مجتبى حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1246 - 2005 / 7 / 2 - 08:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديمقراطية بين ال ديمو –و-ال قراطية
لست بصدد التلاعب بالحروف واللعب على الألفاظ بقدر ما استوعبت الكلمة من
تلاعب بالعقلية ومصائر شعوب عبر التاريخ واقله في الزمن الحاضر،فمن
أمجادها في خضم الثورة الفرنسية إلى ثورات السود في أمريكا وصولاً لتقريع
الغرب للعرب ودول العلم الثالث "كلما دق الكوز بالجرة"..
هذه الكلمة المركبة التي تعني من منظورها الغربي حرية الاختيار وحكم الشعب
لقراره بما يلاءم حكمه لنفسه عبر ممثليه بانتخابات حرة ..لا أتكلم عن معناه هنا
بل إشارة إلى كيفية استغلالها من أوسع باب ومحاولة طمس معناها عبر تكرارها ..
أمريكا تقول لنا كونوا ديمقراطيين ...حكامنا يقولون لنا كونوا ديمقراطيين ...الذي
يمشي في الشارع يخاطب زميلاً له: كن ديمقراطياً ..حتى المرأة التي يبكي وليدها
على حضنها كي ترضعه- تتندر-فتطالبه أن يكن ديمقراطياً ولا يجبرها كلما بكى أن
ترضعه..تكاد لا تخلو صحيفة أو مجلة إلا وأفردت صدرها بمقالِ لها،كما ترددها
الفضائيات بالساعة مرراً وتخصص لها أوقات ذروة المشاهدة وكذا الإذاعة
..يتلقفها طلاب الجامعات وكأنها عصير استوائي جهز للشرب ..يطنطن لها الإعلام
ويسترسل بشرحها وبفوائدها المفكرون ..سطرها بحروف إغريقية الفلاسفة
وترجمها للغات المتتلمذون..
ديمقراطية.. ديمقراطية ..ديمقراطية...اتخمتمونا نكاد نتقياءها ..لفظ يتردد دون
جدوى ..اللهم إلا من ملئ سهرات الثرثرة ..
فهل آن الأوان لنرى شيء من التنفيذ على ارض الواقع ؟ ونترك الثرثرة جانباً؟
الأمر بسيط ! ليس على الفرد إلا أن يملك زمام نفسه فيكون حراً في خياره ..
وكي يكون حراً في خياره يلزمه المعلومة الصحيحة، وليستطيع أن يدرك أن
معلومته صحيحة عليه إعمال مداركه بشكل سليم ،ولتتحرك المدارك في بحثها
يلزمها تدريب على الاتجاه وطريق البحث والتقصي ،و التدريب أفضله يبدأ من
الصغر مرحلة تفتح الملكة العقلية الأولى أو البرعم الفكري ،وهنا يأتي دور
التربية ..
فأما نعود لمرحلة الطفولة ونتربى على أيدي ديمقراطيين من جديد وإما نقتنع بأننا
(لا ديمقراطيين) أو لسنا ديمقراطيين حتى الآن ولا اقصد على الصعيد العام بل
مستوى فردي وشخصي .. ولنبدأ بمصارحة أنفسنا بهذه المعلومة ..
وكل ديمو وانتم بـ قراطيون ..
#مجتبى_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟