أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة














المزيد.....

الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1246 - 2005 / 7 / 2 - 11:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلاسفة كسائر البشر تفعل الغرائز الطبيعية فعلها في نفوسهم ويتنافسون على المكانة والصدارة الاجتماعية للحصول على الوجاهة والحضوة في المجتمع أو في مجالس السلاطين. كما أن المنافسة العلمية تخلق نوع من الحسد والغيرة فيما بينهم، مما يدفعهم للتراشق العلمي أو اللجوء إلى أسلوب الحط من قدر المنافسين لإعلاء شأنهم في الوسط.
إن الصراع بين الفلاسفة تحكمه عدة أسباب منها النرجسية العالية، والتعالي، والفوقية الناتجة عما حققوه من نتاجات علمية، ومدى مكانتهم العلمية وقربهم من السلطان، والغرائز الطبيعية للبشر (الحسد والغيرة..) واحتدام التنافس...وغيرها.
تدفعهم للخوض في صراع مؤطر لايخرج عن حدوده المفترضة لنخبة المجتمع لكنه (في بعض الأحيان) يتجاوز تلك الحدود، ليأخذ منحاً غير سليم بسبب ما ينتاب بعض الفلاسفة من حالات نفسية مصحوبة بالعدائية ضد الآخرين أي كان شأنهم!.
يعرف عن ((أبن سينا)) أنه كان شديد الاعتداد بالنفس وبغزارة علومه وبمكانته الكبير في البلاط، وبنفس الوقت فإنه كان نزقاً ويستخف بعلوم ومكانة الآخرين من أقرانه. ويأخذ منافسيه عليه، بإنه سكيراً وفاسقاً ويلهوا مع النساء وبذيء اللسان!.
ويحكى الكثير عن مثالبه ومواقفه النزقة ضد أقرانه من العلماء منها:" إنه دخل على ((مسكويه)) حين كان يجتمع بتلاميذه في إحدى الحلقات الدراسية في المسجد، ورمى له بجوزة طلباً منه بيان مساحتها بالشعيرات، فغضب ((مسكويه)) منه ورمى في وجهه حزمة من الأوراق تبحث في الأخلاق وقال له: أما أنت فأصلح أخلاقك بهذه الحزمة حتى استخرج لك مساحة الجوزة".
إن الحالة النفسية وما ينتاب الفيلسوف تنعكس على أقرانه ومحيطه وتميل أكثر نحو العدائية خاصة حين تنحو أكثر في الحط من ذوات الآخرين والتقليل من شأنهم العلمي والمعرفي مما يؤدي إلى ردود فعل سلبية، يستخدم فيها نفس لغة الحط والإساءة.
وغالباً ما ينم هذا السلوك عن حالة من الحسد والغيرة من مكانة الآخر وتفوقه العلمي والمعرفي على أقرانه، مما يؤدي إلى شعور الآخرين ( فطرياً) بحالة الانحطاط لمستواهم كلما ارتفع شأن الآخر من أقرانهم خاصة إنهم لايمتلكون مواهبه وقدراته بغرض مجاراته في التنافس العلمي والمعرفي. ويسفر هذا السلوك من الحسد والغيرة عن استخدام لغة متدنية يتم التراشق بها بين أفراد الوسط العلمي والمعرفي لاتتناسب ومكانتهم العلمية والمعرفية.
"يحكى أن ((أبي العلاء المعري)) كان في إحدى المجالس العامة، فتخطى بعض الحاضرين من أقرانه دون إلقاء التحية عليهم لربما لفقدان بصره، فقال له أحدهم: إلى أين يا أبن الكلب! فرد عليه المعري قائلاً: الكلب من لايعرف أن لكلب سبعين أسماً؟".
يختلف أوجه الصراع بين الفلاسفة، باختلاف المجالس والمتنافسين، فمثلاً لاتستخدم اللغة المتدنية للحط من قدر الآخرين في حضرة السلطان عملاً بالقول المأثور: لكل مقال مقام. فالأعراف والقيم الاجتماعية تفرض حضورها بقوة في المجالس الرسمية والتجاوز عليها يلحق الأذى والضرر بصاحبها.
لذا فإن الصراع بين الفلاسفة في المجالس الرسمية، يأخذ طابعاً أخراً. ويعتمد لغة خطاب (مهذبة) لكنها لاتخلوا من الحط بقدر الآخرين أمام السلطان، وعلى ما يبدو أن تلك اللغة لها نوع من (الشرعية) وتتعلق بمكانة الفيلسوف في حضرة السلطان إضافة إلى قدره العلمي والمعرفي ومكانته الاجتماعية.
"يروى أن ((الكندي)) دخل إلى مجلس للخليفة العباسي ((المأمون)) وتخطى الحاضرين وجلس في مكان أرفع من المكان الذي يجلس فيه أحد فضلاء الدين. فغضب الأخير وقال له: كيف تجرؤ على الجلوس حيث جلست، وأنا إمام؟. فأجابه ((الكندي)) لأنني أعرف ما تعرفه، ولكنك لاتعرف ما أعرفه".
توحي تلك الصراعات والتراشقات بين الفلاسفة بمدى نزوع الإنسان إلى فطرته وغريزته (الحسد والغيرة) وتصرفه على نحو مخالف تماماً لمكانته العلمية وبشكل خاص عند استخدام لغة متدنية للحط من قدر الآخرين لرفع شأنه العلمي والمعرفي في المجالس الرسمية والأوساط الاجتماعية.
"يروى أن ((الغزالي)) عند تأليفه لكتابه الأول، عرضه على أستاذه ((الجويني)) ليبدي رأيه فيه. وبعد أن أطلع عليه، قال له: دفنتني وأنا حي، هلا صبرت حتى أموت؟".
ولايمكن اعتبار تلك الصراعات سلوكاً منحطاً، وإنما حالة طبيعية تعبر عن فطرية الإنسان ونوازعه الكامنة. فهي مؤشر لحالة التنافس المهني بين أفراد الوسط العلمي الواحد ومازال أسلوب الحط من قدر الآخرين متبعاً في الأوساط الثقافية والعلمية في الوقت الراهن!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الفكر
- النظرة الدونية للمرأة عند الشاعر أبي العلاء المعري
- العشق عند العرب
- العشق في الفلسفة
- التشريعات القانونية والمبادئ الدستورية
- الطاغية والسلطة
- ممارسات الطاغية
- شريعة الطاغية
- حاشية الطاغية
- الطاغية والاستبداد
- الطاغية ووعاظ السلاطين
- الطاغية والدين
- الفلسفة وعلم المنطق
- مفهوم الخير والشر في الفلسفة
- الفرق بين العالم والجاهل
- مفهوم الحب عند جلال الدين الرومي
- *الصراع بين السياسي والمثقف: قيم أم مصالح؟
- دولة القبيلة بين القيم والمصالح
- أسلوب المقاومة السلمية ضد الأنظمة المستبدة
- انماط السلوك غير السوي في المجتمعات المقهورة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة