أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث














المزيد.....

الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 15:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


التحولات الطائفية
اتخذ مسار الطائفية في العراق بعد اسقاط نظام البعث عام 2003، اتجاهات وتحولات ومظاهر مختلفة، اذ بتأثير سياسيات النظام السابق من ناحية وماقام به تنظيم القاعدة من عمليات ارهابية استهدفت المكون الشيعي في العراق والتي توجتها في النهاية بتفجير المرقدين العسكريين في سامراء من ناحية ثانية، اندلعت في عام 2006 حربا طائفية في العراق يمكن وصفها
بالــ"تقليدية" اتخذت من الشوراع وعمليات الاغتيالات والتفجير ساحة لممارسة نشاطها.
هذه الحرب الطائفية شهدت، بعد انحسارها والقضاء عليها من قبل الحكومة العراقية التي كانت تشكل تحديا كبيرا لوجودها "تحولا سايكولوجيا" في نفوس اصحابها، ممن ارتضوا ان يبقون اسرى في حضيض الطائفية وسجن الارتهان لمفاهيم التعصب والتشدد، من الطائفية العلنية الى طائفية كامنة في نفوسهم ينتهزون كل فرصة لكي يُظهروا حقدهم على الاخ، فامست لديهم نزعات وميول طائفية وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي وفضاء العالم الافتراضي والمساحات الرقمية، ومن خلال اقنعة واسماء مستعارة ، منفذ للتنفيس عن غلّهم وامراضهم.

التحول الذي حدث في مفهوم الطائفية كان على مستويين:
الاول: على صعيد الابعاد والمساحات الافقية التي يتمدد فيها حيث أخذ ينتشر في البيئات الافتراضية والعوالم الرقمية على شكل منشورات وتعليقات وصورة وفيديوات تعمل على تأجيج هذا النوع الرقمي من الطائفية التي لم تشهدها السنوات السابقة في العراق.
الثاني: على صعيد بيئة انطلاقه، اذا كانت الطائفية، في احدى اوجهها السابقة، تتواجد في المجتمع الواقعي اولا ثم تنعكس، على نحو بسيط، على الفضاء الرقمي...أما الان فقد اصبحت الطائفية تنطلق من صفحات التواصل الاجتماعي وشبكاتها الاجتماعية، بل قد يبدأ التحريض منها او ان يمارس على هذه الصفحات الطائفية والتحريض باسماء مستعارة بينما هو في مجتمعه وبين اصدقائه لايتحدث على هذ النحو الطائفي والاسلوب المتطرف.
ومن يطلع على ماينشر هؤلاء الطائفيون الرقميون على صفحات التواصل الاجتماعي من بوستات ومايرفعه ومن فيديوات وصور، فان الدهشة ستكون اول رد فعل يصيبه، فكيف يتشفى انسان عراقي باستشهاد جندي عراقي في الانبار ؟
هذا التساؤل الممزوج بالاستغراب، يصيبك بالخيبة،حينما تدخل على " بروفايل" هذا الطائفي الرقمي لتجده طالب كلية يدرس في جامعة في وسط العاصمة بغداد ومن الممكن ان يكون هذا الجندي اخ او احد اقرباء زميل هذا " الطائفي الرقمي" !...

تهديد رقمي
تنطوي التهديدات التي تنطلق من الشبكة العنكبوتية عموماً ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً على مخاطر لاتقل عن اي تهديد فعلي حاضر على الانسان،الا أن الفرق بينهما أن مخاطر هذه المواقع ليست ذات نتائج آنية ومباشرة على فكر الانسان وسلوكه،بل تكون نتائجها متعلقة فيما يمكن ان تخلقه من وعي مضلل يتسلل في دواخل نفس المواطن، يجعل صاحبه يفكر في اطار طائفي وتحت مظلات التشدد وخيمات التطرف،خصوصاً في مرحلة المراهقة، التي تخضع فيها النفس البشرية، بسهولة، للتضليل الاعلامي وماكنة التحريض الطائفي التي تمتلك ادوات ووسائل قادرة على احداث تغيير ما في شخصية المراهق.
وقد أجرت مؤسسة البي بي سي مؤخرا دراسة بيّنت فيها أن طفلا تقريبا من كل خمسة أطفال قالوا إنهم شاهدوا أشياء أزعجتهم أثناء تصفح الإنترنت على أجهزتهم، واشار توني نيت، المدير التنفيذي لموقع "Get Safe Online" "جميعنا للأسف ، مهما تفاوتت أعمارنا، غير محصنين من مواجهة مشكلات على الإنترنت."
ووجدت الدراسة، من خلال استقرائها، أن الأطفال المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 16 عاما هم الفئة العمرية الأكثر عرضة للتهديدات على شبكة الإنترنت مقارنة بالفئة العمرية الأصغر من سن 8 إلى 12 عاما، وهي بالطبع عين الفئة التي تتواجد حاليا بكثرة ولساعات طويلة امام شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
فمثل هؤلاء المراهقين يصبحون مادة طيّعة للجماعات الارهابية من اجل تجنيدها واستمالتها والتاثير على توجهاتها، ومن المفترض للحكومات التركيز على هذ النوع من التحريض والوقوف على مضمونه ومراقبه من اجل منع شره ووصوله الى الاطراف التي يمكن ان تتأثر به.
وقد فعلت حسنا وزارة الداخلية المصرية، على سبيل المثال، حينما اعلنت، في 17 من الشهر الحالي، القبض علي 14 شخصا قالت انهم ينتمون لجماعة الاخوان المسلمون بتهمة ارادة صفحات علي الفيسبوك تحرض ضد رجال الشرطة و الجيش.
اذ مايفعله هؤلاء من سلوكيات على صفحات التواصل لايختلف تماما عما يحصل في العراق، ولاعجب فعقلية الارهاب واحدة والفضاء الثقافي المتشدد الذين يتحركون فيه متماثل، اذ ان هؤلاء المتهمين، وبحسب بيان الوزارة، يديرون صفحات علي الفيسبوك ينشرون من خلالها بيانات تحرض علي حرق سيارات الشرطة و بث صورها علي صفحاتهم".


يتبع الجزء الرابع ...



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
- الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز ...
- العري المجتمعي في أزمة الانبار !
- صحيفة الشرق الاوسط...لقد بلغ السيل الزبى !
- العرب والخوف من زيارة المالكي لواشنطن !
- نواب يغشون..فكيف يحاربون الفساد!
- لماذا لم يستقل عراقي من قناة الجزيرة ؟
- عار اعلامي جديد ...آنيا ليوسكا !
- 6 فوراق بين عراق 2003 وسوريا 2013
- التصريح بالولاية الثالثة...أولوية سياسية خاطئة
- ائتلاف دولة القانون...خسارة الربح !
- التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب
- القُبلات لا تحل ازمات العراق !
- أعظم اختبار للبرلمان العراقي !
- مقالات بحثية / الجزء الحادي عشر- التحرش الجنسي بالموظفات
- جنون - وهابي - جديد في بريطانيا !
- سوريا...الحرب الوهابية- الشيعية الجديدة !
- مقالات بحثية / الجزء العاشر- الرجل يريد الاحترام والمرأة الح ...
- موظف حكومي لايحترم الحكومة !
- وحدة العراق...كذبة كبيرة جدا !


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث