أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - ربما، والله أعلم!















المزيد.....

ربما، والله أعلم!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 318 - 2002 / 11 / 25 - 20:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قبل أربعة أشهر، إنشغل العالم بالإستعادادت الهندية الباكستانية للحرب الوشيكة بينهما. وتبارى الهنود بالتصريحات الرنانة الخارجة عن الحصافة الهندية المعهودة دبلوماسيا وإجتماعيا. ولخصوصية منطقة هذا الصراع التي تشتمل أربع دول نووية هي الصين، روسيا، الهند باكستان. لذا، أو كما، أو بسبب هذا، أو بالتوافق معه، توافد المسؤولون الأمريكيون تباعا إلى كل من نيودلهي وإسلام آباد، للوساطة والتهدئة. حتى لا يكاد يمر يوم دون زيارة باول أو رامسفيلد أو من هو دونهم في سلم الإدارة. وبدى أن الأمور هدأت. لكن حين أعلن وزير داخلية الهند والشخص الأقوى في حزب جاناتا الحاكم (( إن صبرنا نفذ ولن نتحمل أكثر )) وحين أيده رئيسه العليل بتصريح المماثل، عندها، (كض ) المحللون والمراقبون الساسيون قلوبهم بأيديهم، فلم يبق غير الضغط على الزناد.

ومراسل (الجزيزة) وفي إطار متابعاته المحمومة لهذا الصراع الوشيك، وفي إطار نقله الآني للوقائع، سأل صحفيا هندذا شابا ( للأسف لا يحضرني إسمه ) عن التداعيات المحتملة لهذه الحرب،، فقاطعه الصحفي سائلا: (( أية حرب )) ثم وقبل أن يجيب مراسل (الجزيرة) أردف: (( لن تحدث حرب! هناك إعادة ترتيب أمريكية للأوراق في المنطقة، إقتضت مسرحية الإعداد للحرب هذه ))

وكنت حقيقة قد تابعت خطب المسؤوليين الأمريكيين الزائرين لتلك المنطقة وقتها، من رامسفيلد إلى باول إلى غيرهم ممن زار بدعوى الوساطة والتهدئة. فلاحظت أن هؤلاء المسؤولين المتوسطين(!) في نيودلهي يهاجمون الإرهاب القادم إلى الهند عبر الحدود وأنهم عازمون على مساعدة الهند في هذا المجال، وبكل ما يستطيعون. وفي إسلام آباد، يقولون أنهم عازمون على القضاء على الإرهاب الفادم عبر الحدود وأنهم عازمون على مساعدة باكستان في هذا المجال بكل ما يستطيعون. وليس نادرا أن يكون تصريح المسؤول الوسيط الأمريكي هذا بنفس الصيغة والمفردات، خلا أنه يضع هنا كلمة هند، وهناك كلمة باكستان وحسب.

وبعد أن صدقت نبوءة الصحفي الهندي وتراجع الهنود والباكستانيون إلى الخطوط الخلفية، ظهرت إلى العلن مشلكة جزيرة صغيرة بين أسبانيا والمغرب، التي كانت الشروط المعلنة من كلا البلدين لحلها هي أن تأخذ واشنطن على عاتقها الوساطة بين الطرفين. فتدخلت أمريكا وإنتهت المشكلة خلال أقل من 24 ساعة، وبما لا يدع مجالا للشك أن المشكلة مفبركة، وموضوعة السيناريو والحل مسبقا. مثلها مثل المشكلة بين الهند وباكستان والتي إنبنت حيثياتها على حاجة أمريكا على قواعد دائمة في كلا البلدين، هذه الحاجة التي توافقت مع تراجع شعبية حزب جاناتا في الهند وتراكم تبعات المسألة الأفغانية على موقع برويز مشرف. لذا خلقوا المشكلة ثم حلوها فحصل كل منهم على ما يريد.

وفي بداية هذا العام تحدث إسلام كريموف رئيس أوزبكستان عن مؤآمرة أصولية محتملة على حياته، أخبره بها القنصل الأمريكي(!) في طاشقند. وبعد أيام من الإعلان، إنفجر لغم بأحد سيارات موكب كريموف راح ضحيته أحد أصدقاءه. وإثر ذلك طبعا منح أكبر مطار عسكري في الشرق السوفييتي القديم، إلى القوات الأمريكية فأصبح قاعدة لهم.

وفي الفترة ما بين عامي 1984 - 1985 تكررت الحال ذاتها في ليبيا خصوصا بعد الحركة الإنقلابية الفاشلة التي تبين أن ضمت ما لا يقل عن 600 ضابط. وعندها، بدأت الإعتداءات(!) الأمريكية تتكرر على ليبيا كل شهرين بالضبط، حتى تتوجت بقصف بيت للعقيد القذافي، قتل فيه طفل له سبق وتبناه قبل أيام فقط من قصف البيت، وتركه هناك يوم القصف من دون كل العائلة.

وحين أراد غرباتشوف الحصول على تسمية رئيس، إفتعل حادثة إنفجار أنابيب غاز قرب قطار عابر، فراح ضحية الحادث ما لا يقل عن ألف شخص. وفي العراق، وحين شعر بواقع الخرب الفعلي مع إيران وبعد شهور فقط من بدئها، حاول العراق المستحيل لإيقافها، حتى لقد لجأ إلى اللعبة ذاتها وهي أن سهل لإسرائيل (أو تعامى عن) ضرب المفاعل النووي العراقي، ليحشد الرأي معه. وهكذا.

ومثل هذه اللعب الميكافليلية كثيرة وضخاياها كثيرون وهي كانت في التاريخ ولم تزل فيه وستبقى، وهي دائما مبنية على طرفين متآمرين، وطرف ثالث ضحية، هو على الأغلب شعب أحد المتآمرين. سوى أن هذه اللعبة ومنذ الربع الثاني من القرن الماضي بدأت تخضع للإحتكار، حيث لابد ويكون أحد الطرفين المتآمرين هو أمريكا، والتي لابد وأن تكون الطرف الأكثر إستفادة من اللعبة، ولابد وأن يكون الطرف الضحية هو شعب الزعيم المتعامل مع هذه الأمريكا - والتي يقال أنها أم القيم والديمقراطية والأخلاق،،،الخ.

فهل نحن أمام معايير جديدة للأخلاق؟

أو، هل ستخرج الحالة العراقية الأمريكية الراهنة، عن هذه اللعبة؟!



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة هاليفي
- النموذج !!
- إلى السيد سيف الرحبي المحترم
- مع الأحداث
- سِر القصيدة المغيـّـبة!!
- الليلة التالية في الحان!!،،
- الموت الرابع!!
- نحوَ لقاء!!،،
- الهلاكوست (مذابح اليهود) حقيقة أم خيال؟!
- يا مرحبا، يا أشبال بدر!!
- الماركسية ووجود الله!!
- كشمير الشرق الأوسط - فدرالية كردستان
- ومضة اليأس
- شـَمـَاتـــة
- دكتاتورية البروليتاريا
- الى السيد عمرو موسى رئيس الجامعة العربية!!
- موت في المِهجر!!،،،
- سلاما آل البيت!!،،
- الدمع المراق لِما رسمته كُندليزا للعراق!!،،
- ما هي خلفيات هؤلاء حقيقة؟


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - ربما، والله أعلم!