أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - بعد 40 عاماً ...حين يتجدد السؤال















المزيد.....

بعد 40 عاماً ...حين يتجدد السؤال


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد 40 عاماً ...حين يتجدد السؤال

عبد الحسين شعبان
بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت وفي إطار الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي العشرين، إلتأمت فعالية فكرية دامت ثلاثة أيام، شارك فيها عشرات من المفكرين والباحثين، للنقاش حول ” أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي” وهو العنوان الذي انعقدت تحت لوائه ندوة فكرية قبل أربعة عقود من الزمان، والندوة التي نحن بصددها كانت ” إعادة تفكير” بمآلات تلك الندوة التي شارك فيها أيضاً نخبة من المفكرين وكبار المثقفين والباحثين العرب.
ولعلّ أهم محاور تلك الندوة التي ذاع صيتها هي ” الأبعاد التاريخية لأزمة التطور الحضاري” و” التخلّف الفكري وأبعاده الحضارية” و” التخلّف السياسي وأبعاده الحضارية”، إضافة إلى النظام التعليمي والوضع الاقتصادي ودور العائلة ودور العامل الخارجي ” الاستعمار” وغير ذلك. وقد تم طباعة أعمال الندوة تلك، إضافة إلى نقاشاتها في كتاب ضخم، واعتُمدت أعمال تلك الندوة مصدراً أكاديمياً لدى العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية منها جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.
رؤية استشراقية
الندوة السابقة والحالية مثّلت رؤية استشرافية، فقد جاءت الأولى في أعقاب حرب تشرين التحررية العام 1973 واستخدام سلاح النفط في المعركة وارتفاع مكانة منظمة التحرير الفلسطينية.
وتأتي هذه الندوة بعد موجة التغييرات التي شهدها العالم العربي، والإطاحة بأنظمة استبداد بدت منيعة ومحصّنة، سواءً في مصر أم تونس أم ليبيا أم اليمن، ولا تزال سوريا مستعصية حتى الآن. وإذا كان ثمة خسائر فادحة وفوضى عارمة ضربت المنطقة جرّاء حركة التغيير ولاسيّما الدور الذي استثمرته قوى ” الإسلام السياسي” والجماعات الارهابية المتعصّبة والمتطرفة، الاّ أن نجاح الاستفتاء المصري في 13-14 كانون الثاني (يناير) وبعده التصويت على الدستور التونسي في 26 كانون الثاني (يناير) 2014، يمكن أن يفتح باباً جديدة نحو الاستقرار والتقدم، خصوصاً إذا ما تمكنت قوى التغيير من العمل الموحّد وفي إطار توافقات وطنية لانجاز عملية الانتقال وتحسين ظروف المعيشة وقبل كل ذلك تحقيق الأمن والأمان، وتطويق أعمال الإرهاب والعنف للحدّ من تأثيرهما وتمهيداً للقضاء عليهما كظاهرتين خطيرتين، وستكون تلك المهمة، الحلقة المركزية في المستقبل القريب، والتي من دونها لا يمكن الحديث عن الاستقرار والتنمية.
وإذا كانت محتويات أوراق ندوة العام 1974 بحاجة إلى إعادة قراءة واستذكار لاستخلاص الدروس والعبر الضرورية، آخذين بنظر الاعتبار السياق التاريخي، فإن ندوة العام 2014 تطرح بإلحاح عدداً من الأسئلة الضرورية والإشكاليات المركزية التي تواجه المجتمعات العربية على خصوصياتها ولكنها تجتمع في مشتركات أساسها:
1- كيف يمكن التفريق بين الدين والتديّن، فإذا كان الدين حقيقة باهرة، وأن الإنسان بحاجة إليه للإجابة على أسئلة الحياة الشائكة وألغاز الكون، فإن التديّن أحياناً يخضع لاعتبارات خاصة برجال الدين، ويختلف باختلافهم في المكان والزمان، ويعتمد على درجة التطور والتحضّر والقراءة الخاصة للدين، وهنا لا بدّ من التذكير لبروز الدين كعامل يتقدّم في إعادة تحديد الهوّيات أحياناً دون إهمال العوامل الأخرى، بعد أن كانت العوامل القومية في القرن التاسع عشر، والآيديولوجية في القرن العشرين، وهو ما ظهر بشكل واضح في العديد من دول أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية، فما بالك في منطقتنا، ناهيكم عن تأثيره على مسارات السياسة الدولية، خصوصاً انتشار ظاهرة الارهاب الدولي.
2- كيف يمكن أن نفهم الدين، فهناك تفسيرات مختلفة وتأويلات متنوّعة، بل متعارضة أحياناً للدين الواحد، ولعلّ القراءة الإيرانية للإسلام مختلفة عن القراءة الماليزية، مثلما تختلف قراءة الجزيرة العربية عن القراءة المصرية على سبيل المثال، إذ غالباً ما تتدخّل أصابع المفسّرين والمؤلين الذين يضعون رغباتهم وقناعاتهم ومصالحهم، مثلما هناك فارق كبير بين دين الناس البسطاء العاديين وبين دين رجال الدين والفقهاء الذين يمارسونه كوظيفة، وأحياناً يسخرونه بما يتعارض مع قيمه السامية، وإذا كانت الأديان جميعها تقوم على قيم عليا تكاد تكون مشتركة، فلماذا إذاً يستهدف المسيحيون في منطقتنا؟ ولماذا يتصارع أتباع الدين الواحد الموزعين على طوائف ومذاهب، وتصل بهم الأمور إلى الاقتتال، والسعي للاستئصال والإقصاء والتهميش؟
3- الدين ركن أساسي من أركان الهوّية،إضافة إلى اللغة، أما التديّن فهو طريقة ممارسة التعاليم الدينية والعبادات والطقوس، وقد لعب الإسلام دوراً أساسياً في حماية اللغة، بفعل وجود القرآن، وذلك على ما تعرّضت له البلدان الإسلامية من محاولات لمحو هويتها أو تغريبها، ولهذا لا ينبغي إبعاد أو التقليل من شأن الأديان والهوّيات الأخرى سواءً كان أكبر أو أصغر، فرعية أو عامة، إذ ينبغي التعامل معها على قدم المساواة دون اعتبار لما يسمى بالأكثريات والأقليات التي لا تنطبق على الأديان بغض النظر عن حجم أتباعها وعددهم.
4- وفق أي معيار يتم التفريق بين الإسلام كدين وبين الحركات الإسلامية، فهذه الأخيرة تمثل آيديولوجيا نسقية مغلقة أحياناً، في حين أن الإسلام يمثل القيم الروحية العليا للإنسان، وهو دين السلام والمحبة والرحمة والانفتاح والتسامح، ولهذا نجد محاولات لتطويعه لخدمة السياسة من جانب الحركات الإسلامية، ولاسيّما في مواجهة خصومها، باعتبارها هي التي تملك الحقيقة في سعي لتعميم فهمها على المجتمع والدولة ككل.
5- ما السبيل لمدّ الجسور بين الإسلام كدين عصري وبين الحداثة، فحتى الآن نجد المقاربات متناقضة أحياناً، لاسيّما من جانب التيارات الأصولية المتعصّبة والمتطرفة، في حين أن الرؤية التنويرية تتمثل في التواؤم مع روح العصر ومع المستجدات والمتغيّرات للتطور والاجتماع الإنساني، خصوصاً للمشتركات مع الآخر.
6- كيف يمكن التمييز بين الدين كنص إلهي وبين الفقه كاجتهاد بشري، أي بين الدين وبين الفتاوى الدينية التي لا علاقة لها أحياناً بالدين، بل في أحيان غير قليلة تتناقض معه، بما يحمله من قيم متسامحة وعقلانية وإنسانية.
وإذا كان الإسلام يمثل علاقة روحانية بين الإنسان وخالقه، فإن الفقه يحاول أن يقدّم اجتهاداته انطلاقاً من فهمه وتفسيره ومصالحه، لاسيّما استنباط أحكام قد لا تكون منسجمة مع النص الإلهي، وتلك معضلة أخرى للفارق بين الدين والتديّن.
7- هل تنعقد المصالحة التاريخية بين التيارات السياسية السائدة: القومية واليسارية والإسلامية (الدينية)، أم أن لكل منها حقله، ولاسيّما في الجانب الفلسفي والروحي، أما في الحقل السياسي فاللقاء ممكن على الرغم من عدم نجاح التجارب العملية على هذا الصعيد، إلاّ على نحو محدود، ولكن ذلك هو الخيط الأبيض الذي لا بدّ من التمسّك فيه، فالبشر بغض النظر عن لونهم وجنسهم وقوميتهم ولغتهم ودينهم وأصلهم الاجتماعي توحّدهم المشتركات الإنسانية التي جعلتهم أرقى المخلوقات على سطح كوكبنا، والعلاقة بالسماء شأن شخصي بين الإنسان وخالقه، في حين يمكن أن يجتمعوا تحت لواء دولة تحتضن الجميع وتعترف بحقوقهم وحرياتهم، يختار فيها الناس الحاكم ويستبدلونه كلّما أرادوا ذلك وتنظّم أمورهم سنناً وقواعد مشتركة مستوحاة من القيم السامية .
اسئلة عامة
لعلّ أسئلة العام 2014 هي استمرار لأسئلة العام 1974، وهي ذاتها أسئلة أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على يد رواد النهضة: جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والتونسي والكواكبي والطهطاوي والنائيني وغيرهم، وصولاً لسلامة موسى وطه حسين إلى جيلنا الحالي، وهي تتعلق بالدولة وهوّيتها وعلاقتها بالدين وموضوع الحرّية والمساواة والعدالة والمشاركة السياسية دون تمييز لأي سبب كان، وتلك المشكلات والإشكاليات واجهت بلدان ما أطلقنا عليه الربيع العربي، وستواجه دول وشعوب المنطقة جميعها إن عاجلاً أم آجلاً، خصوصاً إذا أرادت الخروج إلى عالم التنمية والعقلانية والمدنية والحداثة، في إطار مواطنة حرّة، والسؤال الأخير لماذا تخلّفنا وتقدّم غيرنا، وما مستلزمات تطورنا الحضاري المنشود، فهل سنعقد ندوة جديدة بعد 40 عاماً لنعود لذات الأسئلة؟
{ باحث ومفكر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الحسين شعبان يسلّط الضوء على فصل ساخن من فصول الحركة الش ...
- مقتدى الصدر والعزلة المجيدة
- الجنادرية والمواطنة الافتراضية
- مصر تحتاج إلى مشاركة المهزوم لا الانتقام منه
- استمرار الصراع في سوريا هو مصارعة على الطريقة الرومانية
- نتنياهو وتصريحات كيري!
- الحزين الذي لم تفارقه الإبتسامة
- التباس مفهوم -الأقليات-
- الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة
- دستور تونس والعقدة الدينية
- من أين ظهر هذا التنين؟
- المعايير الدولية للمحاكمة العادلة: قراءة في الفقه القانوني ا ...
- رحل العروبي -الأبيض- !
- “الوجه الآخر” لتركيا
- جنيف 2 واستعصاء الحل!
- النجف في الجامعة اليسوعية
- مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!
- دستور مصر: في الطريق إلى الاستفتاء !
- جدليّة الكولونيالية !
- العودة إلى ما قبل أوسلو


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - بعد 40 عاماً ...حين يتجدد السؤال