العودة للخلافة

نبيل العدوان

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 09:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لقد بدا العد العكسي وبدات رحلة ال 1400 عام الى الوراء, نعم حان الوقت طبعا بنظر المسلمين العودة الى الخلافة , قد يسمونها الصحوة الاسلامية لكن كل المؤشرات تقول انها احدى علامات الساعة , انتشار التطرف والسلفية والعنف والقتل والارهاب , التعرض لاتباع الديانات الاخرى خصوصا المسيحيين, ظهور جماعات ارهابية كداعش والنصرة وغيرها , واخر الاخبار هو فرض الجزية على مسيحيين الرقة واخذ السبايا في ريف اللاذقية بسوريا وعلى اقباط مصر في بعض المناطق.

نعم عدنا لايام محمد وايام الخلافة والتخلف نعم مرحلة نشوء وتاسيس الاسلام على العنف , ونبذ الاخر فمسيحيو الشرق دفعوا ومازالوا يدفعون الغالي والثمين ثمنا لهذا الدين الشيطاني , الذي استهدف ويستهدف كل شي جميل وسامي ويدعو للمحبة والخير والانسانية ومن يفعل هذا لا بد ان يكون شيطان او شيطاني, انظروا الى مصر الى نيجيريا, انظروا الى العراق الذي اصبح خاليا من المسيحيين وسوريا تسير على نفس المنهج, فتمارس ضدهم المضايقات الشتى مثل فرض الجزية والالتزام باللباس الاسلامي اي الحجاب على الفتيات الى خطف رجال الدين والراهبات الى حرق الكنائس ودور العبادة والاديرة كل هذه المضايقات ترمي الى اجبارهم على الرحيل ,هذا ما فعله نبيهم واوصاهم ان يفعلوا بلطجة وعصابات ارهابية وغزوات ومعارك واخذ للسبايا وفرض الاتاوات وقطع الطرق ....الخ
السؤال ... هل هذا من الله بشئ ؟ الجواب حتما لا

منطقة الشرق الاوسط اصبحت شبه خالية من الوجود المسيحي وما هو الا عامل الوقت حتى يزول هذا الوجود وينقرض تماما من مصر وسوريا وما بينهما, ويجب ان لا ننسى لبنان البلد الذي كان يعتبر البلد المسيحي الوحيد في منطقة الشرق الاوسط هذا البلد الذي كان في يوم من الايام البلد الحضاري الوحيد بالمنطقة اصبح اليوم ساحة للسلفيين وحزب الله وغيرها من التيارات الاسلامية المتشددة التي تساهم بشكل مباشر باسلمة هذا البلد وتدميره فهو الان ساحة للصراع السني الشيعي والمسيحي هو من يدفع الثمن ويضطر للهجرة حيث اصبح معظم مسيحيي لبنان والمقدر عددهم ب16 مليون مهجرين ومنتشرين بين دول اميركا الجنوبية والشمالية واوروبا وافريقيا.

التاريخ يعيد نفسه فايام الحروب والغزوات التي مارسها محمد والخلفاء هي ما نراه اليوم المسلمين اثبتوا على مر العصور انهم يتبعون هذا المنهج وان العنف هو المنطق الوحيد الذي يؤمنون به وهو مستمد من العقيدة والتعاليم اي من القران والسنة, وهذا المنهج يضر بالاخرين اي الاقليات خصوصا المسيحيين بالدرجة الاولي ويضر بهم بالدرجة التالية. الغريب بالامر ان المسلمين ينعتون اسرائيل بالدولة العنصرية لانها هجرت الفلسطينيين من ارضهم بينما هم يفعلون ذات الشئ وابشع, فلننظر الى الفلسطينيين صحيح ان اسرائيل هجرتهم مرة واحدة لكن اخوانهم العرب المسلمين هجروهم مرات عديدة ووضعوهم في مخيمات ونكل بهم وتم تشريدهم وتهجيرهم بداية بالاردن وايلول الاسود حين هربوا الى سوريا ولبنان حيث يعيشون في مخيمات وباسوأ الاحوال وبظروف معيشية مذرية الى الراحل حافظ الاسد الذي قصف مخيم تل الزعتر بلبنان وقام بتدميره بالكامل ثم حرب مخيم نهر البارد , ومن ثم تم طردهم من الكويت لدعمهم لصدام اثناء حرب الخليج الاولى , وفي خلال حرب الخليج الثانية حين سيطر الشيعة على العراق انتقم منهم الشيعة وتم طردهم من العراق , والان هم محاصرين في سوريا في مخيم اليرموك ويتم تجويعهم وقصفهم لاجبارهم على الرحيل من سوريا لانهم ليسوا مع النظام لكن يدعمون المعارضة التى تدعمها السعودية

الامر لم يعد يقتصر على الفلسطينيين فمنذ بداية الحرب بسوريا تم تهجير اكثر من 2 مليون شخص من سوريا وهم اليوم يعيشون بالمخيمات من لبنان الى الاردن الى تركيا وباوضاع سيئة جدا ولا تختلف عن الفلسطينيين وهذه لن تكون النهاية فالحبل على الجرار ومسلسل العنف والارهاب والقتل والتجويع والتهجير مستمر وطبعا تقوم دول اسلامية عديدة بالمساهمة بتاجيج الصراع من السعودية مهد الاسلام الى قطر الى تركيا وايران حيث يقدمون السلاح والمال والجهاديين وكنت قد تطرقت لهذا الصراع من خلال مقالة بعنوان الرحمن الرحيم

بالختام اعيد طرح بعض التساؤلات من المسؤل عن كل ما يحدث بهذه المنطقة من قتل وارهاب وتهجير ؟ اليس الاسلام والتطرف هو المسؤل ؟ اليس العودة للخلافة وظهور هذه التيارات الاسلامية المتشددة مثل داعش والنصرة وحزب الله والجهاد وحماس وغيرها من الجماعات التكفيرية والجهادية والسلفية والاخوان وكل شي يرتبط وله علاقة مباشرة او غير مباشرة بالاسلام هو المسؤل؟ الجواب اصبح واضح لكل انسان عاقل ومنطقي لكن مع الاسف معظم المسلمين يرفضون تقبل هذا الواقع وحقيقة ان الاسلام هو المسؤل الاول والاخير عن كل ما يحدث وهم دائما يبحثون عن الذرائع والمبررات لتبرئة الاسلام.

#نبيل_العدوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات