لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض الأدمغة أسيرة قوالب ثابتة لا تتغير، بوتين عجر عن استقطاب الاستثمارات إلى روسيا، رغم أنها سوق كبيرة تغري الكثير من الشركات العملاقة في النمو هناك ، قرر التوسع خارجاً عبر العسكرة والجيش والتسليح، والتحالف مع أنظمة القمع المكروهة.
في حين أن الصين عمدت إلى استقطاب أغلب مصنعي العالم إليها، منحتهم كل التسهيلات لترفع من شأن اقتصادها الموجه، حتى باتت تضع الصناعيين الكبار أمام خيار صعب، إما التصنيع على أرضها وتحقيق الكثير من الأرباح وبين التصنيع والخسارة خارج أراضيها، هجرة رؤوس الأموال إلى الصين حرم الغرب من العائدات الضريبية وأدى إلى عجز هائل في ميزانها التجاري، لكنها مجتمعة لم تقو على مقارعة الصين ورضخت مكرهة .
بالمقابل إيران دولة غنية بكل شيء، لكنها أسيرة تفكير استعماري قديم، كان بإمكانها أن تحقق نمواً اقتصادياً هائلاً وتحتل مكانة طيبة عبر انتهاجها لاقتصاد متوازن يشجع الاستثمار على أرضها ويقوم على بناء الانسان، لكنها وعبر صلف وتعنت ارتأت بأن تحول حدودها إلى سجن كبير، وأن تعادي جميع دول الجوار، عبر خلق المشاكل المذهبية لتفيد من مرجعيتها الدينية . وتمضي في دور يفيد منه الكبار عبر توظيفها كقوة مشاكسة، لكنها بقيت تراوح في المكان تعاني من العقوبات وتدخل الآخرين .
دبي المدينة الحداثية الواقعة في عمق الصحراء، استطاعت وعبر مخطط ذكي استقطاب رؤوس الأموال إليها و أن تصنع معجزة اقتصادية تبهر العالم . لا يهم فيما لو كانت مركزاً لتبييض الأموال أم لا ، إلا أنها استطاعت أن تحقق المعادلة المستحيلة .
تركيا الدولة الرازحة تحت وقع الديون، استطاعت أن تتحول وخلال فترة قصيرة إلى أكبر القوى الاقتصادية الناشئة، فبات لها أكبر أسطول جوي أوروبي، مكتفية اقتصادياً في كل شيء وتصدر كل شيء، دون أن تضطر إلى معاداة دول الجوار .
هكذا هي الدول تختار طريقها بين الحرب وبناء الانسان والالتفات إلى الاقتصاد .
وإذا كان الروس يفيدون من مخزون كبير من الثروات الطبيعية، إلا أن هذه الثروات غير متجددة وستنفذ يوماً، يدركون ذلك، لكن أطماع بوتين والمحيطين به وتصلفهم ، تدفعهم لأن يحاربوا طواحين الهواء . والنتيجة معروفة، المراوحة ومن ثم التقهقر و التقسيم .
إن الادارة تحتاج إلى ذكاء وابتكار لا إلى عناد وتشبث بالأحلام القديمة، فالعالم يتغير ويخطئ من يظن أنه وبالقوة وحدها يمكنه أن يبقى وأن يتسيد .
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟