أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني -نيكيتا خروتشوف- باني -أوكرانيا- ، والردود عليها















المزيد.....


التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني -نيكيتا خروتشوف- باني -أوكرانيا- ، والردود عليها


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني "نيكيتا خروتشوف" باني "أوكرانيا" ، والردود عليها.
================ ===
وردت عدة تعليقات على مقالتي حول كون "خروتشوف" هو باني "أوكرانيا" التي باتت تثير الآن المتاعب ل"روسيا الاتحادية". والواقع أنه كان يجدر بي القول أن "نيكيتا" لم يكن باني "أوكرانيا"، بل كان من أوجدها على الخريطة عندما لم يكن لها وجود أصلا.
وقبل التعرض لمناقشة التعليقات الواردة، أود أن أذكر بأمر هام فاتني ذكره في نص المقال، وقد أضفته كملاحظة ملحقة على نسخة المقال في "الحوار المتمدن" المنشورة على صفحتي الرئيسية. وها أنا أعيد ذكرها هنا مع مزيد من الايضاح:
فاتني أن أذكر في هذا المقال، قيام "أوكرانيا" للمرة الرابعة بخذلان "روسيا" التي حررتها من الهيمنة البولندية ووضعتها على الخارطة السياسية والجغرافية. فبعد أن رفضت الانضمام الى الاتحاد السوفياتي الجديد، بعد انهيار طالاتحاد السوفياتي" السابق، وهو الاتحاد المقترح بأن يشكل من "روسيا الاتحادية"، "روسيا البيضاء"، و"اوكرانيا"، حيث يوجد تناغم وانسجام بين شعوب هذه الدول الثلاث، لكون شعبي كل من "روسيا الاتحادية"، و"روسيا البيضاء" هما من الروس، واربعين بالمائة من سكان "أوكرانيا" هم أيضا من الروس، مع وجود مصالح كبرى مشتركة بين هذا الدول الثلاث وأقلها واقعة الجوار وتداخل في مصالحها الاقتصادية نتيجة اشتراكها معا في عضوية "الاتحاد السوفياتي" المنهار. وكانت "أوكرانيا" بذلك الرفض بعد موافقة مبدئية، تشكل الخذلان الأول ل"روسيا الاتحادية".
وقد نفذت بعد ذلك الابتعاد الثاني عن "روسيا الاتحادية" باطلاقها "الثورة البرتقالية" عام 2004 بقيادة "تيموشنكا"، محاولة التخلص من صلاتها ب"روسيا الاتحادية". وتلا ذلك خذلان آخر هو الخذلان الثالث والذي تمثل بالتمرد على "ياكونوفيتش" الرئيس المنتخب بطريقة شرعية ديمقراطية. أما الخذلان الرابع الذي فاتني ذكره في المقال السابق، فهو تنكر المعارضة الأوكرانية للاتفاق الدولي الذي وقع في 21 شباط من هذا العام، وتم برعاية من "الاتحاد الأوروبي" و"روسيا"، وقضى بتعديل الدستور واجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية العام. فالمعارضة قد تنكرت له في اليوم التالي مباشرة لتوقيعه من كل الأطراف وبحضور الشهود الأوروبيين.
وبعد هذا التصحيح والاستدراك لنقطة فاتني ذكرها في المقال المذكور، أود التطرق لبعض التعليقات التي وردت على هذا البحث المنشور قبل ايام قليلة. وكان بعض هذه التعليقات جادا وموضوعيا، وبعضها ساخرا ان لم يكن مشاكسا، وارجح صدوره عن بعض التيارات الاخوانية أوالسلفية. وسأبدأ أولا بايراد التعليقات المشاكسة والتي جاءت كالتالي:
التعليق الأول جاء في 8 آذار من السيد "عبد المطلب العلمي"، وقد ورد في رسالة موجهة الى صفحة "الحوار المتمدن". وقد جاء فيه عدد من الاستفسارات المطالبة بتفاصيل ما ورد في المقال، وهي قد تكون استفسارات وردت بنية حسنة، وقد تكون واردة من باب التعجيز والتشكيك بصدق ما ورد في المقال. ونص الرد كان كالتالي:
ورد في المقال(وهو باني هذه الجمهورية من خلال تحريرها من الحكم البولندي في عام 1939 والسعي فورا الى ضمها الى الاتحاد السوفياتي)هل يعني هذا ان اوكرانيا قبل39 لم تكن ضمن الاتحاد السوفياتي.
(موسعا مساحتها ومطورا اقتصادها بضم منطقة صناعية هامة لتلك الدولة، فيها الموارد الهامة من نفط وغاز وصناعات هامة)الرجاء ايراد لمحه عن اهم الصناعات الموجوده في القرم و كذلك حقول النفط و الغاز و قدرتها الانتاجيه.
(واختارت الاستقلال التام الذي أعلن وكرس رسميا في عام 1994). انهار الاتحاد السوفياتي قبل 94 ،السؤال هو ماذا كانت الصفه القانونيه لاوكرانيا منذ الانهيار الى94 (الخمسون بالمائة الكاثوليك من سكان أوكرانيا ) حسب علمي أن الكاثوليك أقل بكثير. أرجو ايضاح المصدر ( حيث يقدر نسبة الروس المقيمين في شبه الجزيرة وحدها، بثمانية عشر الى عشرين بالمائة من مجمل سكان -أوكرانيا-، مع وجود عشرين بالمائة آخرين من الروس يقطنون -اوكرانيا- الغربية.)20% تعني 10 مليون. لكن معروف ان عدد سكان القرم اقل من نصف هذا الرقم ،ثم ما مصدر ان 20%من سكان غرب اوكرانيا روس لدي استفسارات اخرى بخصوص الجزء الباقي من المقال ،انتظر الاجابه لكي أتم.
والرد هو كالتالي": 1) لا لم تكن "اوكرانيا" جزءا من الاتحاد السوفياتي قبل عام 1939، بل كانت جزءا من بولندا، اذ شكلت شرق "بولندا". وقد حررتها الجيوش السوفياتية من السيطرة البولندية في شهر أيلول من عام 1939 وقامت بضمها الى الاتحاد السوفياتي، بعد أن أعلنت كجمهورية "أوكرانيا" بعد شهرين من السيطرة عليها، واخراجها من السيطرة البولندية. والواقع أن تطورات الأزمة الأوكرانية قد تاخذ في مرحلة ما تطورا آخر في خضم الصراع الأميركي الروسي. فهل يمكن أن تقدم "بولندا"على المطالبة باستعادة شرق بلادها التي حولت الى "أوكرانيا"، تماما كما تطالب روسيا باستعادة "شبه جزيرة القرم" التي كانت جزءا من بلادها، وبذا تمحى "اوكرانيا" عن الخارطة السياسية والجغرافية. 2) المعلومات حول كون "شبه جزيرة القرم" منطقة صناعية وفيها غاز ونفط وموانىء على البحر الأسود، هي معلومات عامة استقيتها من سلسلة من حوارات سياسية حول "أوكرانيا" جرت على عدة قنوات تليفزيونية دولية منها (فرانس 24) و "بي بي سي"عربي. وأنا يمكنني أن أبحث في بعض المصادر لأعطيك بعض المعلومات عن نوعية المصانع هناك، ولكني لا أرى ضرورة لذلك لعدم أهميته الكبرى للموضوع، كما أنني أخشى لو فعلت ذلك، أن تطالبني عندئذ بنوعيات الصناعة السائدة هناك، وبأسماء أعضاء مجالس ادارة المصانع، وربما تسمية كل عامل من مئات العمال العاملين فيها. ألا تعتقد سيدي أن هذا سؤال تعجيزي وفيه بعض المشاكسة. فقضية كونها منطقة صناعية هو مجرد تفصيل، وليس صلب الموضوع. 3) أوكرانيا استقلت كغيرها من جمهوريات "الاتحاد السوفياتي"، فور انهيار الاتحاد السوفياتي التدريجي في عامي 1991 و 1992. أما عام 1994، فهو يمثل السنة التي اعترفت فيها الدول باستقلال"اوكرانيا" بعد أن وافقت أوكرانيا في ذلك العام على تفكيك ترسانتها النووية التي كانت متواجدة على أراضيها. اذن هو تاريخ الاعتراف الرسمي بذلك الاستقلال وليس بداية استقلال "اوكرانيا" عن "الاتحاد السوفياتي". 4) أما نسبة السكان في "أوكرانيا"، فمصدر معلوماتي عنها هو أيضا الندوات السياسية على القنوات التلفيزيونية العربية والعالمية التي ذكر في احداها أن سكان أوكرانيا يتشكلون من 50 بالمائة ينتمون للطائفة الكاثوليكية، وأربعين بالمائة ينتمون الى الكنيسة الأورثوذوكسية التي توجد حساسية تاريخية بينها وبين الكنيسة الكاثوليكية. أما العشرة بالمائة المتبقين فهم من اثنيات مختلفة وجزء هام منهم ينتمون للطائفة اليهودية، مما قد يوحي بأنه كان للموساد الاسرائيلي مصالح في التدخل في الشأن الاوكراني والمساهمة في اشعال الفتنة فيها تشجيعا لليهود على الهجرة الى اسرائيل التي باتت تعاني من هجرة يهودية مضادة من اسرائيل الى الخارج. وهذه معلومة استقيتها أيضا من احدى القنوات التلفيزيونية. فأنا يا سيدي لا أمضي وقتي في مشاهدة الأفلام على التلفزيون، بل أمضيها في متابعة الحوارات والمناقشات السياسية سعيا في اثراء معلوماتي حول ما يجري حولي في العالم.
اما التعليق الثاني، فقد جاء من السيد "فؤاد النمري". وقد ورد في رسالة موجهة الى صفحة "الحوار المتمدن" بتاريخ الثامن من آذار. وهو ليس تعليقا مباشرا على المقال، بل يبدو كاضافة للتعليق السابق الصادر عن السيد "عبد المطلب" مع أنه يشير اليه بالرفيق "طلب" الذي يوجه اليه تحياته. وكان نص تعليق السيد "نمري" كالتالي:
"الأرقام والنسب والدور القذر لخروتشوف في الردة عن الإشتراكية، ليست هي مشكلة مقالة السيد ميشال، بل مشكلته هي تبني سياسة عصابات بوتن في سوريا وتحويل انتفاضة الشعب السوري إلى حرب ضد الإرهاب وهو ما ترغب فيه أميركا بعد روسيا وعصابة الأسد.
تجاهل إنتفاضة الشعب السوري بعد التضحية بمئات ألوف السوريين، يتعارض مع أية حدود للأخلاق
تحياتي للرفيق مطلب" .
وهذا تعليق محير. فالأرقام (المصانع) ونسب السكان، ليست هي المشكلة كما طالب التعليق السابق والمرتبط بالتعليق الثاني. وليس مهما أيضا الدور القذر ل"خروتشوف" في الردة عن الاشتراكية كما يقول التعليق. بل المهم هو "عصابات بوتين" ... والارهاب الخ. وهذا يعزز القول بأنه رد محير. فهل هو تعليق شخص منتم للحزب الشيوعي لأنه يتحدث عن الردة الاشتراكية التي تسبب بها "خروتشوف"، كما أن صاحب التعليق يخاطب زميله بقوله "يا رفيق"، أم ترى هو تعليق لسلفي جهادي لكونه يعلن نقمته على عصابات "بوتن" التي "تحول انتفاضة الشعب السوري الى حرب ضد الارهاب". الواقع يا "رفيق" أنك ربما خلطت بين "خروتشوف" و"جورباتشوف". فالأخير كان هو آخر الأمناء العامين "للحزب الشيوعي" السوفياتي، وهو المسئول عن الردة عن الاشتراكية. ويبدو أن تشابه الأسماء بين الرجلين قد أدى الى ذلك الخلط. فكلاهما ينتهي اسميهما ب"شوف" مع الفارق. كما أنني اوافقك الرأي في حصول ردة ضد الاشتراكية، لكني لا أتفق مع أحد بالرأي أن الاشتراكية قد انتهت. فثلث سكان العالم ما زالوا يقادون بحكومات شيوعية اشتراكية وفي مقدمتهم الشعب الصيني. كما لا أوافقك الرأي بأن "بوتين" ومن تسميهم بعصاباته، هم المتسببون في مقتل مائة وعشرين الف سوري أو أكثر. فكما ذكرت في مقال سابق، فان الحرب في سوريا ليست حربا "دون كيشوتية" يقودها الرئيس "بشار الأسد" ضد أشباح، كما فعل "دون كيشوت" في الرواية الشهيرة، ذلك لأن الجيش السوري لا يقاتل أشباحا، بل مقاتلين حقيقيين في الجانب الآخر، وهيمجموعات تقتل من الشعب السوري المناضل، أكثر مما يقتل الجيش السوري من المقاتلين. أما تعليقك الساخر الذي أنكر بشكل غير مباشر وجود الارهاب في سوريا، يضطرني للتساؤل: كيف تصف سلوك "داعش" و"النصرة" بقطع الرؤوس، والقتل على الهوية، وتفجير السيارات في المناطق المدنية، وأعمال الجلد حتى للنساء الى آخره؟ هل تسمي ذلك كله أعمالا انسانية حضارية لا ترقي الى مستوى شبهة الارهاب ان لم يكن الارهاب ذاته.
وقبل انتظار سماع الرد على أي تعليق، بادر السيد "فؤاد النمري" في 9 آذار، لارسال تعليق آخر، موجه هذه المرة الى صديقه أو رفيقه "عبد المطلب العلمي" صاحب التعليق الأول. وهو يقول في رسالته الى صديقه المذكور والتي وجهت نسخة منها الى "الحوار المتمدن":
"طرحت استفساراتي و أنا على يقين أنه لن يتم الاجابه عليها. هذا المقال و كثير من المقالات المشابهه منتشره على الانترنيت وجميعها مصاغه وفقا لقالب واحد، يبدو أن وسائل الدعايه الروسيه تمرره، في المقال أعلاه تم اختصار هذا القالب ،لكن معالمه ما زالت واضحه. يؤسفني ان الكثيرين ما زالوا يعتقدون أن روسيا اليوم ،هي الاتحاد السوفياتي ما قبل الرده. أما القاء كل اللوم على خروتشوف فمرده بلاهه واضع القالب، فهو يعتقد ان مهاجمه المرتد ستجلب ولاء معاديه".
هذا تعليق غريب، فمن قال له أنه لن يأتيه رد. ولماذا يعتقد أن المقال مرتبط بوسائل الدعاية الروسية، بل وكيف قدر أن الكاتب أبلها وما زال معتقدا أن روسيا هي الاتحاد السوفياتي (ما قبل الرده) كما قال. وكأن كاتب المقال خارج من مصحة عقلية، فلا يميز بين روسيا رأسمالية النهج ، والاتحاد السوفياتي ذو الاتجاه الاشتراكي. بل ومن قال أن المقال يضع اللوم على "خروتشوف". أين ذلك اللوم، وأين ورد لوم ل"خروتشوف" غير ايراد حقيقة معروفة تاريخيا، بأن "خروتشوف" الأوكراني، كان متحمسا لتطوير مساحة "اوكرانيا" ولو على حساب "روسيا الاتحادية". كل ما في الأمر أنه في تلك المرحلة، وفي خضم كون كل من "روسيا" و"اوكرانيا" ينتميان لدولة واحدة هي "الاتحاد السوفياتي"، لم يجد "خروتشوف" ضررا في اقتراحه ضم "شبه جزيرة القرم" "لأوكرانيا". أتمنى عليك أيها الأخ "فؤاد النمري" أن تهدىء أعصابك ولا تتسرع في توجيه الاتهامات، وأن تناقش باسلوب موضوعي وليس استفزازي كما يلوح لي أسلوبك. وآمل ألا أكون مخطئا.
وكان هناك تعليق رابع من السيد "جاسم محمد". وقد ورد في رسالة موجهة لي. يقول التعليق:
"استاذ ميشيل مع التحية.. دراسة استعرضت تاريخ وحقائق جزيرة القرم واوكرانيا. وفقا لما طرحته، يبدو ان تحركات بوتين لها مايبررها بدون شك. الموضوع الأهم هو انشغال وارباك روسيا في اوكرانيا الذي من الممكن ان يعطل دعمها الى الاسد في سوريا، وممكن ان يؤجج إمارة القوقاز في شمال روسيا. هذه التطورات تصب في صالح المملكة العربية السعودية وسياستها في سوريا. مع الشكر والتقدير".
وهذا تعليق لا يحتاج الى تعليق عليه. فهو بشكل غير مباشر يكشف عن وجود مخاوف "روسية" فعلية من الارهاب في "سوريا"، بل وجود مخاوف لديها من انتقال ذلك الارهاب الى منطقة "القوقاز" الروسية، علما أن السيد "جاسم محمد" هو خبير باحث ومتابع عن كثب للارهاب ولمرتكبيه.
وهناك تعليق آخر قد لا يحتاج الى رد طويل. وجاء هذا التعليق من السيد "محمد ملحم ابو تامر". وقد ورد على صفحة "جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنيين". وجاء التعليق على شكل تساؤل في تعليقه على المقال المنشور على الصفحة المذكورة: "هل هو سيرة ذاتية، أم تلميع للدب الروسي؟".
الواقع يا أستاذ "محمد ملحم أبو تامر"، أن المقال لم يرد به سرد السيرة الذاتية ل"نيكيتا خروشوف". وما ورد عن بعض أعماله خلال سنوات حكمه، قصد به التمهيد للتعرض لتلك الأعمال التي نفذها، ولها علاقة مباشرة بانشاء "الجمهورية الأوكرانية"، ثم بتوسعة مساحتها. وتأكد بأنه لم يكن القصد بالمقال تلميع صورة الدب الروسي الذي بت أسميه بالثعلب الروسي منذ جلوس "فلاديمير بوتين" على كرسي الرئاسة الروسية. وأنا أرجح وجود قدرات ثعلبية لديه على معالجة الشأن الأوكراني بالطريقة الملائمة. أما اذا قصدت بتلميع صورة "الدب الروسي" هو ما أوردته عن الأسلوب الذي عالج به "خروتشوف" القضية الكوبية وتقديمه على أنه حقق نصرا على "الولايات المتحدة"، ظنه العالم في مرحلة ما هزيمة للاتحاد السوفياتي، فالمقصود بذلك السرد، ليس التلميع قدر التذكير بحقائق الأمور التي تؤكد تحقيقه لنصر سياسي بارع على الرئيس "جون كنيدي"، رغم الاقتناع الذي ساد طويلا لدى البعض بعكس ذلك. والا كيف تفسر لي سكوت الولايات المتحدة، ولمدة خمسين عاما حتى الآن، عن بقاء النظام الشيوعي الكوبي قائما في دولة تبعد فقط 140 كيلومترا عن الشواطىء الأميركية؟ ألم يكن ذلك انتصارا واضحا يصعب انكاره؟
وهناك تعليق آخر للدكتور "ضرار رواش"، علق به على المقال لدى نشر أيضا على صفحة "نحو أردن أفضل". يقول التعليق:
"غرب اوكرانيا هي اراضي بولنديه بامتياز. ولم يتم تحريرها، بل تم احتلالها من قبل الروس، فقد تم الهجوم على بولندا في آن واحد من القوات الروسيه من جهة ومن القوات النازيه من الجهة الاخرى، وعملوا أبشع الجرائم في هذه المناطق. ولكن التاريخ، كل يفسره حسب مصالحه. وهنالك مجزرة (كاتين)التي راح ضحيتها الاف العلماء البولنديين الذين تمت تصفيتهم في احدى الغابات بدم بارد، ولم يتم الاعتراف بهذه المجزرة رسميا الا قبل عدة سنوات. انهم الروس تاريخهم ايضا دموي بالنسبة الى بولندا".
وكان ردي على الدكتور "ضرار" بما يلي (وقد نشر أيضا على صفحة "نحو أردن افضل"):
"لست في معرض الدفاع عن الروس. وما أردت قوله من خلال تعرضي لقيام الاتحاد السوفياتي باقتطاع شرق بولندا وتحويله الى أوكرانيا، هو تذكير الأوكرانيين بأنه لا وجود أصلا لشيء اسمه أوكرانيا. فأوكرانيا هي مزيج من أراضي بولندية أضيفت اليها أراض روسية. اما أوكرانيا كأوكرانيا، فلا وجود لها على الخريطة لولا السوفيات والروس. ومن هنا أبديت دهشتي من السلوك الأوكراني غير الممتن لروسيا التي لولاها لما وجدت أوكرانيا". وشكرا للدكتور "ضرار"على المعلومات التي اوردها عن مذبحة "كاتين".
والواقع أنه قد وردت تعليقات أخرى ايجابية في هذه المرة، اذ قامت السيدة "غادة الأسد" بوضع المقال على الصفحة الرئيسية بعملية "تاج"، معلقة على المقال بالقول: " طويل شوي لكنه مقال يستحق القراءة". كما علق "أسد الصحراء المغربية" بالقول: "طويل جدا ومفيدا جدا". كما قام "أبو الريم شاهين" بتقديم الشكر للسيدة "غادة" لالقائها الضوء على المقال وذلك بقوله: " شكرا غادة. موضوع رائع".

وأود أن أضيف هنا، بأنه لو كان الظرف السياسي "البولندي" الحالي مختلفا، ولم تكن بولندا قد دخلت "حلف الناتو" و"الاتحاد الأوروبي"، وكان فيها حكومة تتمتع ببعض الاستقلال في الرأي، لقامت ربما بتشجيع من الثعلب "بوتين"، بانتهاز فرصة مطالبة "روسيا الاتحادية" باستعادة أراضيها من "اوكرانيا"، للمطالبة هي أيضا باستعادة أراضيها التي كانت تسمى "شرق بولندا"، وتحولت الى "اوكرانيا الغربية" المنضوية حاليا تحت العلم الأوكراني. وهذا يعني تهديد "اوكرانيا" بالاختفاء عن الخريطة الجغرافية والسياسية. ولكن ذلك احتمال بعيد بعض الشيءعلى ضوء الواقع البولندي الحالي. ومع ذلك فان" بولندا" هي الدولة الأكبر مساحة بين دول "أوروبا الشرقية"، لكنها الأكثر فقرا بين تلك الدول، بحيث يضطر عمالها للذهاب الى ألمانيا للعمل فيها بأجور زهيدة.

وفي دراسة صدرت عام 2012 عن ""Global Leadership Report أفادت بأن 36 بالمائة من البولنديين يؤيدون النفوذ الأميركي في بولندا، مقابل 30 بالمائة لا يرحبون به، و34 بالمائة غير متأكدين. الا أن دراسة أخرى أجرتها ال"بي بي سي" في عام 2013، أفادت بأن نسبة المؤيدين حاليا للنفوذ والقيادة الأميركية في "بولندا" قد ارتفع الى 55 بالمائة، مما يشجع على اطمئنان الحكومة البولندية التي يقودها أكبر أحزابها - "حزب القانون والعدالة" (PIS) - وهو حزب كاثوليكي يميني متطرف. كما أن ما يشجع الحكومة "الأوكرانية" الحالية على الاطمئنان أيضا بأن خطر احتمال زوالها عن الخارطة من خلال مطالبة "بولندا" باستعادة أراضيها من "أوكرانيا"، هو خطر ما زال بعيدا مع احتمالات لا يمكن انكارها بالعودة، ولو بعد حين، الى ارتفاع نسبة المعارضين للنفوذ الأميركي في "بولندا" خصوصا نتيجة انتخابات نيابية قادمة، يرجح أن تسعى "روسيا" المستعيدة لشبابها ولنشاطها السابق في الماضي غير البعيد، للمساهمة في احيائها وفي تجديد الحنين فيها الى زمن الصداقة والتحالف البولندي الروسي في زمن "الاتحاد السوفياتي" الذي حلت "روسيا" محله من حيث تحمل التزاماته.

ومع ذلك هناك أمر آخر هام لم يحاول أي من المعلقين التعرض اليه، وهو مقارنة مساعي "روسيا" لاعادة الفرع الى الأصل الروسي، ممثلا بمساعيها لاستعادة "شبه جزيرة القرم" للدولة الأم، بقيام "أدولف هتلر" في عام 1938 بضم "النمسا" الى "ألمانيا"، بما سمي عندئذ عملية "الأنشلوس"، استنادا لاعتبار "هتلر" "النمسا" جزءا من "المانيا".

والفارق بين هذا وذاك، هو أن "النمسا" لم تكن على وجه التأكيد جزءا من "المانيا"، بل كانت بعض المقاطعات الألمانية، واجزاء من أوروبا الشرقية، جزءا من "الامبراطورية النمساوية" قبل قرنين من الزمن، عندما عرفت مرة باسم "المملكة النمساوية"، ومرة باسم "مملكة بروسيا" وذلك في القرن التاسع عشر. وفي عام 1810، تولى الأمير "كليمنس فون مترنيش" الشئون الدبلوماسية في "النمسا"، وهو ما كان بمثابة رئيس الوزراء في وقتنا الحالي. وقد عرف عندئذ "مترنيش" أو "مترنيخ" بأنه ثعلب السياسة في أوروبا، تماما كما بدأ يتحول "بوتين" الى ثعلب السياسة في "روسيا"، وربما في أوروبا مستقبلا. وكان اغتيال ولي عهد النمسا الدوق "فرانسوا فرديناند" وزوجته في 28 حزيران 1914 قد شكل شرارة اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وعندما قام "بسمارك" في عام 1871 بتوحيد المانيا التي كانت متفرقة الى مقاطعات وامارات ودوقيات منفصلة عن بعضها البعض، لم تدخل النمسا في تلك الوحدة رغم أن سكانها كانون ناطقين باللغة الألمانية، كما كانوا من عرق ألماني، بل بقيت "النمسا" دولة مستقلة. ومن هنا يبدو الفارق بين وضعي "النمسا"، وقيام "هتلر" بضمها عام 1938 الى المانيا، وبين رغبة "روسيا" باستعادة "شبه جزيرة القرم"التي انتزعت أصلا من أراضيها، وضمها الى الأم الروسية، ولكن ليس بطريقة الضم الهتلري الذي تحقق بما يشبه الغزو، بل عبر استفتاء شعبي يؤكد أو يرفض ذاك الضم، وهو الاستفتاء الذي كان يفترض به أن يجري في الخمسينات عندما جرى فصل شبه الجزيرة عن "روسيا"، وأتم ضمها بجرة قلم الى "اوكرانيا". فشتان بين الأمرين: ضم المانيا للنمسا في عام 1938 ، اذ شكل عملية ضم دولة مستقلة، واذابتها في دولة اخرى، مقارنة بمساعي "روسيا الاتحادية" الحالية لاستعادة أراض انتزعت منها أصلا دون تفويض شعبي سواء من سكان "روسيا" أو من سكان "شبه الجزيرة" التي ضمت في حينه الى "أوكرانيا"، على أن يكون استعادته ضمن قرار شعبي نتيجة استفتاء عام حر كما سبق وذكرت.

وفي برنامج على قناة "بي بي سي" اسمه "سبعة أيام"، خاض أربعة اعلاميين، منهم ثلاثة عرب وواحد أجنبي تابع لصحيفة "الغارديان" البريطانية، مناقشة في القضية الأوكرانية . والغريب في الأمر، أن جميعهم قد رفضوا المسعى الروسي لاجراء استفتاء في "شبه جزيرة القرم" تمهيدا لاعادتها الى روسيا اذا قرر الاستفتاء ذلك. وكان الرفض مبنيا على أساس أن "روسيا الاتحادية" تخرق القانون الدولي بتنكرها لاتفاق دولي وقع في "بودابست" عام 1994وكانت "روسيا" ضمن الموقعين عليه. وهو الاتفاق الذي كرس الاعتراف بدولة "أوكرانيا" دولة مستقلة، وذلك بعد موافقتها على تدمير الأسلحة النووية المتواجدة على أراضيها كواحدة من مخلفات "الاتحاد السوفياتي".

والغريب في الموضوع أن جميع المحاورين كانوا متفقين على ذلك، فلم تشرك ال"بي بي سي" محاورا يمثل الرأي الآخر. وهذا أمر غريب تدرج عليه ال"بي بي سي" أحيانا، فلا تشرك الرأي الآخر في بعض الحوارات، ولا تلجأ في بعض المرات لدى استقصاء آراء الناس لاستقصائها بطريقة عشوائية، مما يقربها تدريجيا الى الأسلوب المتبع في قناة "الجزيرة" التي باتت قناة مرفوضة.

ونتيجة لعدم اشراك محاور يمثل الرأي الآخر في برنامج "سبعة أيام"، لم يذكر أحد من المحاورين أن "شبه جزيرة القرم" كانت جزءا من الدولة الروسية. فلم يتذكر ذلك أي منهم، رغم أن جميعهم قد تذكروا باستمرار أن "روسيا الاتحادية" كانت ضمن الموقعين عام 1994على وثيقة "بودابست" التي كرست استقلال اوكرانيا بجغرافيتها الحالية. ومع ذلك، ولغايات الدقة، لا بد من القول أن واحدا من المحاورين قد ذكر بأن روسيا" عندما وافقت على تلك الوثيقة، فهي قد فعلت ذلك لأنها كانت عندئذ ضعيفة. وفاته أن يفصل في ذلك ليقول بأنها كانت تعاني من مشاكل اقتصادية جمة، ومن مديونية كبيرة، ومن مشاكل داخلية أهمها سيطرة المافيا على الكثير من شؤون البلاد. بل وفاته أن يذكر أيضا أن رئيس "روسيا الاتحادية" في ذلك الوقت، كان "بوريس يالتسين"، مفكك "الاتحاد السوفياتي"، والذي كانت هناك شبهات كبيرة حول وجود ارتباطات له ب"الولايات المتحدة" وبالدول الغربية، مما يعني أن ولاءه لمصالح الدولة الروسية كان مشكوكا فيه.

فهل بعد ذلك يستمر النقاش في حق وعدم حق "روسيا الاتحادية" بقبول عودة "شبه جزيرة القرم" اليها، اذا ما قرر الاستفتاء عودتها الى أمها الرؤوم؟
ميشيل حنا الحاج.
عضو اتحاد الكتاب الأليكترونيين الأردنيين.
عضو لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين،
عضو المجموعة الفلسطينية للدراسات الاستراتيجية (Think Tank).
عضو مركز حوار للدراسات الاستراتيجية الجديدة.
عضو منتدى العروبة - عضو مجموعة مشاهير مصر.
عضو رابطة الأخوة والصداقة اللبنانية المغربية.
عضو في عدة مجموعات أخرى.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوكراني -نيكيتا حروتشوف-، هو باني -اوكرانيا- المثيرة للأزم ...
- ما هي الاحتمالات الأكثر ترجيحا حول من يمول -داعش- ويسدد فاتو ...
- هل تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حرب اليكترونية ضد سور ...
- ماذا عن اغتيال الأفكار والمبادىء، وماذا عن اغتيال الشعوب وآخ ...
- هل أصبح الصراع بين الشيعة والسنة، أكثر أهمية وضرورة من صراع ...
- الواقع الفلسطيني المؤلم على ضوء الواقع العربي البائس
- ماذا عن الصراع داخل المقاومة السورية، وهل باتت هناك مقاومة ل ...
- هل ما يجري في سوريا حرب حقيقية، أم هي حرب -دون كيشوتية-؟
- أهلا جنيف 2 ومرحبا: مؤتمر جنيف2 : ما قبله، وما بعده، والاتفا ...
- مع اقتراب مؤتمر جنيف2،هل بدأت الحرب ضد الارهاب في المنطقة، و ...
- كتاب مفتوح موجه للبي بي سي
- هل يسعى مؤتمر جنيف2 لاعلان الحرب على الارهاب بنقله للبنان، أ ...
- كتاب مفتوح موجه الى صديق
- هل تقرع أجراس -الميلاد- للمطرانين، ولراهبات دير -مار تقلا- ف ...
- من هم الرابحون ومن هم الخاسرون سياسيا في الحرب السورية؟
- هل اقتنعت دول العالم أخيرا أن -القاعدة- خطر عليهم كثر من كون ...
- هل سميت الثورات العربية الحديثة بثورات -الربيع- لكونها ثورات ...
- أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة قادة المعارضة السورية ...
- أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأتراك ، وأدم ...
- أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأميركيين ؟


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني -نيكيتا خروتشوف- باني -أوكرانيا- ، والردود عليها