|
تقوية التنظيم في النفط جنوب, ضامن لتحقيق مطلب صرف الارباح السنوية!
سامان كريم
الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 21:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقوية التنظيم في النفط جنوب, ضامن لتحقيق مطلب صرف الارباح السنوية!
سامان كريم
الاحتجاجات العمالية في شركة النفط الجنوب أصبح تقليداً نضالياً وسلاحاً مهماً بوجه السلطة البرجوازية الحاكمة وأدارة الشركة, لتحقيق مطالبهم وعدم الرضوخ للعبودية الكاملة. ان الاضرابات والاحتجاجات العمالية في هذه الشركة ومنذ ما يقارب سنة كاملة بشكل منظم وبصورة متناوبة تدل على إنتشار الوعي الطبقي بنسبة معينة داخل صفوف العمال بمصالحهم الطبقية, ولكن بدرجة طفيفة. في كافة الاحتجاجات ومنذ شهر نيسان 2013, تحققت جملة من المطالب إلا ان المطلب الرئيس وهو دفع الارباح السنوية منذ سنة ٢-;-٠-;-١-;-٠-;- لم يتحقق لحد الان, على رغم مشاركة قطاعات واسعة من العمال وخصوصا في التظاهرة الاخيرة يوم ٢-;-٥-;-.من الشهر شباط الماضي ماهي مكامن الضعف؟! أين هي المشكلة لفرض هذا المطلب على السلطة الحاكمة وادارة الشركة؟ لابد للقادة العماليين الذين يشرفون على قيادة هذه الاحتجاجات ان يفكروا بصوة جدية حول هذا الامر.
كتبت كثيرا حول هذه الاحتجاجات, لا اريد ان اكرر ما كتبته في المقالات السابقة حول هذا الموضوع. بل اود ان أشير بصورة محددة حول هذا الامر فقط. أي لماذا لم يتحقق هذا المطلب: صرف الارباح السنوية ولمدة اربعة سنوات منذ 2010؟! الاحتجاجات هذه او اية إحتجاجات اخرى لا بد هناك درجة معينة من التنظيم ومستوى من الوعي الطبقي محدد في اطار الاحتجاجات المحددة. هذا قانون لكل الحركات الاحتجاجية وحتما هناك قيادة لهذه الاحتجاجات كما لكل احتجاجات اخرى. هذه الاحتجاجات لها قيادتها ومتمسكة بتحقيق مطالبها, ولها نوع من التنظيم تقوده "لجنة منتسبي نفط الجنوب".. على رغم هذه التركيبة من القيادة والتنظيم ومستوى من التضامن الطبقي داخل صفوف العمال وحتى تعاطف فئة واسعة من اهالي البصرة مع العمال, على رغم كل ذلك لم يتحقق هذا المطلب؟!. من الجدير بالذكر ان أشير الى ان هذا المطلب بالتحديد هو اصعب مطلب من جملة المطالب التي رفعها عمال النفط. صحيح انه مطلب اقتصادي صرف من ناحية شكلية واقول "شكلية" لان الحديث او المطلب حول الارباح اي حول الاقتصاد حول زيادة الاجور بالمعنى العام. لان النفاق البرجوازي في العالم هو تقسيم راتب او اجور العمال الى عدة اقسام الراتب الاسمي او الاصلي وبعد ذلك تكمله العلاوات الاخرى... مثل المناوبة والخطورة والمكافئة والارباح السنوية والاطفال .....الخ. ولكن في الواقع ان كل هذه التشظيات هي شظايا من الاجور الاصلية, تقطعها البرجوازية تحت عناوين مختلفة ليتسنى لها اللعب بالاجور وفق مصالحها خصوصا في مرحلة الازمات الاقتصادية, تقطعها كانه تقطع المكافئات, ولكن في الحقيقة مقطوعة من الاجور الرسمية او الاصلية. نرجع الى سؤالنا.
انه اصعب مطلب لانه يتطلب مبلغا كبيرا من النقد. توزيع ارباح سنوية لاربعة سنوات على عمال شركة النفط... يتعدى عشرات الملايين من الدولارات... ولكن هذه جانب من القضية, الجانب الاهم هو ان الحكومة العراقية ليست وحدها في الاستثمارات الكبيرة في الحقول الجنوبية كما في حقول اخرى بل تشاركها الشركات العالمية العملاقة... هنا تصبح المشكلة اكثر صعوبة بالنسبة للاجابة على هذا المطلب. دور ومكانة الحكومة العراقية كحكومة وكتيارات برجوازية فاعلة على صعيد السلطة السياسية هي الحفاظ على ارخص ما يمكن من الاجور او من سعر قوة العمل.. هذا هو دورها السياسي والاقتصادي وجزء من تقسيم العمل الدولي الراهن...المالكي والاسلام السياسي بدون هذا الدور ليس لهم اية قيمة وفق منظور البرجوازية العالمية فهذا دوره, اي دور حكومة المالكي هي أبشع استغلال "لعمال الوطن" لمصلحة الرأسمال" الاجنبي" ان راس االمال ليس له وطن. الشركات العالمية لا ترضى باعطاء هذه" المكافئة" الى العمال في سبيل ازدياد أرباحها, والحكومة العراقية ليست بامكانها "حتى اذا وافقت" بصورة احادية أن تخضع لمطالب العمال... هذا جانب أخر من القضية ويجب على العمال وخصوصا القادة العماليين ان يدركوا هذا الامر.
كيف واجه عمال نفط الجنوب وقادتهم هذه الحالة الصعبة؟! باحتجاجات تقريبا متواصلة على مدار السنة الماضية, وهذا شئ مهم كما اكدنا عليه اعلاه. ولكن هذه الاحتجاجات بما فيها الاخيرة في يوم ٢-;-٥-;- من شهر شباط المنصرم لم تحقق المطلب: لماذا؟ ان القضية في الاساس مرتبطة بالافق السياسي للقادة العماليين. بمعنى آخر وفق اي افق يتحرك او يعمل القادة العماليين في شركة النفط؟ بدون افق سياسي شيوعي عمالي ماركسي, بدون افق استراتيجي للثورة الاجتماعية العمالية ليس بالامكان كسر الاطار الحالي من التموضع المحلي من النضال, اي تموضع النضال في شركة نفط الجنوب فقط. يجب كسر هذا الطوق او هذا الاطار. بالمنظور النقابوي والصنفي العمالي ليس بالامكان تجاوز هذا الاطار. لان اي افق سياسي يتطلب نوعاً معيناً وملموسا من التنظيم ومن اسلوب العمل ايضا. مثلما يفكرون قادة برجوازيين لمصلحة طبقتهم, على قادة العماليين ان يفكروا مثلهم لمصلحة طبقتهم و لا تعقيهم الاوهام "الوطنية" بل مصلحة الطبقة قبل كل شئ و اي شئ.... التنظيم العمالي بشكله الراهن مرتبط سواء من ناحية الافق او من ناحية اسلوب العمل بتموضع وتتوقع الاحتجاجات في شركة نفط الجنوب فقط. لكن البرجوازية سواء كانت كسلطة سياسية في العراق او كادراة الشركات الاجنبية والعراقية, تعمل كطبقة لها مصالحها بالضد من مصالح العمال وتحاول دائما تركيع العمال, لا تتحرك البرجوازية وفق صنوف العمل ولا وفق قطاعات العمل المختلفة بل تتحرك وفق المصالح العامة للبرجوازية سواء كانت محلية او اجنبية. بالنسبة للبرجوازية تتحرك كطبقة عالمية وهنا يبرز وهم "البرجوازية الوطنية". وفق المنظور المطلوب والناجح للقادة العماليين, يجب تجاوز المرحلة الراهنة من اسلوب العمل واشكال التنظيمة المرتبطة به.... من هنا وبراي يجب اتخاذ الخطوات التالية:
اولا: محاولة نضالية جادة لتوسيع رقعة الاحتجاجات في كافة مؤسسات وشركات النفطية المماثلة سواء كان في جنوب او وسط او شمال العراق.... عبر تقوية وتوثيق العلاقة مع القادة العماليين في تلك الشركات في البداية وبعدها توثيق الصلة عبر منظمات القادة العماليين المختلفة. وبعدها بناء اشكال تنظيمة مناسبة في تلك الشركات وفي تحليل الاخير سيتم توثيق العلاقة التنظيمة عبر هذه التنظيمات الناشئة. وهذا يعني كسر التقوقع والتموضوع في جغرافيا – محلية ضيق وتجاوزها الى ابعد حالاتها الجغرافية في العراق.
ثانيا: كسر الحالة الصنفية للاحتجاجات العمالية. لان الاحتجاجات العمالية محصورة في القطاع النفطي وفي محل –جغرافي معين اي حقول البصرة واطرافها. تجاوز هذه الحالة ممكنة عبر اتصالات القادة العماليين في شركة نفط الجنوب مع القادة العماليين في الشركات المختلفة من الكهرباء والموانئ و المياه والخدمات والحديد والصلب و... اقصد هنا كسر الحاجز الصنفي والتوسع والعمل وفق افق قادة الطبقة العاملة بصورة فعلية.. لتوسيع الاضرابات والاحتجاجات العمالية بحيث يؤدي ذلك الى وقف الشريان الاجتماعي بالكامل في المدينة او عدد من المدن. اي تحويل الاحتجاجات في النفط الى حالة اجتماعية عامة على صعيد مدينة او عدد من المدن بحيث تصبح الاحتجاجات حالة اجتماعية شاملة... وهذا يعني تجاوز العمل الصنفي والمنظور النقابي الضيق. هذا ممكن عبر تشكيل لجان التضامن مع احتجاجات العمال في شركة نفط الجنوب. لجان من ثلاثة اشخاص وظيفتهم محددة ومعلومة وهي تعمل كوفد من عمال النفط الى شركات اخرى لجلب التضامن مع الاحتجاجات.
ثالثا: كسر التقوقع "الحالة الوطنية" اي النضال في سبيل الحصول على التضامن من قبل الطبقة العاملة وقادتها في بلدان اخرى وخصوصا في البلدان التي تتواجد فيها شركات نفطية في البصرة لتلك البلدان. وهذا ممكن بمثابرة ورؤية سياسية واضحة كما شرحنا اعلاه, عبر ارسال الرسائل من قبل القادة العماليين والمنظمات الموجودة الحالية في القطاع النفطي لجلب التضامن العمالي العالمي لمطالب العمال.
رابعاً: تقوية المنظمة الموجودة حالياً التي تقود الاحتجاجات العمالية "لجنة منتسبي نفط الجنوب" بحيث تشمل كافة الحقول الجنوبية من جانب ومن جانب اخر تشمل اكثرية العمال. هذا ممكن عبر وسائل تنظيمة مختلفة من الحلقات العمالية, الى حلقات قادة عماليين, أو حلقات فروع للجنة منتسبي نفط, واخيرا يجب أن تكون هناك رؤية واضحة لبناء مجالس عمالية في حقول النفطية كافة. وبراي لتقوية هذا المسار يجب أن ينشأ صندوق مالي للعمال تقوده لجنة مالية وباسم الصندوق المالي للعمال. هذا الصندوق براي يجب ان يكون ثابتاً ومستمر في علمه ولا يتوقف عمله مع توقف الاحتجاجات. الصندوق له ضوابط واضحة مقررة من قبل العمال انفسهم في تحشد عمالي عام, وبمشاركة شهرية بسيطة.... الف دينار شهريا اي أقل من دولار واحد... ويصرف مالية الصندوق لاحتجاجات العمال, ولمرضى العمال من من ليست لديهم امكانيات رعاية صحية لانفسهم او لعائلتهم... في التحليل الاخير يصرف وفق مقررات العمال انفسهم. 3 / 3 / 2014
#سامان_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة الببلاوي سقطت بالاحتجاجات العمالية, ماذا لو قادتهم حزب
...
-
جنيف 2, مفاوضات بين القوى العالمية, لاخير فيه لجماهير سورية!
-
الطبقة العاملة هي القادرة على أجتثاث الأرهاب لامؤتمر جنيف (&
...
-
حوار مع سامان كريم حول: حرب المالكي على التنظيمات الأرهابية
-
افول السياسة الطائفية في العراق!
-
حوار مع سامان كريم حول اتفاق جنيف وتداعياته!
-
قانون الاحوال الشخصية الجعفرية, طائفي وتحقيق لأهداف امريكية!
-
نفاق -المجتمع الدولي- ومؤسساته! على هامش قضية المرأة في السع
...
-
في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية
-
حوار مع سامان كريم حول بحث -الحزب, افقه ومكانته-, في الاجتما
...
-
دور الوسيط ل -الاتحاد العام التونسي للشغل- معاكس لتطلعات الط
...
-
لا تتوهموا ب- وثيقة الشرف- إنها دوران في حلقة مفرغة!
-
-جهاد النكاح- موديل إسلامي جديد لتركيع المرأة
-
حوار مع سامان كريم حول الضربة الأمريكية المحتلمة ضد السورية
-
الحشود التي يجمعها الاخوان المسلمون ليست جماهيرهم!
-
الثورة المفقودة
-
حول الاعتصامات في المدن الجنوبية
-
ملف 30 يونيو، الآفاق والتحديات
-
لجيش قاد الانقلاب على -الثورة-
-
48 ساعة إنذار للثورة في مصر
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|