أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - وأخيرا غرقت سفينة - نوح- ..!!














المزيد.....

وأخيرا غرقت سفينة - نوح- ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 12:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأخيرا غرقت سفينة " نوح" ..!!
لا يهُمني كثيرا أو قليلا ، السماح بعرض فيلم نوح أو منعه من العرض ، لأن من يُريد مشاهدته لن يعدم الوسائل لذلك .. فالفتاوى لم تأخذ بالحسبان التطور التكنولوجي الهائل ، والذي "مسح " تقريبا من القاموس كلمة مستحيل .
لكن سفينة "نوح " وحسب النص التوراتي ، ما أن أمخرت عباب بحر الرمال الاسلامي والعربي ، حتى جوبهت بقصف صوتي هادر وأصابها صاروخ "فتوى " ، تُحرم تجسيد الانبياء والصحابة ، مما أدى الى غرقها الناجز والسريع ، علما بأن المسلسل الذي حمل اسم "الحسن والحسين " قد جسد شخصيهما الكريمين .
لكن الأمر الهام في هذا السياق ،هو التسويغ الفقهي للاعتراض على عرض الفيلم في البلاد الاسلامية التي بادرت للإعلان عن رفض عرضه في الصالات وهي كما ذكرت الانباء : " عاد الجدل ليندلع من جديد حول مسألة تجسيد الرسل والأنبياء بعد منع دول عربية، وهي قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، لعرض فيلم أمريكي يجسد شخصية النبي نوح عليه السلام، ويؤدي دوره الممثل الشهير روسيل كراو، وهو الرفض الذي جاء بعد موقف مماثل من مؤسسة الأزهر بمصر.
وتوقعت شركة باراماونت لإنتاج وتوزيع الأفلام أن "تحذو دول عربية أخرى حذو البلدان الثلاثة، حيث من المتوقع أن يرفض المغرب والكويت والأردن عرض الفيلم في دور السينما، وذلك لذات الاعتبارات الدينية التي استند عليها رفض الدول العربية ومؤسسة الأزهر الشريف".
قد يكون هذا التحريم مُنطلقا من اعتبارات دينية يجب أخذها بالحسبان ، واجراء حوار معها ، يعتمد المنطق والتاريخ ، وليس التكفير أو الازدراء.
وبداية نود أن نُذّكر أنفسنا بالجدل الذي لم يُحسم حتى يومنا هذا حول موضوع التجسيم والتشبيه لله في كتب التراث الاسلامي ، فحديث الشاب الامرد المنسوب الى النبي محمد ، أثار وما زال يُثير عاصفة من الجدل وتبادل الاتهامات في صفوف المذاهب والفرق الاسلامية .
ويقول الحديث : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول:رأيت ربي في المنام في صورة شاب موقر في خضر عليه نعلان من ذهب وعلي وجهه فراش من ذهب" . وهناك من يورد الحديث بدون ذكر كلمتي في المنام ، مما أثار جدلا حول السؤال :هل رؤية الله بالعين ، مُمكنة أم لا ؟
ولا يهمنا حقا ، هل صححه "الالباني " أم ضعفه " البريطاني" ، لكن هناك من صححه وهم كُثر ، ونكتفي بأحمد في مُسنده ، ناهيك عن اثبات الحد والجهة لله وأنه قاعد على عرشه ، كما كتب في ذلك رسالة طويلة ، أحد الحنابلة المشهورين وهو الدشتي !!
فالتجسيد في الاسلام وغيره من الديانات أمر واقع وحقيقة لا يُمكن تجاهلها ، رغم وجود من يؤكدها ومن ينفيها ، ولنا في حديث خلق الانسان على صورة الرحمان خير دليل ، وهذا الكلام بنصه مذكور في التوراة .
ولننتقل الى شكل أخر من التجسيد وهو " الرسم بالكلمات " ، ولنأخذ مثالا صغيرا عن وصف النبي محمد : عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق - أي لم يكن شديد البياض والبرص ،يتلألأ نوراً) ، وهكذا ينتقل المحدث بوصف جبينه ، حاجبيه ، وجهه وباقي التفاصيل ، بحيث لو أننا قررنا الاستعانة برسام لاستطاع من هذه الاوصاف الدقيقة أن يرسم لنا وجه النبي بل وجسمه . ولنا أن نتساءل : ما الفرق بين الرسم بالكلمات والرسم بالألوان ؟؟
ثم الا تُركز كتب التراث على وصف الجنة وما تحويه ، حتى يُخيل اليك بأن المُحدث قد قام بتصوير الجنة ويقوم بعرضها على شاشة ، لثراء التفاصيل ودقة الاوصاف ..!!
قضية التجسيد ليست بالجديدة ، لكن الجديد هو تطور تقنيات التجسيد ، فاليوم يمكن أن "نجد " شخصا يُشبه نوح في شكله ، وليس في عُمره ، أطال الله أعماركم !
وكذلك يجب القول بأن الفيلم يروي قصة نوح التوراتي وليس القرآني ، والمُسلمون يعتقدون بتحريف التوراة ، لذا فالمنطقي بأن ما بُني على مُحرف فهو مُحرف ولا يُمكن الاعتداد به !! فلماذا الغضب على فيلم يعتمد في نصه على التوراة المُحرفة ؟؟ ألا يدل هذا الرفض على أن اصحاب الفضيلة يتفقون مع الرواية التوراتية عن نوح عليه السلام ؟
ولا بد لي من التأكيد على أن فكرة التجسيد نشأت في بيئة تفتقد الى الخيال ، ولا تستطيع تحمل وتصور الفكرة المجردة لله ، فلكي تقربها الى فهمها كان لا بد من تجسيد الله ونسب الاعضاء له (كاليد والقدم )، مع تكرار اللازمة كما يليق بكماله وعظيم صفاته !!
فبدلا من مقاطعة الافلام ، كان الأولى بشيوخنا الافاضل تنقية التراث من التجسيد ، لكن كيف يحدث ذلك "والمُجّسدون " هم أصحاب الكلمة والدينار ..!!
إذن فالاستنتاج الطبيعي يقول : تجسيد الله حلال والعياذ بالله ..أما تجسيد الانبياء فحرام !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظُلم ذوي القُربى ..شكرا للزميل غسان صابور.
- الخُوار المُتَخلف ..!!
- مُعاداة الشيوعية وهزيمة الاشتراكية ..
- الذبح الحلال..
- ظلال الجبال ..والاصطفاف ضد الاخوان .
- ايغور ، بافل والمُستهلك العربي ..
- - جرائم شرف -..أم جرائم قتل ؟؟!!
- ألثُمُ أطرافَ رِدائك ..
- مأساة ماركس ..!!
- بيان سياسي ..!!
- بروفايل للقتلة ..
- راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..
- الحوار المُتمدن وإعادة التدوير ..!!
- حجابي كتابي
- أوسَعتُهم سبا وأودوا بالابل ..!!
- أنا وساعي البريد ..!!
- ما هو مسرح البلاي –باك ؟
- الروبوتيكا ، الماركسية وعلاقات الانتاج ..!!
- قصص نساء عربيات ويهوديات على مسرح -البلاي باك-.
- في مديح الظل المُتواري .


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - وأخيرا غرقت سفينة - نوح- ..!!