قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعلنت بعض الدول الاوروبية عن سن قوانين تُجّرم ذبح الحيوانات للاستهلاك الادمي ، مما أثار غضب ابناء الديانتين ، اليهودية والاسلام ، والذين يتناولون اللحوم "المذبوحة " على الطريقة الشرعية .
بل أن لدى اليهود "ذباحون " أو جزارون مُختصون ، ويتم تأهيلهم لهذه المهمة ، من خلال مؤسسة الرابانوت الدينية ، ولا يستطيع كائن من كان أن يُمارس مهمة الذبح ، وإلا تم اعتبار اللحم غير حلال . على عكس المُسلمين ، فالكل يستطيع ممارسة الذبح الحلال .
ويُحارب أعضاء جمعيات الرفق بالحيوان عملية الذبح التي يعتبرونها بشعة ومؤلمة ، ويُطالبون بسن القوانين التي تمنعها ، في كل مكان .
ما علينا فالكاتب اليهودي الحاصل على نوبل ، اسحاق بيشبيس زينغر ، يُقارن ما يجري للحيوانات يوميا بالهولوكوست ..!!
لكن هل القتل بالرصاص أكثر رأفة ، أو بالصدمة الكهربائية مثلا ؟؟ الا يؤدي في النهاية الى النتيجة نفسها ؟؟ وهل الحل في الامتناع عن تناول اللحوم ؟
كلها أسئلة لا إجابة قطعية عليها ، وهي – أي الاجوبة - تنبع من رؤية أخلاقية للعالم بما فيه .
لكن ما يلفت الانتباه ، هو حرص الداعشيين وامثالهم على ممارسة ذبح البشر ، وفق الطريق التي حددها الشرع ، فهم حريصون على ذكر اسم الله على ذبائحهم البشرية ، ليس الجزار فحسب ، بل كل زملائه يكبرون ويهللون قبل أن "تحُز " السكين عنق "الأضحية " البشرية ..!!
ولقد عرفت البشرية في تاريخها تقديم الأُضحيات البشرية لألهتها الوثنية ، لكن ليس ذبحا بالسكين ، على ما أظُن . فهل هؤلاء الداعشيون وأمثالهم ،يؤسسون لدين وثني جديد ، يعتمد بتقديم الأُضحيات للإله أثناء الطقوس ، كي "يُسدد " الاله خطاهم وسكاكينهم ؟؟!!
ويشترط الذبح الحلال أن يتم قطع القصبة الهوائية ، ويُلاحظ من يشاهد عمليات الذبح الداعشية وغيرها ، حرص جزاريها على قطع الحنجرة ، حتى يصبح الذبح حلالا ..!!
والى مْ يهدف الذبح الحلال ؟؟ أليس من أجل تناول اللحم دون حرج أو خوف من "التحريم " ؟؟
فهل تناول بعض الداعشيين جزءا من القلب أو الكبد ، يدل على أن لحم "الذبيح " أصبح حلالا طيبا للطاعمين ؟
ولنعد الى جمعيات الرفق بالحيوان ، والتي نُقدر مجهودها الرائع في الدفاع عن الحيوانات ، ونسأل : لماذا لا تقوم بحملات من أجل ضحايا الذبح من البشر ؟؟ وتُطالب حُكومات الغرب بالضغط على "عملائها " في الشرق ، لمُحاربة الذبح للبشر ، وقطع المُساعدات عن الجزارين "المؤهلين " لذبح البشر ، أُسوة بالحيوانات ....!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟