أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - رسالة الى تكفيري














المزيد.....

رسالة الى تكفيري


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسالة الى تكفيري

حضرة التكفيري المحترم،
إحترت بادئ الأمر إن كنت أناديك بالتكفيري أم بالارهابي ، لكن الصفتان، على ما أعتقد، عندك سيّان، و أنت تفتخر بكلتيهما.
كنت أتمنى أن أتوجه إليك بكلمة "أخي"، لكني تراجعت لعلمي أنك لا تؤمن بأخوة الإنسان للإنسان.
كنت أود أن أبادرك التحية بكلمة "سيّدي"، لكني خشيت ألّا تفهم أن هذه الكلمة تستعمل في إطار الآداب و اللياقة، فتأخذها بالتالي على محمل الجد، و تظن نفسك سيّدا و تظنني عبدا لك، فعزفت عن الأمر.
أريد أن أقول لك أني لست أكرهك، مع أنك تكفرّني و تكرهني كما أني لست بعدو لك و إن لم يكن الدين يجمعنا.
كنت أتمنى لو كنا نستطيع تقاسم الأرض و الهواء و الماء و التراب معا بسلام لكن، و للأسف، أنت لا تستطيع احتمال الآخر مهما كان مسالما.

حضرة التكفيري،
قررت أن أكتب إليك، مع أني مؤمن أنك مدمن على سفك الدماء أكثر من إدمانك على قراءة الكتب، بعد أن شاهدت ما شاهدت على شاشات التلفزة و قنوات التواصل الاجتماعي من تباهيك في قطع الرؤوس و أكل الأكباد و رجم النساء و استعباد الناس.
أريد أن أقول لك أني أشعر بالقيإ و الغثيان كلما أراك تحز سكينك في رقبة رجل أو طفل و من ثم أتساءل إن كنت حقا من صنف البشر؟
ترى من أي عصر أنت آت؟ عصرنا عصر الطب و بناء المستشفيات و أنت من دعاة قتل الناس!
أريد أن أخبرك، و لا شك عندي أنك لست من قرّاء التاريخ، أن قيم الفروسية كانت هي السائدة في العصور الوسطى، و التي تعرف بالعصور المظلمة. فما كان للفارس أن يكون فارسا ما لم يساعد الأرملة و ينصر المظلوم و يعطي الفقير، أما قيمك أنت فهي الغزو و النهب و القتل و التنكيل...
أتراك آت من العصور الحجرية؟ كنا ظننا أن سكان تلك العصور بادوا منذ زمن بعيد و لا شك عندي أن كان لهم من القيم ما ليس لديك.
أحاول أن أفهم همجيتك و لا أستطيع. أراك ترجم امرأة لأنها تمتلك حسابا على صفحات التواصل الاجتماعي ثم تفتخر أنك أفضل من سكان العصور الجاهلية الذين كانوا يمارسون وأد البنات. ليت هذه الفتاة وُإدت قبل أن رأت ما رأته من ظلمك و قساوتك و همجيتك.
عجيب أمرك. أراك حاقدا على كل الناس. أنت حاقد على من لا يشبهك أو يتكلم لغتك أو يلبس مثلك أو يؤمن بدينك. مهلا، أيها التكفيري، أيكون حقدك نتيجة عقدة نقص لديك أو صغر في النفس؟ أنا أخشى عليك. فالحقد مثل الرمال المتحركة كلما صارعتَ فيه كلما ازددت غرقا. بل دعني أقول لك أن الحقد يعمي صاحبه و يحوله ثعبانا ينفث السموم حيثما حلّ.
أنت تتكلم لغة واحدة ألا و هي لغة السيف و الإرهاب. دعني أقول لك أن "من أخذ بالسيف، فبالسيف يؤخذ". فلا شك أن سيفك سوف يمتد على الكافرين و المشركين أولا، ثم يتجه على من لا يوافقك الرأي من أبناء دينك و شعبك، ثم يرتد على كل من لسبب أو لآخر يقف في وجهك من أبناء عشيرتك و أخوتك، و في النهاية عندما لا تعود تجد من تقتله سوف يرتد السيف الى أحشائك لأن سيفك أدمن سفك الدماء.
أخي التكفيري،
إسمح لي بأن أناديك أخي. فلسوف تبقى أخي في الانسانية حتى لو حزيت سكينك في رقبتي. لكنني أرجوك إفتح قلبك و ذهنك و عينيك و لو لمرة. ليتك و لو لمرة تنظر في المرآة لترى حقيقة أمرك. فأنت فقدت إنسانيتك و صرت آلة في يد الشيطان. أنا أعرف أنك تقتل لكي تربح السماء، لكن دعني أؤكد لك أن السماء سوف تحاسبك على يديك الملطختين بالدماء و أنك في السماء سوف تقابل إلها لا يقبل بظلم العباد و لا يعترف بفوقية شعب على آخر، و لا يسمح لأتباعه بالغزو و النهب و لا يعطي تفويضا لزيد كي يسفك دماء عمر، و لا يرتضي برجم النساء و قطع الرؤوس، و إلا لما كان إلها.
أخي التكفيري،
أنت ترفضني لكني أصرّ على أخوّتك لي. أنت تقمعني لكني أصلّي من أجلك. أنت تحقد عليّ لكني أحبك. أنت تطردني من بيتي لكني أخشى عليك أن تخسر السماء. أنت تقتلني لكني أخاف أن يرتد سيف العدل عليك.
أنا أحبك على الرغم من كل ظلمك لي. أنا لا أحبك لأني أفضل منك، بل لأني تعلمت الحب من سيّد الحب، عيسى المسيح.
أخوك في الانسانية ط. س.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيدة و الخادمة
- عذرا سيّدتي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - رسالة الى تكفيري