أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لبنى حسن - !احترس أمامك مخ..و بيفكر















المزيد.....

!احترس أمامك مخ..و بيفكر


لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1246 - 2005 / 7 / 2 - 08:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استخدام الدين لأغراق المواطنين
الجزء الثالث
عيب حرام ممنوع كلمات تكون مثلث رعب ذو اركان حادة لسجن كل من حاول التفكير او التساؤل, لقد اختلطت المفاهيم و اشتد التعصب سواء تجاه ابناء نفس الديانة او مع اصحاب الديانات الأخرى و السؤال لماذا يخشى الناس الحوار و لماذا نتجنب مناقشة امور دينية عالقة مشكوك فى صحتها و اختلف عليها الفقهاء, لماذا يوصم كل من يفكر بالكفر او التزندق او على الأقل الأساءه الى الدين و لماذا نعتبر اجتهادات السلفيين مسلمات بل و نرفعهم الى مرتبة التقديس و نهاجم كل من تجرأ و حاول اعادة الفهم و التحليل او خرج بنتيجة مغايرة لما هو معروف و سائد.

اتعجب كثيرا من الرفض النفسى للتفكير الذى يصيب المتعلمين و حتى المثقفين حينما نتطرق لأمور دينية جدالية, فمجرد طرحى تساؤل او رأى غير مألوف للعامة كأن اعترض على رفع ما يسمى "الحجاب" لمرتبة الفرض او ان اشكك فى زواج المتعة مثلا لأجد الأخر يهاجمنى و يقوم بدور المدافع و حامى حمى الدين و كأنه مخلصه من الأشرار و الأفاقين المجادلين أمثالى, و اجد البعض الأخر يخشى مجرد الدخول معى فى مناقشة لأعتبار كلامى اساءه و تشكيك فى الثوابت! و لماذا ثبتت؟؟.. هل لتعود الناس عليها لكثرة ترديدها ام لسهولة الأعتماد على السلف؟!!

الهروب المتعمد من مناقشة أمور دينية جدالية ما هو الا اشاره لخلل معرفى و لضعف فى الفهم والأدراك و الأعتقاد و انعدام القدرة على التفكير و البحث و التحليل, فأجتهادات السلف مجرد جهود مشكورة و لكنها لا ترقى لمرتبة المقدسات و غير ملزمة لنا, فلا داعى لنرهب من يحاول النقد او حتى الرفض بل يجب ان ندعم ثقافة التفكير المنهجى و التحليل العلمى الذى يراعى كون الأسلاف بشر يخطئون و يصيبون و بالطبع متأثرون ببيئتهم و هم ابناء لثقافتهم , فتنقية التفسيرات الدينية من الشوائب و اعادة قراءة الأحاديث النبوية بهدوء و عقلانية لأستبعاد ما دس عليها هو قمة احترام الدين الأسلامى و الأتباع لأوامره التى تحث الأنسان على اعمال العقل.

ثقافة الخوف من التفكير او تقبل من ينادى بأفكار مختلفة عن ما هو سائد و متبع منذ قديم الزمان خشية الوقوع فى المحظور و تحمل المعصية ادى الى نوع من الحساسية و التعصب بل و العصبية فى التعامل مع المسلمين الذين يحاولون طرح رؤى مغايرة كالمستشار سعيد العشماوى و د| نوال السعداوى و د نصر ابو زيد و ايضا مع الأخر غير المسلم حيث اعتبروه فى مرتبة اقل, فأختفى التسامح و انتشرت ثقافة الكراهية, و كان من الطبيعى ان يكون هناك رد فعل من الجانب الأخر يأتى فى صورة تعصب ايضا و هجوم يرسخ الكراهية و يحاول شق الصف و ابراز نقاط الضعف فى التفسيرات التى خشى المسلم مواجهتها, لقد قابل التعصب الأسلامى تعصب مسيحى فبدأ الهجوم عن طريق و سائل الأعلام و بعض مواقع الأنترنت على المسلمين الذين مازالوا رافضين للحوار و كانت النتيجة ان انتشر التطرف و اتسعت الهوه و خسر الجميع.

تابعت قناة الحياه على قمر الهوت بيرد و لا اخفى اعجابى بالقناه و اسلوب المحاورين السلس و براعة الضيوف فى توصيل المعلومة بشكل بسيط لا يتعالى على فكر المشاهد العادى و بالرغم من استمتاعى بما شاهدت من برامج دارت بذهنى بعض علامات الأستفهام عن الغرض الحقيقى من بعضها, ففى برامج القمص زكريا بطرس و الأستاذ ابرهيم السايح اراهم تارة يحاولوا التأيد و التأكيد على ما جاء فى الكتاب المقدس بالقرآن او العكس لأثبات انه لا خلاف ,و تارة اجدهم يشككون فى القرآن و يعتبروه محرف, و فى احيان أخرى يتبعون اسلوب لا تقربوا الصلاة, فيذكروا نصف الموضوع بتناول بعض الآيات دون الألتفات الى كامل النص و ظروف نزوله غير مراعين ان الكثير مما ورد فى القران كان يخاطب أناس فى زمن ما و ظروف ما بعيدة عما نحن فيه, كما يقوموا بالأستعانة بالمفسرين المتشددين (ابن تيمية مثلا) الذين هم ابناء بيئتهم و تآثروا بالعادات و التقاليد فى قديم الزمان و الذين يرفضهم الكثير من المسلمين المستنيرين, و دون الأشارة لتعدد الأراء و وجود تفسيرات لمجتهدين اخرين اكثر اعتدالا (محمد عبده مثلا) و عقلانية, والنتيجة انهم يتركوا المشاهد العادى ( محدود الثقافة) فى حيرة من امره و فى حالة شك و ريبة فقد زعزعوا ثقتة ليس فى القران فقط بل فى كل الكتب السماوية و فى مصداقية القناة.

بالرغم من قراءتى فى الكتاب المقدس و القرآن فقد كنت انظر لما تقدمه القناة من منظور علمانى و حيادى بحت و لكنى وجدتنى اقول ان كان الغرض هو الحوارالحضارى حقا وليس اثارة مشاعر الكراهية و الفتنة الطائفية فلما لا ندعو المستنيرين من الطرف الأخر كدكتور سيد القمنى مثلا لعرض وجة النظر الأخرى و احداث نوع من التوازن يحث المشاهد على التفكير, لماذا تعمل القناة على تشويه الطرف الأخر و اصطياد اخطاءة و ابراز النماذج السيئة دون الجيدة؟ فعلى سبيل المثال و ليس الحصر, تبرز بعض برامج القناة النساء ممن يتبعن القرآن بشكل عام على انهن مهمشات مقهورات مظلومات دون الأشارة لأختلاف المذاهب او الطوائف او لغزو الفكر الوهابى او لأى نماذج جيدة كالقاضية تهانى الجبالى( نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا) و الأعلامية د.هالة سرحان و المفكرة د.نوال السعداوى و الدارسة للفقة رئيس تحرير مجلة حواء الأستاذة اقبال بركة و أ. فريدة النقاش و الاعلامية أمينة صبري رئيس اذاعة صوت العرب, الدكتورة زينب رضوان استاذ الفلسفة الإسلامية وعميد كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر, الدكتورة مني الحديدي استاذ الإعلام وعميدة أكاديمية اخبار اليوم للاعلام, نفيسة النشرتي مستشار أول وزارة الطيران المدني و جميعن مستنيرات محتشمات غير محجبات اصبحن مثل و قدوة فى مجالاتهم.

ارى ان ما تقوم به قناة الحياة من تعليم الناس جميعا (على اختلاف انتماءتهم الدينية) مبادىء الكتاب المقدس شيء راقى و ايجابى جدا حيث اننا بهذا نسموا بأخلاقهم و نقربهم الى الله اما السلبى هو محاولة بعض برامج القناة محاربة الأخرين و التشكيك فيهم وتشوية الكتب السماوية الأخرى ,مما يجعل الأخر يرفض ما تدعو اليه بل ويتنافى مع المحبة التى ندعو اليها جميعا.

دعوتى ليست لغلق الدفاتر او وقف النقاش بل هى دعوه لكل مثقف حقيقي, للبعد عن التعصب, والتمسك بالحيادية و الموضوعية و سعة الأفق و العمل على رقى المجتمع و تعميق روابط ابناءه و التأكيد على وحدة, فبشكل عام انا لست ضد نقد تفسيرات الكتب السماوية بل ارى الأجتهاد واجب و التطوير امانة و البحث شرف و لكنى فقط أ خشى الأنحراف عن التناول الموضوعى و الأنسياق للتهكم و السخرية و البعد عن تقديم نقاش عقلى هادىء و حوار متوازن يحث الأنسان على التفكير و التأمل, فعقلى المتواضع يرى ان الهدف من الكتب السماوية هو غرس المبادىء و القيم الأخلاقية بعيدا عن الأغراق فى التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية التى تخص بيئة و مجتمع و زمان الأنسان و ليس معتقده الدينى, كما اعتقد ان لدينا ثلاث كتب سماوية مقدسة و الأساسيات ليست مختلفة لان منبعهم واحد وهدفهم واحد ففى النهاية الجميع يصلون و يصومون و يشكرون الرب حتى تصفى نفوسهم وينفعوا مجتمعهم و يتعايشوا فى سلام داخل أوطانهم. اعلم جيدا ان هناك بعض التناقضات و نقاط الجدال بل و الضعف فى التفسيرات و هناك المتشددون و المتطرفون بل و المنافقون و اصحاب المصالح و لكن هذا لا يعنى ان نقسم انفسنا أحزابا لنهاجم بعضنا البعض و نشتت جهودنا و نبدد طاقتنا فيما لا يفيد, فلم يحدث ان اجتمع الناس على راى واحد فى مختلف العصور و الا لما تعددت و اختلفت المذاهب و الطوائف حتى داخل الديانة الواحدة, فان كان المتطرفون يهاجمون الكتب الأخرى فيما بينهم فلا يجب ان ينساق افراد المجتمع من المثقفين و المستنيرين للتعامل بنفس الأسلوب وأشعال حرب كلامية خاسرة - للطرفين - تهدد سلام المجتمع و تعيق تقدمه.



#لبنى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون مصادرة الحقوق السياسية
- !ابتسامة مصر.. ماتتنسيش
- كل خدعة وأنتم طيبين
- كبسولة أخبار(مصرية) بلا تعليق تحذير لمرضى الضغط
- انقلاب السحر على الساحر
- !ان اختلف معك احد انسفه
- حتى أنت يا....؟
- !مبروك جالك قلق
- النسكافية حلال و لا حرام؟
- سؤال شبه برىء
- من الجانى؟؟
- اخر نكتة
- حكم العسكر
- مافيش فايدة
- و مازال الحصار مستمرا
- خسارة...عادل امام
- آ لووو ريادة؟!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لبنى حسن - !احترس أمامك مخ..و بيفكر