رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 18:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من مفارقات العقل العربي انه يهتم بالرتوش البسيطة ويترك الجوهر، فمثلا نجد حديث رجال الدين عن لبس المرأة وعن تفشي الفساد الأخلاقي في المجتمع، عند جيل الشباب تحديدا، وعلى وجود العودة إلى كتاب الله وسنة نبيه
(ص)، وهناك آخر يتحدث عن الصلاة والطرق السليمة لإقامتها، والمحذورات فيها والمسموح، وكيفية الوضوء ومبطلاته، وهناك من يتحدث عن نهاية الكون وكيف أنها اقتربت معتمدا على التفسيرات والتهويلات التي كتبها فولان أو علان، ويدعوا إلى التريث والانتظار حتى يأتي الله بأمره، ونسمع من آخر بان ما يجري في بلادنا نتيجته الابتعاد عن الله، وكل ما يحدث لنا لا يغدو أكثر من غضب رباني علينا، لأننا أفسدنا في الأرض.
في العموم تستمر الغالبية من الجماعات الإسلامية في ممارسة التخدير والتجهيل لهذه المجتمعات البائسة والمتخلفة حتى النخاع، وكـأننا لا يكفينا ما نحن فيه من أوضاع، والتي أمست تشكل أنموذج رادع لكل من يسير على طريقتنا في التفكير، ومع هذا نجدهم يوزعون الابتسامات على هذا وذاك وكأنهم اكتشفوا مجرات جديدة، وما يثير الدهشة أن المستمعين بعد حديث التجهيل يقومون مهنئين المتحدث على القسط الذي حصلوا عليه من الجهل.
لسنا في موضع يسمح لنا في الانزلاق أكثر في مستنقع الخراب، نكاد لا نجد مجتمعا في العالم يقتل نفسه بيده سونا نحن، هل سأل احد من (موزعي الابتسامات) هذا السؤال؟ هل فكر في دول تحاربت لمدة تزيد عن عشر سنوات ثم توحدت، وتجاوزت الماضي؟. هل مشكلتنا في لبس المرأة؟ ام بطريقة تفكيرنا؟ هل الحديث عن كيفية الصلاة ـ في هذا الوقت ـ أهم، من الحديث عن وجوب استخدام العقل وتجنب القتل والتهجير هنا وهناك؟، لماذا يتحدثون عن نهاية العالم والموت ونحن العرب ما زلنا لم نذق طعم الحياة بعد؟ هل الدين، هو ما بعد الموت أم ما نحن فيه؟ هل الله وجد هؤلاء (موزعي الابتسامات) لكي يتحدثوا باسمه وعنه؟.
إننا نكفر بهؤلاء (الموزعي الابتسامات) فلم يعد لهم دور في البناء، ودورهم مقتصر على الهدم والقتل.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟