أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - راشد محمد - الإعلام العربي.. الزيف ينفضح














المزيد.....


الإعلام العربي.. الزيف ينفضح


راشد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 23:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


الحالة الإعلامية المشوهة وما تنتجه من حالة تذمر وسخط ومواقف غير مسئولة لدى الأوساط الاجتماعية هو نتاج طبيعي لما يمكن أن يحدث في مجتمعات أدمنت الاستهلاك في كل شي لتصبح المعلومة واحدة من هذا الاستهلاك اليومي المبتذل والذي لا يعني شي بالنسبة لوعيها على المدى القريب قدر ما يسهم في تشويه الذاكرة الجمعية على المدى البعيد, بالتالي لا يهم عند هذا الأشكال الاجتماعية انتاح مواقف غير مسئولة هي في الحالة التي يصبح فيها الشارع عامل حاسم في صنع الأحداث على مختلف المستويات تصبح على قدر كبير من الأهمية باعتبارها الموجه الأول لهذا الشارع سيما في الأحداث المشابهة لأحداث ثورات الربيع العربي ,هذا الربيع الذي انخدع –بالفعل- بالصورة التي قدمتها وسائل الإعلام وبدون التحقق من نسبة مصداقيتها من عدمه ، وإبان ثورات الربيع العربي أخذ الإعلام موقع الموجه والمسير للأحداث وقبل ذلك صناعتها ، وعلى الجبهتين السلطة والشارع المنتفض أبدع الطرفان في حياكة وفبركة المواقف لتغدوا الثورة فاقدة لسندها الأخلاقي وما يفترض أن تتحلى به قياساً بالأنظمة وما هو معروف عنها. فلم يكن مطلوباً من الثورات أن تبدو متسرعة وباحثة عن ما يمكنها من النجاح ولو بأساليب لا تنتمي لأخلاقيات الثورة كان تفبرك الأحداث وتستثمر الصورة لخدمتها بذلك الشكل الذي أبرزها مكائده وفي موقف مخزي ، بل كان من صميم أهدافها الانتصار لحرية وقدسية الكلمة والمعلومة ولاحترام عقول الناس وإلا لن تغدو ثورة.
إلى ذلك صنع تدخل الإعلام الخارجي العابر للحدود وبإمكانياته المختلفة والمهولة ما يمكن أن نسميه رأي عام عربي موجه لما يخص بعض الأقطار فأخذ يفبرك الأحداث والمواقف بحسن نية أو بترتيبات مسبقة مع كيانات معينة ويقدمها للشارع الذي أخذ ينساق لها ويحدد مواقفه تبعاً لما تروجه هذه المؤسسات..
تقديم لم يكن مطلوب منه أن يكون بذاك المستوى أو غيره من التزييف ومحاولة كسب التعاطف الإقليمي والدولي وبما يساهم في تحرر شعوب هذه الدول بحسب ادعاءات بعض هذه المؤسسات..
لقد تصدرت الجزيرة والعربية هذا المشهد ليس لما يتمتعان به من جمهور عربي ولو كان لهن جمهور فلأنه منساق مرغماً نحو هذه المؤسسات لانعدام المنافس الذي يمكن الاعتماد علية ولاحتكارهما للمشهد الإعلامي العربي عبر إمكانياتهما الضخمة , فأغلب الفضائيات تتبع السلطات والأنظمة بشكل مباشر ولا يمكن الثقة بخطابها وما تقدمة من معلومات لما هو عليه حال إعلام السلطة في الواقع العربي ولانعدام مؤسسات أخرى مستقلة تنتمي للمهنة وأخلاقيتها..
في ضوء هذا كله أخذ المتابع العربي مرغماً يتلقى المعلومة الخطأ في الغالب من هذه الوسائل التي احتكرت المشهد الإعلامي فأخذت تصنع الحدث وتوجهه , وسوقت خطابها المتناسق مع مصالح دولها في الأغلب أي بعيداً عن المهنة وأخلاقيتها , لذلك وجد المشاهد نفسه أخيراً في حيرة من موقف هاتين المؤسستين إزاء الأحداث في مصر واتجاه ثورة 30 يونيو وتناقضاتهما المفضوحة ، ليكشف الزيف عن قبحه وهشاشة صموده في تظليل الرأي العام ،فكيف تتفقان في أو على سوريا وتختلفان في مصر؟؟ في تناقض غريب لا يمكن أن تجده لدى مؤسسات تدعي المهنية واحترام عقول متابعيها غير أنك تجده في مجتمعاتنا لأسباب كثيرة ليس أقلها انعدام الوعي والتنافس الشريف في تصدر المهمة..
بعيداً عن المواقف الذي اتخذته الفضائيتان تجاه ثورة مصر وتجاه الأحداث في سوريا فإن هذه المؤسسات كشفت مأزق الإعلام العربي وعرت ما يدعيه من مصداقية وأن ما هو حاصل من تشوه إعلامي هو نتاج عدم امتلاكنا لتراث إعلامي حقيقي ولمؤسسات مستقلة عن السلطة وبعيدة عن أموال الأنظمة..كشفت كم أن الوعي العربي بحاجة لثقافة فعلية تنتصر لحقه في التقدير وكم هو بحاجة لمؤسسات إعلامية مهنية وعلى مستوى من احترام عقول جماهيرها..
ما حصل ينبغي أن ندركه جميعاً وأن ننتصر لوعينا بأن نتجنب اتخاذ المواقف بناً على ما تقدمة وسائل الإعلام الربحية التي لا يمكن أن تتحدد بعيداً عن رأي المشاهدين والقراء, إذ ليس المهم مع من تقف هذه الصحيفة أو القناة بقدر ما هي تحترم عقول الناس ولا تمعن في صناعة الوهم مجدداً..



#راشد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - راشد محمد - الإعلام العربي.. الزيف ينفضح