تحية لنضال الكرد والعرب في مسيرتهم النضالية

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

هه ربجي كورد وعرب رمز النضال رشيد كَرمه
احتفاءً بتسلم الرفيق مسعود البرزاني رئاسة إقليم كوردستان نظم الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة يوتبوري / السويد مهرجانا خطابيا دعي اليه عددا من الأحزاب الكردية والتنظيمات الديمقراطية والنوادي الإجتماعية والشخصيات العراقية , وقد بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت حداداعلى أرواح الشهداء الكرد , وأرواح شهداء الحركة الوطنية العراقية . وفي ظل حضور كثيف للجالية الكردية توالت الكلمات المعبرة عن تلاحم الشعب الكردي والعربي وعن ضرورة التصدي لمصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها . ولقد ساهم النادي العراقي في مدينة بوروس / السويد في هذا التجمع الإحتفالي مهنئا ً الأخوة الكرد والبرزانيين بهذه المناسبة. ولقد عمدت في مستهل كلمتي ان اتحدث باللغة الكردية ايمانا مني باننا شعب واحد في وطن واحد يتسع للجميع , سيما وان شعارات كتبت باللغتين العربية والكردية تمجد نضالنا جميعا وان الأنظمة الشوفينية تتحمل المسؤولية في دق اسافين بين أبناء الشعب مما يحرم الآخر من تعلم لغات أخرى كان من الضروري اتقانها الى جانب اللغة الأم . لست بصدد الحديث عن التأريخ المشترك بين العرب والكورد , لأنه تأريخ طويل وقديم قدم وادي الرافدين , الذي رحب بالميديين شأنهم شأن بقية الشعوب التي استوطنت هذا الجزء الجميل من ألأرض والذي عٌرف فيما بعد بالعراق , ولأن استطاع الشعب الكردي ومنذ آلاف السنين التعايش مع الواقع الجغرافي بكل قسوته في عموم المنطقةالتي تحركت فيها وبحرية اليد البشرية كنتيجة لتطور العقل البشري والذي تؤكد كل المعطيات التأريخية انها مارست الصيد والفلاحةوالعمل اليدوي فانه وبعمله الدؤوب وكفاحه المستميت بسط سيطرته على الجبل واصبح رجل الجبل بدون منازع , وصار لزاما عليه ان يدافع عن عرينه كما يدافع الأسد ودونما فرق أو مبالغة في ذلك ,
فلقد واكب العرب من العراقيين نضال الأكراد عن قرب ٍوكثب ٍوانحاز المثقفون بوعي وادراك كاملين لحقوق الآخر ومنهم الأكراد ومن هنا ظهر الفرق واضحا وجليا بين طائفتين تناحرا بسبب النظرة الحضارية لحقوق الإنسان, واصبح القوميون العرب المصابون بعقد التعالي والتعصب القومي والتسيد على الغير ينكرون على الأمم والشعوب حق تقرير مصيرها , ولا يخفى عليكم ان القومية العربية نشأت في حاضنة الدين والإسلام تحديدا ً الذي يعامل البشر ومنهم الكرد وفق نصوص مقدسة لا يجوز لأحد مهما يكن هذا الأحد التلاعب بها كقوله :انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم . فاصبح من المتعذر فصل القومية عن الدين ومن هذا المنطلق فلقد برزت على السطح وبشكل بارز للقاصي والداني حجم الهوة بين الفئة التي تؤمن بحق تقرير المصير للأمم والشعوب وبين هؤلاء الذين تداولوا دفة الحكم على العراق ومارسوا التقتيل والهمجية بحق أنصار القضية الكردية من العرب قبل الأكراد انفسهم وهذا مما يفسر سر قوة الحركة الوطنية العراقية و بقاء ها رغم كل الدماء التى اريقت والأرواح التي أزهقت لأنها تستمد معرفتها وانسانيتها من واقع البشر , ولعل التربية التى حظيت بها انا ومن عاصرالمد الوطنى في العراق حفرت في الذاكرة الكثير من الدروس والعبر لأننا وكما جاء في الدستور المؤقت لثورة تموز 58 ان العراق وطن مشترك للعرب والأكراد ولبقية القوميات المتآخية .
ولأن تصدر شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان نضال العراقيين منذ الأربعينات مما أثار غضب وحقد الرجعية العراقية والعربية التي كشرت عن انيابها في اكثر من مكان وفي اوقات مختلفة وخسرنا جراء هذا الكثير من الطاقات الخيرة , فان الرجعية اليوم ومن يقف ورائها تراقب الوضع في العراق في ظل اختلال تام وكبير في ميزان القوى التى كان سببها الدكتاتورية البعثية المقيتة لايسرها بالمرة وحدة القوى الوطنية أولا ووحدة الكورد ثانيا ً, لذلك يجب التبصر في كل ما يقال ويكتب في الدستور المرتقب لأننا امام معادلات جديدة وواقع جديد, لبناء جديد, لعراق ديمقراطي تعددي فيدرالي يؤمن لكافة المواطنيين حقوقهم .
ولا نشك نحن أصدقاء وأنصار الأكراد في يقظة القادة والمثقفيين الكورد ولاسيما ان الرفيق مسعود البرزاني يطمئننا بين الفترة والأخرى على هذه المسألة وتلك .
ونحن نحتفظ بمواقف مشرفة من سيادته فهو لم يستبيح دم الوطنيين يوما , وهولم يتنكر مطلقا ًلشهداء الحركة الوطنية وهو لم يتنكرلتضحياتهم ولقد ذكر للصحافةمرة اذ قال بفخر :انه ومذ كان عمره ثلاثة عشر عاما اصبح صديقا للشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم يزوره متى ماشاء وان الشهيد اكثر الحكام نزاهة في العراق حتى يومنا هذا وانه صاحب فضل على الشعب الكردي عموما ً وعلى البرزانيين بشكل خاص . اسمحوا لي ان انتهز هذه الفرصة لأعبر بأسمي شخصيا ً وباسم اعضاء وأصدقاء النادي العراقي في مدينة بوروس / السويد عن خالص التهنئة بتسلم الرفيق مسعود البرزاني مسؤولية رئاسة اقليم كردستان , متمنيا للشعب الكردي الظفر , وتحقيق الغد المشرق للآباء والأمهات الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل نيل حقوق مشروعة كفلتها لائحة حقوق الإنسان .
المجد للشهداء الذين طرزوا كلمة الحرية أينما كانوا ....... وهه ربجي كرد وعرب رمز النضال
رشيد كَرمة السويد 28 حزيران 2005

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات