أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - الذكرى الثانية والاربعون لانتفاضة 3تموز دروس وعبر















المزيد.....


الذكرى الثانية والاربعون لانتفاضة 3تموز دروس وعبر


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل اثنين واربعين عاماًحدث شيىء غيرعادي اطلااقاً، جنود شباب حاولوا الاستيلاء على السلطة السياسية في ظروف استثنائية وحرجة من تاريخ العراق, ورغم استنائيته وغرابه الحدث ا ،لكنه لم يحض بما يوازي تاثيره ونتائجه وحتى الباحث الكبير حنا بطا طو لم يوله اهتماماً يذكر عندما ارخ لتاريخنا السياسي و الاجتماعي وقد كتب النزر اليسير عن حركة حسن سريع وهو الاسم الاكثر ذيوعاً اوانتفاضة معسكر الرشيد وكلها عناوين معبرة عن تلك الانتفاضة الباسلة ،لكن كتابات لاحقة اماطت اللثام عن تفاصيلها، و التي تلاقحت فيها قيم الفروسية واخلاق وسجايا العراقي النبيل ومثله وهنا اعيد الكتابة عنها مرة اخرى و اذكر هنا اني ،قدمت كل ماتوفر لدي عنها الى المرحوم الدكتور علي كريم عند ما شرع في كتابة مؤلفه عن انتفاضة 3تموز(البيرية المسلحة) عندما اتامل الحدث بعد هذ المدة الطويلة اقف حائراًوربما يائساً وقد تملكني الالم والذهول، وانا اتابع واشاهد دورة الموت والارهاب تطحن بلدي وشعبي المعذب ا لذي يتلوى صبراً والماً في ظرف تكالبت عليه قوى الشر والظلام من كل لون وانتماء، وارتباطاً بالقيمة التاريخية لهذا الحدث ومغزاه اقول اول درست تعلمته من روح هذه الانتفاضة هوقيمة الانسان حتى لوكان خصمك وعندما تسنى لي المشاركة في هذه الانتفاضة وانا حدث في الخامسة عشرة من عمري و لم تترسخ في ذهني بعد اوليات الوعي السياسي،كنت ابحث عن اجابات حول الموقف من الحرس القومي في حال انتصارنا : ونحن في خضم الاعداد للانتفاضة لاح لي سؤ ال يحمل دلالته في ذلك الوقت العصيب في حينها سألت الشهيد محمود طلال احد قياديي انتفاضة 3تموز ماذا سنفعل بالحرس القومي والبعثيين: اجابني سنحاكمهم: عندما اعيد صدى تلك الكلمات والموقف المتوازن لثوار يحملون نبل الغاية و يسعون الوصول الى اهدافهم بوسائل شريفة، بالطبع لم يكونوا ساذجين ولاحالمين، بل كانو ااخلاققين وصادقين مع انفسهم ,ومن هذا المنطلق أستعيد واقعة تاريخية يحمل مغزاها قيمة الموقف الاخلاقي الذي يتجاوز فيه المرء ضغينته وتوتره في لحظة مصيرية حرجة ان الواقعة هذه هي عندما وقع في قبضة الثوار صبيحة الانتفاضة الكثير من قيادي البعث، وزيريي الداخلية والخارجية وقائد الحرس القومي ونائبه وضباط كبار لم يقتل اويهان احداً منهم رغم الفوضى والانفلات الكبير داخل معسكر الرشيد, وانا استعيد تلك الاحداث بمقاربة سياسية واخلاقية بين ثوار من بيئة فقيرة متسامحة لم يتوفر لهم فيها التعليم المناسب ولاالثقافة السياسية، واقارنها مع مايجري في العراق على يد ثوارمزعومين من انحطاط ودونية وقسوة واسا ليب ليس لها نظير في نذالتها وانتمائها، وتلك الصلافة وذلك السقوط من قبل قوى مختلفة في تبرير دوافعها واهدافها، ماهذا الاختلاف وما هذا الهدف ا لسياسي الذي يبرر همجية القتل والارهاب المنفلت ويستدعي كل هذا ا لحقد ؟؟ بحيث يصبح كل العراقيين اهدافاً و جبهة مفتوحة لكل انواع الارهاب من أولئك المتطرفين والغلاة من الشيعة والمتطرفين والارها بين من السنة( تعددت الاطراف والارهاب واحد ) لقد امنت وبشكل عملي و من بواكير عملي السياسي ان ا لتربية والببيئة الروحية والثقافية ومصادرها تلعب دورا حاساً في تكوين سجايا الانسان، وهذا ماجعل النظرة الاخلاقية لثوار 3تموزنحو خصومهم متوازناً وثاروا كمحاربين نبلاء كانوا ينتمون الىبيئة متسامحة تضم كل الطيف العراقي بتلاوينهً من العربي الى الكردي و من المسيحي،والصابئي ومن مختلف الطوائف ومن كل مدن العراق وقد يستغرب البعض ان من ساهم في هذه الانتفاضة رجال دين شيعة ورجال دين سنة وكان منهم الشيخ علي كليدار( سيد احمد الرفاعي) وهوسني كان يجمع التبرعات للانتفاضة وعندما احضروه الى قاعة محكمة الشعب للتحقييق معه وبدأوابتعذيبه وكلما تنهال عليه الضربات المبرحة يصيح باعلى صوته( الله حي )ان الغورفي عمق الهوية السياسية العراقية وفهمها وفهم كيفية تشكل النسيج السياسي وكيف نمت في داخله ثقافة العنف الى هذه المد يات المذهلة سيساعدالى حد كبيرفي فهم اسباب الانتفاضة وسيطرح تساؤلات جوهرية عن دور وقيمة الثقافة السائدة انذاك ولماذاة وصلت بلادنا الىطريق مسدود وحكمها اسوا نظام دكتاتوري في تاريخنا ولماذا لم يحض شعبنا؟؟ بحياة امنة ؟؟ماالذي جعل ثقافة العنف تحل محل ثقافة الحوار والتسامح وقبول الاخر ولماذا انزوت وتصاغرت مفاهيم العدالة والانسانية لاشك ان التعصب الايد لوجي والصراع بين القوى السياسية العراقية وغياب الحواركثقافة ومسوؤلية اضف الى ذلك سلبيات حكم قاسم الفردي قد ادى ذلك الى تراكم مكونات الحقد والثار في المجتمع العراقي واسباب اخرى قد ادى الى رجحان كفة العنف و عندما استولت القوى المحافظة والمتشددة من بعثيين وقوميين ورجعيين على السلطة السياسية بانقلاب دموي،ضد سلطةعبد الكريم قاسم في8 شباط 1963. ولم تستقم ادعاءات الانقلابين بوصفهم( ثواراًضد الدكتاتورية ) وماقاموا به من انتهاكات وفضائع ، وقد عكس هذا السلوك وهذه العقلية ذهنية السلطة السياسية الجديدة ، رغم فواصل التناقضات التي كانت تلازمها منذ البداية، فجسد بذلك ارادة تعميم العنف واخذ ولاء الناس بالارهاب والاكراه ،في هذا الظرف بالذات تكونت قاعدة مادية مبنية على فهم ايدلوجي لارساء القمع والارهاب المنظم من قبل الدولة وسلطتها لاخضاع الشعب العراقي، ان التناقض الحاد بين السلطة الجديدة واكثرية العراقيين قد عمق الغربة والتناقض بينهما فغربة السلطة الجديدة ونأيها عن وجدان الشعب وروحه ابقاها تحكم من خلال مراسيم القوة وسطوة جهازها القمعي بألياته ومنظوماته القمعيةالمختلفة، فملايين العراقيين،هزهم سقوط عبدالكريم قاسم الى حد الصدمة،وكان المشهد اكثر وضوحاً وتجسيداً في بغداد .ان وجود مئات الاف من المعدمين في بغداد لاسيما خلف السدة الشرقية والشاكريةومختلف مناطقها الفقيرة واغلبهم قدموا من الجنوب تحت وطأة الفقر واضطها د الاقطاعيين فاضطروا ان يحشروا انفسهم في اكواخ لاتصلح حتى لعيش الحيوانات، ان هذه الكتلة البشرية الكبيرة من المواطنين العراقين أسماً ،وقفت بقوة وقاومت انقلاب شباط الدموي، دفاعاً عن سلطة قاسم.ظلت تنظربريبة وشك ورهبة الى الدولة وسلطتها،وهي تعاني من عقدة التعامل معها بوصفها كائناً غامضاًوغليظاً،وهي تتحاشاه رهبة وحذراً وان اضطر هولاء الناس للتعامل مع مؤسساتها المتغطرسة فأنهم ينشدون الى طقوس التذلل والتصاغر بوصفهم مقهورين.في هذا المحور بالذات سندرك ان ام المشاكل التي استعصى حلها هوغربة السلطة ونأيهاعن وجدان الشعب وهذا سبب رئيسي من اسباب قيام انتفاضة حسن سريع او 3تموزوهذا ماسنوضحه في هذا السياق. لقد كان لسقوط سلطة قاسم صدمة مؤلمة بكل المقاييس اجتاحت روح هولاء المغلوبين وهم يرون سلطة تموز ورمزها قد تهاووا بصورة مفجعة ومأساوية وسط شعور بالمرارة والاحباط ،وليس صدفة ان ينشأ تيارً جماهيراًواسعاً بعد ثورة 14 تموزاطلق عليه اسم( القاسميين ) يضم مواطنيين من مختلف الشرائح الاجتماعية العراقية، لم يكن تياراً سياسياً فكريا منظما بقدر ماكان انتساباً وولاءً لقاسم وسلطته التي احبوها وشغفوا بحبهم لرمزها عبد الكريم قاسم رغم اخطائه وخطاياه التي تغافلوا عنها وتلمسوا الاعذار لها ً،ان تداعيات هذا الوضع جعلت الكثيرين منهم يبحثون عن رد يمحون فيه عار الهزيمة ورد الاعتبار لحاكم وسلطة طالما احبوها، وافتخروا بالانتساب اليها ان سبب هذا التأييد يعود الى ثقة هذه الجماهير بعزم قاسم وارادته الصادقةفي تغيير واقعهم ، فصورة عبد الكريم قاسم وهوينطق باسمهم حباً حاملاً الامل الازلي الذي ينتظرونه على يده كمنقذ ومخلص لم تفارقهم وحتى انهم لم يصدقوا موته؟؟ على خلفية هذا الفهم و الاعتقاد كانت هذه الجماهير تعتبر سلطة قاسم سلطتها وان الذين اسقطوها اسقطوا احلامها وامالها في تغيير واقعها المرير :ولم تفارق ذاكرتها مشهد تلك الدبابات على طول ا السدة الشرقية وهي تصوب فوهات مدافعها صوب اكواخهم المتهاوية بعد انقلاب شباط طيلة الشهر ارهاباً لها وتحوطا منها نتيجة لموقفها المؤيد لقاسم. لقد استشعرت قطاعات واسعة من الشعب العراقي بالخطر المحدق بها جراء هذا التغييرالدموي الذي كان العنف والانتقام والثأر نتيجة منطقية له جراء تلك المنظومة ا لايدولجية المشوهة التي تبحث عن حيز تلقي فيه تعصبها واحادية تفكيرها القائم على صنع دولة ومجتمع واحد موحد يجري صنعه في مصهر عقائدي وفق مفاهيم ومختزلات قومية مشوهة كالوحدة والاشتراكية .ان هذا الوضع بتداعياته و نتائجه المأساوية قد محض الى تلاقح وتبلورتحالف غير مكتوب بين شيوعيين ومؤيديهم قادوا وخططوا للانتفاضة وبين جماهير واسعة لم تكن مسيسة ولامنخرطة في اي عمل سياسي وتنظيمي سابقاً. لكنها اندفعت بنشاط وشجاعة وسط اجواء القمع والارهاب، في الاعداد والمشاركة في الانتفاضة ففي اكواخ هذه الجماهير المعدمة والتي يطلق عليها اسم (الصرائف) او (العاصمة) جرت اغلب الاجتماعات واللقاءات والتحضيرات العملية لانتفاضة 3 تموز واذا كان تصور وفهم هؤلاء المعدمون ومساندتهم لانتفاضة تموز قام على الخلفية المذكورة ففي المقابل كان للشيوعيين فهمهم و اعتقادهم ايضا لما يريدون تحقيقه والوصول اليه. ولكن من العبث التحري عن ديالكتيك ماركس وماديته في تفكيرهم فاغلب الشيوعيين العراقيين ومؤيديهم من بسطاء الناس وعامة الشعب يرون في الشيوعية اداة ورؤية لبناء وطناً ينتفي فيه الظلم وتتحقق العدالة والمساواة الاجتماعيه في ربوعه، بعيداً عن الاسقاطات النظرية وسياسة المصالح الاممية. في مقابل قيادة شيوعية تبحث عن حل لمعضلات العراق من خلال ديالكتيك ماركس وثورية لينين والنموذج السوفيتي دون رؤية وطنية واضحة او مفهومة.
لقد كانت انتفاضة تموز تمرداً على تقليدية ونمطية الخطاب الخطاب السياسي الشيوعي وافتراقاً عنه،ورد على عجز وخطيئة الحزب الشيوعي العراقي في تضييع فرصة الاستيلاء على السلطة السياسية في زمن قاسم.لقد تنامى هذا الفهم وهذا الشعور وبخاصة بعد انقلاب شباط ،وهكذا تحرك هؤلاء الشيوعيون لاول مرة ليقوموا باخطر واكبر عمل سياسي دون قيادتهم التقليدية.ان 3 تموز هو ذروة الحدث , ولكن كانت تقف وراءه مبادرات جريئة وابداعات مذهلة تقترب من الاعجاز في مقايس ذلك الزمن والظرف العصيب الذي جرى فيه،لقد كانت الاثارة والغرابة والجراة تلازمه وتظهر سمات العزم عند اغلب رجاله ،وهذ ليس ماميزه فقط!! وانما كيف حافظ الالاف على سر الانتفاضة دون ان يعرف عنها شيئاً،من قبل سلطة تحت تصرفها حزباً وجهاز الدولة وحرس قومي منتشر في كل زوايا ومنعطف ، لاشك هو عزلة السلطة وشعبية الانتفاضة وكما اسلفت ، عندما تعجز اي سلطة في حيازة ثقة شعبها فانها تلجاًالى الترهيب والترغيب وافساد الذمم والى كل الاساليب الدونية مما يزيد في نأيها وعزلتها عن وجدان الشعب وهذا ماكان الموقف من سلطة 8 شباط الدموية والتي سقطت دون ان يدافع عنها احد حتى من انصارها،لقد كان انقلاب 8 شباط وصمة عار في تاريخ البعثيين،وصفحة غير مشرفة لهم،ان بدايات العمل والتحضيرللانتفاضة، قامت به منظمة حزبية صغيرة من العسكريين والمدنيين بقيادةمحمد حبيب ابوسلام فتوسعت لتشمل اتصالاتها اغلب المعسكرات في بغداد وخارجها،وبعد ان استكملت قواها حددت ساعة الصفر، ففي الساعة الثالثة والنصف من فجر 3 تموز انطلق العريف حسن سريع وجنوده من( مركز التدريب المهني لقطع المعادن) في معسكرالرشيد باتجاه اهدافهم وفيهم من يحمل رتباً عسكرية عالية واستطاعوا السيطرةعلى سرايا الحراسةوكسروا المشاجب واحتلال الباب النظامي واحتلوا اجزاء كبيرة من معسكر الرشيد،ويقوموا باجتراح مأثرتبدو اسطورية ،مثلاً استطاع الشهيد كاظم وهو رئيس عرفاء مع تسعة جنودمن الاستيلاء على كتيبة الدبابات الاولى ويعتقل قائدها المقدم عبد الله سلطان وخمسة ضباط، واستطاع بضعة جنود من الاستلاء على قاعدة الرشيد العسكرية،ولكن حسابات الثوار قد اخفقت ولم يستطيعوا كسر سجن رقم 1 والذي يعتقل فيه 900 عسكرياً بين ضابط وطيارا لقياد ة الدبابات والطاًئرات لقداخفقت الانتفاضة وكان الثمن باهضاً ومرهقاً على وطن عجز عن اخراج ابنائه من دائرة العنف والموت،لقد فشلت الانتفاضة في حل معضلات موضوعية وذاتية وما توضح من حقائق بعد فشل الانتفاضةكان غامضاً وعصياً على الفهم والحل في ظل تلك الظروف الصعبة ،ان المعضلات الفنية والسياسية كانت كبيرة ومعقدة ولم تتكافأ معها قدرات اللجنة القائدة للانتفاضة لقد كان حصيلة اخفاقها باهضاً لقد قتل واعدم المئات من الجنود الشبلب والمدنيين، واعتقل المئات رجالاً ونساءً وتعامل حكام شباط بكل قسوة معهم ،ولم يخطر ببالهم ان يجربوا الرحمة، ان عقلية و ثقافة تدمير العراقيين التي مارسها نظام الساقط صدام هي امتداد لتلك العقلية التي حكمت العراق بالناروالدم في شباط 1963 لقد فتح اخفاق الانتفاضة ً شرخاً في سلطة البعث و خلق اشكاليات وتفاعلات في بنيتها ساهم في تعجيل عوامل سقوطها، وهذا درس تاريخي يؤكد ان النجاح الذي تحققه نظم جائرة في مجرىقمع مخالفيها لاينته بدون تداعيات و ثمن مكلف. وهنا لابد من وقفة مع قائد الانتفاضة العريف حسن سريع ،كان الشهيد حسن يمتلك كل سمات القائد الفذ ،وسجايا المحارب النبيل، ومن المفارقات التي عرفتهاعنه انه كان يصوم ويصلي ،وقد تبدوا مفارقةغريبة ،وغير مفهومة لكنها كانت منسجمة مع مثله ، ولم يلاحظ احداً ان انتمائه السياسي الشيوعي قد تعارض مع ايمانه وتدينه وهي صورة حية لمجتمعنا العراقي الذي اعطى كل هذا الكم من التنوع السياسي المثير في بيئة ثرة تحوي وتقبل ثقافة التباين والاختلاف ، لكن المتعصبين والشاذين روحياً وذهنياً فرضواعلى شعبنا قياسات وانماطا فكرية وسياسية شاذة،ومشوهة ،وفي ليلة ابلاغه( قرار حكم الاعدام) توحد مع ربه في صلاة مديدة وهذا شأن الكثيرين من جنوده الذين كبروا واستشهدوا معه ،لقد كان حسن سريع من نمط أولئك القادة الشعبيين الوطنيين الذين تنجبهم ظروف التحدي، جراء الظلم والقهر ،وكوطنيين هم اوضح وانصع من انتمائهم السياسي والعقائدي،لقد كان حسن سريع رمز الانتفاضة وبطلها بحق ،ولقد تحدث الناس بفخر واعجاب عن حسن سريع وجنوده كوطنيين دون الالتفات الى انتمائهم السياسي والعقائدي . وفي الختام وبعد مر التجارب ودمويتها واستمرار العنف والارهاب أقول لقد كان شعبنا ينتظر من الذين اساؤا اليه، ان يعترفوا بالخطأ وان يعتذروا له مهما كانت تلاوينهم وعقائدهم الفكرية والسياسية ، شيوعيين كانوا اوقوميين اوبعثيين،ام اسلامويين،عرباً كانوا ام اكراداً، رغم ان الاعتراف بالخطا والذنب لايستجدي من المذنب ،ولا ينتزع منه تحت وطأة الضغط والاكراه لان الاعتذار نضج وسمو وطلب الصفح ينبع من الضمير والاخلاق ، كبداية لعهد ووعي جديد يؤسس لثقافة التسامح والتهذيب السياسي، الذي ينأى عن الثأر ويترفع عن الانتقام .ومهما كان الموقف من انتفاضة 3 تموز فانني على ثقة ان وطننا وشعبنا سيكرمها ويعلي اعتبارها بطريقة لائقة عندما تعود الكلمة الى شعب العراق بحق ، الذي سينصف ويعيد الاعتبار الى كل من تعرض للظلم والاساءة في عراق ديمقراطي حر.

كاتب وسياسي عراقي مقيم في السويد



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لالاياسيادة رئيس الوزراء العراقي فهذا ليس من مهامك
- من أجل مفاهيم تكرس الوحدة وتهزم الانقسام


المزيد.....




- سارت خلف المنضدة وهددته.. كاميرا توثق ما فعلته سيدة بعد مهاج ...
- دخلت قصر صدام وحاولت الإيقاع بالقذافي.. -فخ العسل- ورحلة الت ...
- السفارة السورية في الأردن تحصي عدد الجوازات التي أصدرتها بعد ...
- إسرائيل.. مستشفيات الشمال تخرج من تحت الأرض بعد أشهر من الحر ...
- تايلاند: إحياء الذكرى العشرين لتسونامي المحيط الهندي في بان ...
- المغرب.. السلطات تحرر الحسون (صور)
- عاجل | مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى ك ...
- الائتلاف السوري ينضم للإدارة الجديدة بمهاجمة إيران
- طعن شرطي تونسي خلال مداهمة أمنية
- قتل ودمار وحرق.. هذا ما خلّفه الاحتلال في مخيمات طولكرم


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - الذكرى الثانية والاربعون لانتفاضة 3تموز دروس وعبر