أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا















المزيد.....

الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 21:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسبّب زلزال شهر طوبة/ يناير2011 الاجتماعى فى بعض التغيرات السياسية ، كان أبرزها الاطاحة بحسنى مبارك وبعض مساعديه من أركان المنظومة السياسية الفاسدة ، بينما ظلــّـتْ تلك المنظومة كما هى لم تتغير. وجاء بيان عمر سليمان بتنحى مبارك عن الحكم ليؤكد ذلك ، إذْ أنّ البيان أسند إدارة مصر لمجلس طنطاوى/ عنان العسكرى ، وهذا مخالف لنص الدستور الذى لم يسقط حتى لحظة إعلان البيان ، كما أنّ مبارك بعد أنْ طالب شعبنا باسقاطه لا يملك تعيين من يحل محله، فصار الأمر أشبه بوعد بالفور (من لا يملك أعطى لمن لا يستحق) مثلما حدث عندما (وهب) الوعد البريطانى أرض الشعب الفلسطينى لليهود . كما تبيّن أنه لا توجد وثيقة رسمية عليها توقيع مبارك بتنازله عن السلطة ، الأمر الذى يجعل العقل الحر يتساءل : من كان وراء بيان عمر سليمان؟ وما مصلحته / مصلحتهم فى ذاك البيان؟ وهل كان للإدارة الأمريكية دور فى صدور البيان؟ خاصة عندما نربط الأحداث بعضها ببعض ، مثل تشجيع الأمريكان للإخوان المسلمين على أنْ يتقدّموا بمرشح من كوادرهم لانتخابات الرئاسة كما نصحتهم السفيرة الأمريكية إذْ قالتْ لهم بالنص ((هذه فرصة لن تـُعوض ، فكيف تتركونها)) وكان ذلك بعد أنْ قالوا لها إننا سنكتفى بالسيطرة على البرلمان وعلى مجلس الشورى .
وإذا كان من بين جرائم مبارك ونظامه السماح لتنظيم حماس الإرهابى بحفر الأنفاق من سيناء إلى غزة ، رغم أنّ أصغر مُحلل سياسى يعلم أنّ تنظيم حماس تابع للإخوان المسلمين فى مصر، وأنه الجناح العسكرى للإخوان ، وأنه انقلب على السلطة الفلسطينية الشرعية ، وأراد أنْ يُقيم (دولة غزة المستقلة) والدليل على ذلك مُطالبتهم بفتح قنصلية مصرية فى غزة ، وقنصلية (غزاوية) فى مصر، وينبثق عن تلك الجريمة ، جريمة أخرى هى استقبال نظام مبارك لأعضاء حماس فى رحلات مكوكية- بحجة مصالحتهم مع السلطة التنفيذية من أعضاء منظمة فتح- والإقامة فى فنادق الخمس نجوم على حساب شعبنا الذى لا تجد الأغلبية العظمى منه الخدمات الأساسية من مرافق المياه للشرب إلى الصرف الصحى إلى إهمال الزراعة إلخ إلخ. بل إنّ مبارك ونظامه سمح لأعضاء تنظيم حماس بكل ذلك رغم جرائم حماس ضد شعبنا ، إذ بعد العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر2008 قتل الحمساويون الضابط المصرى (الرائد ياسر فريح) يوم 28/12/2008 وأنّ هذا القتل كان نتيجة هجوم مسلح من تنظيم حماس على نقطة الحراسة داخل الأراضى المصرية. والشىء الملفت للنظر عن جرائم مبارك ونظامه ، أنه من داخل هذا النظام ، فإنّ بعض المسئولين صرّحوا لمندوب صحيفة الأهرام أنّ لديهم تفاصيل كاملة حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصر (وينفذه أعضاء من تنظيم حماس) وتشارك فيه دول عربية ، بالإضافة لتجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصر مقابل تمويلها (أهرام 20/12/2008)
وفى عام 2008 أيضًا حطم الحمساويون الجدار الأسمنتى لمعبر رفح فى عشرين موقعًا ، واستخدموا البلدوزرات فى هدم الجدار الجانبى للمعبر، وذلك علنـًا وفى وضح النهار، واعتدوا على الجنود المصريين ، ووصل عدد القتلى والجرحى إلى 36مصريًا ، كما اقتحموا بوابة صلاح الدين بعدد من السيارات التى شقتْ طريقها إلى الحدود المصرية من قطاع غزة. كما تم رفع الأعلام الفلسطينية على بعض المنشآت المصرية (أذكر القارىء أنّ كل ذلك تم فى عام 2008) وسكت مبارك ونظامه على تلك الجرائم التى ارتكبها تنظيم حماس ضد شعبنا وضد السيادة الوطنية ، خاصة عندما اقتحم أكثر من 700 ألف فلسطينى الحدود المصرية (بتحريض من حماس) بما يخالف كافة أعراف القانون الدولى ، ناهيك عن ترويع شعبنا ، ورغم صمت مبارك ونظامه على كل تلك الجرائم من أعضاء تنظيم حماس ، صرّح أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكرى لتنظيم حماس) أنهم سينسفون السور الحدودى مع مصر بالكامل فى حالة إغلاقه. فلماذا تغاضى مبارك ونظامه على هذا الصلف وهذه العنجهية وعلى هذا الهوان وعلى هذه الدونية القومية التى تفتقد الحد الأدنى من الحس الوطنى ، بمعنى الوطن (مصر) ؟ ولماذا صمتتْ الثقافة المصرية السائدة البائسة والإعلام المصرى ؟ وهل لهذا الصمت المُشين علاقة بشعارات العروبة التى رفعها (زعيم العروبة) عبد الناصر الذى تسبّب فى احتلال إسرائيل مدن القناة عام 56 واحتلالها سيناء فى كارثة بؤونة/ يونيو67 ؟
فى عام 2008 رأى الحمساويون أنّ الاعتداء على السيادة المصرية هو الخيار الأفضل ، لذلك لم يجرؤوا على اقتحام معبر (إيرنز) الواقع بين غزة وإسرائيل ، رغم وجود اتفاقية موقعة بين الجانبيْن بتاريخ 29/8/94. وكل ما فعله نظام مبارك (كنوع من ذر الرماد فى العيون أو على طريقة أضعف الإيمان) هو صدور بيان صرّح به السفير سليمان عواد (المتحدث باسم رئاسة الجمهورية) أنّ (( لمصر حدودًا وأرضًا وسيادة . وأنّ من واجبها أنْ تحفظها . وأنّ هذه هى الرسالة التى تم توجيهها إلى وفد حماس فى زيارته لمصر)) وأضاف أنّ ((مصر تغاضتْ عن الاقتحام الجماعى تقديرًا لمعاناة سكان غزة . وأنّ مصر غير مُستباحة. كما رفضتْ مصر ما يتردّد فى أمريكا وإسرائيل من تقارير حول إيجاد امتداد لقطاع غزة فى سيناء)) (أهرام 4 فبراير 2008) هذا كل ما (استطاع) مبارك ونظامه أنْ يفعله إزاء جرائم حماس المُتكررة ضد شعبنا ، فكانت النتيجة صدور البيان الهزيل على لسان الناطق باسم رئاسة الجمهورية. فلماذا هذا الهوان من مبارك ونظامه ومن مجمل الثقافة المصرية السائدة البائسة ؟ خاصة وأنّ الحمساويين دأبوا على اتهام مصر ب (العدو) الذى ((يخنق الفلسطينيين فى غزة)) وبالتالى حولوا دفة الهجوم على مصر، واستبعدوا إسرائيل تمامًا ، وهو ما سيتوضح بعد ذلك عندما أتتْ الإدارة الأمريكية بالإخوان المسلمين ليتولوا حكم مصر، إذْ عقد محمد مرسى اتفاقــًا مع أعضاء تنظيم حماس تعهدوا فيه بعدم مهاجمة إسرائيل . والدرس المُستفاد هنا أنّ جرائم محمد مرسى والإخوان المسلمين الذين سطوا على مصر، هى امتداد لجرائم مبارك ونظامه.
ومن بين المُتغيرات التى أحدثها زلزال شهر طوبة / يناير2011 الاجتماعى ، أنْ سمح مجلس طنطاوى/ عنان بدخول ثلاثة آلاف شاب مصرى من الذين كانوا يعيشون فى كهوف أفغانستان ، ويؤمنون بأنّ المجتمعات العصرية ، مجتمعات (كافرة) لابد من إبادتها ، فلما عادوا إلى مصر، ارتكبوا العديد من الجرائم فى حق شعبنا ، مثل هدم الكنائس المصرية ، والاعتداء على ممتلكات المسيحيين وطردهم من قراهم ، ومنعهم من الوصول إلى لجان استفتاء 19مارس 2011وهو الاستفتاء الذى أصرّ عليه مجلس طنطاوى/ عنان ، كما ارتكب هؤلاء الشباب الإسلاميين جرائم الاعتداء على الآثار المصرية وهدم أضرحة الأولياء ، فوفقــًا لمعتقداتهم أنّ هذه الأضرحة يتم فيها الشفاعة والتبرك بالأولياء وهذا شِرك بالله من وجهة نظرهم ، ثم أدلى أصولى عتيد من أبناء الإسكندرية وقال إنّ ((الحضارة المصرية حضارة عفنة) كما شوّهوا تمثال أم كلثوم وتمثال عبد الناصر، وطالبوا بتغطية التماثيل اليونانية والرومانية الموجودة فى الإسكندرية. تم كل ذلك تحت سمع وبصر من كانوا (يُديرون شئون البلاد) وقبل انتخابات الرئاسة التى صعد فيها محمد مرسى إلى كرسى عرش مصر. أى أنّ كل ذلك تم عن (رضا) كامل ، فإذا ربطنا ذلك بتصريح السفيرة الأمريكية فى مصر التى حرّضتْ الإخوان المسلمين على دخول انتخابات الرئاسة ووفق نص كلامها ((هذه فرصة لا تـُعوّض فكيف تتركونها)) وربطناه – كذلك – بما جاء فى مقال المحلل السياسى الإسرائيلى (رفائيل بوخنيك) على موقع نيوز وان الإخبارى بتاريخ 23/7/2012عن التصريح الذى أدلتْ به عضوة الكونجرس الأمريكى (ميشال باخمان) وأشارتْ فيه إلى أنّ ((حركة الإخوان المسلمين نجحتْ فى اختراق مراكز مؤثرة داخل الإدارة الأمريكية عن طريق السيدة المسلمة (هوما عابدين) التى تعمل كمستشارة كبيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية (هيلارى كلينتون) لدرجة تنعكس على صناعة القرارات المُنحازة فيما يتعلق بالشرق الأوسط)) وذكر كاتب المقال أنّ خمسة من أعضاء الكونجرس الأمريكى قالوا أنّ السيدة عابدين لها صلة واضحة بجماعة الإخوان المسلمين وهذا ينبع من انتساب أسرتها لجهات إسلامية ، ومن بينها جهات تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية كقانون إلزامى . وأنّ السيدة عابدين هى من تـُوسوس فى أذن وزيرة الخارجية الأمريكية بهذا التوجه ، الأمر الذى يعنى أنّ دورها يدخل فى نطاق بلورة السياسة الأمريكية الخارجية وبصفة خاصة فى الشرق الأوسط . كما تساءل أعضاء الكونجرس الأمريكى عن كيف وصلتْ السيدة عابدين إلى هذا الموقع الرفيع فى المؤسسات الأمريكية رغم تاريخها وتاريخ أسرتها وهو تاريخ معروف عن توجهاتهم نحو نشر وتدعيم الأصولية الإسلامية فى معظم دول العالم . كما أنّ السيدة عابدين هى ((السلاح السرى لهيلارى كلينتون)) فكيف وصلتْ إلى منصبها الذى يُعطيها الحق فى الاطلاع على أدق وأخطر المعلومات التى تــُصنـّـف على أنها ((سرية جدًا)) بما فى ذلك المواد المُتعلقة بالتوجهات الأمريكية تجاه الإخوان المسلمين. ولكن أهم ما ذكره كاتب المقال الإسرائيلى أنّ ((وزارة الخارجية الأمريكية أوضحتْ أنّ إدارة أوباما راضية عن هيمنة الإخوان المسلمين على الحكومة المصرية. وأنّ وزيرة الخارجية الأمريكية تدخلتْ بشكل شخصى من أجل إلغاء الأمر الذى أصدرته إدارة بوش لمنع دخول طارق رمضان ، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية)) وذكر أيضًا أنّ الإدارة الأمريكية أحبطتْ القيود التى فرضها الكونجرس على السلطة الفلسطينية وحولتْ عشرات الملايين من الدولارات ، ذهب جزء منها إلى عناصر من حماس . كما أنّ الإدارة الأمريكية استضافتْ وفدًا برلمانيًا مصريًا شمل عضوًا من حزب الجماعة الإسلامية (البناء والتنمية) رغم أنه مُصنف رسميًا على أنه منظمة إرهابية. والأخطر أنّ الإدارة الأمريكية رفضتْ الإدلاء بأية تفاصيل حول إجراء استخراج الفيزا لعضو البناء والتنمية الإسلامى وكيف ولماذا سمحوا له بدخول أمريكا والجلوس معه لبحث الأوضاع فى مصر بعد ثورة يناير2011. كما أنّ وزيرة الخارجية الأمريكية ((مارستْ الضغوط على الجنرال طنطاوى لنقل كامل الصلاحيات فى مصر للبرلمان الذى سيطر عليه الإخوان المسلمون بعد تولى محمد مرسى الرئاسة ، رغم أنّ مرسى أعلن فور وصوله إلى رئاسة الدولة المصرية أنّ ((إطلاق سراح الشيخ (الأصولى الارهابى) عمر عبد الرحمن ، المحكوم عليه بالسجن المؤبد بالولايات المتحدة هو أولوية قصوى لديه)) وقد تعرّضتْ وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون للهجوم عليها وقذفها بالأحذية والطماطم من بعض الأمريكيين المُعترضين على سياسة أمريكا الخارجية وخاصة فى مصر، وهتفوا ضدها بهتافات مهينة ، إلاّ أنّ الإدارة الأمريكية مصممة على المضى فى طريقها ((وهذا يدل على المعيار الجوهرى الناجم عن الوقوف الصلب لواشنطن إلى جانب الإخوان المسلمين)) واختتم مقاله بتعليق له دلالة خاصة فكتب ((صحيح أنّ الوزن الحقيقى للمستشارين المسلمين المُقربين من صناع القرارات فى واشنطن ، فى بلورة السياسات الخارجية حيال الشرق الأوسط غير معروف ، لكن فى محك اختبار الواقع لا يجب استبعاد إمكانية أنْ يكون لهم تأثير وبصمة فعلية. ويُذكر فى هذا السياق أنّ الرئيس باراك أوباما يستعين بالسيدة داليا مجاهد وهى مسلمة من مواليد مصر، كمستشارة خاصة ، وتشارك فى كتابة خطاباته التى تتناول الشرق الأوسط . وقد ورد ذكر اسم داليا مجاهد باعتبارها المسئولة عن صياغة الرسائل التى تضمنها خطاب أوباما الشهير بالقاهرة والذى دعا فيه إلى ضرورة ((المصالحة الكاملة مع العالم الإسلامى فى شهر يونيو2009، مع مراعاة أنّ داليا مجاهد لا تـُخفى تأييدها وتحريضها على ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون إلزامى فى كل الدول الإسلامية)) ومن كل ذلك يستخلص كاتب المقال نتيجة مؤداها أنّ سياسة إدارة أوباما (فيما يتعلق بالشرق الأوسط تنتهج كل الأساليب لدعم التيارات الإسلامية والانحياز لها. ولذلك فإنّ تقارب الولايات المتحدة مع التيارات الإسلامية ((يجعل ورقة الإخوان المسلمين فى مصر بمثابة (مقامرة) فى صالح السياسة الأمريكية)) (لمزيد من التفاصيل : انظر مجلة مختارات إسرائيلية- الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام- عدد سبتمبر2012)
هذا النص الكاشف لحقيقة الإخوان المسلمين وعلاقتهم الوطيدة والعميقة بالولايات المتحدة الأمريكية ، التى دعّمتهم للسيطرة على البرلمان المصرى وعلى حكم مصر، وعلاقة الإخوان المسلمين بتنظيم حماس الإرهابى ، هو (النص السابق) أحد مفاتيح فهم التطاول الذى وصل لدرجة إلقاء التهم المُعاقب عليها قانونـًا ، سواء من الإخوان المسلمين فى مصر، أو من أعضاء تنظيم حماس ، إذْ دأبوا فى الأسابيع الأخيرة ، وخاصة بعد صدور الحكم القضائى بمنع أعضاء حماس من العمل بأى نشاط سياسى فى مصر، مع مصادرة ما قد يكون لهم من أموال أو مقارات فى مصر. إذْ انهال أعضاء تنظيم حماس بإلقاء كل (التهم) ضد مصر، وأنّ مصر هى التى تـحاصر غزة (وليست إسرائيل) مع نفيهم لوجود أية علاقة بين تنظيمهم الإرهابى والإخوان المسلمين فى مصر، أو بالتنظيم العالمى للإخوان المسلمين . فعلوا كل ذلك ولم يخجلوا ، رغم المعلومات التى يعرفها أصغر محلل سياسى عن لقاء محمود الزهار مع مدير المخابرات الإسرائيلية عام 1986. وعن أنّ إسرائيل هى التى أنشأتْ تنظيم حماس ليكون مُناوئــًا للسلطة الفلسطينية الشرعية (تنظيم فتح) وإذا كان من حق أعضاء تنظيم حماس الإدلاء برأيهم (بغض النظر عن الشطط والخروج عن أدبيات الحوار، ولغة الغطرسة والغرور المُدعم بأكاذيبهم) فإنّ الكارثة الحقيقة فى المذيعين (المصريين) فى الفضائيات والأرضيات الذين أصروا على ارتكاب جرائمهم السابقة : أى استضافة الحمساويين أو السماح لهم بإجراء مداخلة تليفونية (بحجة الحياد والموضوعية إلى آخر الكلام الذى لا يؤمنون به فى الواقع بدليل أنهم يستبعدون الليبراليين الحقيقيين ولا يُفكرون فى استضافتهم ، وفى المقدمة استبعاد تيار القومية المصرية) وشاء قانون المصادفة أنْ أسمع تعليقات بعض الحمساويين ، فكانت النتيجة أنّ كل من سمعتهم أجمعوا على إهانة القضاء المصرى ، إذْ أصروا على أنّ الحكم ((سياسى)) وليس له علاقة بالقانون . ومع أنّ المذيعين (المصريين) حاولوا الدفاع عن القضاء المصرى ، فإنّ مجرد اللهاث وراء الحمساويين والاتصال بهم لعمل (مداخلات) جريمة فى حق شعبنا ، خاصة وأنّ الحمساويين الذين سمعتهم يُصرون على الاسترسال (بصوت مرتفع) ويُقاطعون المذيع / المذيعين الذين يبدو عليهم الضعف والاستكانة ، لذا فإنّ السؤال هو : إلى متى ستظل المنظومة الإعلامية فى غير صالح مصر؟ ولماذا حالة الهوان أمام فلسطينيين إرهابيين يكرهون كل ما هو مصرى ، لدرجة أنْ أعلن أحدهم أنّ تدمير الأنفاق بمثابة ((إعلان الحرب على شعب غزة)) أى أنّ مصر أمامها أحد بديليْن : ترك الأنفاق ليتم من خلالها كل أشكال التهريب ، مع فرض الإتاوات على كل من يستخدمها ، وهى إتاوات خلقتْ طبقة من المليونيرات الفلسطينيين ، والبديل الثانى أنّ مصر أصبحت (عدوة) للغزاويين وليستْ إسرائيل بعد الاتفاق الذى وقعه محمد مرسى مع حماس بعدم الهجوم على إسرائيل. كما أنّ الحكم القضائى نتج عنه الكثير من الكتابات فى الصحف المصرية المُندّدة بتنظيم حماس ، مع إنّ نفس الأشخاص الذين ينتقدون حماس اليوم هم أنفسهم الذين سبق وكتبوا مقالات أشبه بقصائد المديح فى حماس على أنها (تنظيم مقاوم للاحتلال الإسرائيلى)) وهى نفس الجريمة التى ارتكبوها عندما أشادوا وكتبوا المقالات وقصائد المديح فى الحزب اللبنانى الذى سرق اسم (الله) ولصقه بحزبه. فهل من يرون أنفسهم (النخبة المصرية) كانوا فى حالة غيبوبة coma أو فى حالة موت سريرى ؟ وإلى متى نظل أسرى هذا الوعى المُتأخر؟ والذى يأتى بعد إطلاق صفارة نهاية المباراة ؟ وإلى متى تظل مصر فى مؤخرة اهتمامات من تعتبرهم الثقافة المصرية السائدة البائسة (المثقفين المصريين) رغم تخليهم عن دورهم الحقيقى وفق التعريف العلمى لمصطلح (مثقف) إذْ أنه ((طليعة روحية لشعبه)) فهل من تعتبرهم الثقافة المصرية السائدة ((طليعة روحية لشعبنا المصرى)) ؟ أم كانوا – وخاصة بعد شهر أبيب/ يوليو1952- طليعة للعروبة التى سبّبتْ الكثير من المآسى لشعبنا ؟



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع المصرى / العبرى : الجذور والحاضر
- قراءة فى مذكرات أحمد حمروش
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب
- قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر
- العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
- القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
- الخيال والإبداع الروائى
- تحايل إيزيس على (رع)
- الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
- التعليم الدينى وجذور العنف
- الفرق بين أسطورة أوديب اليونانى والأمير المصرى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (15) د. حسين مؤنس
- الملاح والثعبان رئيس الجزيرة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا