جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1248 - 2005 / 7 / 4 - 10:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
المستحاثات.. واتحاد الشباب العاطلين عن العمل.!
جهاد نصره
في العام الدراسي / 1968- 1969 / افتتح في كلية العلوم في جامعة دمشق قسم الجيولوجيا ولما كنت من مستجدي التسجيل الجامعي في ذلك العام فقد سارعت إلى التسجيل في هذا القسم الجديد بالرغم من اعتراض
الكثيرين واستغرابهم من رغبتي هذه.!
في حقيقة الأمر، كان يستهويني في هذا القسم مادة دراسية واحدة لا غير وقد تكتّمت عليها بعض الوقت، وكنت أرى أن هذه المادة سيكون لها شأنٌ كبيرٌ في قادم الأيام أي بعد أن تتفسخ الأنظمة الشمولية وتنهار واحداً بعد الأخر.
ومرت الأيام و سقط من سقط.. وتبهدل من تبهدل لكن، وحدها المستحاثات السورية بقيت عصية على التحلل والانحلال.!؟
في سورية الصامدة: مستحاثات سلطوية، ومعارضة، بعثية، وناصرية، وشيوعية، وأصولية.. ومن كل ما لا تشتهي العين رؤيته حتى في المتاحف .!
وفي سورية الثورة ثلاثة ملايين شاب عاطل عن العمل وهو رقم تقريبي لكن يمكن الركون إليه لأنه يضاف إليهم كل عام عدد يتراوح ما بين مائتي ألف إلى مائتين ونصف المئة من الشباب المتخرجين من الجامعات والمعاهد، القضية تتعلق بعدم وجود جهة محددة تمثلهم وترعى شؤون بطالتهم ومضاعفاتها أوتتكلم باسم هذا الكم الكبير من المجتمع السوري الفتي . حتى في مجلس الشعب لم يسبق أن قال أحد ( الممثلين ) من المخضرمين أو الهواة أنه يمثل هذه الكتلة الاجتماعية التي أصبحت أكبر الكتل في البلاد أسوة بالعمال والفلاحين وغيرهم.. ولا يوجد في المكاتب السياسية لأحزاب السلطة وأحزاب المعارضة على حد سواء مكاتب متخصصة بشؤون العاطلين عن العمل.!؟ وهذه الحالة طبيعية طالما أن السلطة ومعارضيها منهمكون كل الوقت في التصدي لمحاولات الإمبريالية الغاشمة في الهيمنة والسرقة سرقة شبابنا العاطلين.!
مستحاثات في كل مكان و كيفما أدرنا وجوهنا في هذا الزمان لا ( نقشع ) غيرها وكأن بلادنا أصبحت متحفاً كبيراً لكن من غير أبواب.
إذن، هل يبادر الشباب العاطلون عن العمل إلى تنظيم أنفسهم في إطار اتحادي أو رابطة أو أي شكل يرونه مناسباً بحيث يمتلكون إمكانية التحرك ألمطلبي السياسي ويتحضرون من خلاله للخروج إلى الميدان وبخاصة أن المعطيات الراهنة تشير إلى قرب نهاية عصر المستحاثات ديناصورات كانت أم سلاحف.!؟
2/7/2005
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟