أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهدي عطية - ذكـــرى














المزيد.....

ذكـــرى


شهدي عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1248 - 2005 / 7 / 4 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


ذلك المساء لم يكن عادياً .. ففي أعماقي حشد من الذكريات والشجون والأصداء والجراح
واسئلة تتكرر تثور بعد ان تهدأ ..
وجراح لم تلتأم بعد ..فحين يدعي الانسان تطيب جروحه يكتشف انه لا يحيا بدون جراح ..

لقد كانت هناك احلام كثيره
أن نعيش ونبقى وأن تكبرالأحلام.
كانت أشياء كثيره بالنسبه لي هدفا ووعدا وطريقا و ملامح ابحث عنها .... وكانت وكانت وكانت
حتى.. جاءت اللحظة التى توارى فيها الحب خلف الحقيقة فلم اعد اعرف هل كانت تحبنى كما احببتها؟..ام كانت تتسلى بى حول اصابعها كاننى فستان تطرزه او رواية مسلية تملأ بها فراغها..هل كانت تلمس الدموع فى عينى فتعرف كم هى ساخنة ملتهبة لانها فى نهاية قصتنا الحزينة ؟
ام كان قلبى وهو يتهشم يصنع فى اذنيها اغنيتها المفضلة؟

قد احببتها رغم كثيرين ممن حولي قرصوا أذنى حتى لا أتورط فى الحب كثيرون قالوا لى إن الحب لم يعد إلا رواية تقرأ قبل النوم وننساها عند الصباح فلا الليالى التى تأتى فى أمسياتنا هى نفسها التى انجبت قصص الحب الجميلة وقصائده الخالدة التى نسمع عنها دون ان نرى ابطالها .
واخرون قالوا ان الحب فيلم سينمائى مدته مائة دقيقة وبعدها تضاء الانوار وتنتهى القصة
وقال البعض ولماذا تعطى قلبك لإمرأة واحدة تحوله الى كرة تحرز بها الاهداف فى مرمى الأخرين والنصيحة دائما لا تحب فالذين أحبوا تألموا وتعذبوا وماتوا دون أن ينعى احد قلوبهم ودون ان يسير خلفه من أحبه ليشيعه الى أخر نقطة فى الحياة..الحب ضعف ولماذا ترضى لنفسك ان تكون حياتك من ورق تهزه الرياح ويهزأ بها الأخرون..أو من زجاج تكسرها نقرة عصفور جائع وحزين .
ولم اصدق..ولم استسلم تحت كلام خال من المعنى ومغسول من مشاعر الفجر..
وكيف اصدق؟!
فقد كانت أصابعها فى أصابعى أجمل لوحة على جدران الشوارع وأمواج البحر وساعات الليل والنهار ..فى عينيها أشعر أن العالم نقطة مطر صغيرة أختبئ تحتها فأبتل ولا أخاف..
فى حروفها كل المعانى والأحلام التى لا أعرف كيف أنطق بها .. فى وجودها لم تكن فصول السنة أربعة .. كانت الربيع فقط.. ربيع يطاردالبرد والحر وأوراق الشجر الصفراء ويطردالخوف والملل والمرارة وكنت اتذكر الذين نصحونى بالأ أحب ..فاضحك من سذاجتهم وأشفق عليهم لأن حياتهم لم تمر عليها قصة حب تمنحها معناها وبريقها ولونها وصدقها..

لم اكن أتخيل نهاراً يأتى بدونها أو سحابة تمر دون أن تمطرها وأصلى لله شكرا أن علمنى الحب .. ثم صاغة فى صورة أمرأة أحبها ..دفعنى الحب لأعرف أن الحياة حلوة وان المستحيل تشطبه دقة قلب .. دفعنى لأنجح وأن أحول ضعفى الى قوة وخيالى الى أرض وأشيائى الصغيرة الى قارب نجاة اطوف به فوق الغرق والسقوط..

حتى جاءت تلك الليله الشتائيه تلك القسوه المسائيه..تلك المواعيدالمباغته وكانت الحقيقه اللاهثه...
انزلقت كل الحقائق من بين أصابعى كأنها حبات رمل ناعمة أو حفنة ماء كنت أتوسل أن تبقى فى كف يدى..
كنت اطارد وهم فطاردتني حقائق قاتله....
أفزعتني ملامح الريح والأعصار والجنون تركتني في عراء الزمن والخوف والموت....
كنت لا اعرف أن النهايه هي ثوابت الحقيقه وأن العشق المزروع بين أجفان الحب يغتال كل لحظه...يموت في لحظه....لينهي كل شيء في لحظه ....
تصورت أن يكون زمننا أكبر... ومسافاتنا أطول...
كنت اقول ولا ادري الىأي مدى تتواصل كلماتي... كأنني لا ادري أن الزمن يتغير ويدور
كأنني لا ادري أن الحال أصبح محال كأنتي اجهل الأعصار وإشتداد العواصف
فهذه التداعيات من النسيان جعلتني ادفع الثمن باهظا لتتركني على حافة الهاويه.
سقطت...
نعم سقطت..من شده الريح والإعصار.
فكانت النهايه وكانت العاصفه....وكان إعلان القبض على العاطفه....
ولا زلت أحاول التذكر.........
من الجاني في تلك الليله..
هل هو....الزمن...الناس.....الظروف....؟
ومن الذي قتل الحب.....؟؟؟
ربماأتذكر وربما أحاول الأجابه والخروج من أزمنة الغيبوبه..



#شهدي_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب يولد ونظام يحتضر


المزيد.....




- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهدي عطية - ذكـــرى