لعليلي الحبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 16:41
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
احترم رغبة الكثير من الجزائريين المتخوفين من تكرار السيناريو السوري في الجزائر ، وهم بذلك لا يزكون الفساد او المفسدين ولكن يعتقدون ان الفساد وغياب الرؤيا السياسية افضل من سنوات الدم والدموع وهم محقين في ذلك دون شك .
لكن ما أود قوله ان الجزائر دفعت ثلاثة اضعاف ما دفعته سوريا (حوالي ربع مليون قتيل ) ولكي تصل سوريا الى هذا الرقم المخيف ، على القتل ان لا يتوقف لست سنوات القادمة (لا قدر الله ) ... رغم ان ذلك يبدو مستحيلا بالنظر الى بوادر المصالحة الوطنية في سوريا وميلان كفة الجيش النظامي في ارض المعركة .
الجزائر دفعت فاتورة غالية فقط لأن الشعب الجزائري طالب ذات خريف 88 بالحقوق السياسية والاصلاح ليأتي بولحية حاملا معه كل هذيان الشرق الأوسخ .
من يريد المقارنة بما سيحدث في الجزائر مع ما يحدث في سوريا حاليا يفتقد الى الموضوعية والدقة في التحليل او القراءة السياسية ، فالجزائر اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع أعمال الشغب ( اكثر من 1500 احتجاج فرقته قوات الامن سنة 2012 ) ، قوات مكافحة الشغب الجزائرية أصبحت تتميز باحترافية عالية نظير احتكاكها المتواصل بالمشاغبين والمحتجين المطالبين بالزيادة في الأجور ، ليبقى أخطر هؤلاء المحتجين هم جمهور كرة القدم ( المتظاهرين ضد العهدة الرابعة يعتبرون كأطفال روضات بالنسبة لقوات مكافحة الشغب مقارنة بأعنف وأشرس جمهور لكرة القدم على وجه الأرض ) ولذلك فاحتمال انزلاق الوضع الأمني يبقى محدودا وهذا ما لم يتوفر في سوريا - سوريا التي انزلت فيها الدبابات لمواجهة المحتجين في حمص وحماة وكان هذا خطيئة النظام السوري كما اعترف بذلك بشار الاسد او فارق والشرع . سوريا لم تركز على الجبهة الداخلية بل على مواجهة اسرائيل ولذلك اعتمدت على تسليح ثقيل يوازي قدرة اسرائيل على الردع والدمار ، لا أنفي ان هناك جماعات ارهابية اندست بين المتظاهرين ولكن مواجهتها لا يتم عبر الأسلحة الثقيلة .
الجزائر دفعت ثمن الانفتاح غاليا ولا يجب التراجع عن المكتسبات التي حققتها الجمهورية الفتية ، سواء اختبئت النخب أم ظهرت في الشارع .
بقلم لعليلي الحبيب
#لعليلي_الحبيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟