طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 15:32
المحور:
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
ثمانية أذار عيد المرأة العالمي
لا اريد اليوم وفي عيد المرأة العالمي ان أذكر مكانة المرأة ألعراقية في ايام الزمن الجميل كمن يقف على الاطلال في الزمن السحيق ويستعيد ذكرى المراة العراقية وما حققته من انجازات على جميع ألأصعدة في المجتمع العراقي لأبكي على حالها اليوم في ظل الاسلام السياسي وعملية اضطهاده للمراة ومحاربتها اين ما كانت من المهد الى اللحد ,لم تترك المراة العراقية ومنذ تأسيس الدولة العراقية مجالا لم تتفوق به وتبرز شامخة كالطود ,واذا تابعنا فحتى تاريخنا القديم كانت للمراة مجالسها الثقافية والشعرية كمجلس السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها وحتى قيادتها للجيوش كخولة بنت الازور التي كانت تخرج من نصر لأخر وتحت أمرتها رجال محنكون يطيعون أوامرها , اما اليوم فقد تأمرت قوى الاسلام السياسي صاحبة السلطة والسلطان وعطلت قانون الاحوال المدنية والشخصية الذي عبر عن طبيعة ثورة اربعة عشر تموز الحضارية الداعية للمساواة بين الجنسين ,ووافقت على قانون الاحوال المدنية والشخصية الجعفري الذي يحط من قيمة المراة والطفل والانسانية برمتها, والذي ينص على ان الطفلة البالغة من العمر تسعة سنوات بالغة وصالحة للزواج والطفل البالغ من العمر خمسة عشر عاما يصلح للزواج وهذا ما تنص عليه المادة 16 من القانون ,وللزوج الحق في الموافقة على عمل زوجته او لا حسب المادة 101 من القانون الجعفري وللزوج حق الاستمتاع بزوجته متى ما يشاء وحتى خروجها من البيت بموافقته وللزوج حق تعدد الزوجات والارث والوصاية على الاطفال وغيرها من المواد التي تعيدنا الى مرحلة الرق ,ان هذا القانون الذي وافق عليه مجلس الوزراء وتم تقديمه الى مجلس النواب للموافقة عليه يخالف قوانين العالم الحضاري وما تم التوصل اليه من حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية ويخالفها , فقانون حقوق الطفل الذي اصبح نافذ المفعول بتاريخ 2-9-1990 سبق وان وقع عليه العراق وكذلك اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة لعام 1979.ان على ابناء الشعب العراقي العمل الجدي والدؤوب من اجل وضع حد للاستهتار بالقيم الانسانية النبيلة وعدم انتخاب هذه الشلل مرة ثانية فالمجتمع الذي يحرم نصفه من حقوقه يكون النصف الثاني محروما ايضا, ومن اجل مجتمع بناء يرنو للعدالة والخير والتقدم يجب ان نحترم قول الشاعر الذي قال .
ألأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب ألأعراق
فكيف تربي الام البالغة تسعة سنوات من العمر اولادها اذا كانت هي جاهلة ؟
طارق عيسى طه
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟