|
عبد الحسين شعبان يسلّط الضوء على فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية
عبد الحسين شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 19:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عبد الحسين شعبان يسلّط الضوء على فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية عامر عبدالله – النار ومرارة الأمل * الفقرة التي تنشرها الزمان من كتاب الباحث الدكتور عبد الحسين شعبان، هي جزء من مقدمة كتبها لكتابه الذي سيصدر قريباً والموسوم " عامر عبدالله- النار ومرارة الأمل: فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية في العراق، وستقوم بنشره دار ميزوبوتميا، والذي يتألف من 342 صفحة من القطع الكبير، وتضمن معلومات تنشر لأول مرة، ووثائق نادرة ويتوقع أن يثير الكتاب جدلاً واسعاً حول دور الحركة الشيوعية في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد حاول الباحث على الرغم من انتمائه الطويل للحزب الشيوعي ومساهماته الفكرية والثقافية والإعلامية، أن يقدّم رؤية جديدة انتقادية للتاريخ العراقي باستشراف مستقبلي، ولم يوفر في النقد الذاتي سبيلاً بهدف البحث عن الحقيقة كما يقول . الزمان
مقدمة لم تحظ شخصية بوزن عامر عبدالله، بالاهتمام المطلوب، على الرغم من الدور الكبير الذي لعبه في تاريخ العراق المعاصر، سواءً على المستوى السياسي أو على المستويين الفكري والثقافي، بما فيه من عناصر جذب وشدّ من داخل وخارج الحركة الشيوعية، ليس على صعيد العراق فحسب، بل على الصعيد العربي أيضاً، ولعلّ ذلك يعود إلى أسباب خاصة وعامة، تتعلق بالصراعات والخصومات داخل الحركة الشيوعية، التي كان عامر عبدالله أحد أقطابها، فضلاً عن صراعات الأخيرة واحتراباتها مع قوى أخرى مهيمنة، ساهمت في إبعاد أو تهميش دورها وكذلك أدوار شخصياتها، ومن بينهم، بل من أهمهم وأبرزهم عامر عبدالله. لقد حظيت شخصيات عراقية، على تقدير دورها في الحياة السياسية والفكرية والثقافية بمساحات واسعة، رغم أنها كانت أقل تأثيراً وأكثر تواضعاً من دور عامر عبدالله، في حين لم يُذكر عامر عبدالله في الغالب سوى همساً سواءً " مدحاً" أو قدحاً، وأحياناً من باب "الترحم" على الراحلين. وحين جرت الإشارة إليه في مذكرات العديد من رفاقه، فإنها من باب المرور العابر مصحوبة أحياناً بغيوم كثيفة، وليس بعيداً عن ذلك ما ورد في كتابات أخرى، الأمر الذي يحتاج إلى معالجة تقترب من وصف ابن القارح في رسالته إلى أبي العلاء المعرّي، والتي كانت سبباً في كتابته "رسالة الغفران" حين قال: إنه لم يصنّف في معناه مثله، لصغر حجمه وكبر علمه. ولعلّ ذلك أحد أسباب توجهي لمعالجة منجز عامر عبدالله السياسي بالدرجة الأساسية والفكري والثقافي بشكل عام، من زاوية نقدية من خلال قراءة ارتجاعية للتجربة الشيوعية العراقية، خصوصاً وأن الجيل الجديد يكاد لا يسمع باسمه أو لم يتعرّف على مساهماته أو أن صورته اندغمت بما هو سائد من التباس في المواقف الشيوعية الراهنة، وقد لمست ذلك شخصياً في أوساط أكاديمية وثقافية ليست قليلة. الكتاب بهذا المعنى مزيج من الانطباعات والذكريات والحوارات والقراءات والنقد التاريخي، أردت من خلاله رسم صورة شخصية لعامر عبدالله في ديناميكيته وأهميته الجوهرية في الحركة الوطنية والشيوعية العراقية والعربية. ولعلّ أول ما دعاني إلى تأليفه، هو حرص خاص على التمييز بين التأييد والتنديد وبين النقد الموضوعي والانحياز العاطفي، ولعلّ خشيتي كبيرة من ضياع حقائق داخلية وانطماس دورها ومنجزها التاريخي في خضم صراعات وخصومات وادعاءات، وما ينجم عن ذلك من آراء متضاربة تستبد بها النوازع الذاتية والدوافع المصلحية والانحيازات الخاصة "للفرقة الناجية". وبالطبع لن أزعم أن الكتاب يخلو من الانحيازات الخاصة والدوافع الذاتية، لكن محاولتي في البحث عن الحقيقة قد تفضي إلى تقييم موضوعي ومنصف في استقصاء دور عامر عبدالله وأدوار الآخرين من "إدارات" الحركة الشيوعية وتسجيل انطباعاتي وتقييماتي عنهم، بما يتوفر لي من شعور بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية والأكاديمية، سواءً شرف المشاركة أو واجب البحث أو فسحة المتابعة والحوار والنقاش المباشر وغير المباشر. ومع كل ذلك فلا أعدّ الكتاب مانعاً، جامعاً، حتى وإن كان شهادة تحاول إجلاء الصورة بكلّ ملامحها ورتوشها. لا يستطيع أحد أن يزعم أو يدعي لنفسه أو يأخذ مكان غيره، في تمثيل الشيوعية وتاريخها، أو احتكار حق النطق باسمها سواءً كان مسؤولاً أو غير مسؤول، وفي السابق أو في الحاضر، فالحركة الشيوعية لا يمثّلها شخص أو جماعة أو إدارة، بما فيها الإدعاء بمعرفة حقائقها الواقعية وجوانب القوة والضعف فيها، تلك التي اتّسمت بالتزمت أحياناً وبالمداهنات والممالئات في أحيان أخرى، بالنفور أو الارتياح، والتي حملت عناصر ضعيفة وغير جديرة ومحدودة المعارف إلى الصدارة، وأجبرت كوادر وإدارات مجرّبة على الابتعاد، ولا يزال الكثيرون يحتفظون بذاكرتهم بمعلومات شخصية لم يدلوا بها ولهم انطباعات وأحكام خاصة عن المسيرة الشيوعية الحافلة بالبطولة والتضحية والإيثار، مثلما لديهم معلومات ووثائق لو قيلت أو نشرت لكانت صادمة. الكتاب يقدّم مشهداً عاماً للحركة الشيوعية من خلال عامر عبدالله، لجيل نهض بهذه المهمة النبيلة، تابعت بعضه في لقاءات وأحاديث خاصة وجلتُ معه في منابره وما ساهم به من كتابات وآراء، واستقصيت تفوهاته النقدية لما يُقال أو لا يقال، واستجليت حساسيته ومواقفه المعلنة وغير المعلنة، ولا سيّما لأبرز مظاهر التحوّل فيها، دون أن أغفل متابعة ما أعقبها من تطورات وتغييرات، واضعاً ذلك في مشغلٍ خاص، وذلك بهدف فلترة ما هو صالح للنشر منها، وقد استوجب منّي الأمر، الإشارة إلى عشرات الأسماء وإلى التوقف عند بعضها وكذلك إجراء مقارنات مع جهات سياسية أخرى، عزفت على الوتر ذاته في الصراعات الحزبية والسياسية، سواءً كانت في السلطة أو خارجها، وكبرت في حجمها أو صغرت.
#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقتدى الصدر والعزلة المجيدة
-
الجنادرية والمواطنة الافتراضية
-
مصر تحتاج إلى مشاركة المهزوم لا الانتقام منه
-
استمرار الصراع في سوريا هو مصارعة على الطريقة الرومانية
-
نتنياهو وتصريحات كيري!
-
الحزين الذي لم تفارقه الإبتسامة
-
التباس مفهوم -الأقليات-
-
الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة
-
دستور تونس والعقدة الدينية
-
من أين ظهر هذا التنين؟
-
المعايير الدولية للمحاكمة العادلة: قراءة في الفقه القانوني ا
...
-
رحل العروبي -الأبيض- !
-
“الوجه الآخر” لتركيا
-
جنيف 2 واستعصاء الحل!
-
النجف في الجامعة اليسوعية
-
مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!
-
دستور مصر: في الطريق إلى الاستفتاء !
-
جدليّة الكولونيالية !
-
العودة إلى ما قبل أوسلو
-
تركيا وبرزخ «الفساد»!
المزيد.....
-
الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
-
انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
-
ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر
...
-
-مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
-
سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء
...
-
شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
-
انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
-
سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|