أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي شايع - السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح














المزيد.....

السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بالأمس، شاهدت من على شاشة فضائية العراقية،محاضرة ألقاها السيد إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي في الجمعية الثقافية النسائية الكويتية،وسررت حدّ الألم! بما سمعته وشاهدته ؛سروري كان فيما ذهب إليه السيد الجعفري من اهتمام بدور المثقف،وما وضعه من إيضاح لمعنى الثقافة ومفهومها،رغم الغالب الديني الذي صبغ المحاضرة،وتعريفه"الرمحي" للثقافة. وحزنتُ، لسببين؛ الأول في غياب السيد الجعفري عن حضور حقيقي في وسط عراقي كالوسط الذي وجهت إليه كلمات المحاضرة، للحوار عن الشأن الثقافي الحالي،وسؤال الثقافة المغيّبة. فمؤتمر المثقفين العراقيين حين عقد في بغداد لم يحضره رئيس الوزراء العراقي،ولعلّنا حين نجد مبرراً يشفع له بسبب انهماكه أيامها بتشكيل الحكومة الجديدة، لا نجد تفسيرا لعدم تحقيق هكذا لقاءات في الوقت الذي تتم له لاحقاً في عواصم عربية.
أما السبب الثاني فهو الجدل الثقافي السياسي العراقي وتظاهر الزمان على المثقف العراقي في هذا الاتجاه بسبب أو دونما سبب. فقبل سقوط النظام الديكتاتوري بأشهر قليلة هرع الساسة عن بكرتهم لحضور اجتماع "مؤتمر لندن للمعارضة العراقية" -وقتذاك- الذي عقد منتصف كانون الأول 2002، تحت عنوان وشعار؛عمل جماعي موحد من أجل إنقاذ العراق،حيث لم يكن جماعيا،ولم يكن موحداً، لغياب واضح ومفتضح للمثقف العراقي عنه، حد دعوة بعض المثقفين العراقيين إلى قيام مؤتمر أعقبه بأيام قلائل،كردّة فعل منهم على التجاهل الكبير الذي تمّ. وكانت ردّة الفعل تلك مساوية بالمقدار للأصل والدافع السياسي الذي كان وراء هذا المحفل،ومخالفة باتجاه أخر،جعل أكثر المشاركين غير مقتنعين بما جري.. لأن بياناً،أو شيئاً هاما لم يطرح وقتها.

كلمات ومحاضرة السيد الجعفري في الجمعية النسوية الكويتية وتعريفه للثقافة"من الثِّقاف؛ الخشبة،أو الحديدة التي تسوَّى بها الرماح لتستقيم" ذكرتني برأي وكتابة نشرتها تلك الأيام عن ما حصل من تجاهل مرير للمثقف العراقي في مؤتمر لندن، حتى لكأن حال ثقافتنا العراقية الآن يصلح لها كل قول ونصيحة متشائمة،كنبوءات قديمة مؤجلة.
مما كتبت يوم 12 / 1 /2003:
يبدو إن تعريف "المثقف" سيبقى دائراً في إشكالية الرمح العربي التي عسكرته وعقّدت مصطلحه وأدواته. والقضية، عراقياً،اشدّ تعقيداً لما للمثقف العراقي من السمات الشخصية والنفسية الموروثة من تراكمات التجني والغبن التي رسخها الواقع السياسي وحولها إلى قناعات سياسية،أخذت من ارثها الغابر كل الحكومات والأحزاب، بل حتى معارضة الألفية الثالثة!، وبإمعان هائل في المرارة والإجحاف.
عراقياً، دور المثقف مفقود بالمعنى الحضاري للمصطلح في جوهره الفاعل في الحياة ، بعيداً عن التثكين القسري،إنه دور مغيّب عن جدواه الأصيلة؛فإما أن يكون سلطوياً يعيش يومه العسكري، أو يصلب فتأكل الطير من رأسه؛ طريّ أفكاره وأمانيه،أو يسجن ليتوهّموه من الصاغرين. ومن يسلم من كل اللعنات أعلاه ينبذ في عراء العزلة، ليخرج عن معناه العميق في وجوده النقدي والفاعل، الدور الذي تمقته التركيبة السياسية المؤسّساتية، وحتى المعارضة، فلم يعد المثقف؛الفاعل الحر في تعبيره عن الاختلاف في مواجهة الواقع و تجلياته، وعليه في أحسن أحوالهم الديموقراطية الخنوع والتبعية، أو أن يـُتجاوز إلى مجموعة وراقيين نفعيين يملي عليهم السياسي أمانيه وهذره".

تذكرت كلماتي هذه المنشورة قبل أكثر من سنتين،و ذكّرني تعريف السيد الجعفري للثقافة،المشهور صلةً بالرمح،بصفحات طويلة عن السيف والرمح النواهل من دمنا العراقي،وواقعنا الثقافي المرّ في بعث الأربعين سنة من التيه والحروب.فلـَـكم نتمنى في العراق حديثاً لرئيس وزراء مـُنتخب،وحواراً يبحث في دور المثقف وحضوره وفاعليته في الدولة العراقية الجديدة..
ربما كان لحديث السيد الجعفري في تلك المحاضرة-رغم مروره السريع على دور المثقف- أهمية كرؤية سياسية عراقية جديدة،ولكن..كان من الضروري أن تقال مثيلاتها في محافل على أرض الوطن نحتاجها الآن أكثر من أي وقت،للبحث في المشتركات الثقافية العراقية،والتشويه الهائل الذي أحدثته الديكتاتورية في المعنى الثقافي،والمركزية الثقافية الزائفة التي أبعدت المثقف الأصيل وأقصت نتاجه وحضوره،والدور الجديد لهذه النخب في الدولة الديموقراطية،بعيدا عن عسكرة الثقافة في التعريف"الرمحي" والواقع الدموي،والأخذ بتجارب الشعوب الحيّة في تمكين المثقف الحق.
أيضا،كان من الضروري لتلك الرؤية السياسية العاجلة للسيد الجعفري أن تـُحمل معانيها على كلمات بعيدة عن معنى الرمح في الثقافة والتثقيف،في زمن نحتاج فيه إلى السلم ولغته،حيث أشارت المعاجم العربية إلى معان أخرى كثيرة للتثقيف والمثاقفة تواكب تطلع السلم والوداعة،فهي تحمل معنى الحذق ِ،والضبط لما في اليد،وأفضل من هذا وذاك،معناها في الفطنة والذكاء وثبات المعرفة فيما يُحتاج إليه.. هذا المعنى يسعى إليه المثقف الحقيقي ويقول به،في وقت عصيب كزمن العراق الممتحن، قولاً يبتعد عن ترديد الإرهابيين لكلمات حق بباطل إيراد في العنف والقتل"حيث ثقفتموهم"،فما أحوجنا لغيرها لتجاوز أزمنة الرعب والقتل، ناسين فيها لغة الديكتاتور الحربية المعاركية بكل اتساع مسميات الثقافة الزائفة،ومحنة الظلم الإرهابي المستبد بنا منذ"غلام ثقيف"!.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير
- ! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة
- عاليا يا سبابة التشهد الديموقراطي
- حوار أثار استغرابي
- دعوة لإحراق السفن


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي شايع - السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح