أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - عواصف في العصب الحيوي














المزيد.....

عواصف في العصب الحيوي


حسن بشير محمد نور

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 19:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


عواصف سياسية عاتية تهب علي السودان في هذه المرة شرقية الاتجاه. هذه العواصف ذات اثار اقتصادية مدمرة منها الفوري اما الاسوأ فهو القادم في الطريق. منهجية التعاطي السياسي في السودان مع المقاطعة الاقتصادية او القرارات السياسية الكبري من المنظمات الدولية او الدول ذات التأثير العالمي علي العوامل السياسية والاقتصادية، هي منهجية الاستخفاف والتهوين او في بعض الاحيان الازدراء او حتي الخفة السياسية التي لا تعبأ بدراسة او تخطيط. هذا ما حدث مع المقاطعة الامريكية المتطاولة مع السودان، اضافة لمنهجية التعامل مع القرارات الاممية الصادرة في حق البلاد ومنها قرارات مجلس الامن الدولي التي وصلت في بعض الاحيان الي الفصل السابع وما ادراك به.
بعد حراك ما عرف بالربيع العربي سادت الاحلام والاوهام معا، فاعتقد البعض ان ما تريده امريكا من تمكين لحركات الاسلام السياسي هو نافذ لا محالة لدرجة تصريح واحدا من المحسوبين علي الاخوان في مصر انهم سيبقون في الحكم لثلاثمائة عام. الا ان الامور دارت في اتجاه معاكس فتعثر حراك الربيع العربي ونجحت سياسة الاحتواء لقوي التغيير الحقيقية فانحرف الربيع العربي نحو الفوضي او الارهاب الذي قطع مفاصل الثورة السورية وحول تلك البلاد الآمنة الي وكر للارهاب العالمي. وهكذا دارت الدوائر الي حين قيام حركة الثلاثين من يوليو في مصر. حراك الثلاثين من يونيو كان مفصليا وغير كثير من المفاهيم وقلب مراكز القوة راسا علي عقب.
تسارعت الاحداث بعد ذلك نتيجة للمواجهة بين السلطة الجديدة في مصر وداعميها الاقليمين وتطورت الاحداث بشكل لم يدخل في حسابات الاستراتيجيا والتكتيك التي تم اتباعها مباشرة بعد حراك الربيع العربي. وصلت التداعيات الي مستوي فاق التوقعات عندما اعُلنت جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية في مصري وتبعتها قرارات سعودية تدرجت الي مستوي القطيعة مع ركن اساسي في (عناقيد) مشاكل دول المنطقة هو دولة قطر. لم تتوقف العواصف عند هذا الحد ولم تفقد قوتها بل اشتدت لتٌعلن السعودية بدورها جماعة الاخوان المسلمين (جماعة ارهابية) مع غيرها من منظمات تمت صناعتها وتمويلها بايدي عرابين تخلوا عنها او انكروها. لكن جماعة الاخوان ليست جماعة عادية او مجموعة منعزلة من المقاتلين تمت صناعتها وتمويلها بايدي الوكلاء، هذا تنظيم ضارب الجذور في عمق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في اغلب الدول العربية، بل هو جماعة موجودة في السلطة في عدد من الدول العربية، بشكل كامل او جزئي او علي الاقل بشكل مؤثر، بطريقة او اخري علي سير الحياة السياسية - الاقتصادية.
تكاملت العناصر اعلاه ، الدولية والاقليمية مع بعضها البعض مكونة واقع شديد التعقيد. في ذلك الواقع يجب قراءة ازدياد وتيرة الحصار والقطيعة الاقتصادية علي السودان. هنا تكامل العنصر الامريكي مع السعودي متداخلا مع المصري، القطري، الايراني وتشابكت العوامل السياسية مع الاقتصادية والامنية لتدخل في منظومة استراتيجية متكاملة ذات ابعاد دولية – اقليمية – محلية وهكذا اكتمل المشهد ليصبح مرعبا باثاره المحتملة علي السودان. هنا ستكون الاثار الاقتصادية هي الاسرع والاكثر وضوحا والبقية تأتي.
لم تبقي للسودان اي مساحة للمناورة فعليه الان الاختيار في اي منعرج يسير واي مصير يختار، الخيار الان اصبح بين الحياة والضياع. باي حساب كان ، احسبوا ما هو المحتمل والممكن ؟ كيف يمكن الخروج من الازمة القومية الشاملة بتعقيداتها السياسية والاقتصادية؟ بالتأكيد يبقي طريق الانتحار سهلا ومعبدا مثل تفخيخ عربة بكمية من المتفجرات ووضع حزام ناسف في الخصر والضغط عليه والعواقب هنا واضحة والنتائج مضمونة. الا ان طريق الحياة والخروج من الازمة بسلام وانقاذ البلاد من مشاكلها بما فيها (انقاذها)، فهذا هو الطريق الشائك، وقديما قالو ( ان ... الدخول في الشباك سهل ولكن التأمل في الخروج). فهل هناك مخرجا ما، ام الدوران في حلقة مفرغة الي وقت الانفجار الكبير. لقد دخلت البلاد في مأزق وصل الي العصب الحيوي لوجود السودان وتحديد مستقبله. اتمني ان لا تتم الاستهانة بالتحديات الاقتصادية النوعية – بتداعياتها وابعادها السياسية - التي انشبت اظافرها في العصب الحي للاقتصاد السوداني وتصويرها كسحابة صيف عابرة، لا بل هي عاصفة هوجاء ضارية ضاربة تحتاج لمصدات علي درجة من المتانة بحيث لا تتوفر لحزب او جماعة منفردة ، كما تحتاج لسرعة في التصرف وعقلانية في القرار حتي لا يتحول هذا الوطن الي ركام لا فائدة منه.



#حسن_بشير_محمد_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة لسيادة حكم القانون
- مانديلا ، في مقررات العلوم الانسانية
- فائض قيمة استرداد ثورة
- مستجدات القرن الافريقي ومستقبل الامن القومي السوداني
- اسطنبول ، بداية الخروج من الفوضي
- ازدراء العمل الفكري
- الحكومة والعمل والعمال
- ايدولوجيا المصالح، تغييب القيم وانتهاك الحقوق
- مشكلة المعرفة في انظمة (الربيع العربي)
- الاسلام السياسي، مأزق البدائل الاقتصادية
- (الربيع العربي) بين الاحتواء والاجهاض
- التكاليف الاجتماعية للازمات المالية العالمية
- الاثار الجانبية لغزوات (الناتو)


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - عواصف في العصب الحيوي