|
عيد المرأة : مكانة المرأة وتقدم المجتمع
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 12:34
المحور:
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
كائن يحمل كل متناقضات الدنيا فيه كل القوة والجبروت الذي ينحني له الأباطرة وفيه كل الرقة والضعف ، يتربى على يديها وفي احضانها الرجل ثم ينقلب عليها فيعتبرنفسه قواما ً على المرأة ، يرتشف منها سلسبيل احلى من الشهد هو الحب ولكنها يمكن ان تورده المنايا وتتحول الى قاتلة محترفة ،تواجه اصعب معاناة واصعب الام ،هي الام الولادة ، ثم تمنح مولودها أعظم حب وحنان ورعاية هو حنان الأمومة ،منحها الله العاطفة والحكمة فجعلها ميزان الأسرة وسر بناءها ،تشملها بالهدوء والطمأنينة وسط عواصف غضب الرجل الذي يتحول من وحش كاسر الى قط وديع في احضانها ،ولأنها تحمل اعباء الحياة فأن الله تعالى امدها بالصبر وبدفق الدموع الذي يغسل كل هموم القلب .
الرجل مدين للمرأة : يولد الرجل في رحم امرأة، وينال الحنان والحماية والرعاية اللازمة حتى يقوى عوده في حضن امرأة ،ومن يمنحه الحلم والأمل والثقة بالنفس والحب قلب أمرأة ،ومن تترك اهلها و تشاركه عش الزوجية ورحلة الحياة بحلوها ومرها امرأة ايضا ً . يعتبر بعض المفكرين مكانة المرأة في المجتمع مقياس لتقدم او تخلف ذلك المجتمع ،فالمجتمع الذي يعطي المرأة المكانة اللائقة بها كلبنة اساسية في بناءه ويهتم بتعليمها وتثقيفها وحريتها بدون أي فرق بين مايوليه للرجل من برامج ،هو مجتمع متقدم والعكس .
المرأة والرجل : انهما كفتي ميزان الحياة التي لايمكن ان تستقيم بواحد فقط ،يكمل احدهما الاخر في مشوار الحياة الطويل والذي يواجهون فيه المصاعب ومحطات الراحة سواء . - تكون المرأة عظيمة حقا ً عندما تلهم الرجل وتزق فيه الأبداع . - تكون المرأة ذكية عندما تثير اهتمام الرجل . - المرأة الجميلة لاتحرك في الرجل أكثر من الشعور بالأعجاب . - اما المرأة التي تفوز بالرجل فهي المرأة التي تشعره بالعون وتغدق عليه مشاعر العطف والحنان التي تشتهر بها المرأة .
تعرض المرأة للظلم : بسبب رقة المرأة ونعومة جنسها فقد سادت فترات تاريخية استأسد فيها الرجل وسلب المرأة ابسط حقوقها ،وقد كانت في فترات جاهلية تباع وتشترى كسقط المتاع ، او توءد وهي طفلة او تعتبر من جنس اقل درجة من الرجل، وقد كرم الدين الأسلامي المرأة قبل 1400 سنة بمساواتها مع الرجل واعطاها حقوقا ً لم تعرفها اوربا الا ّ بالفترات المتأخرة القريبة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [ الحجرات ] . واليوم تناضل المرأة وتأسس الجمعيات الخاصة بها لنيل حقوقها والتخلص من الأفكار المتخلفة البالية ،وهي تشارك في الأنتخابات وفي الحياة العامة ،ومما يدل على تفهم بعض الشعوب لمظلوميتها وضع الكوتا الأنتخابية الخاصة بالنساء .
حب الرجل للمرأة : تفنن الخالق بحكمته في اكسابها صفات عظيمة فهي رقيقة تحمل للرجل معاني اللطف والجمال وكل المشاعر الذي يوحي بها الحب مما يجعله يتخذها أملا ً في الحياة وواحة تخفف عبئها ،تشد من ازره وتدفعه للأبداع والتمييز ومواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها فمن عجائبها : انها تداوي وهي مجروحة ، وتواسي وهي مهمومة ، وتسهر وهي متعبة ، وتحزن مع من لا تعرفه ،وبدوره يقوم الرجل بحمايتها ، وتصبح الأمل الذي يحيا عليه ولايسمح بمفارقته وقد سجل التاريخ صور حب الرجل للمرأة منذ أقدم الأزمنة التي عاش فيها الأنسان على هذه الأرض وكان لايتورع عن فعل أي شئ لأجل امتلاكها ،فصورة ادم ابو البشر وهو يعصي اوامر الله ويغادر الجنة كانت لتنفيذ رغبات المراة وقابيل يقتل هابيل لأجلها ايضا ً وقد اتهمت بأنها اصل خطايا الرجل بسبب الحب الزائد الذي يوليه الرجل والأهتمام بأمتلاكها . قال الشاعر الأنكليزي روبرت هيريك : ( لقد احببتها وسأظل أحبها حتى نهاية الدنيا .. كانت أقرب الي ّ من نفسي وروحي ) . كانت تلك هي ملهمته ، المرأة التي اوحت اليه بأروع أعماله ،فلما ماتت ترك القلم وهجر الناس والدنيا وعاش على الذكريات حتى وفاته ! ترى ما الذي رآه شاعر الأنكليز الرقيق في هذه المرأة لم يره في غيرها ؟ مالذي يخلد المرأة فيجعلها تعيش ابدا ً في قلب الرجل ؟ وفي تراثنا العربي هناك مئات الصور الرائعة التي تصور حب الرجل للمرأة وهناك عشرات المتيمين الذين لقبوا بالمجانين لفرط حبهم للمرأة ولكننا نكتفي بصورة نادرة جاءت في معلقات الشعر الجاهلي للشاعر الفارس عنترة بن شداد العبسي ،الذي يصف لحظات اشتداد الهيجاء واوار الحرب وهو وسط الرماح والسيوف التي تقطر بالدماء ولكن هذه اللحظات العصيبة لم تمنعه من تذكر الحبيبة ومفاتنها : ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم سألت أحدى النساء عن سبب حب زوجها لها ولايرى في الكون سواها رغم ان هناك من هن أجمل منها ؟ فأجابت : قد لا أكون الأجمل ولكن ان حصل وآذاني زوجي صفحت . وان جاءني مهموما ً سمعت وتفهمت ونصحت . وان اعطاني كثيرا ً مدحت وشكرت . وان اعطاني قليلا ً قنعت وعذرت . ويجب ان لانتهم بالتحيز للرجل اذا نقلنا ان دراسة امريكية بينت ان الرجل اكثر حنانا ً من المرأة في علاقاتهم مع بعضهم وانه الذي يشعر اكثر منها بالكآبة اذا غابت زوجته عنه وان 63 % من الرجال سرعان ما يتملكهم حزن شديد ويموتون بسبب فقدهم لزوجاتهم . غير ان هذا من جانب آخر يظهر عظيم الرعاية التي توليها المرأة لزوجها وبالتالي لايتحمل فراقها بسهولة .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التكفيرفتنة لتشويه الأسلام
-
ماذا لو كان الأرهاب السعودي ضد الصهاينة ؟
-
برنامج انتخابي للوطن الجريح
-
الأنتخابات بوابة للتغيير العراقي
-
تأخر الموازنة عقاب للعراقيين
-
مصارفنا وسباق السلحفاة
-
الطريق الصحيح والمهمة الصعبة
-
على ابواب الأنتخابات
-
الكتابات التي تنال اعلى القراءات
-
من يفوز المواطن ام الساسة
-
التقاعد الثوري والشباب
-
سيارات المنفيست هم إضافي للعراقي
-
المطلوب في الأنتخابات القادمة
-
التكفير والأرهاب تشويه للأسلام .
-
الأعلام المسؤول والأعلام الهامشي
-
قنوات التواصل الأجتماعي افادت ام اضرت وحدتنا
-
بين الوظيفة والمشاريع الصغيرة
-
الفلوجة مفترق طرق
-
كيف تعمل مشروعا ً مستفيدا ً من القروض الميسرة ؟
-
كلام في حضرة الوطن
المزيد.....
-
مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس
...
-
ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه
...
-
محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر
...
-
كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته:
...
-
يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء
...
-
إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث
...
-
إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
-
بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
-
ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
-
-يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة
المزيد.....
-
دراسة نقدية لمسألة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب
...
/ أحمد الخراز
المزيد.....
|