عجيب أمركم ايها ال...

أحمد كريم الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تتخذون من التَحضر وسيلة للعودة الى القبلية وتركبون الديموقراطية لتصلون بها الى الديكتاتورية وتطالبون بالحرية من اجل ان يستعبد بها بعضكم البعض ،، وتثورون كل يوم ومن كل مكان وبسبب وبلا سبب ولا يعجبكم العجب ولا الصيام في رجب ،،، عجيب امركم ايها العرب
في تونس في مصر في ليبيا في سوريا في اليمن في البحرين في الصومال في السعودية وقطر في العراق تتصدر اخباركم نشرات الصحف لا لمنجز انجزتموه بل للدم الذي في شوارعكم تسفكوه،، ومن اجل ماذا لا زلت اجهل السبب ... عجيب امركم ايها العرب
الم تبصروا كيف يعيش شبان العالم في راحة وهدوء في جنان مشيدة فوق نفس الكوكب الذي تسكنوه ،،بينما يلف شبابكم حول السفارات والقنصليات طالبين اللجوء ويريدون الهرب ،،عجيب امركم ايها العرب
من خيبة الى خيبة ومن نكسة الى نكسة لم يعرف تاريخكم يوما الظفر ،، تتقاتلون اربعون عاما لإجل ناقة وترفضون التظاهر يوما واحدا لأجل الحرية ،،، وتشكون الى الله من الظلم والضيم والسَغب ،،، عجيب امركم ايها العرب
منشغلين على الدوام بُنظم الشعر وترتيب القوافي وهمزة الوصل و إعراب حتى
فلا يهمكم العلم لا من اين أتى او الى اين ذهب،،، عجيب امركم ايها العرب
يقرأ العالم كتب الاقتصاد والسياسة والفلسفة وما بعد الحداثة اما انتم فأكتفيتم بكتابين اولهما الجنس وثانيهما النَسب. عجيب امركم ايها العرب
تعتاش اسبانيا من الزيتون وتُزرع البطاطا في ايطاليا وتبيع الورد هولندا لتصنع به فرنسا عطورها لتشتريه المانيا بسيولتها اما انتم فتعيشون في فقر وحرمان ونكد مع انكم تمتلكون الغاز والنفط والذهب ،،، عجيب امركم ايها العرب
اما نسائكم فهن سبي مسبيات لا يعرفن لماذا يتم وأد حريتهن وحقوقهن تحت شعار الرجولة،، حدثوني عن رجولتكم .. اي رجولة ؟؟؟التي خسرت السلم والحرب ،،، عجيب امركم ايها العرب
تتفاخرون بأسماء قبائلكم وتمجدونها وتنتهون الى حقيقة مفادها ان عقالكم اهم عندكم حتى من الماء والشرب ،،،، عجيب امركم ايها العرب
يعيش في عقول الغرب اسماء (ادم سمث واينشتاين وديكارت ) اما انتم فلا زال فيكم وقع ابن المغيرة وابن سلول وابا لهب ،،،، عجيب امركم ايها العرب
بيوتكم اصبحت مقابر تدفنون بها خيباتكم المستمرة بسبب عدم مجاراتكم للواقع الذي تبغضونه لأنه حرمكم متعة الغزو والسلب والنهب ،،،،عجيب امركم ايها العرب
منتكسون في كل ميدان ولاتجيدون حتى الرياضة واللعب ،،، فتفوز كينيا في السباقات رغم فقر حالها وتفوز المكسيك بالكاس والذهب وهندوراس والبيرو وحتى دول ليس فيها شعب ،،، عجيب امركم ايها العرب
يشغل بال الأمم كيف يسود السلام وكيف نحمي البيئة وكيف نُديم الرفاه للشعب،، اما انتم فيشغل بالكم أن الله لاعمالكم محب ،،،، عجيب امركم ايها العرب

اين كنتم عندما اكتشف اديسون الكهرباء وعندما عرف نيوتن الجاذبية وعندما كتب ديكارت مقالة في المنهج وعندما وضع ارمسترونغ قدميه على القمر ،،، هل كنتم نياما ام الهاكم الأنس والطرب ،،، عجيب امركم ايها العرب
اختار العالم كله ان يعيش بهدوء وسلام واتفقوا على نبذ الحرب الا انتم مازلتم تبايعون القاعدة منبع الارهاب والرعب وتغضبون لها في وقتٍ مآسيكم أحق بالغضب ،،، عجيب امركم ايها العرب
يجيد غيركم حب الحياة والتشبث بها ولا تجيدون سوى التشبث بالكلام والتغنج بفن الرفع والنصب ،،،،عجيب امركم ايها العرب
عندما يخرج فيكم من يطلب الاصلاح فأنه يُقتل كما قتل الحسين وتزفون رأسه الى حاكمكم وتقولون لا تقلق ايها السلطان العظيم انها اعمال شغب ،،، عجيب امركم ايها العرب
ذهب العالم الى الفضاء وسبروا اغوار هذا الكون بمسبارات المعرفة والفضول حتى القردة ذهبت للفضاء اما انتم فلا زلتم بأنتظار نوح ليبني سفينة تعبر بكم بحر الجهل والفقر والكَرب ،،، عجيب امركم ايها العرب
يتسامر الناس من حولكم في صورة محب يهدي الى من يحبها اروع قصيدة مما كتب ،، اما انتم فمتجهمة وجوهكم لا تعرف
عقولكم عن الحب سوى النظر الى الافخاذ عن قرب،،، عجيب امركم ايها العرب
أ تنتظرون ديككم متى يبيض ؟؟؟ ام متى تجدون حذاء سندريلا ؟؟؟ام متى يخرج علي بابا بالذهب ؟؟؟ لكن تذكروا ان الركب فاتنا و فاتكم واعيانا واعياكم التعب ،،، عجيب امرنا نحن العرب

#أحمد_كريم_الحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات