أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سامي فريدي - سايكولوجيا الحرف- 16














المزيد.....


سايكولوجيا الحرف- 16


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 17:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


والضمائر إذ انحطت..
كثير من الاعمال التي تعتمد على التجارة الوسيطة والمواد الدخيلة والربح السريع تزيد من تفكك النسيج الاجتماعي وتباعد بين الناس وتدمير القيم الاجتماعية والوطنية.. فتزداد هشاشة المجتمع، ويزداد تحكم العوامل الخارجية فيه.
السمسرة في تقاليدنا ظاهرة كريهة تقوم على الغش والابتزاز، ولكنها انتشرت كثيرا في العقود الأخيرة، وتركزت رؤوس الأموال بأيدي السماسرة، حتى صاروا موضع حسد ونقليد، فانضمت اليهم جحافل جديدية، ومؤخرا، مع انحطاط القيم الاجتماعية والسياسية، تحولت وظائف الدولة والجيش إلى فرص جديدة للسمسرة والمقامرة والابتزاز.
ان كثيرا من وظائف الدولة، والقطاع الخاص، يتجه اليها الرواد من أجل المال وضمان طرق ابتزازه السهل، وليس من أجل العمل كقيمة اجتماعية أو خدمة تبنى المجتمع وتدعم تقدمه وتطوره للامام.
الفساد الاداري والاقتصادي الشائع في كثير من البلدان، لا يتم استيراده من الخارج، وانما ينتجه الطاقم الاداري المنحط الذي قلب مفهوم العمل من كونه خدمة اجتماعية وعمل فاضل، إلى فرصة للابتزاز والنهب وعمل ذميم. الانتفاضات الاجتماعية وخطاب المعارضة يتجه لادانة الحكومة أو رأس البلاد. ولكن كثيرا من افراد المعارضة والمشاركين في الانتفاضات هم جزء من الطاقم الحكومي الذي يسرق من خلال الوظيفة، ويتبع تقاليد مشوهة هي سبب انحطاط المجتمع واضعاف الدولة.
يعرف هؤلاء ان الدولة لا تستطيع ان تتحول الى جيش بوليسي يراقب أداء العاملين عن قرب لمكافحة الرشوة والابتزاز والنهب والفساد الاداري في مؤسساتها، ولهذا تنتصر قوات الابتذال على قوات الحكومة.
ان سبب الانحطاط ليس الحكومة ولا رئيسها، وانما انهيار القيم الاجتماعية وانحطاط الضمير الاجتماعي والوطني والانساني للموظف الحكومي والانسان العامل في المؤسسات شبه الرسمية والقطاع الخاص. والسؤال كيف تكون معالجة الضمير الفاسد.
كشفت تحقيقات الفساد انه ليس ظاهرة فردية وانما هو يأخذ صورة سلسلة مستمرة تشمل المؤسسات الادارية والاقتصادية الحكومية وغير الحكومية ولا تنتهي بامتدادها خارج الحدود.
السمسار يحتج بطلب الموظف الحكومي للرشوة أو تماطله وتعطيله للمعاملة، فيضطر صاحب المعاملة لدسّ المال مع الأوراق. الموظف يحتج بفساد المدير الذي يطلب عمولة عن كل معاملة. المدير يحتج بمثل ذلك. الموظف الأكبر أو الوزير يحتج بشروط مدير مكتب ابن الرئيس أو رئيس الوزراء .
تعتمد هيكلية العمل على ثلاثة قوائم: مكان العمل، جو العمل، طبيعة العمل.
عندما يكون جو العمل فاسدا، فالعامل الجديد يفسد بالنتيجة، أو يستقيل من عمله.
العامل والموظف الفاسد ليس المسؤول الوحيد عن الفساد، فهناك سلسلة الفساد من الأسفل والاعلي وفساد جوا العمل، الذي يمثل الانحطاط الاجتماعي.
ويشاركه المسؤولية افراد عائلته بطلباتهم المادية المتزايدة وهم على علم بحجم راتبه الشهري، فيضطر لممارسة عمل آخر الى جانب عمله الاول، او الارتشاء والابتزاز والنهب من محيط الدائرة، لتأمين حاجة عائلته وعدم دفع احدهم للجريمة او الابتذال.
والسبب هو طبيعة الانفلات في الحياة الاقتصادية والمضاربات المالية والسلعية التي يدفع تكلفتها المستهلك البسيط والعوائل الفقيرة، فيزداد الفقير فقرا، ويزداد الغني غنى.
والسبب الآخر هو موجات التضخم المحلي والعالمي التي تفرغ ضغوطات المضاربات الدولية على حساب الاقتصادات المحلية الضعيفة.
والسبب بالتالي، سياسات الانفتاح والاقتصاد المفتوح، والغاء الحماية والحدود الجمركية التي سمحت بها الدولة، وبذلك رفعت اجراءات الحماية عن السلع المحلية والمستهلك المحلي..
والسبب إذن هي الدولة واجراءاتها للسماح بالانفتاح وفتح السوق المحلية على السوق العالمية ، ولكن الدولة لم تكن حرة في رفض وقبول شروط البنك الدولي ومؤسسة النقد الدولي. وهذه مارست ضغوطا متصلة على الحكومات للخضوع لبرامجها، وتصدير موجات التضخم نحو الاطراف والبلدان الضعيفة. والنتيجة.. هي ارتفاع معدلات الجوع والبطالة والفساد وازدياد الحيتان، ازاء تراجع قوة الدولة ومستوى اداء مؤسساتها، والذي جعل الاصابع تتجه نحو الدولة ورأسها.. والاولى توجيهها للاقتصاد العالمي واللاعبين الكبار.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الحرف- 15
- ساسكولوجيا الحرف- 14
- سايكولوجيا الحرف- 13
- سايكولوجيا الحرف- 12
- سايكولوجيا الحرف-11
- سايكولوجيا الحرف -10-
- البنت.. البنت/ الولد.. الولد..
- سايكولوجيا الحرف- 9
- رسالة ثانية إلى مصر
- رسالة إلى مصر..
- الموقف من النصارى
- الموقف من اليهود
- التحرش الجنسي ضد المرأة وتواطؤ السلطة
- سايكولوجيا الحرف - 8
- سايكولوجيا الحرف – 7
- سايكولوجيا الحرف- 6
- سايكولوجيا الحرف- 5
- سايكولوجيا الحرف- 4
- سيكولوجيا الحرف- 3
- سايكولوجيا الحرف – 2


المزيد.....




- المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص للعملات المشفرة
- إقلاع أول طائرة مدنية من مطار دمشق بعد سقوط الأسد (صور + خري ...
- ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب الأسواق بيانات أمريكية
- تسلسل زمني لأداء الليرة السورية من الثورة إلى سقوط نظام الأس ...
- تحديث لحظي..سعر الذهب اليوم في مصر وأسعار سبائك BTC
- بلومبيرغ: رسوم ترامب الجمركية ستحدث ألما كبيرا لشركات السيار ...
- بوينغ تستأنف إنتاج الطائرات عريضة البدن 767 و777 بعد إضراب
- تحقيق أوروبي يستهدف -تيك توك- بسبب انتخابات رومانيا
- الكونغرس الأميركي يكشف عن تشريع مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي
- رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سامي فريدي - سايكولوجيا الحرف- 16