أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم كرمو - خسارة سورية تشكل ضربة قاسية لهالة «حزب الله» وترسانته














المزيد.....

خسارة سورية تشكل ضربة قاسية لهالة «حزب الله» وترسانته


عبد الكريم كرمو

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصدت إيران في العقد الماضي مجموعة من الميداليات الذهبية وغالباً من دون المشاركة في المباريات. حصدت الأولى لدى وقوع هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، والتي أطلقت الحرب بين «الشيطان الأكبر» و «القاعدة». جاءتها الثانية حين اقتلعت القوات الأميركية نظام «طالبان»

الذي لم يخف عداءه للنظام الإيراني. فازت بالثالثة حين اقتلعت القوات الأميركية نظام صدام حسين الذي أرغم إيران على إبقاء جمر ثورتها داخل أراضيها. انتزعت ميدالية ذهبية رابعة عبر «حرب تموز» في لبنان في 2006.

بدت الأيام وردية للبرنامج الإيراني الكبير. زار أحمدي نجاد بغداد على رغم انتشار الجنود الأميركيين فيها وبدا واثقاً أنهم يتحينون الفرصة للمغادرة. زار أيضاً دمشق وعبرت صورته مع بشار الأسد وحسن نصرالله عن رسوخ هلال الممانعة. لم يضع فرصة زيارة بيروت وجنوب لبنان مذكراً دول المنطقة والعالم بأن بلاده باتت تغسل صواريخها بمياه المتوسط.

حصدت إيران الذهبيات وراحت تحث الخطى على طريق برنامجها الكبير: القنبلة أو امتلاك القدرة على إنتاجها والدور الكبير القادر على تهديد أمن النفط وأمن إسرائيل معاً.

لدى اندلاع الربيع العربي حاولت إيران الإيحاء بصلة قربى معه. ابتهجت بسقوط أصدقاء الغرب. وحين انفجر الربيع على أرض سورية وقعت في فخ مكلف. لا تستطيع الاستقالة من حلفها العميق والوثيق مع النظام السوري. لا الحياد وارد ولا الابتعاد ممكن. سورية ليست مجرد ممر للاتصال بـ «حزب الله» في لبنان. إنها أكثر من ذلك بكثير. العلاقة مع سورية هي أهم نجاح لثورة الخميني منذ انطلاقها. الحضور في دمشق يعني الحضور في بيروت وجنوب لبنان وكذلك في النزاع العربي - الإسرائيلي والملف الفلسطيني. الحضور في دمشق يمنع قيام أي طوق عربي جدي لوقف التدفق الإيراني في الإقليم.

لا تستطيع إيران التسليم بخسارة سورية. خسارة سورية تشكل ضربة قاسية لهالة «حزب الله» وترسانته وأوراقه وثقله في الإقليم وقدرته على الهجوم والدفاع معاً. خسارة سورية تعني خسارة إيران امتدادها الفلسطيني خصوصاً بعد رحيل خالد مشعل من دمشق. خسارة سورية تقوي بالضرورة دعاة تصحيح التوازنات في العراق. وبهذا المعنى فإن خسارة سورية تنذر بإضاعة الميداليات التي حصدتها إيران في العقد السابق. تفكيك هلال الممانعة يضرب الدور الإيراني ويضعف في الوقت نفسه موقع طهران في المفاوضات النووية.

لا تستطيع إيران تقبل خسارة سورية. لكنها لا تستطيع أيضاً إنقاذ النظام السوري. لقد أصيب هذا النظام بأضرار جسيمة وأعطاب أساسية. لا شك أن الحزب أصيب إصابات قاتلة. صورة الجيش تلقت هي الأخرى ضربات مفزعة. يمكن الحديث أيضاً عن أضرار جسيمة لحقت بصورة صاحب القرار. لقد استدرجت الأزمة السورية إيران إلى اصطدام علني ومروع مع الأكثرية في سورية والمنطقة ولهذا الاصطدام رنة مذهبية أظهرها تكرار حوادث خطف الإيرانيين في سورية. العزلة التي أصابت النظام السوري أصابت إيران أيضاً على رغم استمرار الممانعة الروسية.

تتقلب إيران على النار السورية. لا تستطيع الاستقالة أو الابتعاد. ولا تستطيع في الوقت نفسه قلب مسار الأحداث. توجعها التطورات السورية وتوجعها العقوبات. منذ بدايات حربها مع العراق لم تواجه مثل هذه الظروف الصعبة. الهروب من الأزمة السورية بافتعال حرب في جنوب لبنان أو أزمة كبرى في الخليج يبدو محفوفاً بالأخطار. إرسال المتطوعين إلى سورية يعني إضرام الحرب المذهبية الإقليمية. المراهنة على الاحتفاظ بجزء من سورية يعني فتح باب التلاعب بالخرائط أي فتح أبواب الجحيم ويحتاج إلى موافقة فلاديمير بوتين الذي يحاول توظيف الدم السوري لترميم موقع بلاده.

تتقلب إيران على النار السورية. تدشن أجيالاً جديدة من الصواريخ كملاكم قلق يذكر العالم بعضلاته. انقضى زمن اصطياد الميداليات الذهبية. جاء زمن الخسائر.



#عبد_الكريم_كرمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحصل الآن هو وصمة عار على جبين كل متخاذل لا يحرك ساكناً ل ...
- حرب إبادة بكل معنى الكلمة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم كرمو - خسارة سورية تشكل ضربة قاسية لهالة «حزب الله» وترسانته