أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية














المزيد.....

ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما تحدثت عن طريقة إقتراب الأستاذ صلاح عمرالعلي من الحرب الإيرانية العراقية ودخوله التبسيطي على ذلك الحدث الخطيروالكبير لم تكن نيتي مطلقا تبرئة صدام, ولكني كنت تمنيت ان تتم البراءة أو الإدانة من خلال دراسة محايدة لا يفهم منها وكأنها تأتي إسقاطا لحالة الكراهية الشديدة لشخصية صدام ذاتها على حالة صراع عراقي إيراني متفاقم يتجاوز عهد صدام إلى عهود ما قبله.
الواقع يشير, ودون الرجوع إلى التاريخ الطويل لهذا الصراع, إلى ان العلاقة, في عصر الدولة العراقية الحديثة, لم تحضى بفترة سلام ووئام إلا فيما ندر, وكان الإيرانيون هم من رفضوا بداية الإعتراف بالدولة العراقية الجديدة إلا بعد عشرة سنوات من تأسيسها. عدم الإعتراف ذاك كان تأسس على إعتبارات تدعي أن العراق أو سعة من أراضيه ومياهه هي جزء من إيران. وكادت الحرب أن تنفجر بين جمهورية عبدالكريم قاسم وبين مملكة بهلوي لولا أن الطرفين كانا ميالين للسياسة التي أعانتهم على العودة الآمنة عن حافة الهاوية. وقبل ذلك كان نوري السعيد تحدث عن أن الدافع الحقيقي وراء إنضمام العراق إلى حلف بغداد هو خوفه من الأطماع التركية والإيرانية في العراق كون الطرفين لم يتخليا عن فكرة أن العراق هو جزء من أراضيهما.
ولذا فإن صَدام لم يختلق ذلك الصِدام ولم يستحدثه من العدم. فإذا جاز الحديث عن تفعيله له في زمن الخميني لأسباب تتعلق بطبيعة ذلك الصراع, وبتصاعد الأزمة بين البلدين خاصة بعد سقوط الشاه, وأيضا عن تلك الخاصة بطبيعة السلوك الصدامي نفسه, فليتم ذلك كله دون إستقطاع له عن مجمل الصراع الذي كان قائما وقتها.
ولذا يصير من الحق علينا أن نسأل, وماذا عن الخميني نفسه, ماذا عن أحلامه في تصدير الثورة وإقامة دولة إسلامية تبدأ من بغداد, وماذا عن عنف دولة إيرانية كانت تعيش صراعا بين تيارات إيرانية رأى الإسلاموي منها أن الحرب مع العراق هي الوسيلة المثلى لتصفية الخصوم السياسيين والفرصة الثمينة لإنهاء المؤسسة العسكرية البهلوية العميقة, إضافة إلى صلاحيتها كحالة لتصدير الثورة والقضاء على حكم البعثيين لصالح أتباعه في الداخل العراقي.
وسيقول بعض الأخوة انا نوافقك على ذلك, لكننا هنا نتحدث بكل دقة عن حالة مستقلة تتعلق بالبحث قانونيا عمن بدأ تلك الحرب. وبالتأكيد انك ستكون معنا حينما نقرر أن الحيادية والحرفية هي ان نعثر على تلك الإجابة بعيدا عن إسقاطات الحالات المتفرقة على الحالة القانونية ذاتها. فكما نوافقك على ان هناك خطورة في إسقاط الشخصي على الوطني فستوافقنا حتما حينما نقول أن هناك أيضا خطورة في إسقاط الوطني على الإنساني وجعل الأخير يعمل لخدمة الثاني, فالوطنية دون بعدها الإنساني هي شوفينية بالنهاية.
وساقول نعم أنا مع ذلك ولكني سأدعو أيضا إلى ضرورة التمييز بين حالة مفهوم الحرب, بشموليته, وبين مفهوم الهجوم الواسع المسلح ,بمحدودية إعتباره كجزء من حالة الحرب, دون إختزال حالة الحرب به. وبهذا فإننا حتما سنبدأ بالحوار من خلال مشهد مختلف عن ذلك الذي كنا نبدأ منه ونحكم من خلاله.
فلو انا لم نقم بالتمييز بين حالة الحرب وبين حالة الهجوم, حتى ذلك الواسع الذي شنه العراق, فسننتهي إلى نفس الرأي, ونعتبرهما في ذات اللحظة واحدا من حيث المعنى القانوني, اي ان العراق هو الذي كان بدأ الحرب, لأنه هو الذي قام بالهجوم.
لكنا هنا سنسأل. . إذا كان ذلك حقا هو ما يجب ان نأخذ به, ألا تصبح قضية البحث في من بدأ الحرب سخيفة وحتى مهينة !
فلماذا إذن لم تجري الإجابة على هذا السؤال حتى هذه اللحظة, لماذا ما زال الكثيرون يبحثون عن الطرف الذي كان بدأها حتى ولو جرى ذلك بكامل التجريد القانوني, ولماذا قررت الأمم المتحدة ومجلس الأمن تشكيل لجان خاصة للبحث عمن بدأ الحرب, وهم بمجموعهم يعرفون أن العراق هو الذي بدأ الهجوم الواسع والدخول المكثف إلى عمق الأراضي الإيرانية في يوم 22/9.
وهل أن اولئك, مجالسا وهيئات ولجان ودول, كانوا مجموعة من الحمقى البائسين, أم ترى أن العالم كان وقتها بدون أقمار صناعية تسهل عليه معرفة من كان البادئ بذلك الهجوم الواسع والإكتساح العميق.
إن التصريح الوحيد الذي صدر وحمل العراق مسؤولية تلك الحرب كان ورد في خطاب ألقاه السيد ديكويلار الأمين العام للأمم المتحدة وقتها في الحفل الوداعي الذي أقيم له بعد إن إنتهت مدة ولايته بعد الهزيمة العراقية المرة في الكويت, لكن اللجنة التي كانت شكلت برئاسته لم تصدر تقريرا بشان تحديد الطرف المسئول, كما أن مجلس الأمن الذي أسرع لإدانة العراق عن دخوله إلى الكويت لم يصدر قرارا يتبنى من خلاله إلقاء مسؤولية الحرب على العراق. وديكولار ظل طول فترة رئاسته بعيدا عن اي تصريح توثيقي يحمل فيه أحد الطرفين المسؤولية مما يترك المجال واسعا للتأكيد على لا قانونية تصريحه ولا إلزاميته, وقد كان هناك من فسره على أنه أتى بعد وعود إيرانية بالتاثير على حزب الله لإطلاق سراح الأمريكين الذين كانوا قد إختطفهم في لبنان, وحين تحقق ذلك فإن الأمريكين كانوا إعتبروا أن تصريح ديكويلار الشخصي كان كافيا كثمن للصفقة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب
- في الحرب ضد الإرهاب
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية