|
العالم والجاهل
حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 10:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" العالم والجاهل " ********************** لا اريد ان اطيل الحديث ، ولا ابغي التشدق بالكلمات ، هو راي مطروح ، وفق تصورات معينة ، لاشياء خاصة وعامة ، كثير من الاستخدمات لمصطلاحات يكون استخدامها خاطئ في مجتمعاتنا ، فاننا نحكم احيانا على شخص ونقول عنه بانه (عالم) ، وكذلك نحكم على شخص اخر ونقول عنه (جاهل) ، ولنا أن نسأل : هل يوجد معيار حقا لمعرفة العالم من الجاهل ؟!! ..... طبعا في حدثٍ ما لموضوع معين ، داخل زمان ومكان معينين ، نستطيع الحكم على الشخصين في ذلك الحدث حصراً ، والا وبغير ذلك كيف يمكننا اصدار الحكم ؟!! ..... ارى بان نصدر حكما بكون الاول عالما على الاطلاق والاخر جاهلا على الاطلاق ، بأن ذلك خطأ كبير وهو من غير الممكن البتة ......... ولتوضيح الامر نأخذ قول الشاعر : قل للذي يدعي في العلم منزلة ......... علمت شيئاً وغابت عنك أشياءُ لذلك أقول : ان الانسان الذي ياتي بمقولة او نظرية ، لا يحق للاخر الذي يظن نفسه عالماً (ابو العريف) بان يتهمه بانه جاهل ، أو أن كلامة محض خرافات !!! ، أو لا دليل على صدق ادعاءه !!! ، فمن الممكن ان يكون ذلك الشخص قد دخل اليه هذا الفهم من طريق غيبي ، يجهله هو نفسه ، كالاتصال الروحي ، والارتباط الذهني ، وتوارد الخواطر مع جهة يجهلها ، المهم هو نطق بذلك ، ولكنه لايملك الدليل ، وكما يقال : من المعيب ان تنظر الى من قال ولكن انظر الى ما قيل ، أن النظر الى الشخص من خلال شهادته الدراسية ، نظر خاطئ في احيان كثيرة ....... كثيرة هي الاشياء التي كان البعض يعيبها على اهلنا البسطاء ، ويقول وهو يمط شفاهه : ما هذه الخرافات!! ، يجب عليكم ان تواكبوا العلم الحديث (والذي هو يجهله قطعاً) ، فيجيبوه : بأنهم رأوا ذلك بأم اعينهم ، فيقول لهم : انه محض صدفة لا غير!! ، وكم اتمنى الان ان ارى هؤلاء وهم يرون العلم الحديث الذي يتبجحون به وهم ابعد الناس عنه ، كيف برهن على وجود وصحة هذه الخرافات ، وكيف تعامل معها علمياً ومن خلال البحث والتجربة ، فيا ترى ماذا سيجيبون ؟!!! ...... كلنا يعرف (اصابة العين) وسمع بالمقولة المشهورة (العين صابتني ورب العرش نجاني) ، ولذلك تعود اهلنا ان يقولوا للشخص ذو العين المؤثرة او الذي يخافون على انفسهم نظرة عينه ان يبادروه بقولهم : (صل على محمد أو صل على نبيك) ، وكذلك يضعون بعض الاشياء مثل : السيراميك الازرق المثقوب (ام خمس عيون وسبع عيون) وغيرها من الاشياء ، كل هذا لدفع ضرر ما تحدثه العين ، وقد سمعت الكثير من الروايات عن ضرر العين ولم اكن اصدق ذلك ، ولكن يبقى في داخلي شئ يتقبل الموضوع ، ولو بنسبة ضئيلة ، وحدث ذات مرة ، حيث كنت اعمل في احد المعامل (بعد دوام الكلية) ، ان كان احد العمال واسمه (حمزة) يمتاز بقوة العين ، وذات مرة قالوا له ار (حيدر) قوتك كي يصدق ، فقال : لا ، وكان يكره ان يفعل ذلك لتخوف الناس ولكرهم للحالة ، فاستفززته وقلت له : بل انك لاتستطيع ، فقال : انظر لما في يدك وكان في يدي قدح شاي ، فاخذ ينظر اليه ، وماهي الا ثواني مرت حتى سقط قعر القدح منفصلا عن القدح ، فقال ما رايك ؟ ، والصراحة لم يكن امامي الا قول : قد تكون صدفة ، وبعد انتهاء الاستراحة ، دخلنا قاعة العمل ، وكنا ننتج اكياس الملح ، ونصفها بطريقة رياضية بحيث انها لاتسقط ويمكن عدها لاننا نعمل على القطعة ، فقال حمزة والان انظر ، فنظر الى الاكياس فسقطت وتناثرت على الارض ، فركضنا جميعنا نعيد ترتيبها لئلا يعاقبنا صاحب العمل .......... هذه حادثة ، وهنالك روايات لحوادث كثيرة ، قد يكون القارئ قد سمع بها أو رآها او يكون القارئ الكريم هو احد حملة تلك الطاقات ...... اليوم قام علماء من اليابان باختراع (قلادة الطاقة الكونية الكهرومغناطيسة) ، حيث انتشرت اعلاناتها وخصوصا عبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ، وحسب قولهم انها حل لكثير من المشاكل منها موضوعنا المعروض في المقال(ضرر العين) ، حيث جاء في احدى اعلانات القلادة : الحسد والعين : هل تعرف كيف يتدمر الانسان بسبب الحسد هل تعلم ان انخفاض توهج الهالة الكهرومغناطيسية للجسم تسبب اختراق ترددات الشخص الحاسد لجسمك )انها النظرية اليابانية لتفسير الحسد (..... المشكلة ان البعض ممن يظن نفسه عالماً!! ، لم يكتشف شيئاً ، ولم يقدم شيئاً ، سوى تلفظه ببعض الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..... واخيرا اقول ان لنا خيالاً جامحاً ، فوجب ان يكون لنا جموح في تحويله الى واقع يستفاد منه بدل التهجم عليه والتهكم منه ..........
[email protected]
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة - فطام -
-
العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم
-
كيف اراك ؟!
-
قصيدة - فاتنة -
-
مَن المستفيد ؟!!
-
قصيدة - ريفان -
-
عودة بازوفت
-
قصيدة - سُرى -
-
من الصداميات الى المالكيات
-
قصيدة - رؤيا -
-
قصيدة - غصن السدر -
-
الدولة ومرض الفساد الاداري والمالي
-
مجتمع الدولة
-
دولة المجتمع
-
قصيدة - خيال صورة -
-
قصيدة - اخترت مصيري -
-
احجية الفكر عند حزب البعث
-
القراءة الخاطئة للنص الديني بحق المراة
-
قصة - الفرس الأصيل -
-
مرض الفقر
المزيد.....
-
الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا
...
-
مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
-
-نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ
...
-
روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال
...
-
17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
-
الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟
...
-
إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
-
الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
-
خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
-
القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|