أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - ثقافة التسامح














المزيد.....

ثقافة التسامح


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:26
المحور: المجتمع المدني
    



اروع مثل شهده التاريخ عن (التسامح) ضربه الراحل نلسون مانديلا، اذ وصلت الممارسة التطبيقية فيه الى ان الجلاّد والضحية كانا يصطحبان معا السواح الى الجزيرة التي كان فيها الضحية سجينا ويشرحان لهم معا كيف كان يجري التعذيب في أقبية سجونها!.فلماذا لا نكون نحن ،ولو على قدر منه، مع ان التسامح يعدّ ركنا اساسيا في الاسلام الذي هو ديننا؟!
ان التسامح لا يعني ان نتخلى عن معتقداتنا وافكارنا، وانما يعني الامتناع عن غصب واكراه الأخرين لاعتناق ارائنا، او قهرهم للتخلي عن ارائهم، او الاستهزاء بوجهة نظرهم او النيل منهم. والتسامح يجعلنا ننتبه الى قضية فكرية غاية في الاهمية هي الاقرار بأن الحقيقة ليست حكرا" لطرف من دون سائر الاطراف الاخرى. ويتعاظم مفهوم التسامح كونه منظومة اخلاقية قيمية وانسانية تحكم السلوك الاخلاقي للانسان، وآلية لضبط هذا السلوك، ونهج لثبات المفهوم في العقل والقلب. وفي جانبه الاخلاقي والاجتماعي يعني التسامح قبول الاخر بحقوقه في الوجود والحرية والحياة وصيغ التعبير عن مشاعره ومعتقداته مهما كان دينه وعرقه ومذهبه.
ومع ان هنالك اكثر من مصدر لاشاعة ثقافة التسامح،فان الأسرة يقع عليها الدور الأكبر في تغذية الناشئة بثقافة التسامح،،ليس فقط بالارشاد والتبصير بما ينجم عن العنف،بل بتجسيد التسامح في تصرف الآباء والأمهات امام أطفالهم ،حيث اشارت الدراسات الى ان الابناء الذين يرون قيم التسامح بين والديهم يكونون في المستقبل قادرين على استيعاب الآخرين.
والتسامح يرتبط بمفاهيم اخرى مثل التنوع والخصوصية والمواطنة. ويفترض ان هناك تنوعا وتعددا في المجتمع ينعكس في صورة اراء وممارسات تفضي الى حالة من التعايش السلمي تتمثل في سيادة مظاهر الاطمئنان ما بين الفئات الاجتماعية المختلفة، مع شعورها بالمسؤولية في ضرورة التعايش المشترك في وطن واحد وفي ظل نظام سياسي متفق بشكل جمعي على آليات عمله التي ينبغي ان تؤدي الى سيادة مظاهر الاستقرار السياسي وغياب مظاهر التمرد والعنف والرفض لهذا النظام من قبل فئات اجتماعية تشعر انها مهمشه او مغيبة عن المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
ان التعايش وضع سياسي جيد، ولكن الافضل منه ما يصف حقيقة الحال الذي عاشه العراقيون الذين تقاسموا الويلات والنكبات وسعدوا سوية بالانتصارات، بما يحمل معنى التلقائية والانسياب العفوي للعلاقات بينهم دون احتساب للمصالح السياسية التي قد تجبر بعض الجماعات على التعايش لمدة محددة، وعين كل منها على الانفصال عن الاخر عندما يحين الوقت.
صحيح ان عمق الجراحات وبشاعة ما حصل من قتل للخصوم وتعذيب لمن يحمل افكارا غير افكار حزب السلطة لا تجعلنا قادرين على ان نتصرف كما تصرف شعب مانديلا. ولكن اليس من الواجب ان نحتذي(بخاصة السياسيين الذين يحكمون باسم الاسلام وبعضهم من يدعي ان النبي جده) بما فعله نبينا المسامح العظيم حين دخل مكه فاتحا وقال لمن قتل اصحابه المسلمين ( اذهبوا فانتم الطلقاء) ، وما فعله مع (وحشي) قاتل عمه العزيز على قلبه..الحمزة لحظة جثى على ركبتيه قائلا: (سامحني يارسول الله) فتنازعته في اللحظة ذاتها قوتان: الانتقام من قاتل أشد المحاربين واعز الناس على قلبه، وبين قوة التسامح التي أعلتها قيمه الراقية وغلبّتها على انتقام سهل..قائلا بما فاجأ الجميع:(سامحتك..ولكن اغرب عن وجهي الان).
وثمة حقيقة سيكولوجية :
ان اللاتسامح يجعل الانسان عدوانيا كارها حتى لنفسه ويائسا من اصلاح الحال..كما هو واقع العراقيين الذي وجدته في زيارتي الى بغداد قبل أيام،فيما التسامح يجعله محبّا لنفسه والآخرين ومتفائلا بالخير والسعادة..وبكل ما هو جميل..مع خالص محبتنا



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟
- حملة:من اجل اغنية عراقية فيها ذوق ومتعة روحية
- حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك
- المرجعية والتغيير في انتخابات 2014
- ثقافة نفسية(99): العراقيون وسيكولوجيا اللوم
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان- جان دمو وسركون بولص ا ...


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - ثقافة التسامح