|
الصحافة مرآة الشعب .. لاتكسرها ! ( 5 5 )
رياك وور
الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 00:52
المحور:
الصحافة والاعلام
يشير تقرير التنمية الإنسانية العربية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إلى ضعف البيئة الإعلامية المحفزة في المجتمعات العربية. ويشير التقرير أيضا إلى أن الإعلاميين العرب يواجهون وبدرجات مختلفة، صعوبات جمة في الوصول إلى المعلومات والحصول عليها والإطلاع على الوثائق والبيانات، والرجوع لمصادر الأخبار الرسمية وغير الرسمية على السواء، حيث تتذرع السلطات غالبا بأمور غامضة مثل الحديث عن أسرار رسمية .كل ذلك فضلا عن قائمة المحظورات، كحظر نشر بعض جلسات المحاكم أو بعض القرارات الرسمية أو أي موضوع بدعوى أنه يمس أمن الدولة. ويشدد التقرير على أن هناك "وضعا غير إيجابي بالنسبة للواقع الراهن لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي في الدول العربية في إطار التشريعات المنظمة لذلك، إذ يميل أغلبها إلى تقييد هذه الحرية للحد منها، فضلا عما تكشف عنه الممارسات الفعلية في العديد من الدول العربية من انتهاكات مستمرة لهذه الحرية سواء بإغلاق بعض الصحف أو ضبطها ومصادرتها أو بعدم توفر الضمانات الكافية للصحفيين لممارسة عملهم، فهم يتعرضون في كثير من الدول العربية للحبس، وتغليظ العقوبات في قضايا الرأي والنشر، والإيقاف عن ممارسة المهنة، ويسقط بعضهم ضحايا لعمليات الاغتيال والإرهاب، فضلا عن عمليات الضرب والاعتداءات ومحاولات الترهيب أو الترغيب، والضغوط المعنوية. وتحفل التقارير الدورية التي تصدر عن اتحاد الصحفيين العرب ومنظمات حقوق الإنسان القومية أو الدولية بالعديد من هذه الانتهاكات إن انتهاكات حرية الصحافة تبدأ، كما رأينا من الدستور، ومن ثمّ بالانتهاكات القانونية والإدارية، وكذلك بالانتهاكات التي ترتكب في مكان العمل. فالصحفي يمنع من نشر كتاباته لأنها تتجاوز الخطوط الحمراء المسموح بها، ويمنع من نشر الأخبار والمعلومات أو المقالات، كما أنه يمنع من الوصول إلى مصادر المعلومات والأحداث، رغم وجود نص في القانون يكفل حقه بذلك. كما يتم تعطيل الصحف وإغلاقها، وتوقيف الصحفيين العاملين بها والاعتداء عليهم وإهانتهم. وفي بعض الدول العربية تخضع بعض الصحف لرقابة "مفاجئة" حيث إن الأجهزة الأمنية تعلم عن طريق عيونها بوجود مادة محظورة في العدد الذي هو قيد الطباعة من هذه الصحيفة أو تلك حيث يتم الاتصال برئيس التحرير لإفهامه بأن عليه يستبدل تلك المادة تحت طائلة المنع من الصدور ،ومن هنا تبدو الصورة قاتمة فيما يتعلق بالحريات الصحفية في الوطن العربي، مقارنة بدول كانت متخلفة جدا فيما يتعلق بهذه الحريات، مثل دول أمريكا اللاتينية على سبيل المثال.
كما أسلفتا في الحلقة السابقة من هذا المقال أن وسائل الإعلام في المجتمعات النامية تحكمها سلسلة كبيرة من القيود القانونية والتشريعية التي تحد من حريتها، وتسمح لحكومات هذه الدول بأن تقرر ما ينبغي نشره، وما يحظر نشره، مما يشكل قيودا على حرية التعبير وحرية الصحافة، ويجعل من وسائل الإعلام مجرد أبواق دعاية لتجميد سياسات الحكومات النامية عوامل تجاوز الحريات:
*امتداد صلاحيات السلطات العامة، لأن تطور المجتمعات الحديثة والحاجة إلى التقدم لمعالجة المشاكل المتعددة للحياة العادية، وتكاثر المشاكل الإرادية وامتداد سلطات الرقابة حدد من رقعة الحريات.
* يشهد العالم الكثير من مظاهر العنف، لذا تتطلب الأنظمة المزيد من المراقبة والتضييق على الحرية للحد من تصاعد الجريمة.
*وجود معوقات نظامية سياسية واقتصادية: وهي الضغوط المستمدة من الدستور في أي بلد، وهي بنود تستخدم لإعطاء ضمان وجود الحرية في المجتمع، ويرى ميرل أن العديد من المواد الدستورية يتم تطبيقها كوثائق رسمية ليس لضمان هذه الحرية، ولكنها في الواقع تشكل معوقات وضغوطا نظامية تجاه تحقيق هذه الحرية، وفقا لملاحظتي أن معظم قوانين الصحافة في الدول العالم الثالث تؤكد المثل العليا لحرية الصحافة، لكن هذا شيء والممارسة الفعلية شيء آخر. فالصحفيون في كل أنحاء العالم يواجهون مخاطر كثيرة أقلها الإهمال والإبعاد، وأكثرها الاعتقال والاغتيال، ولتجنب كل هذا يضطر البعض لترك العمل أو للمشاركة والدفاع عن التصرفات الخاطئة للحاكم بزمام الأمور على حساب حقوق الأفراد، فكل هذه المخاطر زد على ذلك تنوع الإغراءات والرشاوى المقدمة لمدير الصحيفة وطاقمه، مدعمة إياه من الاستمرار في الصدور والصمود في مواجهة المصاعب الاقتصادية. يمنع الصحافة من نشر كل الحقائق بصورة موضوعية خاصة منها ما يتعلق بالأخبار، بغية الحفاظ على الأمن العام ولتجنب إثارة اضطرابات اجتماعية.إن الرقابة على الصحافة ووسائل الإعلام في تقديري قد تفتك كما هو واضح بالعمل الإعلامي، وتعيق تطوره ووصوله إلى ما وصل إليه الإعلام في العالم المتقدم. كما أنها تعيق تطور المجتمعات والاجتماعي فحرية الصحافة لا تعني الصحفيين فقط وإنما تعني المجتمع كله بما فيه من أحزاب سياسية ونقابات ومنظمات مدنية وتنظيمات مهنية، فالحد من حرية الصحافة يؤثر على المجتمع ككل. إن حرية الاتصال والإعلام الذي نضال من أجله ، مات هي حرية الوصول إلى المعلومات وتداولها،وحرية إصدار الصحف والمطبوعات، وحرية البث الإذاعي والتلفزيوني والإنتاج المسرحي والسينمائي، وحرية التنظيم المهني والنقابي للعاملين في مجالات الاتصال والإعلام، وضرورة وجود ضمانات دستورية وقانونية لحماية حرية التعبير عن الرأي من تجاوزات الحكومات وأصحاب الأعمال. ولو ألقينا نظرة على ملكية وسائل الإعلام لوجدنا أن قطاع الإرسال الإذاعي والتلفزيوني يخضع لاحتكار الدولة، كما أن خدمات الإنترنت تخضع لسيطرة الدولة أو المقربين منها، وكذلك فيما يخص خدمات الإرسال الفضائي. باستثناء حالات قليلة، و من بين أسوأ أشكال الرقابة، امتلاك الدولة الصحف، لأن ذلك يحد من حرية التعبير والعمل الصحفي، ويجعل السلطة السياسية والأجهزة الأمنية تتحكم في عملية تدفق المعلومات وحرية نشر المعرفة .
إن رسالتنا، في مجال الإعلامي، هي رسالة أخلاقية، إنسانية، علمية، ندعو من خلالها ترسيخ الديمقراطية والشفافية وندافع على حقوق الشعب ، ونزوده بالمعرفة، وننقل إليه الخبرات الشعوب التي سبقتنا في بناء الامم ،،ومن جوهر رسالتنا في مجال الصحافة
أن غذاء الفكر بالتوعية، لا يقل أهمية عن غذاء الجسم بالطعام. لذا، فمطبوعاتنا الصحفية تعنى بالفكر، في المقام الأول، وتعد للقارئ مائدة تحتوي على مختلف الفنون والمعارف، والحكايات والطرائف، والأخبار والتعليقات، والصور والتحليلات ويتخلف كثيرا من فهمكم ليها.
إن المسؤولية، الأدبية والسياسية، تقع على مالك الجريدة ورئيس تحريرها، ومديرها المسؤول. فالمقال أو الخبر أو التقرير، الذي يصدر في الجريدة هو من مسؤولية .
ضروري أن نبزل مجهود مضاعف حتى نوفر مقومات العمل الصحفي لتكون لدينا صحفيين مميزين ذو ثقافة واسعة، ومتابعة واعية. قلمه رشيق، ولسانه عفيف. يترفع عما يشوب ذمته المالية، ويتحمل أمانة المهنة الصحفية. مقومات أساسية نسعى على توافرها في المحررين كافة، من خلال الاختيار الدقيق، والتدريب المستمر، وإتاحة الفرص.
العاملين في المؤسسات الصحفية بلادنا الحبيب يسعون، من خلال التزامهم بالمبادئ وتنفيذ لوائح ميثاق الشرف الصحفي وفقا مواثيق الدولية والقوانين المتعارف عليها :
ــ السعي وراء الحقيقة، بصدق، واعتدال، وشعور بالمسؤولية، من دون خوف من أحد، ولا محاباة أو مجاملة لأحد؛ فإظهار الحقيقة غايتنا، والصدق في الرواية هدفنا.
ـ السعي إلى بلوغ الكمال في العمل، من طريق الجودة والإتقان، والدقة والإبداع.
ـ عدم معاداة من يوجهون النقد البناء إلينا، أو يكشفون لنا عن أخطائنا؛ فالاعتراف بالحق فضيلة، والإقرار بالخطأ قوة، وتصحيحه واجب .
ــ احترام عقل القارئ وذكائه، وعدم التقليل من وعيه وقدراته.
الحيدة التامة، فالقراء، كل القراء، أمام الجريدة سواء، لا نهتم بفئة دون أخرى، ولا نرفع قدر فئة على فئة.
ــ عدم قبول إعانات أو تبرعات، هدايا أو هبات، مادية كانت أو عينية، من الأفراد والجماعات، أو من الدول والمنظمات، حتى لا تكون مصداقيتنا محل نظر، وحيادنا موضع شك، وحتى نتحرر من كل قيد، ونحن نرفع لواء الكلمة الصريحة الصادقة
ــ السعي إلى تحقيق مصلحة شعب جنوب السودان ، في كل مكان، والمصالح الوطنية للدولة ومصالح القراء خاصة، والجمهور عامة، لبلوغ الأهداف السامية، التي نعمل من أجلها.
ـ احترام الأديان على الحريات، ما لم تتعد حدود الذوق العام، أو تؤثر في حريات الآخرين، والمحافظة على القيم الإنسانية، ومحاولة السمو بها.
ـ الترفع عن الإسفاف والابتذال نابي الألفاظ التي تخدش الحياء، أو تنافي الذوق العام. وتجنب الهمز واللمز وتوجيه النقد إلى الأقوال والأفعال، وليس إلى قائليها وفاعليها
ـ عدم مناصبة أحد العداء. فمعاداة الظلم واجبة ومعاداة التهديد باستخدام القوة وأشكاله الانتصار، فقط، للحق والعدل.
ـ إن مؤسساتنا الصحفية، لا تسعى إلى الربح، بل نحن مستعدون للتضحية بالمكاسب المادية، من أجل أهدافنا، ومن أجل تحقيق مصلحة عامة، ومن أجل الدفاع عن المبادئ الشريفة، والأهداف النبيلة. وحقوق شعب جنوب السودان
ـ بذل الجهد في نشر الثقافة والوعي، والتفاعل مع مشاكل القراء.
ـ احترام السياسة الدولة ، كل القوانين .
ـ السعي إلى بناء جسور، من الثقة والاحترام، بين مؤسساتنا الصحفية والأجهزة الحكومية (التنفيذية أو التشريعية أو القضائية) وووووووووووووووالخ لوائح الشرف مهنة الصحافة كثيرة لايمكن كتابته ولكن لأهمية ذكرت عددا من اللوائح والأهداف لكي يتعرف أعداء الصحافة المعلومات الذي سقط منهم ..
ـ الصحافة هي صوت الشعب تدافع عن حقوق المواطنين اكثر من الأحزاب السياسية من قهرها قهر الشعب الشعب صاحب الشرعية أعلم جيداً أن الصحافة مرآة الشعب لاتكسرها .
تنويه : كتبت هذه السلسلة من المقالات في شهر ديسمبر الماضي عندما حاولت الحكومة و ضع الخناق على الصحافة ، وتزامن توقيت نشره بإنشغالنا بدفن الموتى الجماعي (بقينا ) و" تاني " ( بيقنا ) نفتش في مفتاح سلام الضائع حتىى الآن
ــ دمتم،و دامت الحقيقة زمزاَ لشهامة لا تقبل التلوين .
#رياك_وور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العنف ضد المرأة ،، وإحتفال باليوم العالمي في المأتم ! ( 3
...
-
العنف ضد المرأة ،،وإحتفال باليوم العالمي للمرأة في المأتم
...
-
الصحافة مرآة الشعب .. لاتكسرها! ( 3 5)
-
العنف ضد المراة ،،وإحتفال باليوم العالمي للمراة في -المأتم -
...
-
الصحافة مرآة الشعب.. لاتكسرها! (25)
-
الصحافة مرآة الشعب .. لاتكسرها!
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|