محمد فريق الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 09:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعب العراقي .. نائم او حالم
محمد فريق الركابي
الشعب مصدر السلطات ؛ الشعب يحكم نفسه بنفسه ؛ و غيرها الكثير من العبارات التي تدل على دور الشعب الجوهري في قيادة نفسه و توجيه الامور لمصلحته ليتمتع بما يملكه بلده من خيرات , و ينعم بالامان و الحريه دون ان يقيده شئ سوى القانون الذي سيكون الوسيلة الوحيدة لضمان عدم انحراف المجتمع ؛ لكن هذه الامور لا تحدث الا اذا كان الشعب يسعى الى هذه الاهداف و يعمل من اجلها بكل ما لديه من قوه ترافقها العزيمة و الاصرار و عدم السماح للكسل ان يسيطر عليه و يمنعه من التقدم و التطور و الوصول الى اعلى درجات الرقي , و عدم السماح للمتطفلين و متصيدي الفرص السيطرة عليه و تحويل حياته الى حجيم لا يطاق , و بناء مجتمع تفقد فيه الانسانية تدريجياً الى ان يتحول الى ما يشبه الغابة البقاء فيها للاقوى.
و لكن لو نظرنا الى حال الشعب العراقي سنجد العكس تماماً ؛ ففي زمن النظام السابق كان هذا الشعب يريد الحريه و يريد حياة كريمة تحفظ له انسانيته بعيدأ عن الذل ,و الاستعباد ,و الفقر الذي كان يعاني منه , و لكنه انتظر طويلاً حتى حصل او اعتقد انه حصل على ما يريد ؛و المفارقه ان امانيه تحققت بسبب جهد الاخرين و تحديداً الولايات المتحده الامريكيه و المفارقة الاخرى انه اعتقد انها قامت بهذه الحمله العسكريه من اجل اهدافه و تطلعاته و رغباته و لكنه سرعان ما اكتشف هذا الوهم ليجد نفسه في مستنقعاً اكثر ضحالة من الذي تخلص منه, فهو اليوم يعيش اتعس و اخطر المراحل في حياته بل في تأريخ العراق نفسه حيث لا وجود للامن و الامان لا وجود لفرص العمل و ان وجدت فبدفع مبالغاُ طائلة من المال الذي لا يملكه اصلاً , و لا وجود للخدمات على اختلاف انواعها و على الرغم من هذا الوضع المزري الذي يعاني منه , و هو في جميع الاحوال تغيراً و ان كان نحو الاسوأ, لكن لم تتغير حالة هذا الشعب الذي لم يخرج لنصرة نفسه و التخلص من الحياة التي لا ترضى بعض الدول المتقدمه ان يعيشها الحيوان (مع احترامي).
اعتقد الشعب العراقي قد توفي و الا ما الذي يجبره على هذا الصمت لو كان حياً يرزق ؟ و ان كان حياً فهو يتغنى بأمجاداً لا علاقة له بها فمثلاَ يتغنى بثورة العشرين التي قادها جيلاً سابق و غيرها من الحركات و الثورات التي حدثت في وقتاً كان في فيه المجتمع بسيطاً لم يصل الى ادنى درجات الرقي و حتى و ان يقم بها فهو معذور , و لكن ما العذر الذي سيقدمه هذا الشعب الى الاجيال القادمه عندما تقرأ تأريخ هذه الحقبة ؟ خصوصاً و ان جميع وسائل التطور متاحةً له والتي استغلتها الدول العربيه المجاورة و نجحت نوعاً ما في اثبات وجودها و انها لا تزال على قيد الحياة ؛ فمتى يستفيق هذا الشعب و يرى ما وصل اليه و يغير الواقع الذي يعيشه ؟
#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟