جامعةُ القُدس المفتوحة .. قصَّةُ نجاح كُوسموبوليتي

علاء أبو جراد

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 18:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

جامعةُ القُدس المفتوحة .. قصَّةُ نجاح كُوسموبوليتي






الصورة مُلتقطة من احتفال تخِّريج فوج البناء والارتقاء
بقلم : أ.علاء أبو جراد
جامعةُ القُدس المفتوحة - فرع غزة
الخميس الموافق 07/03/2014
جامعة في وطن ووطنٌ في جامعة،انطلاقاً مِنْ هذا الشِّعار الدِّيمقراطي،التَّقدمي والبنَّاء الذي أرسي قواعدهُ الأب الرئيس والشَّهيد الحاضر في قُلوب أبنائه أبو عمَّار والقاعِدة الشُّمولية الجَّامِعة لكلِّ أطيافِ ورُبوع الوطَنْ ترسُم هذه الجَّامعة صُورة حضارية،علمية وتقدُّمية ينعكسُ جمالها في أعينِ كلِّ مُلاحظ ومُتابع عن كَثب أو عن بُعد للنَّجاح الباهِر والتَّقدم العلمي والتِّكنولوجي النَّوعي الذي تحظي به جامعةُ القُدس المفتوحة.
سأتحدثُ في هذا المقال عنْ هذا النَّجاح في عدةِ جوانب ومحاور هامة.وأول هذه الجوانب،الثقافة الديمُقراطية الانتخابية التي تتمتعُ بها الهيئات الإدارية العليا وفروع ومراكز الجامعة التعليمية المُمتدة والمُنتشرة في جسدِ هذا الوطنْ الحبيب. تقدمُ الجامعة بناء ديمقراطي إداري نوعي يضمنُ لكافةِ الأكاديميين والإداريين حق المُشاركة في المناصب القيادية والإدارية بدءً مِنْ الهرم الأول المُمثل برئاسة الجامعة بقيادة سعادة الأستاذ الدكتور يونس عمرو الذي مَنحهُ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثقة مُجدداً لرئاسة الجامعة في فلسطين ونائبه الدكتور جهاد البطش لشؤون قطاع غزة لدورة قادمة وهذا إن دلَّ علي شيئ إنَّما يدل علي النَّجاح الرهيب الذي يُحققانهِ سوياً بمساعدة أعضاء المجلس في الضفة وغزة. وأمَّا مدراء الفروع والمراكز التعليمية ونائبيهم فيتم اختيارهم وفق قاعدة انتخابية تُحقق الجودة الإدارية والكفاءة العلمية والقيادية لضمان السعي قُدماً لمواصلة طريق النَّجاح والتَّقدم العلمي والتكنولوجي. كما وأيضاً تضمنُ الجامعة ومراكزها التعليمية في غزة والضفة الغربية مُمارسة العمل الطلابي لكافة أطياف قوي العمل الوطني والإسلامي بحريةٍ تامة دونَ المساس بمسلكياتهم الطلابية.حيثُ تقدم لهم الجامعة فرص الانتخاب والتمثيل الانتخابي داخل مجالس الجامعة الطلابية وفق انتخابات شفافه ونزيه تُحقق أهداف ورؤية الجامعة لخدمة أبنائه الطلاب. كما وأيضاً تقدم الجامعة وبصورة حضارية ورؤية تقدمية العمل النقابي في كافة فروع ومراكز الجامعة وفق نظام انتخابي يضمن مُشاركة كافة الأكاديميين والإداريين بمختلف توجهاتهم لانتخاب هيئات نقابية لضمان حقوق كافة العاملين فيها.
وثاني هذه الجوانب،البناء الثقافي والوطني والديمقراطي لسياسة الجامعة. تضربُ جامعةُ القُدس المفتوحة مثلاً لهذا البناء بما تُقدمه من مشاركة فاعلة في كافة الفعاليات الوطنية والدينية سواء الإسلامية والمسيحية،حيث تُشارك الجامعة بكافة فروعها في أغلب المُناسبات والأعياد والفعاليات الوطنية كما وأيضاً تُشارك في الفعاليات الدينية الإسلامية والمسيحية وذلك كونها حُضناً جامعاً لكافة أبناء وسكان هذا الوطن. فمن خلال المُلاحظة المُستمرة داخل أروقة الجامعة وفروعها لا تكادُ تجد تمييزاً بين طلاب الجامعة علي الصعيد السياسي أو الديني،فتجدُ الطلاب المسيحيون ينعمون بكافة حقوقهم داخل الجامعة بما توفره قوانين الجامعة من مذكرة أحكام تضمنُ لهم الدراسة والمشاركة في كافة أنشطة الجامعة والاستفادة من كافة مرافقها ومنشئاتها في جميع مناطق الجامعة التعليمية. كما وأنَّ الجامعة تحرص دوماً علي تقديم بناء ثقافي شامل يضمن للجميع حقه في المشاركة في جميع الفعاليات للقوي الطلابية الوطنية،اليسارية والإسلامية منها وذلك لتعزيز قيم الديمقراطية ومنعاً لأي صور الاستبداد والقمع والتكميم. فهي بذلك تُنمي في عقول أبنائها الطلاب ثقافة التعدد الفكري وإلغاء ثقافة التشدد و الدُجماتية والانغلاق الفكري الذي ندفع ثمنهُ باهضاً هذه الأيام. كما وأنَّ الجامعة تُرسِّخ في أذهان طلابها ثقافة حبُ الوطنْ والتمسك بالثوابت الوطنية بالمشاركة في كافة الفعاليات الوطنية داخل أروقة الجامعة وخارجها علي حد سواء.وبالإضافة إلي المُشاركة الطلابية تسمحُ وتُعزز الجامعة ثقافة المٌشاركة لكافة الأكاديميين والإداريين لممارسة أدوارهم الوطنية والدينية وعدم الاكتفاء والقصور علي الجانب العلمي فقط،فهي ترسم صورة لبناء وصرح تعليمي يبني الإنسان الذي بدوره سيبني الوطن ويدعّم ويرسي قواعده. فتجدُ فكرة الجامعة واضحة تعكسُ قاعدة الانطلاق من ما هو إنساني إلي ما هو مادي ، فتحريرُ الإنسان أولاً ومن ثمَّ تحريرُ الأوطان، فكيف للإنسان من سبيل نحو التحرير بعقليةٍ رجعية مُتحجرة ومُنغلقة! فهذا الدور يقوم به الأكاديميون بمختلف توجهاتهم الفكرية داخل أروقة ومراكز الجامعة في ربوع الوطن.
وثالث هذه الجوانب، البناء المعرفي والتكنولوجي داخل الجامعة. تتميزُ الجامعة بتقديم مناهج دراسية ذات كفاءة وجودة عالية أشرف علي تصميمها لجان خاصة تتضمن العديد من الأكاديميين المرموقين من أصحاب الخبرة، حيثُ تشمل هذه المناهج جميع الجوانب المعرفية في مجال التخصص تبعاً للكليات الفرعية داخل الجامعة. كما وتقدم الجامعة مناهج دراسية شاملة ومتنوعة قائمة علي التعلم الفردي كونُ الجامعة تتبعُ سياسة التَّعلم عن بُعد لتُتيح لجميع أبناء الوطن الحاصلين علي شهادة الثانوية العامة من إكمال مسيرتهم التعليمية بمختلف أعمارهم وفئاتهم المجتمعية. وأيضاً تقدم الجامعة العديد من التَّخصصات النوعية والعلوم التطبيقية لكي تمنح الفرصة أمام طلابها دخول سوق العمل بقوة وبمنافسة عالية، حيث توفر لهم طاقم أكاديمي ذو كفاءة عالية وإمكانات مادية وندوات وورشات عمل تنمِّي فيهم الكادر التعليمي المُنافس في سوق العمل الفلسطيني والأجنبي. وفي ضوء ما تقدمه الجامعات الفلسطينية من علوم وتخصصات علمية وأدبية وفق فلسفة خاصة، تحذو جامعة القُدس طريقاً علمياً وفلسفة تربوية رشيدة قائمة علي التعلم الإلكتروني الذي يضمن للطلاب تعليماً نوعياً يُسهِّل لهم حضور اللقاءات العلمية عبر الفصول الافتراضية الخاصة بهم والطاقم الأكاديمي . ومن إنجازات الجامعة تقديمها مُقررات الكترونية بالتعاون مع جامعات أخري تُعزز التعليم الإلكتروني ومقررات مُدمجة تجمع ما بين التعلم النظري والعملي. بالإضافة إلي تطوير بنية تكنولوجية تحتية وأنظمة إنترنت وشبكات وإنتاج وسائط للمقررات التعليمية ونشاطات تكنولوجية متعددة. وكما تتمتع جامعة القدس المفتوحة بالعضوية في كُل من الاتحادات العربية والدولية التالية: اتحاد الجامعات العربية AARU، اتحاد جامعات العالم الإسلامي FUIW، المجلس الدولي للتعليم عن بعد ICDE،المنظمة الآسيوية للجامعات المفتوحة AAOU، الاتحاد العالمي للجامعات IAU،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ALECSO،الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعلم عن بعد ANODED،منظمة الفضاء الرقمي المفتوح لحوض البحر الأبيض المتوسط E-OMED.
ورابع هذه الجوانب، البناء العمراني والإنشائي. تتفوق جامعة القُدس المفتوحة علي نفسها بأنْ تعددت فيها فروع ومراكز الجامعة في الضفة وغزة بما يزيد عن تسعة عشر فرعاً ومركزاً تعليمياً،حيثُ شيَّدت الجامعة العديد من الفروع الجديدة في مناطق مُختلفة بدعم داخلي من ميزانية الجامعة وبدعم خارجي من مؤسسات عربية وأجنبية. فقد غيَّرت الجامعة رؤيتها مِنْ التَّحول مِنْ سياسة الأبنية والمقرات المُستأجرة إلي الأبنية المملوكة والقائمة للجامعة وهذا يدل علي السّياسة الرشيدة التي يتمتع بها القائمين علي هذه الجامعة. حيثُ يُقام كل فرع تعليمي لتلبية حاجيات الطلاب وتعزيز لكون هذه الجامعة جامعة في وطن ووطن في جامعة ولكي يتسنّي لكل فلسطيني في الداخل والخارج أن يلتحق بفروع هذه الجامعة أينما حلّ وحيثُما رحل.
كُل هذا الحديث والتقدم والنجاح المُستمر،بيد أنَّ الجامعة تضع أمامها خطة استراتيجية للنهوض2012 -2014 (الموقع الإلكتروني للجامعة)،لتضع الجامعة علي أعتاب الحداثة والتميز من خلال تطبيق معايير الجودة والنوعية في كافة نواحي العمل الأكاديمي والإداري في الجامعة، ولترسم خارطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل يكون للجامعة فيه دور الريادة في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ولتسهم في تحسين الكفاءة الداخلية للجامعة وتحقيق جودة مخرجاتها، وتعزيز الشراكة مع قطاعات المجتمع المختلفة. وعملت الخطة على تطوير رؤية ورسالة الجامعة وتحليل وتحديد الاحتياجات والأهداف وإستراتيجيات العمل المستقبلية، مع الأخذ بالاعتبار توصيات التقييم الخارجي للجامعة. وقد تم تشكيل لجنة متابعة للخطة الاستراتيجية لضمان جدية الإلتزام بعملية التخطيط وحسن الأداء والتنفيذ، وتقديم الدعم الفني لدوائر الجامعة ومراكزها في تنفيذ ومتابعة خططها السنوية التي تصب باتجاه تحقيق أهداف ورسالة ورؤية الجامعة.

#علاء_أبو_جراد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات