عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 21:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يطمح الإنسان للأبدية؟
هل الأبدية حقيقة أم أسطورة ؟
السؤال قد يبدو غريباً لأول وهلة. فمن ذا الذي لا يرغب في أن يبقى خالداً دائماً أبداً؟
لندع ما أتت به الأديان جانباً و لو للحظة.
يؤمن البعض بأن الإنسان وحده يعرف معنى الموت دون باقي الحيوانات، لأنها غير عاقلة، و لا تعرف معنىً لوجودها حتى تميز بين اللحظة الراهنة و المستقبل القادم. و هذا غير صحيح بالمرة. غريزة الخوف من الموت و الهلاك نجده عند كل الحيوانات (تقريباً).
نجد طموح الإنسان للخلود منذ مهد الأساطير التي إنبثقت من عقل و وجدان الإنسان. فأقدم نص أسطوري مكتوب يتناول معضلة الأبدية و الخلود هو نص ملحمة غيلغامش "المرقون" على الطين. الملحمة موجودة على النت لمن أراد التوسع في الموضوع فليس هذا موضوعنا في هذا المقام.
ملحمة غيلغاميش هي أقدم ملحمة مكتوبة بين أيدينا، يعني أنه كان هنالك ما يسبقها من أساطير عن الخلود قد تكون مكتوبة أو شفوية ولم تصل إلينا أخبارها.
نسأل السؤال التالي: هل الخلود (و لو في جو من النعيم و اللذات) يعني السعادة السرمدية؟ على احتمال أن السرمد حقيقة و ليس مجرد أمنية خرقاء تفرزها خلايا دماغ الإنسان؟
لنحاول طرح السؤال بصيغة أخرى:
كم تقدر قد مرّ من الوقت قبل مولدك؟
لن تستطيع الإجابة على السؤال لأنك كنت خارج دائرة الزمان و المكان رغم أن كل عناصر جسمك كانت متواجدة قبل أن تعي مفهوم الوجود.
هذا يعني أننا جئنا من السرمد لكن في الإتجاه المعاكس.
هل هذا يعني أن السرمد حقيقة؟
لنقل لسنا ندري لكي نخرج آمنين من هذا الإحتمال المحرج.
نظرية (البيغ بونغ) تحاول إعطاءنا تفسيراً لنشأة الوجود، لكننا جميعاً نطرح السؤال التالي (و ماذا كان قبل البيغ بونغ؟) المؤمنون يقولون بوجود الله قبل الإنفجار العظيم... و غيرهم يتساءلون...ماذا كان قبل الله؟
لنعد للموضوع رغم أننا في صلبه. ما الفائدة من حياة سرمدية؟
ألا تدعو للصخب و اللغوب؟
ما الفائدة من أن نبقى سرمديين؟
السرمدية قد تكون مملّة بالنسبة للإله الخالق نفسه...فما بالك بالمخلوق.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟