونوا له عبيداً بمعنى ألرق ألمملوك . ألسبب ألسياسي ألإقتصادي ـ ألإجتماعي لنشوء هذا ألتفسير للإلوهية سأعالجه في مكان آخر من رسالتي ، وهو موجود بشكل وآخر في كثير من كتب ألفلسفة ألمادية ألتي تبين بوضوح كيفية إستغلاله لقيادة ألبشر كجمع من ألرعاع أو بألأحرى جرهم و سوقهم كقطيع من ألبهائم ألخالية العقول من قِبل ألكهنة في مختلف ألأديان الذين يدعون ويعملون فعليا كوكلاء ألله ألمزعوم ووسطائه وعارفيه ومفسري إرادته ، وألآخرون ألعامة لا يفقهون من علمه شيئاً ولا يعلمون معاني ألكلمات ولا يعرفون حتى أين تكمن منفعتهم ومصالحهم ألحقة فيجب ألتحكم بهم من خلال غرائزهم ألحسية وإبقائهم جهلاء بأدمغة خاوية لا تعرف سوى ألترديد ألببغاوي و ألطرب لصوت ألكهنة ألفتّان و ألمُدرّب لتلقينهم وتكرار ألتلقين حتى ترسخ ألكلمات و ألعبارات " ألآيات " في ألذهن بدون أي وعي لمعانيها وأبعادها في ألتأثير على حياتهم ألفعلية ، أي على شاكلة ألتنويم ألمغناطيسي .
هنا أريد أن أتطرق لمسألة أخرى وجدانية ألمنطلق . هل يحب ألخالق مخلوقه حراً فاعلاً أم عبداً ؟ و ما هي قيمة محبة ألعبد لمالكه . هل للخالق أن ينقم على خلقه إذا ما ظهر أنهم لم يأتوا وفق مخطط ألصنع ؟ أم عليه أن ينقم على نفسه .
أي عالم او مهندس أو صانع عندما يبني فكرة أو بيتاً او شيئا ، ماكنة مثلا ، فهو يحب ما خلق لإنها جزء من نفسه وحتى إن أخطأ فيها فأفسدت وألقاها في ألزاوية فهو يبقى يحبها إنها جزء منه وقد تعلم و إستفاد من صنعها . وكذا للأم و ألطبيب و ألزارع و ألرسام و ألكاتب ألخ ، لا يشعرون بعبودية ما خلقوا هم لهم ، بل يتعاملون معه كـند يحبونه ويتبارون معه في فكرهم . في كتب ألخيال ألعلمي طرحت ألكثير من ألأسئلة على غرار حين سيخلق ألبشر ألعقل ألصناعي ألمتكامل ذاتياً وألإنسان ألآلي الذي يفوق بقدراته أغلب ألناس إن لم يكن كلهم فهل يجب أن يتعاملوا معه كمملوك أم كمواطن حر؟ . مفاهيم ألعبودية ل ألله ألخالق تظهر أن في مثل هذا ألإله ألكثير من ألنواقص وعقد ألشعور بألنقص ، عدا ما تعنيه من إهانة لمعنى كلمة ألإنسان وكرامته وتقييد لحريته وإرادته في ألواقع ألاجتماعي ألذي يعيشه وامتهانٌ لقدراته ألعقلية سابقا ، وجحود لما يأتي به ألعقل ألبشري مستقبلاً
.
انـا نصحتُ أختي ألحبيبة .... أن تقتني كتاباً لروبرت هينلاين وفيه هذه ألكلمات : الله هو كل من يحس ويعقِل ( يُفكر ) ويخلق .
هل أنـا ألآن مؤمنٌ أو كافر برأيكِ ؟



( 2 ) -----
يا أختي ألحبيبة ...
تحيةً قلبيةً صادقةً
أين مني مجلسُ أنتِ بهِ فتنةٌ تمت سناءاً وسنا .
أختي ألحبيبة شكراً لكِ على جوابكِ ألسريع لي . بألفعل أنـا كافر ب الله الذي تؤمنينَ بِهِ ، وإذا كنتِ تريدين مني أن أُبدّل أسم ألإله ألذي أؤمن به أنا وكنتُ كتبته بالخط ألأحمر حتى أفرق بينهما فسأبدله كما تحبين وأجعله مثلا الصفاء مع الروح أو بألإختصار "صفاروح " وأقول صفاروحي إي إلهي ألذي أؤمن به كواحدٍ موحد رئيس آلهتي ، هذا حتى لاتزعلي مني وأما بألنسبة لي فألعبرة ليست في ألتسميات . ولن أتشبث بعدها بكلمة الله إلهكِ فأنـا كافر وفي نفس ألوقت لا أود أن أكون مؤمناً بألشكل ألذي تؤمنون بهِ فاعذري أخاكِ إذا أزعجتك كلماتي هذه وتقبلي حديثي بصورة ديموقراطية وفي القرآن " لكم دينكم ولي ديني " . أختي الحبيبة رقَّمتُ هذه ألرسالة بالرقم عشرة لإني سأكتب في رسالتيَّ ألثامنة والتاسعة بقية ألإجابة على سؤالكِ الكبير ، وقد أكتبها أكثر من اسبوع لإنني بالفعل مشغول بعملي ، وهذه الرسالة ألسريعة أبعثها أليوم وأرجو ان لا تؤاخذيني على كلماتي فيها إن كانت غير صحيحة او سقيمة وبائسة أوصفيقة بنظركِ . فانـا أكتبها من كل قلبي ولا أريد منها أبداً أن تُزعلكِ .


...........

يتبع في الأجزاء الأخرى من الرسالة ..

تحياتي للجميع ، وشكرا خاصا للأخ أحمد القبنجي الذي إستثارتني مقالاته لإعادة نشر هذا الموضوع هنا .. وكذا أرجو منه أن يلاحظ ويدقق وينقد الفوارق ما بين الفكر الوجداني والعرفاني الذي يعتنقه وما جاء في هذه الرسالة ( وبأجزائها التالية ) من شروحات !



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا أقول للمرأة في عيدها المقبل ؟
- ما هي فوائد الذباب ؟
- هل الحياة مسرحية ؟.. أم لعبة ؟
- رحيل الشاعر الصنديد أحمد فؤاد نجم !
- الذرة والعدد الخيالي ، رد للأخ طلال الربيعي .
- بني صهيون وما يسمى العالم العربي الإسلامي
- رياضة التأمل !؟ ... ما المشكلة؟
- رؤى عن ميزانية العراق والتخطيط الإقتصادي للعراق الجديد ..2 / ...
- رؤى عن ميزانية العراق والتخطيط الإقتصادي للعراق الجديد ..1/2
- المعادلة العجيبة والرهيبة !
- إقتلوا بعضكم بعضا .. ولكن لا تقتلوا الأبرياء ..
- حول الحجاب الراقص !
- الدوغما في الفكر الإقتصادي ( 2 ) ، حول إقتصاد الخدمات ومشاكل ...
- الدوغما في الفكر الإقتصادي ، حوار مع السيد عقيل صالح حول مسأ ...
- (جمهورية ) الفاتيكان الجديدة ، اكبر إصلاح تشهده الكنيسة الكا ...
- هل تصح مقارنة القرآن المحمدي بأغاني أم كلثوم ؟.. ردي على أسئ ...
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم (4 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم (3 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم ( 2 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم ( 1 / 4 )


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد جمال الدين - ما رأيكم بهذا الإله ؟ 1